قامت مصالح أمن ولاية قسنطينة، ليلة رأس السنة، بعدة مداهمات مست حيي القماص والكيلومتر الرابع، وبعض الوحدات الجوارية في المقاطعة الإدارية علي منجلي، ما مكن من توقيف 6 أشخاص أحدهم محل بحث، مع حجز كمية من الكيف المعالج و الحبوب المهلوسة وكذا أسلحة بيضاء، و ذلك بعد تسخير إمكانيات بشرية ومادية معتبرة.
روبورتاج: حاتم بن كحول
و رافقت النصر، عناصر الأمن خلال هذه المداهمات التي نفذت ليلة الاثنين إلى الثلاثاء الماضي، والتي سبقها اجتماع تقني ضم مسؤولين أمنيين، و آخر مصغر بساحة مديرية الأمن الولائي بحي الكدية، أين تم إلقاء خطاب حماسي لتحفيز القوات المشاركة في هذه العمليات، والمقدر عددها بقرابة 200 شرطي يمثلون مختلف فرق الشرطة القضائية على غرار «بياري» و «بياربي» وعناصر الحواضر الأمنية كما تم تخصيص 35 مركبة ودراجتين ناريتين.
الكلاب البوليسية لكشف الممنوعات

و في حدود الساعة السادسة والنصف مساء، اتجهت القوات الأمنية مباشرة إلى الأحياء التي تعد نقاطا سوداء في مدينة قسنطينة، والبداية كانت بحي الكيلومتر الرابع، حيث تم التوقف عند الحاجز الثابت، و تقسيم رجال الشرطة إلى فوجين، الأول مكلف بالتوغل داخل حي الكيلومتر الرابع و الثاني اتجه مباشرة إلى القماص.
وقبل الوصول إلى مدخل حي القماص، توزعت القوات على قسمين، اتجه أحدهما إلى المدخل الشمالي والثاني صوب المدخل الجنوبي، و بعد التقدم لمسافة عشرات الأمتار زادت سرعة المركبات الأمنية، لتتوقف فجأة بأحد مفترقات الطرق و ينزل رجال الشرطة بسرعة فائقة باتجاه بعض المركبات التي كانت مركونة في زوايا المظلمة، لتبدأ عمليات التفتيش التي مست عشرات السيارات، كما تمت الاستعانة بالكلاب البوليسية المدربة لكشف أماكن إخفاء الممنوعات.
أسلحة بيضاء و مخدرات مخبأة بسيارتين في القماص
و قد قام شرطيان على متن دراجتين ناريتين بقيادة الموكب، حيث اتجها إلى بعض النقاط السوداء والأماكن المشبوهة مستغلين إمكانية المرور على بعض المناطق الوعرة والمسالك الضيقة، لتواصل بقية القوات تتبعهما وتضطر عند أحد الطرقات لمواصلة السير على الأقدام، و هنا بدأت عمليات التفتيش يدويا، حيث لاحظنا رغبة بعض الشبان في الفرار مباشرة بعد رؤيتهم لرجال الشرطة، لتتم ملاحقتهم، فيما لم يتقبل العديد منهم عمليات التفتيش.
و مكنت العملية من توقيف شخصين كانا يحملان خناجر وسكينا و قطعا من الكيف المعالج، كما تم توقيف شاب آخر على مسافة قصيرة، وجد بحوزته سلاح أبيض وكمية من الحبوب المهلوسة متمثلة في «اكستازي»، و قد اقتيد كل المشتبه فيهم إلى مقر الأمن الحضري الحادي عشر الواقع بذات الحي، وتم إنجاز ملفات في حقهم، كما حُجزت مركبتان كانوا على متنها، و يتعلق الأمر بسيارتين من نوع «بيجو 301» و  «بيجو 207».

