تشهد التخصصات شبه الطبية  في الآونة الأخيرة، انتعاشا كبيرا، حيث أن المعهد الوطني للتكوين العالي شبه الطبي بقسنطينة، يشهد إقبالا كبيرا من الطلبة الناجحين في البكالوريا للتسجيل، و يشكل الجنس اللطيف 90 بالمئة من المسجلين، حتى أن التخصصات التي يعرضها هذا المعهد، تنافس حاليا الفروع الطبية، على غرار جراحة الأسنان،
هيبة عزيون
و الصيدلة و الطب، بعدما تفوّقت على الهندسة المعمارية و باقي الفروع  التقنية، من حيث نسبة التهافت على التسجيل بها، و الدافع الأساسي للطلبة هو الحصول على منصب عمل مباشرة بعد التخرج.
أكثر من 4 آلاف طالب من 38 ولاية  في ثلاث سنوات
يعرف المعهد الوطني للتكوين العالي شبه الطبي بقسنطينة، تهافتا كبيرا لحاملي شهادة البكالوريا، و أكد مدير المعهد كمال مزماز للنصر، أن الأرقام المسجلة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، تعكس هذا التزايد، حيث أن عدد المسجلين منذ سنة 2017 ، بلغ  4078 طالبا و طالبة، اختاروا أحد التخصصات شبه الطبية التي يقترحها المعهد الذي يستقبل طلبة من 38 ولاية ، من الشرق إلى الجنوب الشرقي، على غرار تمنراست ، إليزي ، غرداية ، الوادي ، بسكرة و غيرها.
و أضاف المسؤول أن عدد المسجلين في الفروع شبه الطبية سنة 2017 ، بلغ 1652 طالبا ، و استقطب تخصص قابلات وحده في ذات السنة 298 طالبة بين 1950 مسجلا .
أما في سنة 2018 فقد وصل عدد المسجلين بالفروع شبه الطبية 507 طلبة إلى جانب 313 طالبة بتخصص القابلات، أي بإجمالي 820 مسجلا.
مدير المعهد الوطني للتكوين العالي لشبه الطبي بقسنطينة
  المعدلات فاقت 16 من 20 ورفع عدد المناصب في بعض التخصصات
أوضح المسؤول أن المسجلين هذا الموسم 2019/ 2020  بلغ 1308  طالبا من بينهم 987 مسجلا بالتخصصات شبه الطبية و 311 بتخصص قابلات ، و هو ما أسفرت عنه عمليات الجرد التي تلت المرحلة الأولى من التسجيلات بين 5 و 29 أوت المنصرم ، فيما لامست عتبة المعدلات 16 من 20 ، في حين كانت في السنوات الفارطة تتراوح بين 14 و 15 من 20، فيما تم الكشف عن العدد النهائي للمقبولين في 12 من سبتمبر الجاري، بحضور كل الطلبة المسجلين و الإدارة ، و سيتم الإعلان عن التوجيه النهائي هذا الأسبوع،  ليشرع بعد ذلك في معالجة القوائم الاحتياطية.
الوصاية تضاعف عدد المناصب بالمعهد لمواجهة الإقبال الكبير
بالنظر للإقبال الكبير لطلبة البكالوريا على التخصصات التي يقترحها المعهد الوطني للتكوين العالي لشبه الطبي بقسنطينة، الذي يستقبل طلبة 38 ولاية  من الشرق و الجنوب الشرقي، عمدت وزارة التعليم العالي و البحث العلمي إلى رفع عدد المناصب المفتوحة في بعض التخصصات شبه الطبية بالمعهد خلال الموسم الجامعي 2019 /2020  .
مدير المعهد أكد للنصر، أن الإدارة بذلت جهودا كبيرة لبلوغ الأرقام المذكورة، فبعض التخصصات رفعت عدد المناصب بها إلى 100 بالمئة، على غرار تخصص ممرض في الصحة العمومية و الذي تخرج منه السنة الفارطة 40 طالبا لتبلغ عدد المناصب هذه السنة 140 منصبا ، و نفس الشيء بالنسبة لتخصص قابلات الذي تخرجت منه السنة الفارطة 55 قابلة، ليبلغ عدد المناصب الموجهة لقسنطينة وحدها هذا العام 311 منصبا .
أما بالنسبة لتخصص العلاج الطبيعي و الفيزيائي للصحة العمومية، فقد قفز عدد المناصب من 10 إلى 15 منصبا، و عموما فإن أغلب التخصصات الموجودة بالمعهد، عرفت زيادة في عدد المناصب المفتوحة السنة الجارية، فبالنسبة  لولاية قسنطينة بلغ عدد المناصب المفتوحة في الصحة العمومية 140 منصبا ، 20 منصبا لتخصص مخبري للصحة العمومية ، 30 منصبا تخصص استغلال أجهزة التصوير الطبي ، 10 مناصب تخصص العلاج الطبيعي و الفيزيائي للصحة العمومية و 23 منصبا موزع بين اختصاص تغذية ، و مساعد طبي و مساعد اجتماعي.
