تحولت ولاية جيجل خلال السنوات القليلة الماضية، إلى إحدى الوجهات السياحية المفضلة على الساحل الشرقي للجزائر، و ذلك بفضل طبيعتها الخلابة و شواطئها الساحرة، على الرغم من السلبيات الكثيرة، على غرار النقص الفادح في أماكن الإيواء و نمو تجارة كراء الشقق التي ما فتئت ترتفع أسعارها في ظل غياب المنافسة، فضلا عن نقص الخدمات و غياب أماكن النزهة والترفيه، و الابتزاز المفروض من قبل عصابات المظلات و الحظائر، و يبدو أن هذه العوامل، أصبحت نقطة سوداء ، و هو ما يعكسه الإقبال المحتشم للمصطافين خلال الموسم الحالي، و ذلك ما يتبين من خلال ما وقفت عليه النصر أثناء يوم قضته بين شواطئ و مدن جيجل.
روبورتاج : عبد الرزاق مشاطي
عبر الطريق الوطني رقم 27 بولايتي قسنطينة و ميلة، اتجهنا على غرار الآلاف من المسافرين و المصطافين الذين يسلكون هذه المحاور الصعبة، نحو ولاية جيجل، متحدين ضيق المسالك و اهتراء الإسفلت و كذا المنعرجات و المنحدرات الخطيرة، بالإضافة إلى خطر انهيار الصخور من الجرف الصخري، وبالدخول إلى ولاية جيجل، تبدأ ازدواجية الطريق، و تتقلص الخطورة، حيث يصبح السفر ممتعا، بمجرد الخروج من مدينة الميلية، فانطلاقا من منطقة الجناح، يظهر الأزرق الكبير على يمين الطريق، مضيفا مشهدا مبهجا، غير أن مناظر البنايات غير المكتملة و الزراعة العشوائية و كذا الأراضي البور، و الوديان غير المهيأة، تشوش على ما يشاهده الزائر و المار بهذه الأماكن.
شواطىء ولاية جيجل الممتدة على عشرات الكيلومترات بين ولايتي سكيكدة و بجاية، انطلاقا من بني بلعيد و وصولا إلى زيامة منصورية، منها الرملية و منها الصخرية، حيث تتميز بالتنوع و جمال المناظر الطبيعية، التي تمزج بين الرمال الذهبية و الجبال المخضرة، و نقاء المياه، و الكثير من هذه الشواطئ مخصصة للسباحة، إذ يصل عددها لحوالي 22 شاطئا محروسا، غير أن نقص التهيئة و انعدام المرافق، هي السمة التي تجمع بين مختلف هذه الأماكن.
شواطئ تغرق في الأوساخ و مطاعم بدائية لا بديل عنها
معظم هذه الشواطئ التي يقصدها المصطافون من كل الولايات المجاورة، لا تحمل من أسمائها الجميلة أية صفة، فمداخلها غير مهيأة تماما، و معظمها ضيقة و ترابية، تغطيها الرمال الساخنة، التي تحرق أرجل مرتاديها، فبداية من مداخلها يقابلك شباب يطلبون مباشرة دفع أجرة التوقف بالحظائر المقابلة للبحر، قبل حتى أن ينزل السائق من السيارة، و دون أن يحاول هؤلاء فهم المدة التي سيقضيها أي زائر بالمكان، يطالبونه مباشرة بدفع مبالغ تتراوح بين 100 و 200 دج، و على امتداد هذه الشواطئ تصطف بنايات عشوائية من القصب و القصدير.
هذا المشهد الذي يكاد يتكرر في معظم الساحل الجيجلي، حاولنا نقله من شاطئ سيدي عبد العزيز، الذي يبعد عن مدينة جيجل بحوالي 30 كيلومترا، فأول ما يلاحظ هو خطورة الوصول إليه عبر السيارة، حيث تشق المدخل سكة القطار، و نحن نعبر هذا المدخل الترابي، اقترب منا شابان يحملان مجموعة من التذاكر، و قالا بأننا يجب أن ندفع 100 دينار للدخول، و بعد أن أخبرناهما بأننا سنغادر المكان و لن نمكث على الشاطئ، قالا بأننا يجب أن لا نبقى أكثر من 15 دقيقة، و بلهجة فيها الكثير من العدوانية.
