لهذه الأسباب طالب سكان عدة بلديات بخنشلة برحيل الأميار

شهدت ولاية خنشلة في الأسابيع الأخيرة موجه من الإحتجاجات ضد مجالس بلدية بلغت حد غلق  أبواب عدد من البلديات بكتل إسمنتية، تعبيرا عن حالة احتقان ، يقول السكان إنها لم تأت من فراغ وإنما نتيجة تراكمات دفعت بهم إلى المطالبة برحيل الأميار وكل المنتخبين.ششار، بغاي وتاوزيانت... عيّنات لمناطق لم تستفد من البحبوحة المالية التي عرفتها بلادنا خلال العشرين سنة الماضية ، فسكانها لا يزالون إلى اليوم يحلمون بتموين يومي بالماء وبأحياء نظيفة وشوارع مهيأة وبسكن لائق ، و  لا يطالبون بأكثر من بنى تحتية ومرافق تشعرهم بصفة المواطن كامل الحقوق.النصر تنقلت إلى هذه البلديات التي قد تختلف من حيث التاريخ و الجغرافيا ، لكنها تلتقي في هم واحد وهو  البؤس الظاهر على سكانها نتيجة البطالة والفقر، وتلك الصورة الباهتة التي أصبحت عليها اليوم ، والتي يحمّل  السكان مسؤوليتها لمجالس بلدية “فاشلة” و “أميار” يطالبون اليوم برحيلهم ، معبرين عن حالة عدم الثقة في البلديات، بجدران يقولون أن من بناها هم المنتخبون ومنذ سنوات ، بعد أن حالوا بينهم وبين معالم حياة عادية، وهم اليوم لم يقوموا بأكثر  من التعبير عن تلك الحالة، مطالبين بحقهم في العيش الكريم.
روبورتاج :  لقمان قوادري

تعيش عزلة ومجلسها يسير بعطلة مرضية
ششـــار .. بلديــة شبـابهـــا موزعـــون بيـن المقاهـي و ثكنات الجـيش
كانت الساعة، تشير إلى التاسعة صباحا، عند وصولنا إلى بلدية ششار، التي تبعد عن عاصمة الولاية بأزيد من 55 كيلومترا، أول ما لفت انتباهنا انعدام التهيئة بمدخل المدينة ،  فغالبية المنازل والأحياء التي عبرناها قديمة و تطغى عليها مظاهر البؤس في صور تعكس حال المنطقة ككل ،  مع غياب معالم  التنمية بها، أما الطرقات فهي عبارة عن ممرات ترابية وفقط.
 وصولنا إلى مقر البلدية الذي أغلق لأزيد من 15 يوما،مع سد مصلحتي الحالة المدنية والبيومترية بحاجزين من الآجر والإسمنت،  تزامن و فتح نقاشات  حول إزالة الحاجزين. وبينما كنا نتجول حول البلدية ، علنا نجد من يتحدث إلينا ، كانت الساحة المحيطة بالبلدية خالية من أي حركة، في حين كان «شباب الحراك» كما يفضلون تسمية أنفسهم، مجتمعين ويتباحثون قرار فتح بابي البلدية، فهؤلاء يقترحون فتح مصلحة الحالة المدنية فقط وآخرون يصرون على فتح كل الأبواب، لكنهم اتفقوا على ضرورة إنهاء هذا النوع من الاحتجاج ، لتسهيل الحياة الإدارية من أجل توفير الخدمة العمومية للمواطنين التي انقطعت لأزيد من 15 يوما.    
كان الاستقبال الذي حظينا به حارا جدا من طرف شباب البلدية، الذين أكدوا لنا قبل تحطيم الحواجز وتنظيف المكان بعد ذلك، بأن غالبيتهم من ذوي الشهادات والمستويات الجامعية، وأنهم تحلوا بالوعي والسلوك الحضاري، طيلة سنوات ماضية حيث حاولوا إيصال صوت المواطنين إلى القائمين على شؤون البلدية، لكن «لا حياة لمن تنادي» فقد زادت بحسبهم  درجة التهميش خلال السنوات الأخيرة ، إذ تحولت ششار بحسب من تحدثنا إليهم، إلى منطقة معزولة بسبب “ضعف التنمية والبيروقراطية المتفشية»، ما انعكس سلبا وتسبب في انعدام شبه كلي للتنمية، رغم أنها تعد أقدم بلدية بولاية خنشلة، كما لفت الشباب إلى أن غلقهم للبلدية بالطوب والإسمنت، جاء لمنع المير من الالتحاق بالبلدية التي كان يدخلها ليلا، بعد انتهاء اعتصام الشباب طيلة النهار.