وعادت قوات الأمن للاجتماع عند حاجز مؤقت تمت إقامته بمدخل حي القماص، حيث تم تفتيش عدد معتبر من السيارات الداخلة والخارجة من المنطقة، لتنطلق في موكب واحد نحو المقاطعة الإدارية علي منجلي، مرورا على بقية الفرقة التي تواجدت في حي الكيلومتر الرابع، حيث قامت هذه الأخيرة بعدة مداهمات في نقاط مشبوهة و زوايا منعزلة، ما مكن من توقيف شخصين بحوزتهما قطع من المخدرات وسلاح أبيض عبارة عن سكين خشبي.
و قد كانت الساعة تشير إلى الثامنة ليلا، عندما توجهت القوات إلى المدينة الجديدة علي منجلي، حيث تقرر تقسيمها مرة أخرى إلى فوجين، الأول يتكفل بالوحدات الجوارية الواقعة غرب الطريق الرئيسي من حي الاستقلال وصولا إلى المحور الدوراني المؤدي إلى الوحدتين 14 و 18، و الثانية بالشرق، حيث بدأت عمليات المداهمة بالوحدة الجوارية 9، وتحديدا بحي ناصري، أين تقع به عشرات المحلات المهجورة التي تحولت إلى أوكار لمنحرفين يستغلونها في مختلف أنواع الرذيلة.
صالون فاخر و مؤونة غذائية داخل محل بعلي منجلي!
و وضعت القوات الأمنية حاجزا فجائيا على مستوى الطريق المحاذي لهذه الأمكنة والمؤدي إلى المستشفى العسكري، فيما انقسمت في شكل مجموعات و انتشرت بمختلف المداخل و المخارج، و ذلك باستعمال مصابيح كاشفة بسبب الظلام الحالك جراء انعدام الإنارة العمومية، حيث توغل رجال الأمن داخل تلك المحلات المؤدية إلى بعضها البعض، ليتم اكتشاف مقر مهيأ بمختلف المستلزمات على غرار الأفرشة، التي يرجح أنها تُستعمل كمرقد لبعض الأشخاص.
 كما تم اكتشاف خيمة داخل أحد المحلات في الجهة المقابلة، و قد كانت بداخلها مختلف المستلزمات المنزلية وكأنها عبارة عن شقة مجهزة، إذ لاحظنا توفرها على صالون فاخر وأسرّة و أفرشة و أغطية و أواني، و كذا أكياس بها بقايا المواد الغذائية وقارورات مشروبات غازية استعملت أثناء الإقامة، وهو ما يؤكد أن تلك الخيمة كانت تستغل كمأوى لبعض الشباب المنحرف لممارسة السلوكات المشبوهة.
كما تكفلت بقية الفرق الأمنية الموزعة على مختلف الوحدات الجوارية في علي منجلي، بعمليات تفتيش على مستوى الأماكن المشبوهة، حيث تمت مراقبة عشرات المركبات وكذا الأشخاص المشبوهين، من خلال وضع حواجز فجائية، و مكنت هذه التدخلات من توقيف مبحوث عنه اقتيد إلى أحد المراكز الأمنية، ليتم التحول إلى الوحدة الجوارية 7 وتحديدا بالقرب من مركز تجاري من أجل مواصلة عمليات تفتيش.
مواطنون يستحسنون المداهمات ويطالبون بتكرارها
وعبر بعض المواطنين الذين التقت بهم النصر خلال المداهمات، عن رضاهم واطمئنانهم التام بعد تنظيم هذه العمليات التي من شأنها خلق جو من الاستقرار في بعض المناطق التي تشهد عمليات اعتداء يوميا، مطالبين بتكرار هذه التدخلات كلما سنحت الفرصة، و قال مواطن كان في طريقه للعمل بمناوبته الليلية، أنه يشعر أحيانا بالخوف عند مروره عبر أحد المسالك المؤدية إلى المستشفى العسكري، بسبب خلو الشارع مع انتشار عدد من المنحرفين وسط الطريق.
كما أكد شاب يقطن بالوحدة الجوارية 9 أنه يعجز أحيانا عن الخروج من منزله في الأوقات المتأخرة من الليل، خوفا من التعرض إلى اعتداء، مثمنا المداهمة التي قام بها رجال الأمن، فيما حيّى سائق سيارة أجرة القوات المنتشرة في علي منجلي، مؤكدا أن هذه العمليات من شأنها أن تزرع الثقة والطمأنينة بالنسبة لسكان المدينة الجديدة عموما و سائقي سيارات الأجرة خصوصا.

وصرح رئيس أمن دائرة الخروب بالنيابة عميد الشرطة إلياس سعيدي، للنصر، أنه و في إطار جهود مصالح الأمن ولاية قسنطينة، في محاربة الجريمة وتأمين أيام احتفالات رأس السنة الجديدة، وضعت قوات الأمن بعلي منجلي، خطة تقضي بتقسيم رجال الشرطة إلى فوجين، يكلف أولهما بالوحدات الجوارية الواقعة شرق الطريق الرئيسي وهي 14 و16 و6 و8 و7، فيما يتوجه الثاني للوحدات الواقعة غربا وهي 1 و 2 و9 و18 و17 و20 و10، و ذلك لغلق كل المنافذ على المجرمين و كذا بسبب شساعة مساحة المقاطعة الإدارية، مضيفا أن العمليات مكنت من توقيف مبحوث عنه.
المكلف بالاتصال بأمن الولاية
وقف الجريمة قبل وقوعها هدف مصالح الشرطة
وقال رئيس خلية الاتصال و العلاقات العامة بمديرية الأمن الولائي بقسنطينة، الملازم الأول للشرطة بلال بن خليفة، أن مصالح الأمن سطرت برنامجا لأجل التغطية الأمنية لاحتفالات رأس السنة الميلادية، مشيرا إلى أن العمليات الشرطية تنظم على مدار السنة، ولكنها كثفت بهذه المناسبة، ليبقى الهدف منها حسب المتحدث، هو محاربة الجريمة قبل وقوعها من خلال إيقاف الأشخاص المشبوهين وخاصة الحاملين للأسلحة البيضاء الذين يشكلون تهديدا على أمن وسلامة المواطنين.  
وأضاف المتحدث أن عمليات المراقبة استمرت خلال آخر يومين قبل دخول العام الجديد، حيث مكنت من إيقاف 6 أشخاص مشبوهين بالقماص و الكيلومتر الرابع وعلي منجلي، و سجلت أربع قضايا تتعلق بحيازة أسلحة بيضاء و مهلوسات ومخدرات، و ذكّر الملازم الأول للشرطة بتمكن مصالح الأمن قبل أيام، من تفكيك عصابة تتكون من 6 أشخاص بحي جنان الزيتون وكذا عصابة الملثمين بعلي منجلي، مشيدا بدور المواطنين في هذين التدخلين، عبر رسائلهم والمعلومات التي يزودون بها الشرطة و التي ساهمت بشكل فعال في ضمان سلامة و أمن المواطن، متمنيا تحلي السكان بثقافة التبليغ مع الحفاظ على سرية هوية المبلغ.و أوضح الملازم الأول للشرطة بن خليفة، بأنه تم منذ بداية السنة، القيام بـ 371 مداهمة بعلي منجلي، دون احتساب المداهمات التي ينفذها كل مركز بشكل منفرد بهذه المقاطعة الإدارية، حيث جُند لها 4573 شرطيا و استهدفت 4226 نقطة بمختلف الوحدات الجوارية، كما تمت مراقبة 23428 شخصا مشبوها، أوقف 80 منهم عن عدة قضايا.
ح/ب

الرجوع إلى الأعلى