غياب النظافة هو أول ما يلفت الانتباه، فقوارير المياه الفارغة و عبوات المشروبات و أكياس القمامة و جذوع الأشجار المحروقة و غيرها من الأوساخ، منتشرة على مد النظر، و يبدو أن المكان لم يخضع لأية عملية تنظيف منذ أيام طويلة، و على حافة رمال الشاطئ، تقع عشرات البنايات الفوضوية المبنية من القصدير و الخشب و كذا القصب، هي عبارة عن مقاه أو مطاعم للأكل السريع.
 ساندويتش البطاطا المقلية  بـ 200 دينار!
هذه المحلات لا تشجع الناظر إليها حتى على التفكير في تناول الطعام بداخلها، فشكلها و موقعها في الهواء الطلق، وسط الغبار و دخان السيارات، و كذا الظروف المحيطة بها، فضلا عن انتشار الأوساخ، قد يجعل من أي طعام يحضر بها، خطرا على الصحة، و على الرغم من ذلك إلا أن الإقبال عليها كبير من المصطافين غير المبالين بكل هذه الأمور، زيادة على الأسعار المرتفعة، حيث أن «ساندويتش» واحد من البطاطا المقلية بالبيض لا يقل عن 200 دج، لا يكاد يكفي لشخص واحد.
و بالرغم من توفر مراحيض و مرشات، إلا أنها وضعت داخل حاويات حديدية، شكلها غير لائق، و استعمالها غير مجاني، فالمصطافون مطالبون بدفع مبالغ تتراوح بين 20 دج و 100 دج، لقضاء حاجياتهم البيولوجية أو الاستحمام من ملوحة مياه البحر، و لا يختلف الأمر كثيرا بباقي الشواطىء، وصولا إلى مدينة جيجل، فبشواطىء صخر البلح و المزاير و بازول و تاسوست، تتكرر نفس المشاهد التي ذكرناها، مع اختلاف بسيط، و تباين في حجم المشاكل من مكان لآخر.
كارثة بيئية بشاطئ «كتامة» الشهير

معظم الشواطئ تقع على مقربة من تجمعات سكنية، بعضها مصنفة كبلديات، و أغلب عمرانها بني على حافة الطريق، غير أنها تفتقد للخدمات، فالمحلات بها إما مقاه أو مطاعم، لا توفر الكثير من الخيارات، التي غالبا ما تكون محدودة، و بأسعار مرتفعة، حيث يكون الزبون مضطرا لا مخيرا، بسبب محدودية العرض، و على  بعد عشرات الأمتار من مدخل مدينة جيجل، يظهر جليا بأنه لم يتم التحضير جيدا للموسم السياحي، فالمناظر على جانبي الطريق خير دليل على ذلك، فمشهد الأعشاب الطويلة و الأشواك و الأتربة، لا تعطي الانطباع للزائر بأنه يوجد على مدخل إحدى أكبر المدن الساحلية بالجزائر.
و بمجرد الدخول إلى جيجل يقابلك الشاطىء الوحيد بالمدينة، و هو شاطىء كتامة الشهير، لكن يبدو أنه لم يعد كذلك، فحظيرته الترابية غير المهيئة، كانت شبه خالية من السيارات، و أصحاب المظلات يركضون خلف كل من يمر بالمكان، في محاولة يائسة لكسب بعض الزبائن، و قد بدا جزء كبير من هذا الشاطئ خاليا من المصطافين، اقتربنا لمعرفة السبب و قد عرفنا ذلك، من الرائحة الكريهة لمياه الصرف الصحي، توغلنا أكثر لنشاهد منظرا منفرا، حيث أن سيلا من المياه القذرة ينزل بغزارة من المدينة، و ينساب على الرمال، مشكلا جدولا، ليصب مباشرة في الشاطىء، محولا مياه البحر إلى اللون الأسود، وسط روائح كريهة لا يمكن احتمالها حتى لثوان معدودة.