مير مغضوب عليه وسكان يطالبون بتطبيق المادة 43
وقال خالد وهو شاب حامل  لشهادة ليسانس  ، ويعد من بين ممثلي المحتجين للنصر، إن شباب ومواطني ششار  انتفضوا ضد ما وصفه بالظلم و الحقرة ، ولم تجمعهم   مصالح شخصية، بل صوت الحق والقانون ، فرئيس البلدية مثلما أكد، متربع على عرشها منذ 20 عاما وحولها كما يقولون إلى «ملكية خاصة»، كما أنه متابع قضائيا، وصدرت في حقه أحكام  ،  وهو الأمر الذي تطرقت إليه النصر فيما يعرف بقضية بلديات ششار وخيران وجلال ، والتي أدين فيها رئيس البلدية بثلاث سنوات حبسا عن تهمة إبرام صفقات مشبوهة ومخالفة للتشريع والقوانين.
 وأكد  محتجون، أن المطلب الذي وحد سكان المنطقة هو تطبيق المادة 43 من قانون البلدية ، الذي ينص على توقيف وإنهاء مهام رؤساء البلدية المتابعين قضائيا والمدانين في ملفات فساد ، مشيرا إلى أن الشباب ظلوا طيلة 21 يوما، يحاورون السلطات ممثلة في المفتش العام للولاية، الذي قدم وعودا بإصدار قرار توقيفه خلال 3 أيام، لكن ذلك لم يحدث، في حين استقبل  الوالي ممثلين عن  السكان وقدم لهم التزامات بحل المشكلة، ويشير محدثونا، من شباب و مواطنين، أن رئيس البلدية، حاول خلق فوضى وتحويل مسار الاحتجاج السلمي إلى العنف، من خلال استعمال بلطجية من أجل استفزاز الشباب والدخول في عراك، لكن صوت الحكمة غلب صوت العنف.
  35 ألف نسمة في انتظار مشاريع تنموية
وأكد سكان المنطقة، التي يقطنها أزيد من 35 ألف نسمة، أنها لم تستفد من مشاريع تنموية حقيقية خلال فترة البحبوحة المالية، التي عرفتها البلاد فقد فوت المسؤولون عليهم فرصة ذهبية، كان من المفروض أن ينجز خلالها بنى تحتية ومرافق عمومية على الأقل، ولما سألنا الشباب عن أسباب انتخاب رئيس البلدية لأربع عهدات متتالية، أكدوا بأنهم لا ينكرون أنه تحصل على حوالي 4 آلاف صوت، لكنهم يؤكدون أن جزءا من هذه الأصوات الانتخابية منحت له تحت تأثير المغريات والتخوف من الحرمان  من السكن والقطع الأرضية، في حال عدم الانتخاب عليه.
ويتساءل أحد أعيان المدينة، وهو أستاذ ومفتش إدارة بوزارة التربية الوطنية، عن أسباب عدم تفعيل المادة 43 في حق رئيس البلدية الذي صدر في حقه حكم بثلاث سنوات بسبب قضايا فساد ونهب العقار،    فيما ذكر أحد المنتخبين نور الدين مصابي، الذي وجدناه أمام البلدية برفقة الشباب المحتجين، أن 10 منتخبين من بينهم نواب رئيس ورؤساء لجان، وقفوا وقفة رجل واحد ضد رئيس البلدية ، واتبعوا جميع السبل القانونية من أجل وقف ما وصفه بالفساد وسوء التسيير، مؤكدا أن المير قد فتحت في حقه العديد من التحقيقات في العديد من القطاعات  حول   خروقات في منح  صفقات لأربعة أشخاص خلال الـ 7 سنوات الأخيرة.
5 مصانع تتحوّل إلى أطلال ومحلات مهجورة
في ششار غالبية الشباب يعانون البطالة الخانقة، فلا نشاط اقتصادي أو صناعي أو فلاحي ، فلا مكان للشباب سوى المقاهي بعد التخرج، أو الانخراط في صفوف الجيش والأسلاك الأمنية، ويشير من رافقنا في جولتنا من سكان البلدية أن المنطقة، كانت تتوفر على 5 مصانع تشغل عمالة معتبرة في مختلف المجالات، لكنها تحولت إلى مجرد أطلال استولت مافيا العقار على بعض من أوعيتها العقارية، وباعت المتر المربع الواحد منها بمليون سنتيم لصالح الخواص ، وهو ما ترتب عنه متابعة قضائية في حق رئيس البلدية الحالي.   
