بونة.. عروس الأبيض المتوسط، لم تعد ذلك المكان الذي يستقطب السياح من كل حدب وصوب، كما كانت عليه في السابق، ولم ينفعها سحرها في الحفاظ على عشاقها الذين كانوا يحجون إليها كلّ صيف.  وهي اليوم تجتهد لاستعادة مجدها.
روبورتاج لقمان قوادري/ حسين دريدح
في  يوم صيفي شديد القيظ والرطوبة، دخلنا عنابة  من حدودها الغربية وكان أول ما لفت انتباهنا  هو قلة عدد المركبات التي تحمل ترقيم ولايات أخرى، لم تكن شوارعها وطرقاتها النظيفة مزدحمة  لاسيما بوسط  المدينة، لم نر سوى الكهول وبعض العائلات جالسين في مقاهي ساحة الثورة، أما الحركية فكانت متوسطة  وكأننا في مدينة غير ساحلية في عز موسم الاصطياف.
مقصد أول في ذروة الأزمة الأمنية
قبل أقل من عقدين من الزمن وفي سنوات التسعينيات وعشرية الجمر، كان كل شيء يبدو جميلا شتاء وصيفا بعنابة، فهو البلد الآمن والمقصد الأول للسياح من كل ولايات الوطن، حيث لم تكن الفنادق في تلك الحقبة من الزمن تستوعب الأعداد الكبيرة للباحثين عن الراحة والنزهة على شاطئ البحر أو بالمدينة، لكن الحال تغير كثيرا خلال العقد الأخيرة، فقد أصبحت بونة مدينة خالية من السياح لا يتجول بها إلى أهلها وسكان من المناطق المجاورة.
 ويقول أحد سكان المدينة القدماء الذين تحدثت إليهم النصر، إن حال المدينة تغير كثيرا، فرغم حفاظها على جمالها وتميزها إلى أنها تحولت إلى مدينة لا يقصدها السياح، فقد مازال  يحتفظ في مخيلته  بصور السياح وهو يغزون عنابة من كل حدب وصوب طيلة فترات العام، ولم يكن الإقبال مقتصرا فقط على الجزائريين بل كانت محجا للتونسيين والأجانب والفرنسيين والأقدام السوداء الذين سكنوها وغادروها بعد الاستقلال، إذ كان أبناؤهم وحتى أحفادهم يزرونها ويصطحبون أصدقاءهم معهم من فترة إلى أخرى،  فكل شيء بحسب ابن المدينة، تغير إلى الأسوأ «ولم نكن نتوقع يوما أن تؤول عروس المتوسط إلى هذا الوضع الذي تسبب لها في خسائر اقتصادية معتبرة».
سمعة سيئة  وراء هجرة السياح
يعلم غالبية سكان مدينة عنابة أن سمعة سيئة قد التصقت بالمدينة وأهلها طيلة العقد الأخير، فكل من تحدثنا معهم يتأسف للصورة السلبية التي تقدم عن عاصمة الساحل الشرقي، حيث قال أحد الشباب الذي استوقفنا بشاطئ «شابي»،بنبرة فيها الكثير من الحسرة، «نعلم أن العديد من الجزائريين يتحدثون عن وجود مشاكل أمنية واعتداءات على المصطافين بالشواطئ ووسط المدينة، لكن كل هذا غير صحيح حاليا، صحيح أن المدينة عرفت في وقت زمني مضى العديد من الاعتداءات والحوادث المتفرقة، لكن سرعان ما تمت السيطرة على الوضع» فيمكن بحسب محدثنا، لأي كان أن يسير بمفرده على الكورنيش أو في الشواطئ دون أن يتعرض له أحد بأي مكروه، بل على العكس فإنه سيلقى ترحابا ومعاملة جيدة في جميع المرافق التي يدخلها.
