ضحت سيدات بامتياز العطلة الاستثنائية التي أقرتها الحكومة لقطاع التكوين والأمهات، في سبيل التطوع لصناعة كمامات و بدلات واقية من الإصابة بفيروس كورونا، حيث أنتجن إلى جانب شابات  و رجال، 25 ألف كمامة و 350 بدلة واقية، و ذلك على مستوى ورشات بمعهد التكوين المهني محمد عرفاوي بالمنظر الجميل بقسنطينة، أين تخصص أيضا ورشة لتعقيمها و توضيبها،  و ذلك بإشراف مديرة القطاع التي تحرص على توفير الإجراءات الوقائية و كل الظروف لزيادة الطاقة الإنتاجية،  و كذا لاستقطاب عدد أكبر من المتطوعين للتعاون في مواجهة هذه الأزمة الوبائية التي تستوجب تضافر جهود الجميع.

روبورتاج / أسماء بوقرن

النصر زارت  معهد التعليم و التكوين المهنيين محمد عرفاوي بالمنظر الجميل بقسنطينة، أين تتم  خياطة الكمامات و البدلات الواقية و تعقيمها، في مبادرة تضامنية أطلقت منذ  أزيد من 10 أيام،  تهدف لدعم القطاعات الحساسة لمواجهة الجائحة الصحية، و التي عرفت استجابة عدد كبير من العاملين و بالأخص المختصين في الخياطة، الذين لبوا نداء القطاع، ليساهموا اليوم و بفاعلية كبيرة في عملية الإنتاج، التي من شأنها أن تحد من مشكل نقص هذه المستلزمات  شبه الطبية في السوق المحلية، خاصة في هذه المرحلة الحساسة.
النصر دخلت  ورشات الإنتاج بالمعهد و وقفت على عملية صناعة هذه المستلزمات، أين لاحظنا حرص كل الفاعلين في العملية التضامنية على توفير كمية معتبرة لدعم القطاعات الحساسة،  على رأسها الصحة  الأمن والدرك والحماية المدنية،، حيث لاحظنا بأن الجميع يعمل بجد في سبيل زيادة الطاقة الإنتاجية و تقديم منتوج ذي نوعية جيدة.
 وقد  فتح  قطاع التكوين المهني بالولاية ورشتين للخياطة و أخرى للتعقيم، اذ وجدنا بالورشة الأولى أكثر من 7  متطوعين هم أستاذات مختصات في الخياطة و تصميم الأزياء و كذا التطريز، من بينهن أمهات فضلن التطوع و تلبية نداء الوطن على حساب البقاء رفقة أبنائهن الصغار ، بالإضافة إلى متربصات و اللواتي أبين إلا أن يشاركن مجانا في هذه الحملة التضامنية. كما  انخرط  أعوان أمن بالمعهد، حسب ما وقفنا عليه، في العملية  باستثمار بعض ساعات العمل في  تقديم يد العون لهن و ذلك بمساعدتهن في تقديم المواد الأولية لهم و قياس طول الأشرطة المطاطية التي تلصق بالكمامة، لتسهيل عملية الإنتاج.
 و قال القائمون على الورشات بخصوص المقاسات المعتمدة،  أنها مدروسة، إذ تؤكد المشرفة على العملية على الصبورة الموجودة بكل ورشة على المقاسات المعتمدة، لتفادي الوقوع في الأخطاء.
 و قد لمسنا روح التعاون بين أعضاء فريق العمل، و حرصهم  على رفع كمية الانتاج، من خلال عملهم بجد و تقاسم المهام في إطار منظم ، بغرض تسريع العملية، و ذلك بتكفل البعض بالتفصيل و ضبط المقاسات،  و أخريات بالخياطة و الطي قبل توجيه المنتوج للتعقيم و التغليف، وهو نفس ما يقوم به منخرطون في الورشة الثانية المختصة أيضا في عملية التفصيل و الخياطة التي تضم ثلاث  سيدات متطوعات،   من  مركز ماسنيسا بالخروب، و مختصة في الخياطة، وجدناهن يخطن البدلات الواقية، بعد أن أنهين عملية خياطة الكمامات.
أما ورشة التعقيم فيشرف عليها فريق متخصص متطوع  من ثلاثة عناصر ، هم  مدير معهد التكوين المهني بسيدي مبروك الذي سخر ثلاثة أجهزة تعقيم للعملية، كما تشرف متطوعة مختصة في البيولوجيا على عملية التعقيم و أخرى على عملية التغليف.
مديرة التكوين و التعليم المهنيين لولاية قسنطينة: أنتجنا 25 ألف كمامة و سنباشر خياطة 40 ألفا أخرى