   تخصصات يفضلها الجنس اللطيف
يعتبر الجنس اللطيف الأكثر إقبالا على التسجيل هناك، حيث بلغت نسبتهن خلال السنة الجارية 90 بالمئة، مقارنة بالذكور الذين يقبلون باحتشام على هذه التخصصات،  و تحصر عموما اختياراتهم في تخصصات أجهزة التصوير الطبي و العلاج الطبيعي و الفيزيائي و تخصص حفظ الصحة العمومية ، بينها تقبل الفتيات على أغلب التخصصات المطروحة بالمعهد في مقدمتها قابلات، و هو ما لاحظناه في قوائم الطلبة لمختلف الأقسام للموسم الجاري 2019 / 2020 ، حيث أغلبها تتكون من فتيات،  و لا يتعدى عدد الذكور 4 إلى 5 طلبة في كل قسم.
ضمان منصب عمل دافع الطلبة
التقينا ببعض الطلبة و الطالبات بباحة المعهد ،  و سألناهم عن سبب اختيارهم للفروع شبه الطبية ، فأكدوا أنها من التخصصات القليلة التي تضمن للطالب منصب عمل مباشرة بعد التخرج ، و بما أن فرص التوظيف أصبحت شبه منعدمة ، فإن المتحصلين على شهادة البكالوريا عموما، أصبحوا يربطون اختياراتهم بمدى قدرتهم على افتكاك منصب عمل بعد التخرج ، كما قالت ليليا و أميرة اللتين تحصلتا على شهادة البكالوريا بمعدل فاق 14 من 20 و فضلتا الالتحاق بالمعهد.
و حسب مدير المعهد كمال مزماز، فإن انكماش سوق العمل و تقلص مناصب العمل ، أديا إلى تزايد عدد الطلبة الملتحقين بالمعهد من سنة إلى أخرى،  مضيفا أن بعض المسجلين لديهم معدلات ممتازة تمكنهم من الالتحاق بفرع الطب و الصيدلة، لكنهم اختاروا التخصصات شبه الطبية من أجل التوظيف ، و هو حال الطالبة التي تصدرت قائمة المسجلين لهذه السنة بالمعهد،  و التي حازت على معدل فاق 16 من 20 يمكنها من اختيار عديد التخصصات  الجامعية ، لكنها فضلت شبه الطبي للظفر بعمل بعد سنوات من الدراسة ، بالمقابل هناك من يختارون التخصصات شبه طبية عن حب، مع العلم أن المعاهد الوطنية لتكوين الشبه الطبي تضمن تكوينا لمدة ثلاثة سنوات بأحد التخصصات ، مع ضمان التخصص و التدرج إلى جانب التوظيف المباشر بإحدى المؤسسات العمومية لمدة 7 سنوات.
  مشكل  إيواء
و نقص في  المقاعد البيداغوجية
رغم الانتعاش الذي يشهده المعهد الوطني لتكوين العالي شبه الطبي بقسنطينة ، إلا أن هناك الكثير من المشاكل و العراقيل التي تحول دون السير الحسن للدراسة و انطلاق الموسم الجامعي على أحسن وجه، و في مقدمتها مشكل الإيواء، و تحديدا الموجه للذكور، فالمعهد يضم إقامة للبنات بها 380 سريرا ، و حسب مدير المعهد كمال مزماز فهي كافية.
  أما الذكور فيتم توزيعهم على الإقامات الجامعية ، و هو ما يطرح مشكلا كبيرا تحاول الإدارة تجاوزه كل سنة من خلال تقديم طلبات لمدراء الإقامات الجامعية من أجل إيواء الطلبة، ما يتسبب في عرقلة  الانطلاقة الرسمية للموسم الدراسي كل سنة.من جهة أخرى، فان تزايد عدد المسجلين كل سنة، يطرح مشكل المقاعد البيداغوجية، حيث يتوفر المعهد على 22 قاعة بين الأقسام و المخابر، لكنها تبقى غير كافية لاستيعاب هذا العدد الكبير من الطلبة، ما يضطر إدارة المعهد إلى البحث عن حلول بديلة  لتدارك المشكل  كل سنة، كانتهاج التدريس بدوامين خلال السنة الفارطة .أما هذه السنة ، و حسبما كشف عنه مدير المعهد، يستفيد الطلبة من 3 أقسام بمعهد جراحة الأسنان، غير أنها تبقى مجرد حل مؤقت.
هـ/ع

الرجوع إلى الأعلى