سرايدي المدينة الطائرة التي تعانق السماء، هنا تلتقي الجبال بالسحاب والبحر، هنا يحاول البصر عبثا، أن يلتقط شيئا غير جميل لكنه يخسأ في كل مرة وهو حسير، إنها ليست منطقة تتوقف فيها ثم تتجاوزها أو تفكر بعدم العودة إليها مرة أخرى، فللمكان أرواح تسكن جسد كل إنسان استمتع بصفاء السماء ورطوبة الهواء وجمال الطبيعة التي ما تزال صامدة تقاوم إهمال الإنسان.
روبورتاج لقمان قوادري/حسين دريدح
عبر طريق جبلي، كثير المنعرجات صعدنا ببطء من عنابة باتجاه سرايدي كانت الحرارة في المدينة تقارب 35 درجة، لكن سرعان ما انخفضت تدريجيا مع أول مرتفع ليقوم السائق بوقف تشغيل المكيف، عبر تلك الطريق الجميل لن تر سوى مساحات شاسعة من الجبال تكسوها أشجار الفلين والقندول والزيتون مشكلة خليطا نباتيا تكسر هدوءه أصوات العصافير، فأينما تولي وجهك لن تقابلك سوى المناظر البهية رغم وجود بصمات البشر السلبية.
الإسمنت بدل القرميد والحطب الصديق للبيئة!
ما إن تصل إلى سرايدي الصغيرة الشامخة بأعلى نقطة بجبال الإيدوغ، التي بدأت تسترد مجدها الضائع بحسب ما أكده سكان المدينة، حتى تداعب أنفك رائحة النباتات العطرية المنبعثة من الفيلات الصغيرة، التي ما تزال شاهدة على حقبة زمنية غابرة، كانت فيها يد الإنسان مسالمة إذ صنعت منازل من الحطب والقرميد صديقة للبيئة ، لكن البشر ومنذ سنوات عمدوا إلى استعمال الإسمنت المسلح وصرف المياه القذرة في الغابة الوفيرة، لتكون النتيجة اختلالا بيئيا قضى على أنواع عديدة من النباتات .
ويذكر رئيس البلدية السيد ثابت محمد، الذي استقبلنا بترحاب كبير، أن عدد سكان المنطقة في القرن العشرين كان لا يتجاوز الألف نسمة، وكان لا يسكنها إلا كبار المعمرين  الأغنياء، على غرار «بورجو» الذي كان يملك سهول متيجة كاملة، حيث كانوا يتخذونها مكانا للراحة و الاسترجاع، أما من الناحية التقنية فلم تكن لهم بحسب المتحدث، فكرة لإنجاز قنوات المياه والصرف الصحي، وذلك حفاظا على  الناحية الإيكولوجية والطبيعية للمكان، أما نوع السياحة الذي كان سائدا  آنذاك فهو التخييم في الغابة  والصيد، إذ كانت الأسود تعيش بالمنطقة وطالما قام المعمرون بصيدها في أيام العطلة.
وقد تحول أول مركز صيفي لتخييم الأطفال المعوزين بحسب المير، إلى  مكان محتل من طرف عائلات تريد الحصول على السكن، حيث قال إن الإنسان الحالي أناني و لا يحافظ على الإرث القديم ولا يحب سوى مصلحته الشخصية، ولو على حساب البيئة والمحيط.  
وما لاحظناه ونحن نتجول في سرايدي، أن نمطها العمراني عبارة عن مزيج هجين يجمع بين الطابع القديم الجميل والجديد العشوائي، حيث أن البنايات القديمة عبارة عن فيلات صغيرة تحيط بها الأشجار المثمرة والنباتات العطرية من كل مكان، كما أن بعضها محاط بأسوار صغيرة، كما يؤكد  بعض سكان المنطقة، أنه تم إحداث تغييرات كثيرة على النمط العمراني للمنطقة، بعد إنجاز بنايات فوضوية على أطراف المدينة، إذ تم بنائها بالاسمنت المسلح وتوسعت بشكل كبير، في حين أن المجالس المتعاقبة، لم تولي أي أهمية لهذا الأمر، فاختلطت مياه الصرف الصحي بالينابيع، و تغير المناخ وأصبحت مدينة ساخنة مقارنة بما كانت عليه السكنات، فيما يؤكد رئيس البلدية، أنه كان  لابد من إنجاز سكنات بالحطب تتلاءم مع الوسط  الطبيعي والحفاظ  على الأراضي بدل إنجاز سكنات بطريقة عشوائية.