. تلقينا دعما مجانيا من محسنين بالمادة الأولية
مديرة معهد التعليم و التكوين المهنيين بقسنطينة رحيمة  زناتي أكدت للنصر بأن المبادرة التي قام بها القطاع قدمت نتائج جيدة، حيث تم خياطة 25 ألف كمامة و كذا 350 بدلة واقية و العملية متواصلة لحد الآن لبلوغ نحو 650 بدلة، مشيرة إلى أنه و بعد الإنتهاء من خياطة البدلات ، ستباشر الفرق المتطوعة في خياطة 40  ألف كمامة، موضحة بخصوص عدد المتطوعين الذين استقبلهم المعهد بالقول بأنه يختلف من يوم لآخر، حيث تضم الورشة الواحدة ما بين 7 و 15 متطوعة ، بإجمالي 30 متطوعا في الورشتين التي تخصصهما لهذه العملية و ذلك كأقصى تقدير.
و بخصوص المادة الأولية أكدت ذات المسؤولة بأن الولاية من تشرف على توفيرها و ذلك بشرائها من ولاية سطيف، مشيرة إلى أن هناك محسنين ساهموا مجانا بالمادة الأولية، عن طريق مديريتي الصناعة و التجارة، اللتين كانتا همزة وصلة بينهما، مؤكدة بأنها قامت بفتح ورشتين للتفصيل و الخياطة و أخرى للتعقيم و التغليف، و بخصوص معدل الإنتاج اليومي قالت بأنه  يقدر بـ 500 كمامة في اليوم ، و يختلف العدد من يوم لآخر وفق عدد المتطوعين .  
زبيدة جلال أستاذة متطوعة : أنا أم لثلاثة أولاد و تخليت عن أسرتي في سبيل التطوع
زبيدة جلال ، أستاذة بمعهد التكوين المهني بحي بكيرة في إطار عقود ما قبل التشغيل، و هي أم لثلاثة أولاد تتراوح أعمارهم بين 3 سنوات و 15 سنة، قالت للنصر بأنها تأثرت كثيرا بالعمليات التضامنية التي قام بها شباب في سبيل تقديم يد المساعدة لمحاربة تفشي الوباء، و كانت تطمح لأن تكون من بين المشاركين في عمليات التطوع، و قد سعدت بدعوة قطاعها للراغبين في التطوع لخياطة الكمامات، لتكون من أول المتطوعين.
 حيث تحرص ذات المتحدثة على تحضير الغداء و المستلزمات الضرورية لأبنائها، و تكفل ابنها الأكبر برعايتهما، قائلة بأنها تغادر البيت عند الساعة الثامنة صباحا لتعود إليه بعد الساعة الرابعة، و بخصوص كيفية التنقل في ظل توقف وسائل النقل أوضحت بأن هناك زميل بالمعهد تطوع لتقديم هذه الخدمة، حيث يشرف على نقلها من و إلى البيت إلى جانب عدد من المتطوعات ، مؤكدة بأن الظرف يتطلب تضحيات في سبيل الخروج من هذه الأزمة الوبائية الخطيرة بأقل الخسائر الممكنة.    
أنفال بالقاضي متطوعة: تطوعت أنا و أختي و أتنقل للمعهد مشيا على الأقدام
من جهتها أنفال بالقاضي، هي متربصة في أحد معاهد التكوين المهني بقسنطينة تخصص تطريز، قالت بأنها التحقت بهذه المبادرة التضامنية الأسبوع الماضي، بعد أن شاهدت خبرا متداولا مفاده أن المعهد يوجه نداء للعاملين و المتربصين في مجال الخياطة في معاهد التكوين المهني للتطوع لخياطة كمامات و بدلات واقية، فاقترحت على أختها الفكرة لكونها مختصة أيضا في مجال الخياطة ، لتقررا الالتحاق بالمعهد قائلة بأنها تنتقل يوميا مع أختها من حي باردو  إلى غاية حي المنظر الجميل مشيا على الأقدام، معتبرة ما تقوم به مجرد مساعدة بسيطة و بلادنا بحاجة إلى أبنائها في هذا الظرف العصيب.  
رولة ساكر أستاذة تدرس الخياطة : أحضر الطعام ليلا لأبنائي لأتفرغ للتطوع نهارا


