تكاد تنعدم المرافق الرياضية بالمقاطعة الإدارية علي منجلي بقسنطينة، إلا من عدد قليل جدا منها تم إنجازها في بعض الأحياء، إذ ما تزال 10 وحدات جوارية كبرى دون هيكل رياضي واحد، كما أن غالبية المنشآت في وضع متدهور جدا، في حين ما تزال أخرى في طور التشييد رغم مرور سنوات كثيرة على الانطلاق في عملية إنجازها.
روبورتاج: لقمان قوادري
وقد زارت النصر العديد من الملاعب، وكذا القاعة متعددة الرياضات، فضلا عن المشاريع التي سجلت وما تزال غير مستلمة إلى الآن، كما تحدثت إلى مواطنين وشباب وكذا مسؤولين عن هذا الواقع، ونقلت هذا الروبورتاج.
تطورات عمرانية متسارعة على حساب المرافق الرياضية
لم تواكب السلطات المحلية والمركزية التطور العمراني الكبير، الذي تشهده علي منجلي المرقاة مؤخرا إلى مصاف المقاطعات الإدارية، فقد أصبح عدد سكانها  يلامس رقم نصف مليون نسمة دون أن يتم إنجاز مرافق رياضية تلبي رغبات وحاجيات سكان المدينة، التي تحولت إلى مكان بائس برزت فيه بقوة مظاهر العنف بسبب الضجر و القلق الذي يطبع يوميات شبابها، وفق ما  أكده مختصون في علم الإجتماع في العديد من المحاضرات والملتقيات العلمية التي حضرتها النصر.
شباب يقضون يومياتهم في الطرقات ومداخل العمارات
الزائر لعلي منجلي سيقف من أول وهلة على الوضع المزري الذي يعاني منه الشباب و الأطفال، فعند دخولك إلى أي حي أو عبورك لأي شارع فإنك ستجد العشرات منهم جالسين في الطرقات والأرصفة أو المقاهي ومداخل العمارات، فيما يتخذ بعض الصغار والمراهقين المحلات المهجورة كأماكن للجلوس أو لعب «الديمينو» و الألعاب الورقية، في مشاهد أصبحت مألوفة لدى سكان المدينة.

بداية جولتنا كانت من الوحدة الجوارية الخامسة، أين أنجزت السلطات قبل أعوام ملعبا جواريا مقابل مقر فرقة الدرك الوطني، قبل أن تتدهور وضعيته بشكل كبير وتقرر إعادة تهيئته من خلال وضع العشب الاصطناعي، غير أن هذا الملعب ما يزال مهملا منذ سنوات، فقد تم تحطيم الباب وسرقة أجزاء من السياج دون أن تحرك السلطات ساكنا.
10 وحدات جوارية دون ملاعب
غيرنا وجهتنا وقصدنا الوحدة الجوارية 16 التي يقطنها ما يفوق 18 ألف نسمة، حيث وقفنا على انعدام أي ملعب أو مكان لممارسة الرياضة، فقد كان شباب ذلك الحي جالسين في المقاهي أو تحت العمارات، حيث أكدوا لنا أن ممثلين عنهم تحدثوا إلى السلطات في العديد من المناسبات من أجل إنجاز ملعب جواري لكن دون جدوى، علما أن الحي والنقاط المحيطة به شاغرة ولم تستغل كما أكدوا، في أي مشروع، مشيرين إلى أن شباب الوحدة يمارسون رياضة الركض في الجبل الذي يقع خلف هذه المنطقة.
لم يختلف الوضع بالعديد من الوحدات التي زرناها على غرار 14 و 15 و 4، 19، 20 و 10، و  في الوحدة 18 وقفنا على وجود ملعب جواري مقابل مسجد الحي، أين وجدنا مجموعة من التلاميذ، قالوا إنهم لا يستطيعون الدخول إلى المرفق إلا في الفترة الصباحية، إذ أن فئة الكبار تستغله إلى ساعة متأخرة في حين يحرمون هم من اللعب فيه.
وذكر  بعض سكان الوحدة التي تتربع على مساحة واسعة وتعد الأكبر على مستوى المدينة، أن السلطات أغفلت كثيرا إنجاز المرافق الرياضية، فقد كان حريا بها كما أكدوا، استغلال المساحات الشاغرة في إنجاز قاعة رياضة أو مسبح بلدي أو حتى ملاعب جوارية، غير أنها حولت تلك الأوعية إلى مراكز تجارية ومشاريع سكنية دون أن تنجز على أرض الواقع بحسب تأكيدهم.
