عروس شواطئ الطارف و مقصد المغتربين و هواة الغطس
يعد شاطئ «الحناية «التابع لبلدية بالريحان بولاية الطارف، من أجمل الشواطئ الخلابة بالولاية ، لموقعه الجبلي الطبيعي الخلاب، الذي يجمع بين زرقة البحر وخضرة الغطاء النباتي للمنطقة المصنفة ضمن أهم المناطق الرطبة الحساسة المنضوية تحت لواء الحظيرة الوطنية للقالة ، ما جعله مقصدا للباحثين عن الراحة  وقبلة مفضلة  للكثير من  المصطافين والعائلات والمولعين بالغطس من مختلف جهات الوطن وحتى من الخارج.
ورغم عزلة الشاطئ الجبلي، إلا أن العشرات من العائلات تفضله عن غيره، هروبا من ضجيج  وضغط الشواطئ الأخرى ، حتى أن عائلات مهاجرة باتت تفضل هي الأخرى قضاء عطلتها بهذا الشاطئ الطبيعي الخلاب الذي يجمع الكل على أنه مشكل من فسيفساء في لوحة طبيعية ساحرة تمزج بين   الرمال الذهبية  وروعة زرقة مياه البحر الخالية من كل أشكال التلوث، تحيط بها من كل جانب مرتفعات غابية زادت من سحر المكان   .
 وقد تحول شاطئ الحناية  إلى قبلة سياحية ومنافس للشواطئ العريقة ، حيث يجد الزوار بعد منتصف النهار صعوبة في  الظفر بمكان لنصب شمسياتهم.
الوصول لشاطئ الحناية صعب ويتطلب سيارة خاصة،  كونه يقع في مكان معزول  ولا توجد وسائل  نقل  مخصصة لنقل المصطافين،  رغم الشكاوي المرفوعة للسلطات المختصة، ما يضطر البعض لقطع المسافة على الأقدام أو الاستنجاد بالناقلين غير الشرعيين   بدفع مبلغ 500دينار ، ذلك أن  الموقع   يبعد  مسافة بـ  8 كلم، عن  الطريق الوطني رقم 84 الرابط بين القالة و عنابة و بـ12كلم عن مقر البلدية بالريحان .
يقول عبد الكريم وهو موظف من ولاية تبسة، أنه اعتاد على قضاء عطلته كل سنة رفقة عائلته بشاطئ الحناية، لما يتوفر عليه من مقومات طبيعية و هدوء و طمأنية و  أمن ، مشيرا إلى أنه  أحيانا يقوم بالتخييم رفقة أفراد عائلته لعدة أيام،  هروبا من ضجيج المدن والشواطئ الحضرية الأخرى التي تعج بالمصطافين.
في حين أكدت فاطمة، وهي طبيبة تنحدر من ولاية قالمة و  مقيمة بضواحي مدينة ليون الفرنسية، أنها لا تفوت فرصة زيارة عائلتها كل صيف، للتنقل  إلى  الشاطئ المذكور وقضاء بعض الأيام   للاستمتاع  بالهدوء و المناظر الساحرة الخلابة ، مضيفة أن الرمال الذهبية و نقاء مياه البحر  والاخضرار الطبيعي الذي يحيط بالشاطئ من كل جانب تتوجه ملكا للشواطئ بامتياز ،.
   بدوره محمد موظف بالضرائب من ولاية المسيلة أشار إلى أنه يزور شاطئ الحناية لأول مرة ، وما أعجبه هو الموقع الطبيعي الخلاب وخلو مياه الشاطي من التلوث ، علاوة على رماله الذهبية النادرة وخلجانه المترامية على ضفاف الموقع .
واجمع بعض المصطافين أن  الحناية ورغم موقعه الخلاب،  إلا أنه تسجل به بعض النقائص ، خاصة ما تعلق بالتهيئة وعدم تجهيزه بكل المرافق الضرورية، كغرف خلع الملابس و المرشات و نقص المراحيض و انعدام المياه والكهرباء ، إضافة إلى نقص الخدمات ، ما يضطرهم للتنفل على مسافة 15كلم نحو بلدية بالريحان أو القالة على بعد 20كلم لاقتناء أبسط الحاجيات، من مأكل ومشرب وأغراض أخرى ، علاوة على ذلك استغرب المصطافون والسياح غياب استثمارات سياحية وتشجيع أصحاب رؤوس المال على إقامة مشاريع في الفندقة والقرى السياحية لاستقطاب أكبر قدر من السياح وتوفير الإيواء و الخدمات المطلوبة  للعائلات المصطافة، التي تؤكد أن ما يوجد من طاقات سياحية بالشاطئ المذكور تؤهله ليكون قطبا سياحيا   .
في المقابل  قالت جمعية  آفاق السياحية  ، أن شاطئ بالريحان صنف  من قبل الجهات المختصة العام الفارط كأجمل شاطئ ووجهة أولى  للمصطافين لموقعه الخلاب ، مضيفة أن تسمية الشاطئ  ترجع للعهد العثماني حسب الخريطة الجغرافية والتاريخية للمنطقة، وهو ما يؤكد مكانتة التاريخية  كأحد  أعرق الشواطئ بالجهة الشمالية الساحلية للوطن ، و «الحناية « هو إسم  يعود  لامرأة صالحة معروفة بالمنطقة في تلك الفترة، كانت تعالج المرضى بالأعشاب والحناء، ومنها أطلقت تسمية الحناية على المكان. وأردفت الجمعية أن  شاطئ الحناية،  يمتد طوله على مسافة 750 مترا تعلوه مرتفعات صخرية يكسوها غطاء نباتي متنوع كثيف،غير أن النقطة السوداء تبقى افتقار الوجهة لمرافق سياحية و أبسط الهياكل الخدماتية التي كان من شأنها إعطاء دفع  للعملية السياحية وتقديم الخدمات للمصطافين والنهوض بالسياحة ببلدية بالريحان ، يحدث هذا بالرغم من وجود مساحة للتوسع والتهيئة الساحلية  تبقى غير مستغلة، في وقت  أن هناك سياح أجانب وسفراء ووزراء ممن  زاروا الشاطئ أجمعوا على  أن الجمال الساحر للمكان وطبيعته الخلابة يؤهلانه لأن يكون قطبا سياحيا بامتياز. مصدر مسؤول من بلدية بالريحان ،  صرح أن مصالحه عمدت إلى فتح موقع إلكتروني للترويج للمقومات السياحية لشاطئ الحناية للتعريف به وبالموقع السياحي للبلدية،  لإستقطاب السياح والمستثمرين ، كما تم تخصيص أوعية عقاربة وتقديم كل التسهيلات و التحفيزات، إلا أنه يسجل عزوف عن الاستثمار بالشاطئ ، رغم المؤهلات الضخمة والواعدة التي تتوفر عليها البلدية .         
نوري.ح

الرجوع إلى الأعلى