النشاط السياحي في تراجع مستمر

ونحن نتجول بشاطئ «شابي» استوقفنا شباب آخرون، بعد أن تعرفوا على هويتنا، حيث اشتكوا من تراجع النشاط التجاري والسياحي بالمدينة بشكل رهيب، حيث ذكر أحدهم أن الحركية ضعيفة جدا خلال السنوات الأخيرة وأن غالبية مرتادي الشواطئ من قاطني المدينة، في حين أن الإقبال يتضاعف خلال عطلة نهاية الأسبوع، لكن الأمر يظل مقتصرا على سكان الولايات المجاورة كقالمة وسوق أهراس وأم البواقي، كما أن غالبية الزوار من فئة الشباب لا العائلات.
وتطابقت أقوال محدثينا، من شباب المدينة على أن غالبية العائلات مازلت تتوجس من زيارة عنابة والإقامة فيها بسبب «الإشاعات المغرضة» ،التي تبث هنا وهناك لاسيما عبر وسائط الاتصال الاجتماعي، حيث قال أحدهم وهو شاب يعمل في مجال كراء الشمسيات بالشواطئ إنه قام رفقة صديقه  بفتح حساب عبر فيسبوك يبث فيه مشاهد وصور عبر الشاطئ الذي يعمل به وذلك من أجل كسر الصورة النمطية، التي رسمت في مخيلة الكثيرين عن المدينة وشواطئها.  
نظافة جيدة والسلطات تنهي سيطرة أصحاب الشمسيات
و وقفنا خلال تجولنا بجل الشواطئ التي زرناها  على نظافة جيدة ، حيث تقوم مصالح البلدية كل صباح بتسوية رمال الشواطئ وتنظيفها، كما وضعت العشرات من حاويات القمامة كما تم إنجاز مراحيض ودورات مياه، فيما نجحت السلطات أيضا في القضاء على ظاهرة احتلال الشواطئ، التي كان علامة مسجلة باسم عنابة، إذ وقفنا على منع كل من يضع شمسيته بطريقة قانونية مع تسخير أعوان أمن بالزيين المدني والنظامي لمنع حدوث أي تجاوزات على مدار اليوم، في حين تخصيص مكان لكراء الكراسي والشمسيات في حال طلب المصطاف ذلك، لكن كل هذه الإجراءات لم تشفع للمدينة فقد كان ومازال الإقبال ضعيفا جدا في عز موسم الاصطياف.
سياح يؤكدون أنها مدينة آمنة
والتقينا بشاب قدم رفقة عائلته من ولاية غليزان لقضاء العطلة في عنابة، حيث ذكر أنه توجس في البداية من الذهاب إلى عنابة بسبب السمعة السيئة التي التصقت بها لكنه قرر رفقة عائلته اكتشاف المدينة، ليتفاجأ عند قدومه بحفاوة استقبال و خدمات جيدة بغالبية المرافق التي زارها، كما أكد عدم تعرضه لأي مضايقات طيلة فترة مكوثه لكنه اشتكى من ارتفاع أسعار الفنادق والتي قال إنها مرتفعة مقارنة بماهو متداول في ولاية ساحلية أخرى.
وصرح لنا كهل من مدينة عين فكرون بولاية أم البواقي، أنه كان يقضي عطلته الصيفية بدولة تونس الشقيقة لكنه قرر في هذا العام الإقامة بمدينة عنابة، التي قال إنها قد تغيرت بشكل كبير فقد استأجر منزلا بشاطئ الخروبة المعروف باسم “لاكاروب» وقضى أياما جميلة وآمنة رفقة عائلته.
أسعار الفنادق مرتفعة والشقق لمن استطاع إليها سبيلا
في عنابة، لن تجد في أي مكان إعلانا واحدا عن شقة أو إقامة للكراء في موسم الاصطياف خلافا لما هو عليه الأمر بولايات ساحلية مجاورة لها، حيث حاولنا طيلة مكوثنا في عنابة ليومين أن نجد عرضا واحدا لكننا لم نتمكن، فغالبية سكانها لا يهتمون بهذا الأمر وعملية إدماج سكان المدينة في الناشط السياحي فشلت فشلا ذريعا بحسب تأكيد مديرية السياحة.
