مناوبات ليلية لجراحي الأسنان الخواص
لجأت مؤخرا الكثير من العيادات الخاصة بطب و جراحة الأسنان بالجزائر العاصمة و بومرداس، لتغيير ساعات نشاطها، من خلال فتح أبوابها ليلا و خلال عطل نهاية الأسبوع، في محاولة لجلب و إرضاء زبائن يعاني الكثير منهم، خاصة الموظفين، من عدم ملاءمة أوقات فراغهم لمواقيت عمل هذه العيادات.
لطالما شكل الوقت عائقا بالنسبة للكثيرين، خاصة الموظفين، ممن يرتبطون بساعات عمل محددة و طويلة، تنتهي بانتهاء عمل عيادات جراحة الأسنان، ما يحرمهم من الاستفادة من خدماتها خلال الأيام العادية، كما يصعب ذلك حتى خلال يوم السبت الذي يشهد إقبالا كبيرا لمختلف الفئات، ما يخلف اكتظاظا كبيرا فضلا عن أن العمل ينتهي في غالب الأحيان عند منتصف النهار.
و فيما لا يزال التكفل بالأسنان في أي وقت، أمرا صعبا بالنسبة للكثيرين، تغيرت الأوضاع ببعض ولايات الوسط الجزائري، فببومرداس مثلا و العاصمة، تجد انتشارا ملفتا للوحات الإشهارية لعيادات طب و جراحة الأسنان التي تعلن عن مواعيد عمل جديدة ، أنهت معاناة فئة كبيرة من المجتمع، بعد أن أصبح التوجه إليها ممكنا في المساء، و حتى في عطلة نهاية الأسبوع.
النصر قصدت إحدى هذه العيادات بمنطقة الحلايمية بولاية بومرداس، فأكد الطبيب بأنه بدأ النشاط مند أزيد من سنة، و رغم أنه يعمل في تجمع سكني جديد، إلا أن مواقيت عمله ساهمت في جلب زبائن كثر، كما قال لنا، و ذلك بعد أن قرر
العمل بنظام دوام  يختلف عن زملائه، حتى في نفس المنطقة، لما يطرح من إشكال لدى فئة الموظفين، خاصة الذين يعانون من أجل التكفل بأسنانهم و يجعلهم يهملون ذلك، حيث قرر فتح عيادته بداية من الثامنة صباح، إلى غاية التاسعة ليلا، فيما يمتد العمل حتى 11 ليلا في فصل الصيف، بمعدل 7 أيام على 7.
الظاهرة انتشرت بشكل ملفت بنفس الولاية و كذا الجزائر العاصمة، حيث نجد أن العيادات الجديدة و حتى القديمة منها قد ركبت الموجة و غيرت مواقيت عملها، فنجد بمنطقة الرغاية إحدى العيادات القديمة تتبنى هذا النظام، حيث تعمل طبيبة أسنان خلال النهار إلى غاية الخامسة مساءا، فيما يواصل زوجها و هو طبيب أسنان أيضا العمل ليلا إلى غاية خروج آخر زبون من العيادة، و هو النظام الدي أثلج صدور الكثير من المرضى الذين التقليناهم داخل هذه العيادة، حيث اعتبروه إيجابيا و جنبهم الغيابات المتكررة عن العمل، من أجل علاج ضرس مريض ، أو تأجيل عملية جراحية و التعرض لمضاعفات كبيرة بمرور الوقت.
نفس النظام، قرر بعض الأطباء العامين إتباعه بوسط البلاد، قصد تقريب الخدمة من المواطن و التكفل بالحالات الاستعجالية خاصة خلال الليل، أين يتقاسم أحدهم عيادته مع جراح أسنان ببودواو في بومرداس، كما يشاركه في مواقيت العمل التي وجد فيها الكثيرون ممن التقيناهم على مستواها، ضالتهم.
إيمان زياري

الرجوع إلى الأعلى