و الغريب في الأمر أن العديد من المصطافين، و من بينهم أطفال كثر، يسبحون في الجزء الأخر من الشاطىء، الواقع بجانب الميناء العسكري، بالرغم من أن المياه القذرة كانت تصل إلى هذا الجزء بشكل واضح، رغم أن البحر كان هادئا جدا، و هو أمر ينذر بكارثة صحية، حيث أن هذا الشاطىء يفترض أن يغلق تماما، و لدى تتبعنا لمصدر هذه المياه القذرة، اكتشفنا بأنها تأتي من قنوات كبيرة مخصصة للصرف الصحي، لتصب في البحر، و لم ينته تلوث الشاطىء عند هذا الحد، فالأوساخ و القمامة تملأ الرمال، حيث يجلس المصطافون بجانبها، في مشاهد تضر بسمعة جيجل، و تجعل السياح يتجنبونها.
محور دوران يجذب المصطافين لالتقاط الصور!
خرجنا من الشاطىء محاولين البحث عن مكان أكثر جذبا للزائر في هذه المدينة التي يقصدها ملايين المصطافين كل صيف، تجولنا في أرجائها، لكن لم يلفت انتباهنا شيء مميز، فباستثناء الميناء العسكري، و الذي ترتفع أسواره، فلا يظهر من البارجات البحرية سوى الشيء القليل، مما يجذب أنظار الزوار إليها، خاصة أن هذه السفن لا تشاهد إلا نادرا و في مواقع قليلة جدا.
سألنا بعض سكان المدينة عن أهم مكان يمكن للسائح أن يلتقط فيه صورا، ليحتفظ بذكرى زيارته لهذه المدينة، فوجهونا إلى مكان قريب، كنا قد مررنا به لكن لم نتوقف به، لأننا نعرفه بحكم زياراتنا السابقة، و يتعلق الأمر بنقطة دوران، على شكل نافورة، وضع بداخلها مجسم لسفينة شراعية صغيرة من النحاس، و الملفت أن الزوار يتهافتون على التقاط الصور أمام نقطة الدوران هذه، و قد استغل بعض الشباب الأمر، لجلب بعض أنواع الطيور، التي يدفع الزوار المال ليأخذوا صورا معها.
كورنيش جديد خال من الزوار  و تنعدم به الخدمات
أما الكورنيش، الذي يفترض أنه مكان للتنزه و الاسترخاء، و التمتع بجمال البحر، فلا شيء من هذه الأمور تتوفر فيه، حيث علمنا أن هذا المكان قد هيأ حديثا، لكن تجديده لم يكتمل، و قد وضع على حافته سياج حديدي أخضر، كما ركبت به بعض الكراسي الحديدية غير المريحة، المتباعدة عن بعضها البعض، فيما نصبت في المكان أكشاك طليت بالأحمر و الأبيض، تشبه إلى حد بعيد الحجرات المتنقلة لأعوان الأمن في مداخل ورشات البناء، غير أن هذه الأكشاك مغلقة، و من الواضح أنها لم تزود بالمعدات و كذا الشبكات الضرورية، لتبدأ في العمل، و الجلوس على حافة الكورنيش لمشاهدة البحر، قد لا تكون بالمتعة التي يتخيلها القارئ، فالروائح الكريهة للقمامة و الفضلات البشرية، و كذا منظر الأعشاب اليابسة و القوارير التي تملأ المكان، تجعل من الجلوس هناك أو حتى أخذ صورة، ليست بالفكرة الجيدة.