ويبرز شباب البلدية ، أن البطالة أضحت أمرا واقعا لكل شاب ينحدر من ششار ففرص التوظيف أو العمل منعدمة تماما، وحتى النشاط التجاري يقتصر على نشاطات قليلة فقط.    وبمقر الأروقة القديمة بوسط ششار الذي هيئ لتوفير فضاءات تجارية ،  وقفنا على خراب طال جميع أركانه، إذ  ورغم موقعه المتميز والرحب، إلا أنه تحول إلى ما يشبه المفرغة العمومية، بعد أن أنفقت الملايير على تهيئته و ترميم العشرات من المحلات الموجودة بداخله، لكنه سرعان ما تحول إلى وكر لشتى أنواع الممارسات الإنحرافية ،  حيث وقفنا على وجود كميات ضخمة من القمامة و تخريب للأبواب وكل ما هو موجود بداخلها، حيث أشار سكان المنطقة إلى أن هذه المحلات منحت لأشخاص  لا علاقة لهم بالنشاط التجاري، وتم حرمان العشرات من الشباب الذين اضطروا إلى  ممارسة التجارة عبر الطرقات والأرصفة ، فيما تسببت وضعيته الكارثية في وفاة طفلة بصعقة كهربائية.
 عدادات  وكوابل  كهربائية بدل الكتب  
بأقدم بلدية بولاية خنشلة، التي كانت تابعة قبل التقسيم الإداري لسنة  1974 إلى ولاية تبسة، لا توجد أي مرافق أو حدائق أو مراكز ثقافية، باستثناء دار شباب واحدة وجدناها مغلقة، وأكد لنا السكان أنها تفتح أبوابها خلال المناسبات فقط، أما ما يحز في نفس الكثير من تلاميذ وشباب ششار ، هو إنجاز مكتبة مطالعة عمومية بمبالغ ضخمة، لكنها تحولت إلى مقر لشركة سونلغاز، حيث استأجرتها واتخذتها مكانا لوضع عتادها ، حيث تم تعليق لافتة ضخمة أعلى واجهتها كتب عليها «مكتبة المطالعة العمومية»، لكن الكتب لم تدخل يوما إلى المكان المهجور بل استبدلت بالعدادات والكوابل الكهربائية .
ونحن نتجول بالمدينة لم نجد سوى ملعبا واحد من العشب الاصطناعي، تفرض مبالغ مالية على الشباب مقابل لعب مباراة واحدة به ، وفق ما قاله لنا محدثونا، أما الملعب الرئيسي الذي صرف على ترميمه بحسب ما أكده لنا فاعلون في المجتمع المدني قرابة  المليارين  و نصف ، فهو عبارة عن أرضية صلبة يحيط بها سياج ثم سور ،فيما تم تحويل غرفة تبديل الملابس إلى مسكن.
وقد التقينا بتلاميذ في النهائي، كانوا جالسين بالملعب الذي يقع بمحاذاة ثانوية، حيث أكدوا لنا بأنهم لا يجدون مكانا يلوذون إليه في أوقات الفراغ، سوى هذا الملعب المهترئ، حيث قال أحدهم أنه كان يمارس كرة القدم مع فريق أمل ششار للأشبال، لكن انعدام الملعب قضى على أحلامه وأحلام أصدقائه الذين توقفوا قسرا عن ممارسة الرياضة، وبالقرب من الثانوية اتخذ التلاميذ من أحد  الأسوار فضاء للتعبير بالكتابات ، فهذا كتب على الجدار «آه يا ششار، ما هذا العار وآخر  كتب «مستقبلي وراء البحار الهجرة إن شاء الله».
سكان يتطوّعون للربط بالغاز والماء
في العديد من التجمعات السكانية، التي تجولنا بها وقفنا على نقص كبير في التهيئة فالعديد من المواقع تفتقر إلى الغاز والكهرباء التي يتم جلبها عبر الكوابل من أحياء مجاورة وهو حال حي تيتوسة، إذ تكاد أن تصنع  سقفا من كثرة تشابكها في السماء،ورغم  إنشاء هذا التجمع في إطار مشاريع الهضاب العليا، لكن سكانه ما يزالون في انتظار تهيئته منذ أزيد من ست سنوات، فيما قام سكان حي بوزقولة بتموين حيهم بالغاز الطبيعي، من مالهم الخاص، حيث تم جمع ما يقارب 900 مليون سنتيم، إذ ساهم كل بيت بمبلغ 7 ملايين سنتيم.
أما الماء فهو مشكلة غالبية سكان ششار فالمياه تزور الحنفيات مرة في الأسبوع أو مرتين في أحسن الأحوال، فنشاط بيع المياه مثلما أكد لنا السكان تجارة لا تبور طيلة العام، إذ يعتمدون على مياه الأنقاب والينابيع، و هو ما كان موضوع احتجاجات بشتى الطرق  ، فيما قام أحد سكان المنطقة بحفر نقب وإنجاز خزانات تقليدية من ماله الخاص كما أنجز حنفية مجانية لفائدة سكان البلدية.