من الصفر إلى ارتفاع 1008 متر في 20 دقيقة
ويقول أحد سكان المدينة القدامى، إن سرايدي بلدية جبلية وبحرية وذات مكونات  وخصوصيات طبيعة قل نظيرها عبر غالبية مناطق الوطن، فهي  تقع على مساحة تبدأ من  ارتفاع الصفر بالنسبة لمستوى البحر لتصل إلى ارتفاع 1008 أمتار، وهو ما يعرف لدى الجيولوجيين  بالعلو المفاجئ، فعشرون دقيقة عبر المركبة، تكفي  للوصول من البحر  إلى قمة الجبل  الشاهقة.
وقد أنشئت سرايدي كتنظيم إداري في عام  1851 وتعتبر من أقدم  بلديات الوطن، فقد كانت عبارة عن جبل ولا توجد أي طريق بها ، حيث وجد الاستعمار الفرنسي مقاومة كبيرة بذلك الجبل قبل أن يقرر إنجاز طريق في سنة 1842 يربط عنابة برأس الجبل.
للمدينة طابع اقتصادي مندثر

ويذكر محدثونا، أن الطابع السياحي للبلدية لم يظهر منذ البداية، فقد كانت بلدية ذات طابع اقتصادي لما تتوفر عليه من الثروات الطبيعة التي استعملها المستعمر في تطوير اقتصاده وتشييد البنى التحتية، فقد كانت ومازلت الغابة الكثيفة تتوفر على  كميات ضخمة من الفلين وحطب جبل إيدوغ، الذي استعمل في إنجاز خطوط السكة الحديدية، كما استعملت أحجار الجبل في بناء مدينة عنابة ، حيث كانت تنقل بواسطة تيلفيريك  أنجز في عام 1920 ، لكن المفارقة العجيبة هو أن التيليفريك الحالي الذي صرف على إنجازه وصيانته الملايير ما يزال معطلا منذ أشهر ولا يكاد يشغل في كل مرة حتى يتوقف مرة أخرى.
الألزاس توأم سرايدي  
وقد لاحظت السلطات الفرنسية، في تلك الحقبة أن المنقطة تشبه بشكل كبير منطقة الألزاس، فقد جلبت خبراء وعمالة للمكان، لتصدير الفلين إلى خارج الوطن، وتم اكتشاف النحاس والزنك والرصاص بعين بربر، وهي قرية بحرية منجمية صكت منها عملة خاصة بها، ثم توسعت الفلاحة الغابية أكثر فأكثر وأصبحت المنطقة تعج بالكفاءات المتخصصة في الفلاحة الغابية، فكل ما يزرع وإلى الآن  من النقطة  0 إلى الألف يثمر، فالبرتقال والعسل موجودان و الليمون و الزيتون والخروب أيضا وحتى الجوز والقسطل و الموز يتم غرسها بالمنطقة.
يد الإنسان تقضي على العشرات من الينابيع
وتتوفر سرايدي على العشرات من الينابيع، وهو ما جعلها مقصدا أولا لسكان مدينة عنابة والمناطق المجاروة لها، لكن سكان المنطقة أكدوا أن عددها تناقص  بشكل كبير، عما كان عليه الأمر في السابق، فقد كانت  تتوفر في القديم على 178 منابعا أما اليوم فتوجد فقط 40 فقط، لكن الأمر المميز فلكل واحد منها خصوصيتها الطبيعة والمعدنية، فيد الإنسان والإهمال قضيا على هذه الثروات وحتى الفلاحة الغابية ، انقرضت فقد أصبح الفلاحون يتوجهون إلى المدينة لشراء الخضر والبيض، في حين أن التراب الذي ينتج ذهبا ما يزال موجودا غير أن الإنسان قطع علاقته به، في الوقت الذي كان فيه مصدرا لغنى سكان المنطقة في العقود الغابرة.
حركية سياحية مقبولة ومطاعم تستقطب العائلات  
وتصنف سرايدي منذ  1926   كمحطة مناخية بامتياز في الشمال الإفريقي كما تستعد السلطات إلى  تصنيف  جبل إيدوغ كحظيرة وطنية على غرار تيكجدة، حيث أن  الملف الآن على طاولة الحكومة.