اتجهنا صوب الوحدة الجوارية 17 فلم نشاهد سوى العمارات والبنايات والمحلات المهجورة، ولما سألنا سكان هذا الحي الكبير عن مكان المرافق الرياضية، وجهونا إلى ملعب جواري صغير يقع بالقرب من مدخل جامعة عبد الحميد مهري، حيث بدأت تتآكل طبقات عشبه، في حين  أكد لنا شباب أن الظفر بساعة واحدة للعب فيه يعد أمرا صعبا جدا، إذ أن غالبية المواعيد والأوقات محجوزة وإلى ساعة متأخرة من الليل، فيضطرون إلى اللعب لساعة واحدة في الأسبوع على الساعة العاشرة ليلا، أما الأطفال والتلاميذ الذين تقل أعمارهم عن 16 عاما فقلما يستفيدون منه إلا في صباح يومي العطلة الأسبوعية.  
تهيئة ملعب 400 مسكن حبر على ورق
وما يزال ملعب حي 400 مسكن الكبير على حاله بعد أن توقفت عملية ترميمه منذ أزيد من عام، حيث أوكلت إلى المؤسسة البلدية للإنارة والأشغال العمومية  للخروب، و شرعت في إزالة طبقات التراب وتعويضها بأخرى من الإسفلت تمهيدا لوضع العشب الطبيعي، بعد أن خصصت له البلدية غلافا ماليا بأزيد من ثلاثة ملايير سنتيم من أجل ترميمه، غير أن العملية بقيت مجرد حبر على ورق.
وكان ملعب حي 400 مسكن بمثابة المتنفس الوحيد لسكان علي منجلي القديمة،  فهو يتوسط 3 وحدات جوارية وكان يقصده يوميا العشرات من  الرياضيين من أجل ممارسة الركض أو لعبة كرة القدم، فيما لاحظنا أن المكان تحول إلى موقع لرمي الأوساخ واحتساء الكحول، فقد وقفنا على وجود المئات من القارورات المرمية بالمدرجات ومختلف أرجاء الملعب، كما اشتكى سكان الحي من عودة المنحرفين إلى المكان واستغلالهم لغرفة تبديل الملابس في ممارسات لا أخلاقية، حيث شددوا على ضرورة بعث الأشغال بالمرفق وتسليمه في أقرب الآجال.
أطفال يطالبون بتهيئة المرافق المهترئة
وبالوحدة الجوارية السابعة وبالضبط بمحاذاة مدرسة مالك حداد، وقفنا على وضعية كارثية للملعب الوحيد، حيث تآكل العشب واقتلع البساط الأخضر من مكانه، كما خربت مختلف أرجائه، وعند التقاطنا لصور للمكان اقترب منا أطفال طالبوا بترميم الملعب وإصلاح الأرضية ظنا منهم أننا من المسؤولين، إذ اشتكوا كثيرا من وضعيته، لكنهم قالوا إنهم يمارسون كرة القدم لعدم وجود أي بديل آخر.
أما بحي الاستقلال فقد كانت وضعية المعلب سيئة جدا، حيث أزيل البساط والعشب الاصطناعي، لكن ذلك لم يمنع الأطفال من اللعب فيه، حيث قالوا لدى حديثنا إليهم إن وضعيته تتدهور يوما بعد يوم، كما أشاروا إلى تعرض العديد منهم  إلى إصابات متفاوتة الخطورة.
قاعة الرياضات الوحيدة هيكل دون روح

وتتوفر علي منجلي على قاعة وحيدة متعددة الرياضات، لكنها تفتقر إلى مختلف التجهيزات كما أن استغلالها يقتصر على فئات معينة، لضيق مساحتها واهتراء أرضيتها التي لم تستبدل منذ سنوات، فيما أكد عمال بالقاعة أن النشاط يتمثل في بعض أنواع الرياضات فقط على غرار كرة القدم و «الكاراتي»، في حين غرف تغيير الملابس وكذا دور المياه ما تزال في وضعية غير مقبولة.