مشروع  مستشفى معلق منذ 2003  
ومن المفارقات العجيبة بششار، وضع  حجر أساس لإنجاز مستشفى في سنة 2003 من طرف رئيس الجمهورية السابق عبد العزيز بوتفليقة، وذلك لتخفيف الضغط عن عاصمة الولاية والتكفل بالبلديات التي تقع في الجهة الجنوبية للولاية، غير أن هذا المشروع الحلم تحول إلى كابوس ثقيل وطويل، فتارة تتوقف الأشغال به وتارة أخرى تنطلق بوتيرة محتمشة، لكن هذا المرفق وفق ما لاحظناه، قد انتهت به غالبية الأشغال الخارجية كما تم اقتناء التجهيزات الطبية بحسب ما أكده لنا سكان المنطقة منذ سنة 2007 ، في حين يجهل جل من تحدثنا إليهم أسباب عدم استلامه إلى حد الساعة، في وقت يعاني سكان المنطقة من ضعف في الرعاية الصحية ونقص في الأطباء العامين والأخصائيين بالمؤسسة الجوارية الوحيدة.                         ل/ق

منازل للبيع وسكان يهجرون المنطقة بحثا عن الحياة
بغاي.. عاصمة الكاهنــة التي تطوّقهــــا جبال القمامــة
بغاي عاصمة الكاهنة والثوار، لم تعد تلك البلدة النظيفة الهادئة، التي تتربع على عرش إنتاج قمح الهذبة الشهير، فقد تحوّلت إلى تجمع عمراني معزول تحيط به جبال القمامة من كل جانب، دفع بغالبية سكانها إلى عرض منازلهم للبيع هروبا من الفقر و التهميش ، الذي طالها طيلة العقود الأخيرة.
عند وصولنا إلى بلدية بغاي ، لم تقع أعيننا على أي منظر يبعث على الارتياح ، فغالبية طرقاتها وأرصفتها مهترئة ومنازلها قديمة. بمقر البلدية، الذي يقع بالقرب من تمثال الكاهنة بوسط البلدة الصغيرة، وجدنا العشرات من الشباب، يحرسون الجدار الاسمنتي الذي بنوه بمدخل مقر البلدية، وكلهم صوت واحد «نريد رحيل رئيس البلدية وإنهاء الانسداد الذي تسبب فيه، نريد التنمية ببلديتنا التي طالتها أيادي الإهمال والنسيان».
لم يترك لنا الشباب المعتصمون مجالا لطرح أسئلتنا، ففور تعرفهم على هويتنا علت أصواتهم وتحدثوا بإسهاب عن مشاكلهم ومعاناتهم مع الحرمان، في تلك النقطة، فهذا يسرد معاناة الشباب مع البطالة وآخر مع السكن وآخرون تكلموا عن ضعف التنمية، وحرمان المنطقة من المشاريع التنموية، رغم أنها قريبة من مركز القرار، ولا تبعد عن عاصمة الولاية إلا بتسع كيلومترات فقط.
مشاكل التسيير والانسداد تحرك الاحتجاجات
وذكر لنا شباب البلدية المحتجون، أنهم ضاقوا ذرعا بالانسداد الحاصل على مستوى المجلس البلدي، حيث أن 9 منتخبين اصطفوا مع سكان البلدية ضد 4 منتخبين من بينهم المير، بسبب ما أسموه بالفساد وسوء التسيير، حيث تحدث أحد المنتخبين ، عن تفويت المجلس لفرص كثيرة كان من المفروض أن تحسن الحياة العامة للمواطنين، كما تحدث الشباب، أن أموالا معتبرة  وجهت لمشاريع ، من بينها مقر البلدية الذي زاره الوالي وأكد بأنه سيفتح تحقيقا في تكلفة إنجازه.  
ويؤكد مواطنون ، أن مسوؤلي البلدية هم  من  سبقوهم لبناء “جدار»  بعدم الاستماع لانشغالاتهم ومطالبهم، فكانت النتيجة الحتمية وهي بناء   جدار فعلي    تجسيدا لحالة الفصل بين سكان البلدية الذين يتطلعون إلى غد أفضل و المسؤولين ، وهو إجراء أكدوا بأنهم لن يتخلوا عنه إلا بعد عزل رئيس البلدية وإنهاء الانسداد، حيث طالبوا الوالي بضرورة التدخل العاجل، وتعيين مندوب أو هيئة إدارية تتولى التسيير إلى غاية الموعد الانتخابي المقبل.  