ولما سألنا مسيرة وكالة عقارية بقلب المدينة عن وجود شقق للكراء، أكدت أنها ومنذ انطلاق موسم الاصطياف لم تؤجر سوى 5 شقق، كما أن العرض قليل جدا تقابله أسعار مرتفعة إذ لا يقل ثمن إيجار شقة في ليلة واحدة عن 5 آلاف دينار ويرتفع ثمنها كما قالت بحسب القرب من الشواطئ، أين تصل إلى مليون سنتيم، مشيرة إلى أن هذه الأسعار المرتفعة أدت إلى هجرة السياح من المدينة رغم أنها تمتلك كل المقومات لاستقطاب الزائرين من كل الولايات.
ورغم تراجع الحركية وعدم إقبال السياح إلى أن الفنادق لم تقدم عروضا تخفيضية لاستقطاب الزوار، فعلى سبيل المثال فإن قضاء ليلة بفندق غير مصنف بوسط المدينة يتطلب دفع 4500 دينار للشخص الواحد أما الغرفة للشخصين فتكلف 7 آلاف دينار، أما الفنادق المصنفة من ثلاث نجوم فأسعارها تنطلق من 11 ألف دينار لقضاء ليلة واحدة، فيما تصل سعر الإقامة بفندق 4 نجوم إلى 15 الف دينار دون احتساب الإطعام.
وذكر لنا إطار بفندق، أن غالبية الفنادق بعنابة لا تعتمد على السياحة في تطوير نشاطها رغم أنها تظل شاغرة حتى في عز موسم الاصطياف كما لفت إلى أن زملاء له في فنادق أخرى قد تحدثوا عن تراجع كبير في النشاط خلال السنوات الأخيرة إذ تظل العديد من الغرف والأجنحة غير محجوزة طيلة فترات العام.  
بونة بيتش شاطى نموذجي يستقطب المئات من العائلات

تنقلنا إلى الكورنيش العنابي باتجاه راس الحمرة ، و كانت الطريق شبه خالية والشواطئ شبه فارغة إلا من عدد قليل من السياح، لكن أحد  سكان المدينة أكد لنا بأنها المنطقة تكتظ في الفترة المسائية بعد خروج سكان المدينة.
انعطفنا يمينا عند فندق الريم الجميل ثم هبطنا ببطئ باتجاه شاطئ بونا بيتش الذي منحته السلطات رخصة لاستغلاله منذ سنوات، وبعد ترجلنا من السيارة وقفنا على تنظيم محكم في المكان حيث كان الركن بالحظيرة جد منظم كما كان المكان مهيئا ونظيفا جدا وتحيط به الأشجار المثمرة والعطرية من كل مكان وهو ما قدم لنا صورة إيجابية عن المكان منذ أن وصلنا إليه.
ويتوفر الشاطئ على مطاعم ومقاهي تقدم خدمات جيدة، كما تم وضع الشمسيات بطريقة منظمة وتم تقسيم الشاطئ إلى جزئين واحد مخصص لعائلات وآخر للشباب، كما وقفنا على وجود عدد معتبر من أعوان الأمن الذين يعملون على ضمان راحة المصطافين ومنع حدوث أي تجاوزات، إذ سرعان ما تقدم منا أحدهم لعدم علمه بهويتنا وسألنا عن حاجتنا قبل أن يرحب بنا بحفاوة.  
واستقبلنا مدير المركب السياحي بونا بيتش أنيس صحرواي، بعد أن تجولنا بالمكان وتعرفنا عليه بأنفسنا، وهو مستثمر شاب يملك نظرة استشرافية عن قطاع السياحة، حيث ذكر أن الشاطئ عائلي بامتياز باعتبار أنها الفئة الأولى المستهدفة، وقال إنه يقوم في كل موسم رفقة الطاقم المسير بإضافة وخلق استثمارات جديدة فمثلا في هذا العام يبزر محثنا، أنه اقتني حاجزا عائما بمبلغ مالي ضخم وذلك لحماية مرتادي الشاطئ وضمان سباحة آمنة لهم، كما أنجز مطعما جديدا في السطح ناهيك عن الخدمات الأخرى.
