18 بالمئة من المصابين بحب الشباب يعتمدون على وصفات  الإنترنت
كشفت دراسة ميدانية بأن 60 بالمئة من فئة الشباب بالجزائر، يعانون من حب الشباب، من بينهم 18 بالمئة يعتمدون على  الوصفات الجاهزة  التي توفرها مواقع شبكة الإنترنت  أو شراء الأدوية من الصيدليات، دون استشارة  الأطباء المختصين، مما يضاعف من معاناتهم  .
الدراسة الميدانية أشرفت عليها مصلحة طب الجلد بمستشفى مصطفى باشا الجامعي بالعاصمة، و مست حوالي ألف شخص من الجنسين تتراوح أعمارهم بين 14 و 24 سنة، وهي مرحلة عمرية تظهر فيها تغيرات فيزيولوجية عديدة. استنادا إلى مصادر طبية مكلفة بتوزيع الاستمارات وجمع البيانات، تحت إشراف البرفيسور عمر خوجة ، فإن هذه الدراسة دامت نحو أربعة أشهر. و تنص على توزيع استمارات أثناء مقابلة أفراد العينة، و تتضمن عدة أسئلة من بينها الوزن، نمط المعيشة، نوعية الأكل إلى جانب مدى ممارسة المستجوب للأنشطة الرياضية.
نتائج الدراسة ساعدت الأطباء و الباحثين للوقوف على طبيعة الداء وسبل الوقاية و العلاج، باعتبار أن حب الشباب  له تأثيرات عميقة على الوجه تحديدا، فضلا عن تداعياته على الصحة النفسية للمصاب في هذه الفترة العمرية، حيث تثير قلقا وتوترا، مما يؤدي بالبعض الى الانزواء و الانطواء عن العالم الخارجي، كما يشعر البعض الآخر بعدم الثقة في النفس، لكون الوجه مرآة عاكسة لشخصية الفرد، و يتعرض لانتقادات لاذعة من المحيطين به . الأطباء أوصوا المصابين بعدم محاولة إزالة حب الشباب  بالطرق اليدوية، أو استعمال المراهم و الأعشاب و الزيوت الطبيعية، دون استشارة أطباء متخصصين في المجال، ،فمعظم الندوب من الصنف الثالث الخطير،  تنتشر في الوجه والظّهر، و تتميّز ببثورها الدّرنية، وهي تكيّسات ضخمة تتداخل فيما بينها، لتكوّن أنفاقا جلدية.
و أكد طبيب مختص شارك في انجاز الدراسة  بأن عديد الشباب يلجأون إلى علاجات خاطئة، حيث يعتمد البعض على اقتناء الادوية باستشارة الصيادلة بنسبة 12 بالمئة، فيما يعتمد البعض على الإنترنت بنسبة 6.7 بالمئة،  بنسبة إجمالية تفوق 18 بالمئة،  دون أن يكلف المصاب نفسه عناء استشارة طبيب مختص في أمراض الجلد. و أشار  محدثنا بأن  حب الشباب هو مرض جلدي تهيجي أو التهابي، ناتج عن تغيرات في المسامات الجلدية والغدد الدهنية المصاحبة لها، و الشائع منه يسمى "اكسيني فيلقارسي"، فالإفراز المفرط للزيوت من الغدد، بالإضافة إلى وجود طبقة طبيعية من الخلايا الجلدية  الميتة يسد المسامات، الأمر الذي يؤدي إلى تجمع الإفرازات الدهنية تحت المسامة المسدودة، مما يوفر بيئة لتكاثر البكتيريا وبالتالي يتهيج الجلد. علما بأن معظم البكتيريا المسببة لحب الشباب لاهوائية، حيث أن  95 بالمئة من المصابين بحب الشباب، يعانون من الندوب الناتجة عن التهاب، و تصنف ضمن تأثيرات حب الشباب، بناء على نوع الالتئام غير الطبيعي.
وخلصت  نتائج البحث الميداني بأن 37 بالمئة من أفراد العينة يصفون مشكل ظهور الداء في هذه المرحلة بالكارثي، في حين أكد 35 بالمئة بأن وضعهم  الصحي يؤرقهم، وفي كل الحالات فإن علاج حب الشباب ممكن حاليا بالأدوية أو المضادات الحيوية الموضعية أو بالعلاج الضوئي بالأشعة فوق البنفسجية الذي حقق، كما قال الأخصائي، نتائج إيجابية فاقت 75 بالمئة، إلى جانب أشعة الليزر التي ثبتت قيمتها العلاجية، حيث أنها تحرق الغدة الدهنية و تقتل البكتيريا .
هشام ج

الرجوع إلى الأعلى