من وجهة للتنزه إلى بلدية مع وقف التنفيذ
ويبرز شباب بغاي، أن المنطقة تعد من أقدم الحواضر بالمنطقة، فقد كان سكان خنشلة يقصدونها في الستينيات وبداية السبعينيات للتنزه، إذ كانت تتوفر على قاعات سينما وأماكن للراحة والسياحة التاريخية، لكن حالها تدهور كثيرا، كما أكدوا أن خمس سنوات كانت  ستكفي  لتحسين وجهها ، فهي بلدية ذات مساحة صغيرة جدا ولا تتطلب أموالا كثيرة لتهيئتها وتغيير أوضاعها «لكن من يسمع وينفذ»   هكذا عبر محدثونا. وما لفت انتابهنا ، ونحن نتجول بعاصمة الكاهنة التاريخية، هو وجود عدد كبير من السكنات المعروضة للبيع، فلا يكاد يخلو أي حي أو درب، من وجود أعداد معتبرة من السكنات ، التي يرغب أصحابها في بيعها، حتى يخيل لنا أن سكان المنطقة كلهم يرغبون في هجرها دون رجعة، لكن مرافقنا ابتسم وقال «إنها للبيع لكن من يشتري بضاعة كاسدة مثل هذه».
دشرة  المنكوبين.. نموذج لحي منسي
وما يلاحظ عبر غالبية الأحياء، هو نقص التهيئة وانعدامها في الكثير من الأحيان بالمواقع، ولعل دشرة المنكوبين، مثلما سماه سكان بغاي خير دليل على ذلك، فقد وجدنا صعوبة كبيرة في التنقل بالمركبة رغم انبساط المكان،فهو عبارة عن سكنات قديمة غير متناسقة تنعدم بها الطرقات والأرصفة، كما وضعت أعمدة كهربائية قديمة جدا في منتصف الطريق الضيقة، بما لا يسمح بمرور أي مركبة، في حين كانت كوابل الكهرباء متشابكة في السماء.
معالم تاريخية وسياحية تسقط
 في كنف النسيان
في بغاي لا توجد مرافق رياضية أو ثقافية، رغم أن المنطقة تعد حاضرة ثقافية وتاريخية قبل ألفي عام، وقد حاول الشباب مرارا وتكرارا إنشاء جمعيات ذات طابع ثقافي ورياضي، لكنهم اصصدموا بالعراقيل الإدارية، التي وصفوها بالبيروقراطية، وحتى الملعب الوحيد الواقع عند مخرج البلدية تحول إلى مجرد مكان مهجور يصلح لكل شيء إلا لممارسة الرياضة، فيما تم إيجار قاعة الرياضة الوحيدة إلى أحد الخواص الذي قام بدوره بتحويلها إلى قاعة لكمال الأجسام.
  ورغم وجود مدينة أثرية بالقرب من التجمع العمراني ، إلا أن هذه الثروة غير مستغلة، وقلما يزورها الآن سواح أو باحثون في التاريخ، باستثناء بعض الطلبة وفي حالات قليلة جدا ، في الوقت الذي كان فيه من المفروض أن تكون مزارا يذر مداخيل على الخزينة العمومية  وينعش الحركية التجارية في المنطقة.
 مياه قذرة تبتلع الفلاحة وقمح الهذبة مهدّد
وغير بعيد عن التجمع السكاني، تم إنشاء مركز ردم تقني للنفايات، حيث يشتكي السكان من تأثيراته البيئية لاسيما في فصل الصيف، إذ تنبعث منه روائح كريهة تخنق الأنفاس ، بسبب عدم معالجة النفايات بشكل جيد، كما امتلأت حفرة الردم بشكل كلي، وأكد سكان البلدية أن النشاط الفلاحي تراجع بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة على المنطقة،  حيث أصبحت الأراضي المنتجة لقمح الهذبة الشهير شحيحة، ولا تقدم ما كانت تمنه على فلاحي المنطقة،  و زاد الأمر سوء  المياه القذرة لوادي بوغقال ، التي تصب في الأراضي، وهو ما تسبب في خسائر معتبرة لممتهني النشاط الفلاحي.
ومن المفارقات العجيبة التي رصدناها ببغاي ، هو الانتشار الكبير للنفايات، حيث تحولت جل الأحياء إلى ما يشبه المفرغة العمومية، فقد انتشرت الأوساخ والقمامة والأكياس البلاستكية والرودم في كل شبر، إذ لا يكاد أي موقع أن يخلو منها، فيما تحيط جبال من القمامة بمحيط المدينة، التي لا يبعد عنها مركز الردم التقني سوى بأمتار قليلة.
وقد حاولنا الإتصال برئيس دائرة الحامة   لكن تعذر علينا ذلك رغم اتصالاتنا المتكررة في حين  استحال الوصول إلى رئيس البلدية في ظل الاحتجاجات السكانية، ولم نجد من يدلنا على مكانه.