ونحن نتجول بأزقة سرايدي الضيقة و الهادئة، لاحظنا وجود العديد من الزوار القادمين مدينة عنابة وبعض الولايات المجاروة، حيث ذكر لنا أحد سكان بونة أنه يقوم دائما رفقة أصدقائه بزيارات إلى المنطقة للتخلص من ضغط المدينة و بحثا عن الهدوء والراحة، وما زاد من استقطاب السياح هو قيام بعض المستثمرين بإنشاء مطاعم راقية بعضها يطل على الواجهة البحرية، تقدم مختلف الوجبات التقليدية والحديثة.
لكن ما يلاحظ هو أن السياحة بالمدينة ليست متاحة لأي كان، فهي مخصصة لفئات ميسورة الحال، حيث أن الأسعار المتداولة في المطاعم وحتى الفندق الوحيد مرتفعة مقارنة بالمستوى الاجتماعي لمتوسطي الدخل، فيما ذكر لنا سكان أن العديد من الأغنياء المنحدرين من مدينة عنابة قاموا بشراء سكنات وتحويلها إلى فيلات فخمة.
السفيرة الألمانية تنبهر بالمكان
وقد زارت السفيرة الألمانية سرايدي قبل أشهر، وانبهرت بالمكان وجماله، بحسب ما أكده لنا رئيس البلدية، الذي لمسنا عنده تفكيرا استراتيجيا عن المنطقة وآفاقها السياحية، فقد ذكر أن السياحة ليست مجرد بناء فنادق و فقط، فالسياح الأجانب كما قال، يملكون كل الوسائل التكنولوجية والتجهيزات، لكنه يرغبون ويبحثون حين قدومهم هنا عن الراحة و الحرية والتجوال بكل آمان وحرية في الغابات  والتخييم فيها، مع توفير كل الوسائل اللوجيستكية لإنجاح هذا النوع من السياحة، وهو الأمر الذي يرغب أن يجسد مستقبلا في مسقط رأسه، فقد ذكر أن السفيرة الألمانية أعجبت بالفكرة وقالت ، أنه وفي حال نجاح هذا النوع من السياحة فإن السفارة ستشجع المواطنين الألمانيين على القدوم إلى المكان.  
أسماك عين بربر في أرقى الفنادق العاصمية
ويبرز محدثنا، أن منطقة عين بربر، تعد من بين أهم المناطق السياحية التابعة للبلدية الأمر، ولا يمكن أن يتم فصلهما عن بعضهما فكلاهما مكمل للآخر، فبحر عين بربر تخرج منه أجود و أحسن أنواع الأسماك على مستوى الوطن، حيث أن كل ما يصطاد يوجه مباشرة إلى أرقى الفنادق العاصمية، فماء تلك المنطقة لم تمسسها عبثية التلوث فهو نقي صاف ، كما توجد بالمكان أيضا منجم لمادة الفلسبات، حيث ستشرع  الشركة الوطنية للمعادن غير الحديدية في استغلاله لصناعة السيراميك والبلاط، وهو ما سيضفي حركية اقتصادية على المنطقة.
فندق المنتزه من هنا مر بومدين وكاسترو
لا يمكن لزائر لسرايدي، أن يدخلها دون أن يلج فندق المنتزه الشهير، فهو نزل شيد على حافة أعلى قمة بالجبل بهندسة معمارية يونانية فريدة، وتحيط به جبال الإيدوغ والواجهة البحرية من كل جوانبه، كما أن هذا الفندق كان مقصدا أولا للسياح من مختلف دول العالم، وذلك لموقع المتميز وإطلالته الساحرة التي تجعلك تحلق فوق السحاب.
وقد مر على هذا الفندق زعماء ورؤساء الدول الذين زاروا عنابة في فترة الرئيس الراحل هواري بومدين، حيث دخلنا الغرفة الرئاسية التي كانت مخصصة للرئيس بومدين ،حيث أنها عبارة عن فضاء واسع به بهو وشرفة كبيرة تطل على الجبل والبحر مباشرة.  