 ويضيف مدير المركب أن سياسة المركب تقوم على توفير كل شيء بالمكان حتى يجد السائح راحته وكل متطلباته فقد وجدنا قوارب نزهة والزلاجات المائية “جات سكي» ومختلف أنواع قوارب النزهة وهي خدمات قال محدثنا إنه وفرها من أجل تجنيب المصطافين عناء التنقل من مكان لآخر.
وقد حددت إدارة المركب سعر ثلاثة آلاف دينار للدخول إليه، حيث أن هذه التسعيرة تضمن لك ركنا مجانيا وحق استغلال المرش ودورات المياه، فضلا عن شمسية وأربعة كراسي، مع ضمان التنشيط في الفترة المسائية لمختلف الفئات العمرية.
على الجميع أن يساهم  في كسر الصورة النمطية السلبية للمدينة
وعن السمعة السيئة، التي التصقت بالمركبات السياحية والشواطئ الخاصة، ذكر محدثنا أن الإدارة تعمل على كسر الصورة النمطية، من خلال استقطاب العائلات وضمان راحتها، بغرض ضمان عودةك
لعائلة تأتي إلى المكان من خلال ما نوفره من خدمات، إذ نادرا ما تسجل حوادث أو تجاوزات.
أما فيما يخص الأسعار، فقد تم تحديدها بحسب محدثنا، وفقا لما هو متداول في السوق وهي في متناول الطبقة المتوسطة، سواء تسعيرة الدخول أو الخاصة بالمطاعم، لاسيما وأن الشاطئ يمنع إدخال الأكل باستثناء الوجبات الخفيفة الخاصة بالرضع والأطفال الصغار.
ويؤكد مدير المركب، أن الشاطئ يعرف إقبالا على الأغلب من مصطافي  الولايات المجاورة فقط، حيث أشار إلى  وجود نقص كبير في أعداد السياح في مدينة عنابة التي تستحق، كما قال إقبالا أكبر فيه تتوفر على مقومات لا توجد بمناطق أخرى تعرف توافدا كبيرا، حيث أن الإشاعات السيئة مست بسمعة بونة، في حين أن كل ما يتداول غير موجود ولا أساس له من الصحة، «فالأمن متوفر و الخدمات جيدة في المدينة بشكل عام».
ويرى مدير المركب، أنه لابد أن ينخرط الجميع في الترويج للنشاط السياحي لكسر الصورة النمطية، سواء من المواطنين و المستثمرين أو الوكالات السياحية ووسائل الإعلام الذي يزورون المدينة، «وأنا كابن مدينة عنابة أريد أن تزدهر السياحة ولا تهمني المنافسة بل على العكس فإننا الأمر سيدفعنا أكبر إلى العمل أكثر وفتح مركبات سياحية أخرى وكل هذا  يصب في مصلحة شباب عنابة واقتصاده
رئيسة مصلحة السياحة بمديرية السياحة سهام فنيدس
عنابة تمتلك كل المقومات لكن الإقبال في تراجع مستمر بسبب الإشاعات
أرجعت رئيسة مصلحة السياحة بمديرية السياحة بولاية عنابة عدم إقبال السياح على بونة، إلى الإشاعات المغرضة، التي ما زلت تبث عبر وسائط الاتصال الاجتماعي، مشيرة إلى أن  مقومات المدينة تؤهلها لتكون الوجهة الأولى سياحيا عبر التراب الوطني.
وتعد مدينة عنابة بحسب المتحدثة، قطبا سياحيا بامتياز يمتلك جميع المقومات فبإمكانها أن تستقطب جميع السياح وفي مختلف الأنماط السياحية، على غرار السياحية البحرية و الأثرية و التاريخية و الدينية فهي مدينة القديس أوغسطين، ومكان عيشه، ونحن نستقبل في المتوسط فوجا سياحيا يضم مختلف الجنسيات من مختلف دول العالم مرة واحدة في الشهر، تقول.
