يعد شاطئ النخيل المعروف باسم «بالم بيتش» من أجمل شواطئ غرب الجزائر العاصمة، كما يعتبر القبلة المفضلة للعائلات العاصمية، لما يمتاز به  من خصائص كمياهه النقية ورماله الذهبية الساحرة، وكذا توفره على عدة مرافق   غير متوفرة بشواطئ أخرى، و أهمها المطاعم الراقية و المقاهي ومحلات بيع المثلجات والمرطبات، إلى جانب الفنادق التي تبعد بأمتار فقط عن الشاطئ.

اللافت أن هذا الشاطئ الجميل يجمع بين العائلات الميسورة و البسيطة، حيث يستغل خواص جانبا من الشاطئ لتوفير كل الخدمات التي يطلبها المصطافون، مقابل دفع مستحقات هذه الخدمات التي تصل إلى 30  ألف دينار لليوم  الواحد لعائلة متكونة  من خمسة  أفراد، و بمحاذاته يوجد شاطئ عمومي تقصده العائلات البسيطة، لا يوفر خدمات تذكر سوى المظلات الواقية من الشمس و الكراسي، و تضطر العائلات إلى تأجيرها بأسعار تصل إلى ألف دينار.


سائح أمريكي أطلق على الشاطئ اسم مدينته
وعلى الرغم من أن التسمية الحقيقية لهذا الشاطئ هي شاطئ النخيل، لكن لم يبق هذا الاسم سوى في الوثائق الرسمية، وجل سكان المنطقة والزوار يطلقون عليه اسم «بالم بيتش»، و يعود أصل هذه التسمية، وفق روايات السكان، إلى زيارة أحد السياح الأمريكيين للمنطقة، فأعجب بجمال المناظر الطبيعية الخضراء المحاذية للشاطئ على طول الطريق المؤدي إلى سطاوالي، مما جعله يشبه هذا المكان بمدينة « بالم بيتش» الأمريكية، التابعة لمقاطعة فلوريدا، وقبل أن يغادر السائح الأمريكي المكان أطلق عليه اسم «بالم بيتش» الذي أصبح أكثر تداولا وسط السكان و الزوار، ولم يعد اسم شاطئ النخيل إلا في الوثائق الرسمية.
يعد هذا الشاطئ مقصد المصطافين، خاصة من ضواحي العاصمة، حيث يستقبل أسبوعيا ، وفق  مصدر من بلدية سطاوالي، ما بين 06 إلى 10 آلاف مصطاف،  و ذكر أحد المصطافين القادمين من العاصمة بأن المميز بالنسبة لهذا الشاطئ الجميل، هو توفره على وسائل النقل العمومي،  التي تسمح للعائلات والشباب الذي لايمتلكون سيارات بالوصول إليه دون عناء.
كما أن محطة الحافلات لا تبعد سوى بأمتار فقط عن الشاطئ، عكس شواطئ أخرى، تعرف نقصا في وسائل النقل أو غير متوفرة أصلا، كما قال المتحدث، فيضطر المواطنون إلى تأجير سيارات أجرة أو كولندستان للوصول إليها وقضاء أوقات جميلة على الشواطئ.
و تابع المصطاف بأن وسائل النقل العمومي تعد من أهم أسباب الاقبال الكبير للعائلات على شاطئ بالم بيتش، خاصة و أنه يتميز بتوفر الأمن وحظائر السيارات المحاذية للشاطئ، إلا أنه لا يخلو من المظاهر السلبية التي تعرفها الشواطئ الأخرى، ومنها انتشار الحظائر العشوائية بأسعار  تقدر ب 200دينار، وكذا استغلال الشاطئ من قبل مافيا تفرض على الزائر اقتناء مظلات واقية من الشمس وكراس بسعر يصل إلى ألف دينار.

فنادق وفيلات فخمة على بعد أمتار من الشاطئ
يمتاز شاطئ بالم بيتش بوجود عدد من الفنادق والفيلات الفخمة على بعد أمتار منه ، تخصص جلها للتأجير في فصل الصيف ، وتقصدها العائلات من عدة ولايات من الوطن، خاصة الجنوبية منها وبعض الأجانب.
ويقصد المصطافون هذه الأماكن لتأجير الشقق ، نظرا لتوفر خدمات عدة غير متوفرة في شواطئ أخرى، حيث لا يحتاج المصطاف إلى استخدام السيارة طيلة تواجده هناك ، فكل الخدمات موجودة من مطاعم  ومحلات تجارية، إلى جانب السهرات الفنية.
كما تمتاز هذه الفنادق بتوفرها على خدمات إضافية، منها مسابح وقاعات الرياضة وغيرها، لكن أسعارها مرتفعة وليست في متناول كل الفئات الاجتماعية، حيث تتراوح بين 10 إلى 18ألف دينار لليلة الواحدة، ونفس الشيء بالنسبة لتلك الفيلات التي تؤجر  بأسعار تصل إلى 15 ألف دينار لليلة الواحدة، وبذلك فإن هذا المكان غير متاح للعائلات البسيطة، التي تنشد تأجير شقق بأسعار لا تزيد عن 06 آلاف دينار لليلة الواحدة.


خدمات راقية بأسعار خيالية
تزيد تكلفة قضاء يوم واحد بشاطئ الميسورين بالشاطئ الخاص ببالم بيتش الذي يسيره أحد المستثمرين الخواص عن 30 ألف دينار جزائري، وإن كانت فعلا الخدمات راقية ومتوفرة، وفق ما يطلبه المصطاف بهذا الشاطئ من مطاعم نظيفة وراقية تقدم الوجبات في الشاطئ، ومحلات لبيع المشروبات والمثلجات، وتواجد أعوان يجوبون الشاطئ، يتمثل  دورهم في خدمة المصطافين وتلبية طلباتهم، لكن الأسعار تعتبر جد عالية، حيث يدفع  المصطاف كثمن الخيم المعرفة بالبلداك أو سرير المظلة ألفين دينار، وبذلك فإن عائلة متكونة من خمسة أفراد تدفع 10 آلاف دينار مقابل هذه الخيم، إلى جانب تكاليف الدخول إلى الشاطئ المقدرة بألف دينار.
وتضاف إلى لذلك مصاريف الإطعام والمشروبات، خاصة وأن مسير الشاطئ يمنع إدخال المأكولات من الخارج، لتنتهي بذلك تكاليف يوم واحد بهذا الشاطئ بمصاريف تصل إلى 30 ألف دينار، ويذكر في هذا الإطار مغترب  في فرنسا فضل قضاء عطلة الصيف بوطنه ، بأن الخدمات المطلوبة متوفرة ، في حين الأسعار جد عالية، مضيفا بأن في بلد أوروبي لا يدفع المواطن مقابل هذه الخدمات إلا ربع ما يدفعه في الجزائر، داعيا إلى تعميم هذه الشواطئ الخاصة على مختلف مناطق الشريط الساحلي الجزائري، لما توفره من خدمات يكون لها  دور كبير في استقطاب السياح، لكن يجب، حسبه، مراجعة الأسعار لتكون ملائمة للجميع.
نورالدين-ع

الرجوع إلى الأعلى