وقد أنجز فندق المنتزه في 1971 ، بعد أن صممه الفرنسي «فارننو بويو  على أنقاض « كازينو دو روشي” ، حيث اشتهر  المرفق السياحي باحتضان تصوير فيلم المفتش الطاهر، إذ يتوفر بحسب مديره علي أمين تيتح على 102 غرفة ، كما أكد أنه استعاد عافيته منذ ثلاث سنوات بعد القضاء عى أزمة المياه، التي عرفها طيلة سنوات تسببت في هروب ما تبقى من السياح الذين غادروه خلال العشرية السوداء، إذ أنه كما أكد يعرف إقبالا كبيرا من مختلف مناطق الوطن.
 وأكد المتحدث أن الفندق  يتطور يوما بعد يوم، وعادت إليه الحياة من جديد بعد أن قامت  السلطات بحل مشكلة المياه  و إنجاز قنوات جديدة، مشيرا إلى أنه ما يزال يحافظ على طابعه الموسمي ويسجل  إقبالا قياسيا  في أشهر الصيف وكثيرا ما  كانت جميع الغرف تحجز ، فيما وقفنا على وجود العشرات من العائلات والزوار من مختلف ولايات الوطن.
وتابع مدير الفندق، أنه يتم العمل على طول العام على استقطاب السياح من داخل وخارج الوطن ويتم تطبيق تخفيضات في العطل وفي فصلي الشتاء  والربيع تصل كما أكد  إلى نسبة  40 بالمائة.
وما يلاحظ أن الأسعار مقبولة، نوعا ما،  فسعر الغرفة لشخص واحد حدد بخمسة آلاف دينار، حيث أكد المدير أن الأسعار حددت بناء على معيار المنافسة، كما ذكر أن الجانب التسويقي، الذي اعتمدت عليه المؤسسة قد أتى أكله، إذ تم استقطاب سياح من عدة بلدان أجنبية،  كالدنمارك  و الصين وتركيا  وغيرها، كما يمكن لأي كان أن يحجز عبر «البوكينغ» مع وكالة سياحية، مشيرا إلى أن الفندق لم  يخضع لأي عملية  ترميم منذ 48 عاما، ولهذا فإنه قد تقرر إنجاز توسعة و عملية ترميم في قادم الأيام.
«الكرابس» قطب رياضي يستعيد عافيته
وقد بدأت الحياة، تدب من جديد في مركز تجمع رياضيي النخبة « كرابس” سابقا، بعد سنوات من الإهمال والقطيعة مع الرياضة والرياضيين، حيث يعول سكان وشباب المنطقة على هذا المركز المدرج ضمن خريطة مراكز التحضير العالمية، في بعث الروح إلى المنطقة، التي كانت مقصدا أولا للمنتخبات الوطنية في مختلف أنواع الرياضات.
 وقد كان هذا المركز يستقطب فرق كرة السلة الأمريكية التي كانت تحضر فيه لمختلف البطولات الأمريكية، وتسعى السلطات إلى تحويله إلى قطب رياضي وسياحي  من خلال خلق استراتيجة  جديدة  تجعل  منه  منتجعا مفتوحا على العالم الخارجي، من خلال فتحه أمام  المؤسسات والهيئات والعائلات لاستغلال مختلف مرافقه بعقلانية ، بهدف خلق دينامكية اقتصادية ورياضية في نفس الوقت.  
وذكر مدير مركز تجمع رياضيي النخبة عمار قميش الذي استقبلنا بحفاوة، أن الإدارة العامة، التي تسير « لكرابس” بتكجدة قررت تحويله الى منتجع رياضي سياحي، يتم استغلاله بعقلانية وفقا للقوانين والنظم المعمول بها عالميا، مع احترام دوره الأساسي، وهو استقبال النوادي والفرق الرياضية في مختلف الأصناف والاختصاصات، مضيفا أن إدارة المركز ستفتحه مستقبلا، أمام العائلات من أجل النزهة.
 وقد تم إنجاز فضاءات ترفيهية للأطفال، ومختلف المرافق الخدماتية، فضلا عن إمكانية فتحه أمام المؤسسات والجمعيات، لتنظيم ندوات أو لقاءات، إلى جانب دوره الأساسي المتمثل في استقبال فرق ورياضيي النخبة في مختلف الاختصاصات من أجل إجراء التربصات.
وفي ما يتعلق بإمكانية استقبال فرق رياضية خلال التحضيرات الصيفية ، يشير المصدر إلى أن المركز سيدخل حيز الخدمة بعد استلام العتاد والتجهيزات الرياضية، حيث أن صفقة التجهيز ستستلم خلال الأسابيع المقبلة، في حين أن مسؤولي نوادي والفرق الرياضية، كانوا ينتظرون افتتاح المركب الرياضي بفارغ الصبر لتفادي توجه الأندية إلى وجهات خارجية على غرار عين الدراهم التونسية.