تعرف أزمة عقار خانقة وشبابها يطالبون بمشاريع تنموية
تاوزيـــانت.. بلديـــة بلا ملامـح يشقهـــا واد ملــوّث
تعيش أزيد من 12 ألف نسمة في تاوزيانت  غرب ولاية خنشلة وفي سفح سلسلة جبال الأوراس ، أزمة عقار خانقة حرمتهم من المشاريع التنموية، هذه البلدية تحمل اسم الجميلة باللغة الأمازيغية ، لكن يد الإنسان حوّلتها إلى مكان بائس، ليس فيه من الجمال أي شيء ، فهي منطقة قسمها واد حصد أرواحا و تجري فيه المياه القذرة إلى جزئين، تكاد أن تنعدم بهما مظاهر التنمية والحياة العصرية، فلا خدمات صحية ولا نشاطات تجارية، وحتى الجريمة وجدت لها مكانا في هذه البلدة الصغيرة، التي شهدت احتجاجات متتالية أدت إلى غلق البلدية أكثر من مرة.
عند دخولنا إلى تاوزيانت ، التي تقع على الحدود مع ولاية باتنة، وتعرف أيضا باسمها الشهير فايس نسبة إلى معمر فرنسي، وجدنا مجموعة من الشباب في انتظارنا، بعد أن علموا من أحد المواطنين، الذي   اتصلنا به قبل اتجاهنا إلى المكان، بأن الصحافة قادمة لزيارتهم، حيث قدم كل واحد منهم بغرض سرد معاناته ومشاكله بتلك البلدية الصغيرة، التي لا يستمع فيها أي أحد لانشغالاتهم، والتي من المفروض، كما قال أحد الشباب، أن تكون مشاكلها قليلة على قلة عدد سكانها وصغر مساحتها.
جدل حول العقار  الوحيد
وتحدث العشرات من الشباب، الذين التقينا بهم  و بصوت واحد عن قضية قالوا بأنها أسالت الكثير من الحبر في أوساط السكان، حيث اتجهنا برفقتهم مباشرة إلى إحدى القطع الأرضية، التي توجد بوسط المدينة، أين تجمع عدد كبير من المواطنين حولنا، وكلهم صوت واحد لا نريد تحويل هذا العقار إلى ملكية خاصة.
بعد أن خفتت الأصوات، شرح لنا ممثلون عنهم، المشكلة التي أصبحت حديث العام والخاص بالمدينة الجميلة، حيث أكدوا لنا أن البلدية تعرف مشكلة عقار خانقة، إذ لا توجد أي أوعية عقارية للتوسع أو تجسيد مشاريع تنموية، و التي كثيرا ما تم تجميدها لعدم توفر العقار المناسب لإنجازها، فهي منطقة تحيط بها الأراضي الفلاحية من كل جانب، والتي لا يمكن في أي حال من الأحوال المساس بها إلا بقرار مركزي.
ويبرز محدثونا، أن القطعة الأرضية الوحيدة، التي تصلح للبناء كانت ملكا لتعاونية فلاحية، وهو ما لاحظناه في عين المكان من خلال المستودعات المهجورة الموجودة في المكان ، ثم تم بحسب محدثينا نقل ملكيتها إلى مصالح أملاك الدولة وفق ما توفر لديهم من معلومات، قبل أن يسمعوا عن وجود مستثمر خاص يسعى إلى الحصول عليها، من أجل إنجاز مشروع وحدة إنتاج عجائن.
ويرفض سكان البلدية والفاعلون في المجتمع المدني، إنجاز هذا المشروع فوق القطعة الأرضية الوحيدة التي يعول المواطنون على تشييد مرافق عمومية تعود بالنفع عليهم ، على غرار مدارس، إذ  تعرف تلك المتوفرة أقسامها اكتظاظا كبيرا ووصل عدد التلاميذ بها إلى 60 تلميذا، إذ لم يتم إنجاز ابتدائية بسبب شح العقار، حيث قاموا باتباع الإجراءات القانونية المعمول بها من خلال الإمضاء على عريضة اعتراض قانونية ، كما راسلوا الوالي من أجل التدخل ومنع هذا المشروع الذي سيتسبب في أضرار بيئية كثيرة في حال إنجازه حسبهم، كما سيزيد مثلما أكدوا من تدهور البنى القاعدية على غرار شبكات الطرقات و الماء الشروب والتطهير القديمة، التي لا تتحمل هكذا نوع من المشاريع .
منازل دون شبكات وعائلات منكوبة منذ 2013
غير بعيد عن مقر البلدية، يقطن المئات من السكان بحي المدور، الذي يفصله عن الجهة الأخرى واد تجري فيه المياه القذرة، يقول سكان الحي بأنه كان عبارة عن محتشد للجزائريين، إبان الفترة الاستعمارية، لكن حاله لم يتغير كثيرا،  ، فلا شبكات صرف صحي أو طرقات، ولا قنوات مياه الشرب، وحتى الكهرباء منعدمة، حيث يتم جلبها من أحياء مجاورة عبر مسافات لا تقل في أحسن الأحوال عن 200 متر، كما لاحظنا وجود العشرات من المنازل التي شيدت على ضفاف الوادي.
