براعــم تحلـــم بالتدرّج في الحيـــاة العسكريـــة

انطلقت، صباح أمس الأول، بمدرسة أشبال الأمة بالبليدة، الشهيد حمود زميط بالناحية العسكرية الأولى، على غرار جميع مدارس أشبال الأمة، مجريات مسابقة الدخول إلى مدارس الأشبال، الخاصة بطوري التعليم المتوسط و الثانوي للموسم الدراسي2019 /2020، و قد خصصت الفترة الأولى التي تمتد ما بين 27 و 29جويلية الجاري، لاستقبال المترشحين للدخول إلى الطور المتوسط، في حين خصصت ما بين30جويلية، و 1 أوت لاستقبال المترشحات للدخول إلى مدارس أشبال الأمة للطور الثانوي.
روبورتاج: نورالدين عراب
وتوافد منذ الساعات الأولى لصباح أمس، العشرات من التلاميذ المترشحين مع أوليائهم للمشاركة في هذه المسابقة وكلهم أمل في النجاح والانضمام إلى صفوف الجيش الوطني الشعبي والدفاع عن أمن هذا الوطن وخدمته.
وحسب بيان صحفي صادر عن مدرسة أشبال الأمة بالبليدة، فإن عدد المقاعد البيداغوجية المخصصة للمدرسة هذا الموسم( الطور الثانوي)، قدر بـ100مقعد بالنسبة للمترشحات الوافدات من الحياة المدنية، و100مقعد آخر مخصص للأشبال المنحدرين من متوسطات مدارس أشبال الأمة.
و عن سير العملية، يشير البيان، إلى أن مديرية مدارس أشبال الأمة التابعة لدائرة الاستعمال و التحضير بأركان الجيش الوطني الشعبي، تقوم بإجراء عملية انتقاء أولية للمترشحين و المترشحات للقبول في مسابقة الدخول إلى مدارس أشبال الأمة و هذه العملية، حسب نفس البيان، مبنية على ترتيب منفصل بين المترشحين و المترشحات، مع الأخذ بعين الاعتبار درجة الاستحقاق و المعدلات المتحصل عليها في امتحانات نهاية طوري التعليم الابتدائي و المتوسط.
أما عن عدد المترشحين المقبولين لإجراء مسابقة القبول بمدرسة أشبال الأمة بالبليدة للطور المتوسط، فقدر عدهم بـ578مترشحا، في حين قدر عدد المترشحات لإجراء مسابقة القبول لنفس المدرسة للطور الثانوي، بـ362مترشحا.
و بخصوص المترشحين المقبولين في المرحلة الأخيرة، فسيتم الإعلان عن المسابقة الكتابية فور الانتهاء من عملية التصحيح و ترتيب النتائج يكون حسب الاستحقاق الأول فالأول، ليتم في مرحلة قادمة استدعاء الناجحين في المسابقة للالتحاق بمدارس أشبال الأمة المعينة لكل ناجح من طرف مديرية مدارس أشبال الأمة.
حلمنا  أن نصبح إطارات عسكرية نخدم بلدنا
يجمع عدد من التلاميذ الذين تحدثت إليهم النصر، على أن خيار الدخول إلى المؤسسة العسكرية عن طريق مدارس أشبال الأمة، كان خيارهم الشخصي، و بأنهم يحلمون أن يرتدوا البذلة العسكرية و أن يصبحوا إطارات سامية و قادة في الجيش الوطني الشعبي، ليخدموا هذا البد و يحفظوا أمنه. و يجمع أغلب ممن تحدثنا إليهم، على أن التخصصات التي يرغبون في اقتحماها هي الطيران العسكري، الهندسة، الطب و غيرها و يطمحون من خلال رغبتهم في الدخول إلى مدارس أشبال الأمة، لضمان مستقبلهم في صفوف الجيش الوطني الشعبي منذ سن مبكرة.