و تتوفر عنابة  على 42 فندقا سياحيا بطاقة استيعاب تقدر بخمسة آلاف سرير وهذا غير كاف لاستيعاب أعداد المصطافين، كما أن نصف الفنادق قديم ولا يتطابق مع المعايير الدولية، أما فيما يخص المشاريع المستقبلية فيوجد  93 مشروعا سياحيا يتكون من إقامات وفنادق من بينها 25 فقط، التي انطلقت بها الأشغال.
و أكدت المتحدثة عدم وجود ترويج سياحي للمنطقة عبر وسائل الإعلام وكذا وكالات السياحة والأسفار بل على العكس فإنهم  يقومون بدعوة المواطنين إلى التوجه نحو وجهات خارجية، كما أن سكان المنطقة أيضا لا يعملون على تطوير النشاط السياحي.
وأكدت السيدة فنيدس عدم وجود منافسة بين الفنادق القليلة، وهو ما جعل  الأسعار تبقى دائما مرتفعة، كما أكدت وجود حملات عبر وسائط الاتصال الاجتماعي، يروج فيها على أن عنابة مدينة الإجرام، لكن على العكس فعنابة تتميز بتغطية أمنية عالية المستوى و في جميع المناطق بوسط المدينة، كما دخل على الخط  أناس من مناطق أخرى يريدون الترويج لوجهات سياحية أخرى على حساب عنابة.
وذكرت المتحدثة، أن الوكالات السياحية لا تروج لعنابة كوجهة سياحية، وحتى الأجانب الذين يقدمون إليها يتم استقطابهم من وكالات سياحية من خارج الولاية، في الوقت الذي لابد فيه أن يروج له من طرف أهل المنطقة وسكانها،أما فيما مجال كراء الخواص لسكناتهم فالعملية بحسبها غير منظمة رغم صدور مرسوم ينظمها في سنة 2012 ، حيث أرادت السلطات تنظيم النشاط لكنها لم تتمكن من ذلك والعملية لم تنجح للأسف.
قائد كتيبة أمن الطرقات محافظ الشرطة حمود منير
عنابة  آمنة و وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دورا سلبيا
أكد محافظ الشرطة حمود منير، قائد كتيبة أمن الطرقات وحركة المرور بالمصلحة الولائية للأمن العمومي، وعضو اللجنة الولائية لمتابعة وتحضير موسم الاصطياف بعنابة، أن التحضير الجيد والمسبق لموسم الاصطياف، خلال الثلاث سنوات الأخيرة، قد قدم  نتائج أمنية ميدانية  باهرة، مشيرا إلى أن وسائط الاتصال الاجتماعي قد قدمت صورة سلبية عن المدينة.
  وذكر محافظ الشرطة، أنه تم تسجيل رضى تام لدى زوار عنابة والمصطافين في الجانب الأمني، نتيجة تراجع المضايقات بالشواطئ سواء عند ركن المركبات، حيث تم القضاء على الحظائر العشوائية، وتحديد تسعيرة موحدة بالحظائر المرخصة، مضيفا  أن مصالح الشرطة أعدت 11 ملفا في حق مستغلي حظائر المركبات غير الشرعيين وأحيل جلهم على القضاء.
وأشار السيد حمود، إلى أن قضية متابعة أصحاب الحظائر مرتبط بالشكاوى التي يقدمها الضحايا، فهم يكتفون بالتبليغ فقط، ويرفضون تسجيل أقوالهم على محضر حول الابتزاز الذي تعرضوا له، حيث تضطر مصالح الشرطة إلى استغلال المعلومات من أجل التدخل فقط.
و نجحت فرق الشرطة العاملة بالميدان، وفقا لذات المصدر في فرض تعليمة مجانية الشواطئ، حيث يستطيع المواطن الجلوس في أي موقع دون أن يزعجه أي كان، إذ عرفت عملية تقنين عملية كراء عتاد البحر، وتسجيل هوية الشباب أصحاب العتاد لدى مصالح الأمن، نجاحا كبيرا.