وبالتجمع السكني القديم 30 سكنا، تعيش العشرات من العائلات، ظروفا مزرية داخل سكنات قديمة تعرضت إلى فيضان كبير في عام 2013، حيث صنفت آنذاك تاوزيانت كبلدية منكوبة ، واستدعى ذلك  تدخل السلطات ، حيث قامت وزيرة التضامن بزيارة استعجالية إلى الحي، ومنحت لهم قرارات استفادة من عملية ترميم اقتطعت من الصندوق الوطني للأزمات، لكن ذلك القرار ظل مجرد حبر على ورق، حيث أنهم توجهوا إلى جميع السلطات، من أجل تطبيق التعليمة التي أصدرت بتاريخ 9 جوان 2013  وأقرت إنجاز المشروع  في ستة أشهر، لكن مرت 6 سنوات، دون أن يجسد أي شيء على أرض الواقع.
الوادي المشؤوم والحفرة التي لا تنسى  
وقد عاشت تاوزيانت حادثة أليمة نهاية شهر مارس المنصرم، إثر غرق الطفلة نور  ذات ستة سنوات، والتي تطقن بحي العاشرة، في حفرة تسبب في إنجازها إحدى المقاولات المكلفة بمشروع تهيئة الوادي، حيث قال السكان إنها كانت تظن بأنها مجرد بركة بعد أن ألفت المرور عبر المكان يوميا، لتكون نهايتها بالمكان الذي اعتادت عليه، فقد رحلت نور مخلفة وراءها مأساة وحفرا كثيرة أيضا قد تودي بحياة أبرياء آخرين.
ولم تكن مأساة الطفلة نور هي الحالة الوحيدة، فقد توفي ثلاثة أشخاص عام 2013 بعد فيضان الوادي، الذي أتى على الأخضر واليابس، لكن السلطات بحسب السكان لم تسجل سوى مشاريع «بريكولاج» لم تغير من وضعية الوادي   ، بل على العكس تدهورت وضعيته أكثر وأضحى مشكلا بيئيا خطيرا بسبب جريان  المياه القذرة به وفق السكان.
من فايس إلى بولفرايس لجلب المياه
ويعاني سكان البلدة الهادئة من أزمة مياه خانقة، حيث أن المياه قلما تجري في الحنفيات، وإن جرت فهي غير صالحة للشرب وتستعمل فقط للغسيل والسقي، فقد تم تسجيل حسب محدثينا حالات أمراض كلى كثيرة لدى العديد من العائلات، فيما يتم جلب المياه العذبة من بلدية بولفرايس التابعة إدارايا لولاية باتنة، أو من المنابع المائية التي توجد بالجبال المحيطة بالبلدية.
  وتتوفر تاوزيانت على عيادة متعددة الخدمات، لكن الخدمات بها قليلة جدا فهي تعرف نقصا كبيرا في الأدوية والطواقم الطبية وشبه الطبية، وقلما يزروها أخصائيون لفحص المرضى، كما سجلت بها عيوب كثيرة في الإنجاز ، وزاد الأمر حدة تسرب المياه، ما تسبب في عطب الدارة الكهربائية بالطابق الأول، الذي تم إفراغه من مختلف التجهيزات، علما أنهم طالبوا بإنجاز توسعة للعيادة بالوعاء الشاغر، لكن دون أن تجد مطالبهم آذانا صاغية.
نقطة سوداء  تتحوّل إلى فضاء جميل
وما لفت انتباهنا ونحن نتجول بأزقة تاوزيانت، هو حي المسجد العتيق الذي قال شباب المنطقة، أنهم حولوه من نقطة سوداء إلى فضاء جميل، فقد قاموا بتنظيم أنفسهم بتشكيل خلية إصغاء ومتابعة للتواصل مع السلطات والصحافة، ثم بادروا إلى تنظيم حملات نظافة واسعة بإمكانيتهم الخاصة، فضلا عن اقتناء سلال قمامة، التي وزعوها بجميع أنحاء البلدية، لتكون النتيجة مكانا جميلا وجدرانا ملونة كتب عليها الشباب المشاركون أسمائهم.
وقد قام الشباب، أيضا بإعادة طلاء الواجهة الخارجية لسوق الفلاح المهجور، كما أنجزوا جدارا وسدوا به مختلف منافذه، بعد أن تحول إلى بؤرة للإجرام والانحرافات، ويبرز سكان المنطقة أن البطالة كسرت هدوء المنطقة، حيث تسببت في تفشي الجريمة والاعتداءات في المدينة الجميلة، إذ أن فرص العمل فيها قليلة جدا وطالما طالب الشباب بتهيئة محلات سوق الفلاح، لممارسة نشاط تجاري منظم بدل الفوضوي، لكن دون جدوى.