و الملاحظ أيضا من خلال الحديث مع هؤلاء البراعم، هو أن هذا الاختيار كان برغبتهم و ليس خيارا من طرف الأولياء و يجمعون على أن إنجازات الجيش الوطني الشعبي التي تبث عبر وسائل الإعلام، أو عن طريق الوسائط التكنولوجية الحديثة، كان لها دور كبير في تشكل هذه الرغبة لديهم في الانضمام إلى صفوف الجيش الوطني الشعبي، عن طريق بوابة مدارس أشبال الأمة و في نفس الوقت ينتمي هؤلاء المترشحين من الأطفال، إلى فئات اجتماعية مختلفة، منهم أبناء تجار، أساتذة جامعيين، عسكريين، حرس بلدي، متقاعدين و غيرهم
و في نفس الإطار، كان لنا حديث مع بعض الأولياء الذين يؤكدون على أن خيار الدخول لمدارس أشبال الأمة، كان برغبة من أبنائهم التي لا يتدخلون فيها و في نفس الوقت، عملوا على تشجيعهم من أجل مساعدتهم في ضمان مستقبلهم.
اللياقة البدنية الجيدة و التوازن النفسي شرطان للانضمام إلى مدارس الأشبال
يقول رئيس مصلحة الصحة المدرسية بمدرسة أشبال الأمة بالبليدة، الرائد الطبيب مسعود بن طالب، بأن هناك معايير محددة يعتمد عليها في فحص المترشحين، تحددها المديرية المركزية لمصالح الصحة العسكرية بوزارة الدفاع الوطني و تشمل هذه المعايير الجانب البدني و خلو الجسم من الأمراض، إلى جانب التوازن النفسي و يشير إلى أن هناك 10 أطباء ضمن اللجنة الطبية، يشرفون على عملية الفحص الطبي للمترشحين، تشمل الطب العام، طب الأطفال، الطب الداخلي، طب العيون، طب الأسنان و الطب النفسي.
و يضيف المتحدث، بأن أهم شيء يتم التركيز عليه هو حدة البصر التي يجب أن تتوفر بنسبة مائة بالمائة لدى المترشح، إلى جانب خلو الجسم من الأمراض و عدم وجود عاهة في الجسم نتيجة لخضوع المترشح لعملية جراحية أو غيرها، أما في الجانب النفسي، فيتم التركيز على مدى استعداد الطفل للانضمام إلى صفوف الجيش الوطني الشعبي، عن طريق مدارس أشبال الأمة و تطرح له أسئلة تدور حول ما إذا كان هذا الاختيار بضغط من الوالدين أم إرادة شخصية و في تقييمه لعملية فحص المترشحين، يقول الطبيب الرائد بن طالب، بأنه قد سجلت حالات لنقص البصر لدى بعض المترشحين.
و في السياق ذاته، يقول الأخصائي النفساني الرائد سعود إبراهيم، بأنه في المقابلة مع المترشح، يتم التركيز في البداية على حسن النطق لدى الطفل، حيث يشترط أن يكون النطق سليما بنسبة مائة بالمائة و لا يعاني من اضطرابات لغوية، كما يركزون على النظافة الجسدية و معرفة ما إذا كان الطفل يعتمد على نفسه في نظافة جسمه أم على والدته، مضيفا بأن هذه السلوكيات مهم جدا التعرف عليها؛ لأن التلميذ خلال فترة تواجده في مدرسة أشبال الأمة، يجب أن يعتمد على نفسه و يكون قد تعلم بعض السلوكيات قبل الدخول إلى هذا المرفق العسكري.
و يركز الأخصائيون النفسانيون ضمن المقابلة مع المترشحين، على البعد عن العائلة خلال مرحلة التمدرس بمدرسة أشبال الأمة، حيث تطرح بعض الأسئلة على المترشح لمعرفة مدى وجود قابلية لديه للبعد عن العائلة و يشير في هذا الإطار نفس المتحدث، إلى أن البعد عن العائلة لم يطرح مع التلاميذ المترشحين الذين لديهم أولياء يعملون على عكس التلاميذ الذين أمهاتهم ماكثات في البيت و في نفس الإطار يحاول الأخصائيون التعرف على ما إذا كان يعاني الطفل من تبول لا إرادي، بحيث وجوده لديه سيؤثر عليه نفسيا داخل مدرسة أشبال الأمة و لهذا فالذين يعانون من التبول يتم إبعادهم.