رولة ساكر هي مختصة في تصميم الأزياء و أساتذة بمعهد التكوين المهني محمد عرفاوي بالمنظر الجميل، و متطوعة قالت للنصر بأنها أم لثلاثة أطفال أعمارهم تتراوح بين 7 و  14 سنة، اعتبرت تطوعها لخياطة مستلزمات شبه طبية مجانا للقطاعات الحساسة ، واجبا في الظرف الراهن، الذي يتطلب تضافر جهود الجميع لانتظار المقابل المتمثل في الخروج من هذه الأزمة . حيث أوضحت بأنها تحاول قدر الإمكان أن توفق بين عملها التطوعي و مسؤوليتها الأسرية باعتبار أن أبنائها صغار،  إذ تحرص على تحضير وجبة الغذاء و القيام ببعض الواجبات المنزلية ليلا.وبخصوص معدل الانتاج اليومي قالت، بأنه و على مستوى الورشة التي انضمت إليها ، يقومون بإنتاج 45 بدلة واقية يوميا  و يختلف العدد من يوم لآخر حسب عدد المتطوعات.   
محمد أمين زعتر عون أمن متطوع : الظرف يستدعي انخراط الجميع
محمد أمين زعتر هو عون أمن بمعهد التكوين المهني بحي المنظر الجميل، قال بأنه يستثمر بعض ساعات العمل في مساعدة المشرفات على عملية الخياطة، إذ يقوم بقياس أشرطة مطاطية و قصها، لتوفير الوقت و تسهيل عملية الإنتاج، معتبرا الظرف الذي نعيشه حساسا للغاية و يستدعي انخراطنا و تضامننا جميعا للحد من تفشي الوباء.
 وداد لهلورمختصة في البيولوجيا: هكذا تتم عملية  تعقيم   الكمامات و البدلات
وداد لهلور مختصة في البيولوجيا ، و أستاذة في مجال معالجة المياه و رسكلة النفايات بمعهد التكوين المهني عبد الحق بن حمودة بسيدي مبروك، قالت للنصر بأنه تم توفير  3 أجهزة تعقيم ، واحدة تشتغل بمعدل حرارة 90 درجة مئوية، و اثنين بمعدل 70 درجة مئوية، حيث تختلف مدة التعقيم من جهاز لآخر حسب درجة الحرارة .
و أوضحت المتحدثة بأن  عملية تعقيم الكمامات تستغرق  30 دقيقة في الجهاز ذي حرارة 90 درجة، فيما تصل إلى 40 دقيقة بخصوص الجهاز ذي 70 درجة، أما فيما يخص البدلات الواقية تدوم 20 دقيقة، و ذلك بوضع قطعتين فقط في الجهاز الواحد، و من 40 إلى 45 دقيقة، اذ يتم تعقيم 100 بدلة في اليوم ، مضيفة   بأن الكمامات تستعمل لأربع ساعات كأقصى تقدير، أما البدلة فتستعمل ليوم. و  يشرف على ورشة التعقيم أيضا كل من مدير معهد سيدي مبروك نجيب عوابدية، و هو  متطوع مشرف على عملية التعقيم، و فر وسائل التعقيم   ، كما تساهم  رئيسة مصلحة الشراكة و التكوين المتواصل بمديرية التكوين المهني لولاية قسنطينة راضية بوحلايس   في عملية تغليف و توضيب الكمامات و البدلات الواقية بعد انهاء   التعقيم، و ذلك منذ انطلاق الحملة  ، مشيرة إلى أنهم يشتغلون طيلة أيام الأسبوع   عدا يوم الجمعة .
               أ ب

الرجوع إلى الأعلى