مدارس مغلقة وقاعات علاج مهجورة  
 لم يكن حال القرى مغايرا، عما وجدناه بالبلدية فقد وجدنا قاعات العلاج مغلقة بجل الأماكن التي زرناها، و أكد لنا مرافقونا من الشباب، بأن 15 قاعة علاج مغلقة بالمداشر والقرى، وهو الأمر الذي وقفنا عليه بقرية أولاد معاش، التي ما تزال المدرسة الوحيدة بها مغلقة منذ سنوات، ويقطع تلاميذها مسافة طويلة للوصول إلى أقرب مؤسسة في ظل تذبذب النقل المدرسي.
ويقول مرافقونا، ونحن في طريقنا باتجاه قرية كتيبة، التي أنجز بها ملحق إداري دون فتحه، فضلا عن مشروع غاز دون إطلاقه، بأن العروشية تسببت في ضعف التنمية بمختلف المناطق، فكل رئيس بلدية مر من المجلس لا يخدم سوى أهل عرشه والمقربين منه، وهو ما جعل الشباب يتوحدون تحت راية الحراك التي وحدت الآراء والأفكار والتي تصب في خانة النهوض بالمنطقة وبعث التنمية بها.     
ل/ق

رئيس دائرة قايس للنصر
نقص الوعاء العقاري يعيق إنجاز مشاريع  بتاوزيانت
قال رئيس دائرة قايس، إن جل المشاريع التنموية، ببلدية  تاوزيانت، سيتم تجسيدها على أرض الواقع، مشيرا إلى أن نقص الوعاء العقاري قد أعاق إنجاز العديد من  البرامج والمرافق العمومية.
وأوضح السيد بن مصطفى مراد في اتصال بالنصر، أن المشاريع التنموية المبرمجة  على مستوى إقليم البلدية سيتم  تجسيدها مثلما هو  مسطر له، مشيرا الى أن المنطقة قد تضررت كثيرا نتيجة الفيضانات، التي كانت قد تعرضت لها في السنوات الأخيرة،  مما أثر سلبا على البنى التحتية للعديد من المرافق العمومية بما فيها الأحياء السكنية.
وأضاف رئيس الدائرة، بأنه قد تم تسجيل عمليات من أجل إنجاز مشاريع تحسين حضري للمدينة، التي تقع على أهم طريق وطني، مما يتطلب بحسبه بذل المزيد من الجهود من أجل تحسين وضعيتها وإعطائها الوجه اللائق بها, كما سيتم مثلما أكد، العمل على تجسيد مشاريع تتعلق  بفك العزلة وإيصال الكهرباء الريفية إلى بعض المناطق النائية ، وربط كل من قرى الكتيبة وتاششرة بالغاز الطبيعي، فضلا عن  بعض التجمعات السكنية ، مع برمجة إنجاز آبار ارتوازية وخزانات مائية  للقضاء على مشكلة مياه الشرب ، كما لفت إلى أن نقص الوعاء العقاري، على مستوى البلدية يبقى من أهم العوائق، في  إنجاز بعض  البرامج والمرافق العمومية.
ولقد تعذر علينا معرفة رأي رئيس دائرة الحامة بخصوص انشغالات  سكان بلدية بغاي، حيث علمنا بعد تنقلنا الى مقر الدائرة ، بأن المعني يوجد في اجتماع للمجلس التنفيذي الولائي على مستوى مقر الولاية، كما حاولنا الاتصال به في العديد من المرات لكن لم نتمكن من ذلك ، وهو ما سجلناه أيضا مع رئيس البلدية.
ع/بوهلالة
مصادر من مديرية الصحة تؤكد
عزوف الأطباء عن العمل بالمناطق المعزولة وراء غلق قاعات  علاج
أكدت مصادر مسؤولة بمديرية الصحة بخنشلة، أن الأطباء وشبه الطبيين يرفضون العمل بالمناطق المعزولة بسبب قلة الساكنين بها، مشيرين إلى أن حتى قاطني تلك المناطق يفضلون التوجه إلى مستشفيات المناطق الحضرية من أجل تلقي العلاج.
وذكرت مصادر مسؤولة، بأن غلق قاعات بالعلاج، ليس متعلقا فقط بقرى تاوزيانت فقط، بل يتعلق بالعديد من البلديات الأخرى، حيث أن الأطباء وشبه الطبيين يعزفون عن المداومة بها بسبب قلة سكان تلك المناطق، إذ يصرحون بأنهم يظلون جالسين في أماكنهم لساعات دون أن يقصدهم مريض واحد.
وأضافت ذات المصادر، أن المواطنين يفضلون العلاج بالعيادات والمستشفيات، التي تقع بالأوساط الحضرية، بحجة انعدام التجهيزات بقاعات العلاج، كما أكد محدثونا أن بعض قاعات العلاج ليست مغلقة تماما، وإنما تتم المداومة بها من فترة إلى أخرى خلال الأسبوع.                  ع/ب

الرجوع إلى الأعلى