وقد تم تدشين المركز رسميا من طرف والي عنابة توفيق مزهود وسُمي باسم حارس منتخب جبهة التحرير الوطني، المجاهد المتوفي علي دودو، كما ذكر مدير المركز، أنه سيدخل الخدمة في أقرب الآجال، بعد وضع التجهيزات من قبل المورد، لتكون جميع المرافق جاهزة لاستقبال الرياضيين.
ويتوفر المركز، الذي أنجز وفقا للمعايير  الدولية،  على ملعبين لممارسة كرة القدم وألعاب القوى، أحدهما معشوشب طبيعيا والآخر اصطناعيا، فضلا عن مسبح شبه أولمبي، و قاعة متعددة الرياضات مكيفة تتسع لـ 500 مقعد و  تستطيع احتضان منافسات دولية، بالإضافة إلى قاعة لتقوية العضلات وإعادة التأهيل وعيادة طبية، وثلاثة أجنحة إقامة تتوفر على 69 غرفة مزدوجة. و يقع المركب الرياضي، ببلدية سرايدي مركز، هو الآخر  بمرتفع جبلي يطل على البحر، حيث عبثت به أيادي التخريب وحولته إلى أطلال إبان العشرية السوداء، إذ كان مركز إيواء لعائلات من قرية بوزيزي التي فرت من الجماعات الإرهابية، وتم تشييد المركز في السبعنيات بعد استرجاع الموقع من معمر فرنسي يسمى « ميلو”، حيث كان المكان عبارة عن مرزعة، ثم أصبح ملكا لبلدية سرايدي.
و بلغت التكلفة المالية الإجمالية لإعادة تهيئة المرفق الذي يتربع على  مساحة تقدر بـ 7 هكتارات سقف 150 مليار سنتيم،    حيث يبزر مديره ،  أن مشروع إعادة الاعتبار ، يدخل ضمن  الإستراتيجية الوطنية، التي تنتهجها الدولة لخلق فضاءات رياضية وفق المعايير المعمول بها دوليا، لدعم قطاع الشباب والرياضية وتوفير الإمكانيات اللازمة لمختلف الفرق الرياضية، و سيكون المركز مكسبا للرياضة الجزائرية وعاملا مشجعا على الحد من هجرة الفرق الوطنية نحو  الخارج من أجل التحضير، وفق ما صرح به المسؤول.
مستشفى التأهيل الوظيفي مرفق صحي يجمع ولايات الوطن

وقد ارتبط اسم مدينة سرايدي بالمستشفى  المتخصص في التأهيل الوظيفي، هذا الأخير  الذي يعد  من ضمن أهم البصمات الإيجابية التي تركها المستعمر الفرنسي بسرايدي، حيث أنجز في عام 1954 و حافظ على نشاطه بعد الاستقلال، وظل يستقبل لعقود المرضى المصابين بالأمراض الصدرية والربو، لكن وإلى غاية 1980 فقد تم تحويل اختصاصه إلى إعادة تأهيل وظائف الأعضاء الحركية، بسبب عدم نجاعة علاج مرضى الربو بموقع المستشفى نظرا لارتفاع الرطوبة بالمنطقة.
 وبحسب رئيس بلدية سرايدي، فقد أصبح المستشفى يستقبل مرضى شرق البلاد المصابين بجلطات دماغية ومشاكل حركية، لكنه يعرف  ضغطا رهيبا في السنوات الأخيرة وفقا لمصدر طبي بالمستشفى، لمحدودية طاقم الاستيعاب الذي لا يتعدى 50 سريرا، فضلا عن زيادة أعداد الحالات الطبية المستعجلة المحولة من مختلف ولايات الوطن، الناجمة عن حوادث المرور إذ يفضل جميع المرضى تحويلهم إلى مستشفى سرايدي، لكن الظفر بمكان هناك بات أمرا صعبا جدا و يتطلب الانتظار لأشهر من أجل حجز سرير، حيث أن موقعه المتميز بمرتفع عال يطل على البحر والمدينة، يساعد المرضى كثيرا في التماثل للعلاج.

الرجوع إلى الأعلى