شوارع جيجل لا تختلف في شكلها عن معظم المدن الجزائرية الساحلية، فجانب منها قديم بني أيام الاستعمار الفرنسي، لا يزال يحافظ على طابعه، و لو أن ألوان البنايات أصبحت باهتة، و عوامل الزمن فعلت فعلها، أما الساحات قليلة، و لعل أشهرها، ساحة عبان رمضان، التي يجلس بها كبار السن و المتقاعدون، وسط المقاهي المنتشرة بكثرة في المكان، أما سوق المدينة فيقع وسط هذه الشوارع، حيث يعرض الباعة منذ الصباح الباكر، شتى أنواع الخضر و الفواكه، و خاصة الأسماك الطازجة، التي يشتهر بها هذا السوق، و الذي يقصده الزوار من أماكن عدة، خصيصا لشراء الأسماك التي تختلف أنواعها و أشكالها، و تمنح روائحها طابعا مميزا للمكان.
فنادق متواضعة بـ 7 آلاف دج لليلة
و الكثير من بنيان المدينة إما جديد كليا أو بني بعد الاستقلال، لكن الكثير من هذه المباني غير مكتملة أو باهتة، أما المحلات المقابلة للبحر، فمعظمها ورشات للحرف المختلفة، كالنجارة و الميكانيك، أو بيع الأثاث و الأجهزة الكهرومنزلية، و قلة منها مطاعم، أو متاجر للمواد الغذائية، و الملاحظ هو غياب أماكن الترفيه، فحتى الألعاب المخصصة للأطفال لا تتوفر على الكورنيش أو بالساحات القليلة للمدينة.
و إذا أردت تناول الطعام في مدينة جيجل، فالمطاعم متوفرة و بكثرة، لكنها متشابهة، و تقدم نفس الخيارات تقريبا، و إن كانت الأسعار مرتفعة نوعا ما، فسعر الدجاجة المشوية يصل لـ 900 دج، و سيخ الشواء من لحم الدجاج لا يقل عن 40 دج، فيما تتراوح أسعار الأطباق بين 400 و 1000 دج، على حسب النوع و اختلاف المكونات، أما المطاعم الفاخرة فتعد على الأصابع، و معظمها مختصة في الأسماك، غير أن دخولها قد يقتصر على طبقة معينة، حيث أن وجبة لشخص واحد، لا تقل عن 1500 دج، حسب ما اطلعنا عليه.

و تتوفر مدينة جيجل على عدد من الفنادق المتواضعة، المطلة على الواجهة البحرية، و التي تحتوي كلها على عدد قليل من الغرف، و خيارات محدودة جدا، ضف إلى ذلك فإنها لا تقدم وجبات الغذاء أو العشاء، باستثناء الفطور، الذي يدخل ضمن فاتورة المبيت، و رغم ذلك فإن المبيت لليلة واحدة بفندق «كتامة» القديم، أو فنادق خاصة مثل «الإقامة» أو «تاغراست» و «قلاسيي»، لا تقل عن 4 ألاف دج، و في ظروف أقل ما يقال عنها بأنها عادية جدا، غير أن هناك فندقا أو اثنين أحسن نوعية و خدمات، على غرار فندق «دار العز»، و على العموم فإن أسعار الفنادق تتراوح بين 4 ألاف و 1 مليون سنتيم لليلة الواحدة.
الوسطاء يرفعون ثمن الشقق رغم تراجع الإقبال
العدد الكبير من المصطافين الذين يزورون جيجل لا تكفيهم هذه الفنادق التي تعد على الأصابع، حيث يقيم السواد الأعظم منهم، في الشقق و المساكن، فبمجرد الدخول إلى ولاية جيجل، تقابلك الملصقات التي تحمل إعلانات كراء المنازل، في كل مكان على إشارات المرور، و اللافتات المخصصة للإرشادات، على الأشجار و الصخور، و حتى على زجاج السيارات، و داخل المقاهي و المحلات و المطاعم، كلها إعلانات تحمل أرقام هواتف، هي غالبا لوسطاء، يشتغلون كسماسرة كراء.
