هكــذا يتسبـب غــاز مونوكسيــد الكربـون  في الـموت خلال دقائــق!
عاشت ولاية قسنطينة مؤخرا حوادث اختناق بالغاز عادة ما تسجل كل شتاء، و أودت خلال عطلة نهاية الأسبوع فقط، بحياة ثلاثة أشخاص، بينهم شاب و زوجته الحامل، ما جعل المختصين يدقون ناقوس الخطر و يدعون المواطنين باتخاذ الاحتياطات اللازمة، بالأخص ما تعلق بالتهوية و مراقبة سلامة أجهزة التدفئة و التسخين، لاسيما أن أحادي أكسيد الكربون  يتسبب في موت مستنشقه خلال دقائق وأحيانا فورا.
خلال حملة تحسيسية حول مخاطر تسربات الغاز نظمت مؤخرا بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة، أوضح مختصون أن الموت يحدث في حالة استنشاق غاز ثاني أكسيد الكربون، أو أحادي أكسيد الكربون (مونوكسيد الكربون) الذي يبقى الأخطر على الإطلاق، حيث يهاجم كريات الدم الحمراء مباشرة، إضافة إلى مخ الإنسان، ويؤدي إلى الغثيان، ثم الشلل و بعدها الموت.
ويشعر مستنشق هذا الغاز أنه على وشك الموت، و عندما يصل إلى كريات الدم الحمراء يشل حركته، فيستسلم للأمر، كما أن سرعة بلوغ أحادي أكسيد الكربون إلى رئتي الإنسان، تفوق 200 مرة سرعة استنشاق الأكسجين، وأضاف المختصون أنه كلما زادت نسبة تسرب هذا الغاز كان الموت أسرع، حيث تؤدي نسبة 0.1 بالمئة منه إلى الوفاة خلال ساعة واحدة، و إذا كانت 1 بالمئة فإن 15 دقيقة تكون كافية للموت، أما إذا وصلت النسبة إلى 5 بالمائة فما فوق، فإن مستنشقه يفارق الحياة على الفور، مؤكدين أن هذا الغاز يتسبب في الموت بنسبة 95 بالمئة من الحالات، أما الخمسة بالمئة المتبقية من الغاز الطبيعي، تؤدي إلى حدوث انفجار وليس التسمم والاختناق.
عائلات تعرض حياتها للخطر من أجل الزينة!
و ذكر منشطو اللقاء، أن مونوكسيد الكربون يتميز بأنه غاز محروق لا رائحة ولا لون له، لكن يمكن للمواطن أن يعرف إذا كانت المدفئة تُسرب الغازات المحترقة، بوسائل بسيطة ولا تحتاج لمجهود كبير، حيث أن لون الشعلة يكون أزرق و يتحول إلى البرتقالي أو الأصفر في أعلاها، على ألا تتجاوز نسبة اللون الأصفر 20 بالمئة، كما يمكن التأكد من سلامة جهاز التدفئة، من خلال مسح الأرضية أسفله، فإذا وجد غبار أسود عليها، فهذا يعني أن هناك احتراق  للغازات يُنذر بالخطر.
وتمت الإشارة خلال الندوة، إلى مجمل الأخطاء المرتكبة من طرف المواطن و التي تم اكتشافها خلال الخرجة التي قامت بها مصالح سونلغاز و الحماية المدنية، و منها تواجد الغالق الرئيسي للغاز على مستوى المطبخ، وهو أمر خطير، لأنه في حالة وجود تسرب من الفرن، فإن صاحب المنزل سيتوجه إلى موقع الخطر مباشرة لمحاولة إغلاقه.
كما تبين أن بعض العائلات، تضع مواد قابلة للاحتراق في الخزانة الخارجية والمحاذية لباب المنزل، رغم أنها تضم الأنبوب الرئيسي للغاز الخاص بكل العمارة، كما يتم بناء سقف لتلك الخزانة، عوض ترك مكان للتهوية، كما اتضح أن هناك من يستعمل أنابيب مطاطية منتهية الصلاحية، أو وفق مخطط يتم وضعه بقرار فردي دون اللجوء إلى مختصين، للحفاظ على مظهر البيت، فيما يقوم آخرون بتعويض الأنابيب النحاسية بالمطاطية من أجل الزينة.
هذا ما يجب فعله إذا وقع تسرب..
قدم المتدخلون و بينهم مهندسو أمن بمديرية توزيع الكهرباء و الغاز، جملة من النصائح من أجل الوقاية من الاختناق بالغاز، ومنها تنظيف المدفئة مرة واحدة على الأقل كل سنة، قبل حلول فصل الشتاء، مع عدم القيام بذلك بشكل فردي بل باللجوء إلى خبراء في المجال، كما تُمنع محاولة التأكد من تسرب الغاز بولاعة، و يجب القيام بها باستعمال الصابون.
ويُنصح أيضا بعدم ترك حنفية المياه مفتوحة ، خاصة عند انقطاعها، لأن الغاز سيتسرب من سخان الماء في حالة عودة جريانها، كما يجب عدم وضع هذا الجهاز في مكان مغلق، إلى جانب تفادي استعمال قناة المدخنة لمسافة طويلة، لأن خطر التسرب سيكون أكبر، و يفضل عدم استخدام القناة التي تأتي في شاكلة آلة الأكورديون لأنها هشة وسهلة للاختراق، مع إلزامية وضع ثقوب صغيرة على الأبواب التي تغطي مساحات التهوية.
و تم تقديم نصائح لصاحب البيت إذا شم رائحة الغاز، فأول ما عليه القيام به، هو الاستلقاء أرضا وفتح باب المنزل، ثم التوجه مباشرة إلى الصنبور الرئيسي للغاز من أجل غلقه، مع تفادي إشعال أي إنارة أو أي جهاز يمكن أن يسبب شرارة، و ذكر المختصون أن الملابس يمكن أن تؤدي إلى إحداث شرارة لوجود مواد قابلة للاحتراق في بعض أنواع الثياب.        
حاتم/ب 

الرجوع إلى الأعلى