صيادون يتصدون لحملات  إبادة  تستهدف الحيوانات البرية
وسط طبيعة قاسية و جميلة في الوقت ذاته، و بين صخور عملاقة جعلت المستعمر الفرنسي يعجز عن قهر أبطال كبدوه خسائر بالجملة، يتوغل فريق من الصيادين ببومرداس، حاملين بنادق و حب لهواية لا يأبهون  لمخاطرها، بقدر مايهتمون بمحاربة من يصفونهم بممتهني الصيد الجائر، و تحقيق التوازن البيئي و الطبيعي عبر الصيد المنظم، في انتظار بزوغ شمس “صيد سياحي” بالجزائر، يتلهفون لأن يكون في المستقبل القريب.
بالرغم من اختلاف تكوينهم، إلا أن عشق الصيد، و حب البيئة و العمل من أجل المحافظة على الحيوانات من الإبادة التي يمارسها الصيادون الجائرون، جمعهم تحت غطاء تنظيم واحد، اختاروا له اسما يرون أنه الأنسب لهواية نبيلة بقدر نبل واجب شهداء منطقة بوزقزة قدارة بولاية بومرداس، التي أركعت الإستعمار، و عجز عن التوغل وسط جبالها الخلابة، فحملوا اسم “أبطال بوزقزة”، لتحقيق أهداف سامية يتصدرها تحقيق التوازن البيئي و الطبيعي عبر الصيد المنظم.
النصر تقربت من الجمعية، و حاولنا التعرف بشكل أكبر على نشاطاتها و أعضائها و حتى أهدافها و مشاكلها، فأكد رئيسها السيد كمال نافع ، بأن الجمعية و رغم كونها فتية و حديثة المنشأ، إذ تأسست في تاريخ 27 فيفري من العام الفارط، و لم يتمكن أعضاؤها من الحصول على الاعتماد للشروع في مزاولة النشاط، إلا بعد مرور 6 أشهر، غير أنها رفعت شعار التحدي، و ضبطت مخططا محكما لمحاربة أخطر شئ يهدد الحيوانات، خاصة البرية منها بالمنطقة، عبر محاربة من يطلق عليه في قاموس الصيادين “مجرمي الصيد الجائر”.
 السيد نافع الذي تحدث عن خروقات من طرف الكثير من الصيادين أعداء البيئة و الطبيعة، أكد بأن الهدف الرئيسي للجمعية، لا يكمن في توقيف الصيد بشكل نهائي، بل تشجيع العملية ضمن إطارها المنظم، و ذلك من خلال عمليات صيد منظمة تكون خارج موعد التزاوج و التكاثر، و بعد دراسة معمقة تثبت إمكانية ذلك من عدمه.
و أشار رئيس الجمعية إلى بعض الخروقات و التجاوزات، خاصة تلك الممارسة في حق بعض الطيور و الخنازير، و أوضح بأن الجمعية كتنظيم، يشارك أعضاؤها منذ تأسيسها، بالتنسيق مع مختلف الجهات خاصة البلديات، في حملات محاربة الحيوانات الضالة التي تشكل خطرا مزدوجا على الإنسان و المحاصيل الزراعية، مؤكدا بأنهم يسعون بذلك ، للتقليل من أعداد الخنازير المنتشرة بالبلديات و ليس إبادتها، مثلما يقوم به البعض، لأن هذا العمل يخل بالاستقرار البيئي و الطبيعي معا.
الباب مفتوح للجنس اللطيف
الجمعية الـتي تتكون من قرابة 40 صيادا، يقول السيد نافع، بأن أغلبهم إطارات بالدولة، و قد ترك باب الانخراط مفتوحا أمام محبي الصيد، و لم يستثن من ذلك رجلا و لا امرأة، ما شجع على انضمام سيدتين للفريق، إحداهما محامية، و الثانية سيدة أعمال تمارسان الصيد ضمن فريق واحد أشرف على الكثير من التظاهرات، أين تمكن من جمع صيادين من مختلف ولايات الوطن، في دورة وطنية بين الصيادين في الرماية على الهدف الثابت، فضلا عن تنظيم رحلات إلى الغابات، و حملات تحسيسية للحفاظ على البيئة، عمليات تنظيف للغابات و تكريمات لأٌقدم صيادي الجزائر.
و عن العراقيل التي تواجه الجمعية، تحدث رئيسها عن الذخيرة و ندرتها ، ما يعرقل نشاط الجمعية و يدفع بأعضائها إلى ضبط العمليات على أساس ما توفر من ذخيرة ، و يقول بأن كل صياد يمون نفسه، في ظل استمرار الإشكال منذ توقيف البيع خلال العشرية السوداء، و أكد من جهة أخرى بأن المساعي جارية، بالتنسيق بين الفدرالية الوطنية للصيادين و محافظة المديرية العامة للغابات، بشأن حل مشكل رخصة الصيد، الذي أكد أنه سيكون قريبا، حسب بوادر الانفراج التي تلوح في الأفق.
الصيد السياحي بالجزائر حلم كل هاو
جمعية أبطال بوزقزة التي تسعى بالدرجة الأولى للحفاظ على السلالات الحيوانية من الانقراض، قالت بأنها تحلم بأن يكون للجزائر “صيد سياحي”، في ظل توفر كافة الامكانيات و الظروف التي، قال السيد نافع، بأنها تسيل لعاب الأجانب، كلما حضروا لزيارة الجزائر، متحدثا بأن الدولة باتت اليوم و بعد تحقيق الإستقرار الأمني، مطالبة بالاستثمار في هذا المجال لجلب السياح و العملة الصعبة، مثلما تتبناه الكثير من الدول، خاصة العربية منها، كالإمارات و حتى الجارة تونس، و هو الاستثمار الذي أوضح بأنه بحاجة إلى قانون يؤطره و يحمي من يمارسه ضمن الحدود الوطنية.و في انتظار حل مشكل الذخيرة، و تبني خيار الصيد السياحي، يبقى أبطال بوزقزة و أمثالهم من محبي الصيد و الحيوان وسط بيئة صحية، يمارسون هوايتهم بكل حب، فاتحين الباب أمام من يشاركهم هذا الحب، حتى من صغار السن ليكون النضال أكثر قوة.
إ.زياري

الرجوع إلى الأعلى