وأوضح محافظ الشرطة، فيما يخص الاعتداءات و السرقات، أنه تم التحكم بشكل كبير في الظاهرة، باستثناء حالات ضئيلة سُجلت على مستوى الشواطئ المحروسة التابعة لإقليم الاختصاص، حيث تم إحصاء مند بداية شهر جوان اعتدائين اثنين على الأشخاص بالأماكن السياحية، وتم توقيف المتسببين وإحالتهما أمام العدالة، وفي هذا الشأن تحصي مصالح الشرطة وجود مضايقات على المصطافين أيام عطلة الأسبوع، أين يتوافد المصطافون بأعداد هائلة على الشواطئ ومن مختلف الولايات، غير أن التواجد الأمني وكاميرات المراقبة، بحسب المصدر، يفشل جميع المحاولات إذ تم تسجيل 11 قضية مست بممتلكات الأشخاص تمت معالجتها جميعها وتوقيف 10 أشخاص متورطين.
وعملت مصالح الشرطة حسب المحافظ منير حمود، على تطبيق جميع القرارات البلدية الخاصة بموسم الاصطياف منها، منع حركة سير الدرجات النارية التي تتسبب في إزعاج الموطنين والسكان، حيث أسفرت عمليات المراقبة على حجز 117 دراجة نارية حولت إلى المحشر البلدي، مع انجاز ملفات قضائية في حق أصحابها.

 ويؤكد المتحدث بأن الدرجات النارية أصبحت الوسيلة الأولى لتنفيذ الاعتداءات على الأشخاص والممتلكات، لسهولة الفرار بها وتخفي عن كاميرات المراقبة بالطرق والمسالك الفرعية، حيث أنه وبفضل حملة الملاحقة بعد حادثة حي القمم، والتي راحت ضحيتها فتاة تم جرها لمسافة طويلة، تقلصت نسبة الاعتداءات بنسبة كبيرة، بسبب شل تحرك أفراد العصابات و توقيف عدد معتبر منهم ضمن مختلف الحملات التي تقوم بها مختلف التشكيلات الأمنية.
 وتعمل الشرطة بحسب المحافظ، على منع المبيت وتجوال الكلاب على الشواطئ وحتى الصيد والغوص بأماكن السباحة، حسب القرارات البلدية المنظمة لموسم الاصطياف تطبيقا لتعليمات وزارة الداخلية والجماعات المحلية، كما تقوم الفرق الأمنية، بثلاث مهام رئيسية في الموسم الصيفي، أولها تأمين المواطنين على الشاطئ بدوام كامل مع مساندة باقي الفرق بإقليم الاختصاص، أما الدور الثاني يتعلق بوضع تشكيلات أمنية راجلة و دوريات راكبة، وأخرى في حالة تأهب من أجل التدخل في حالة وقوع أي طارئ، فيما تكمن المهمة الثالثة في تنظيم حركة المرور خاصة بالواجهة البحرية والكورنيش، من خلال التحكم في 5 مداخل وجعل المخارج سهلة نحو وسط المدينة و الضواحي.   وساهمت منظومة كاميرات الحماية المثبتة عبر الطرق الرئيسية والسريعة والمواقع السياحية، في تحسن كبير من الجانب الأمني بمدينة عنابة، جعلتها مؤخرا تحظى بإشادة زوارها بمستوى التكفل السريع بالقضايا كما قلصت من التواجد الأمني بالميدان، وحل قضايا بأدلة دامغة عن طريق العودة إلى أشرطة الفيديو المسجلة، حيث أحصت الشرطة بحسب المحافظ، خلال 6 أشهر الماضية 14 ألف قضية، منها 1260 قضية شهري جوان وجويلية، جلها يتعلق كما قال بحوادث المرور والطرقات و البيع غير الشرعي بالطريق العام و الاعتداء على الممتلكات والأشخاص وغيرها من القضايا.  ودعا، المتحدث، جميع الفاعلين إلى المساهمة في نقل الصورة الايجابية للمدينة، والكف عن الترويج المبالغ فيه لما يقع بالمدينة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقيام المصالح المعنية بقطاع السياحة بعمل عكسي للترويج لعنابة كوجهة سياحية منافسة.
ل.ق/ ح.د

الرجوع إلى الأعلى