أسعار الكراء في جيجل و حسب ما اطلعنا عليه، تختلف حسب حجم الشقة و مكانها، بالإضافة إلى ما تحتويه من أثاث و أجهزة منزلية، فشقة قريبة من البحر أغلى من منزل بعيد عن الشاطىء، و أخرى تتوفر على الماء الساخن و المكيف، أكثر ثمنا من شقة بدون هذه الأجهزة، و لو أن الأسعار لا تقل عن 3000 دج، و قد تصل إلى 9 ألاف دج لليلة الواحدة، غير أن المفاوض الجيد قد يحصل على أسعار أقل من تلك المطلوبة، و حسب ما لاحظناه فإن السماسرة و حتى أصحاب المنازل أنفسهم، يلجأون إلى طلب أسعار مرتفعة حتى يحصلوا على ثمن جيد في النهاية.
حسب ما شاهدناه على الشواطىء الكثيرة من سيدي عبد العزيز وصولا إلى تازة، و داخل مدينة جيجل، و مناطق بوالنار و العوانة و أفتيس و غيرها، و من خلال عدد المقبلين على المرافق المختلفة، فإن أعداد المصطافين ليست بالكثافة المعتادة خلال المواسم القليلة الماضية، فعدد الزوار تناقص كثيرا، و ذلك باعتراف السماسرة و التجار و أصحاب المطاعم و المحلات، الذين أوضحوا بأن الموسم الحالي هو الأضعف إقبالا من المصطافين منذ سنة 2013، حيث أن بعض الشواطىء ظهرت شبه خالية، على غرار تلك التي تسبق مدينة جيجل من الجهة الشرقية، غير أن الشواطىء الغربية أكثر إقبالا، خاصة أنها أنظف و أكثر جمالا، كما أنها تقع على مقربة من مناطق عمرانية تتوفر على خدمات و معاملة أحسن.
أصحاب المظلات يحكمون سيطرتهم على الشواطئ
و قد وقفنا على الكثير من المظاهر السلبية خلال يوم واحد بجيجل، فرغم تعليمات وزارتي السياحة و الداخلية، بمجانية الشواطىء و ضرورة منع السماسرة و العصابات من السيطرة عليها، غير أن أصحاب المظلات مازالوا يفرضون منطقهم على المصطافين، حيث يسيطرون منذ ساعات الصباح الأولى على الصفوف الأولى و ينصبون المظلات و يضعون الطاولات و الكراسي، و حينما يرغب أي شخص أو عائلة في استعمال أغراضهم الخاصة، لا يجدون المكان المناسب لذلك، و قد يدخلون في مناوشات مع أصحاب هذه المظلات.
الشواطىء التي لا تزال تنتشر بها هذه الظاهرة، على غرار سيدي عبد العزيز و بوالنار و المنار الكبير و الخليج الصغير، أين يضطر المصطافون إلى دفع مبالغ قد تصل إلى 1000 دج مقابل مظلة و طاولة و 4 كراسي، و حتى الشواطىء التي لا يحتلها هؤلاء الأشخاص، يخضع فيها المصطافون للابتزاز، فمنذ أن تلج أقدامهم للشواطىء تبدأ عروض الكراء بالتهاطل عليهم، كما يتم إزعاج العائلات من خلال نصب مظلات لشباب أو مراهقين بجانبهم، في محاولة لإرباكهم و طردهم من المكان، و كل هذه التصرفات متواصلة، على الرغم من مداهمات رجال الأمن و الدرك الوطني، و لعل ما وقع من أحداث قبل أيام بشاطىء المنار الكبير بسبب مشاكل مماثلة خير دليل على ذلك. من المظاهر الأخرى غير اللائقة، هي مبيت الكثير من الشباب القادمين من ولايات أخرى، على الشواطىء و في مواقف السيارات، يفترشون الأرض و يتوسدون الأرصفة، معظمهم من ولايات صحراوية، مثل بسكرة و وادي سوف و حتى الأغواط و أدرار، في مشاهد لا تمت للسياحة بصلة، كما أن النقطة السوداء و التي قد تحتسب على البلديات، هي الانتشار الكبير للأوساخ، حتى في عز النهار، حيث أن القمامة متراكمة في كل المناطق التي زرناها، تنبعث منها الروائح، و تنشرها الرياح في أرجاء الشوارع و الطرقات، مشوهة المنظر.      
ع.م

الرجوع إلى الأعلى