و مباشرة بعد الانتهاء من الفحص الطبي و النفسي، يحول المترشحون المقبولين إلى الساحة المجاورة لمدرسة أشبال الأمة، للقيام بامتحان اللياقة البدينة المتمثل في سباق للعدو على مسافة 400متر و60مترا و يثبت هذا الامتحان مدى تمتع المترشح بلياقة بدنية جيدة تسمح له بالانضمام لصفوف الجيش الوطني الشعبي، كما أن الذين يتم قبولهم في امتحان اللياقة البدنية، يحولون لإجراء الامتحان الكتابي في مواد الرياضيات، اللغة العربية و اللغة الفرنسية بالنسبة للطور المتوسط، أما بالنسبة للطور الثانوي، فيجري المترشحون امتحانا في مواد الرياضيات، العلوم  الفيزيائية و التكنولوجيا و اللغة العربية، كما تضمن قيادة مدرسة أشبال الأمة بالبليدة خلال هذه الفترة، الإيواء للمترشحين الناجحين القادمين من ولايات بعيدة و توفر لهم كل الإمكانيات اللازمة لذلك، لتعلن بعدها النتائج النهائية فور الانتهاء من عملية التصحيح و ترتيب النتائج حسب الاستحقاق الأول فالأول و يتم في مرحلة قادمة استدعاء الناجحين في المسابقة للالتحاق بمدارس أشبال الأمة المعينة لكل ناجح من طرف مديرية مدارس أشبال الأمة بدائرة الاستعمال و التحضير بأركان الجيش الوطني الشعبي.
مرافق ملائمة و وسائل حديثة لضمان تعليم الأشبال
و توفر مديرية أشبال الأمة بوزارة الدفاع الوطني، مرافق ملائمة و وسائل بيداغوجية حديثة لضمان تعليم الأشبال، حيث تضم أقسام التمدرس 20تلميذا، كما تتوفر المدارس على مخابر للعلوم التطبيقية و التكنولوجيا و تعليم بمساعدة الحاسوب، إلى جانب مخابر للغات الحية و قاعات للانترنت و مدرجات و مكتبات.
و في ما يخص المحيط و الإطار المعيشي، فتتوفر مدارس أشبال الأمة على كل المرافق الحيوية و الترفيهية الضرورية لراحة الشبل و نموه السليم، حيث تتوفر المدارس على قاعات للنشاطات الثقافية و الفنية، و قاعات متعددة الرياضات، ملاعب رياضية، مسابح، نوادي، بحيث كل هذه الإمكانيات و الظروف التي توفرها مدارس أشبال الأمة للمتمدرسين، تجعلهم يحصدون نتائج عالية لا تبتعد عن نسبة نجاح مائة بالمائة في كل المواسم الدارسية.
و بخصوص برنامج التدريس، فإن مدارس أشبال الأمة، تطبق البرنامج الرسمي للتعليم العام لوزارة التربية الوطنية و يضمن التعليم من طرف أساتذة منتدبين من وزارة التربية الوطنية، كما يلقن الأشبال القواعد الأساسية للانضباط في الجيش الوطني الشعبي، طبقا لبرنامج تكوين شبه عسكري مكيف، بالإضافة إلى برنامج تكميلي في التربية المدنية و الأخلاقية و في نفس الوقت، تطبق مدارس أشبال الأمة نظام تعليم داخلي طيلة مدة التمدرس، مع التكفل الكامل، كما يستفيد الأشبال من العطل المدرسية المبرمجة من طرف وزارة الدفاع الوطني و وزارة التربية الوطنية.
و بخصوص الالتحاق بمدارس أشبال الأمة في الطور الثانوي، تم فتح مجال الترشح للذكور المنحدرين من مدارس أشبال الأمة و الإناث المنحدرات من الحياة المدنية و تتوفر وزارة الدفاع الوطني، على ثلاث مدارس لأشبال الأمة في الطور الثانوي بكل من البليدة، وهران و سطيف، أما بالطور المتوسط، فمجال الترشح مفتوح لفئة الذكور فقط و تتوفر وزارة الدفاع الوطني على 6 مدارس لأشبال الأمة في الطور المتوسط بكل من المسيلة، تيارت، الأغواط، باتنة، بجاية
 و تمنراست.
ن. ع

الرجوع إلى الأعلى