ولم تقم السلطات بإنجاز قاعة أخرى رغم التوسعات العمرانية الكبيرة التي عرفتها علي منجلي خلال السنوات الأخيرة، في حين أن المستثمرين الخواص لم يتقدموا بطلبات لتشييد مراكز رياضية كبرى، باستثناء البعض الذين أنجزوا قاعات لرياضة كمال الأجسام.
مسبح لم يجسد منذ 15 عاما
ومازال مشروع إنجاز مسبح نصف أولمبي بالمدينة الجديدة علي منجلي، يعرف تأخرا  كبيرا في الإنجاز بعد أن توقفت ورشته منذ سنوات، حيث تم بعثها مؤخرا بعد استيراد السقف، ليتم الشروع في تركيبه غير أن عملية استكمال الأشغال تتم بوتيرة بطيئة جدا.
وقد تجاوزت نسبة الأشغال سقف 90 بالمئة، بعد أن غيرت هيكلة الكلفة وإضافة 4 ملايير سنتيم لصفقة المشروع، لكن المقاولة المكلفة لم تلتزم بتعهداتها  بتسليم المسبح الصيف الماضي وفق ما أكده لنا مدير الشباب والرياضة السابق، علما أن المشروع شهد زيارات عديدة لوزراء القطاع وكذا الولاة المتعاقبين على قسنطينة، دون أن يسلم في الآجال المحددة، علما أن مدة الإنجاز قد تجاوزت 15 عاما.
ولاحظنا لدى زيارتنا لمسبح 25 مترا، أن حوض السباحة قد امتلأ بالأتربة ومياه الأمطار، في حين أن عدد العمال كان قليلا جدا، وفي حال استمرار الوضع القائم فإن الآجال ستمدد على ما يبدو إلى أشهر أخرى، علما أن الوالي قد زار المشروع قبل شهرين و وجه انتقادات للمؤسسة المنجزة بسبب التأخر.
أما بمشروع ملعب بسعة ثلاثة آلاف مقعد، بمدخل المدينة والذي خصص له غلاف مالي يفوق 620 مليون دينار، فقد لاحظنا أن الورشة تسير بوتيرة محتشمة جدا، كما أن عدد العمال لم يتجاوز العشرة، في حين لم تظهر ملامح الملعب رغم انقضاء الآجال التعاقدية، في حين أن الأشغال تجري منذ انطلاق المشروع بالمدرجات والتي لم يكتمل نصفها إلى الساعة، رغم تسجيله في عام 2015، كما لاحظنا أن المساحة التي كان من المفترض أن تجسد فوقها أرضية الملعب، قد تحولت إلى كتلة ضخمة من الأوحال والبرك المائية الضخمة.
ولم نتمكن من الحصول على معلومات لغياب صاحب المشروع عن الورشة لدى زيارتنا لها الأسبوع الماضي، غير أن مدير الشبيبة والرياضة السابق أكد عدم وجود أي عراقيل إدارية أو مالية، في حين أن الوالي هدد بسحب المشروع في حال عدم تدعيم الورشة بالوسائل المادية والبشرية الضرورية.
المندوب البلدي بعلي منجلي فراح عزيز
مشاريع لتهيئة الملاعب المتدهورة و إنجاز 5 جديدة
أكد المندوب البلدي بعلي منجلي، فراح عزيز في اتصال بالنصر، أنه تم إحصاء جميع الملاعب المتدهورة من أجل إعادة تهيئتها في أقرب الآجال، كما أشار إلى إنجاز 5 ملاعب أخرى جديدة.
وذكر المتحدث أنه تم إحصاء جل الملاعب الجوارية المهترئة من أجل برمجة عمليات لإعادة تهيئتها، حيث أكد المندوب أن الورشات انطلقت في بعضها على غرار ما هو جار حاليا بالوحدة الجوارية 7، مشيرا إلى برمجة إنجاز 5 ملاعب جوارية أخرى بالعديد من الوحدات منها 16، 19 و 20 فضلا عن آخر بالوحدة الجوارية 13.
أما بخصوص الملعب الكبير بحي 400 سكن فقد أكد المتحدث، أن الأشغال قد قطعت شوطا كبيرا، كما ينتظر أن يسلم المشروع في آجال قريبة، علما أن رئيس بلدية الخروب قد أكد شروع مصالحه في إنجاز ملعب جواري بحي مفترق الطرق الأربعة تلبية لرغبة سكان الحي.                ل.ق

الرجوع إلى الأعلى