تهافت كبير و عدم الالتزام بالوقاية بمحلات الأواني
تشهد محلات بيع الأواني، خاصة بالمدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، إقبالا كبيرا ، عشية عيد الأضحى، فلم يمنع الخوف من عدوى كورونا، ربات البيوت، من التهافت على اقتناء أواني جديدة و مختلف مستلزمات نحر الأضحية، و أكدت بعضهن للنصر، أن التجديد في الأواني و ديكور الطاولة، من شأنه أن يحسن حالتهن النفسية و يمدهن بطاقة إيجابية، في مواجهة الوباء، فيما أكد تجار، بأنهم حريصون على تشديد إجراءات الوقاية داخل محلاتهم، لكن تسجل أحيانا بعض التجاوزات التي لا ينتبهون إليها، كخفض الكمامة إلى الذقن وعدم الالتزام بالتباعد الجسمي.
روبورتاج / أسماء بوقرن
النصر قامت بجولة استطلاعية بمراكز و محلات بيع الأواني بقسنطينة، وخاصة بالمدينة الجديدة، حيث لاحظنا بمحل مشهور لبيع الأواني إقبالا كبيرا على شراء مستلزمات عيد الأضحى التي عرضت بأشكال و أنواع عصرية متنوعة، أسالت لعاب ربات البيوت اللائي كانت العديد منهن مرفقات بأزواجهن.
المتسوقون راحوا يتجولون بين أروقة المحل ذي الطابقين، و انشغلوا بانتقاء ما يريدونه من مستلزمات، مع الحرص على تناسق أشكالها و ألوانها، متناسين الالتزام بالإجراءات الوقائية، كالتباعد و وضع الكمامة بالطريقة المناسبة للوقاية من العدوى.
لاحظنا خلال جولتنا، أن البعض يقومون بإنزال الكمامة تحت الأنف، أو يضعونها على الذقن عند الحديث مع مرافقيهم، أو عند دفع فاتورة المقتنيات، متجاهلين مدى خطورة ذلك، بالرغم من أن أصحاب المحلات يلزمون كل من تطأ قدمه المحل، بارتدائها، بالطريقة الصحيحة، و تعقيم الأيدي.
 زبائن يخفضون الكمامة بمجرد دخول المحل
تحدثنا إلى سيدة كانت رفقة زوجها بالمحل، بصدد شراء مشواة فحم، فقالت لنا إنها اضطرت للتسوق في هذا الظرف الحساس، فهي لا تملك مستلزمات النحر و الكثير من الأواني، لأنها تزوجت حديثا، و لم  تتمكن من شراء ما يلزمها من قبل، نظرا لغلق المحلات بسبب الجائحة و فرض الحجر المنزلي، مؤكدة بأنها و زوجها ملتزمان بالإجراءات الوقائية، و يسعيان لتفادي الأماكن المكتظة، تجنبا للعدوى.
 و بخصوص وضع الكمامة أسفل أنفها، قالت لنا بأنها في بعض الأحيان تشعر بضيق في التنفس،  فتضطر إلى خفضها قليلا لاستنشاق الأوكسيجين، أو لسؤال البائع عن بعض المستلزمات، متجاهلة خطورة ذلك.
أما عن أسعار السلع المعروضة في المحل، أكدت أنها في متناول الجميع، و بإمكان كل شخص أن يقتني ما يتناسب و قدرته الشرائية.
بائع بمحل الأواني
تسجل بعض التجاوزات بسبب الاكتظاظ
و أكد بائع بمحل لبيع الأواني بالمدينة الجديدة علي منجلي، بأن كورونا لم يؤثر على تحضيرات عيد الأضحى و الإقبال على شراء مستلزمات هذه الشعيرة، و قد بدأت منذ أسبوع، مشيرا إلى أنه و بقية العمال يحرصون حرصا شديدا على تطبيق الإجراءات الوقائية، من ارتداء الكمامة و تعقيم الأيدي، و ذلك بتكليف عامل يراقب الزبائن في مدخل المحل، فلا يسمح لهم بالدخول قبل أن يعقموا أيديهم، و يمنع دخول الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 16 سنة.
و أضاف بأن بعض التجاوزات تحدث، مثل خفض الكمامة بعد الدخول للمحل و عدم تطبيق التباعد الجسمي، في صورة تعكس عدم اكتراث الكثيرين  بخطورة الوباء، فيتدخل في الغالب للحث على تطبيق إجراءات الوقاية، و في بعض الأحيان لا ينتبه للتجاوزات، نظرا لاكتظاظ المحل بالزبائن.
محدثنا أكد بأن أكبر نسبة من المبيعات تتعلق بالمستلزمات المتعلقة بأدوات النحر  و الشواء و تقطيع الأضحية، من سكاكين و سواطير، و أوعية بلاستيكية، بالإضافة إلى أكياس جمع القمامة و أكياس حفظ و تخزين اللحوم، و قطع الحطب التي تستعمل في تقطيع اللحم و  الأضلاع و سعرها 450 دينار، و كذا الفحم السحري  الذي يباع بـ 300 دينار للكيس الواحد، مشيرا بأنه الأكثر رواجا هذه السنة، إذ يتميز بخاصية سرعة الاشتعال و جودة الشوي، على حد قوله، فيما يباع الفحم العادي بـ 150 دينارا للكيلوغرام الواحد.
تكاليف الاصطياف لشراء المستلزمات المنزلية
قالت لنا سيدة أخرى وجدناها تقتني سكاكين النحر و السلخ، بأنها قررت هذه السنة شراء كل ما تتطلبه عملية النحر و إعداد أطباق بلحم الأضحية من مستلزمات و أواني جديدة، مشيرة إلى أنها قدمت رفقة زوجها و رضيعها ذي الثمانية أشهر،  لكن نظرا لعدم السماح لها بإدخال الصغير، ظل معه والده خارج المحل .
و أضافت بأنها خصصت مصاريف الاصطياف الذي ألغي بسبب الجائحة،  لشراء أدوات منزلية ، لإحياء مناسبة عيد الأضحى بديكور جديد و أواني و أدوات جديدة، من صحون و شوكات و مقلاة و مشواة، و هو ما من شأنه أن يحسن حالتها النفسية و يمدها بطاقة إيجابية هي و أسرتها، كما قالت، مشيرة إلى أنها تعودت على إحياء هذه الشعيرة في بيت عائلة زوجها ، لكن هذا الموسم و بعد انتقالها إلى بيتها الجديد،  قررت التخلص من كل الأواني القديمة.
سعر مشواة الفحم يصل
إلى 36 ألف دينار
لاحظنا خلال جولتنا بمحلات بيع الأواني، أن الإقبال كبير على اقتناء مشواة الفحم، التي عرضت هذه السنة بأشكال و أنواع و أحجام مختلفة، بسعر يتراوح بين ألف و600 و 36 ألف دينار ، و الطلب أكثر على المشواة ذات الحجم المتوسط التي يصل سعرها إلى 14 ألف دينار، فيما يصل سعر كبيرة الحجم إلى 36 ألف دينار سعرها، لهذا الإقبال عليها محتشم، حيث أوضح لنا البائع بأن العائلات الميسورة التي تمتلك منزلا كبيرا، هي التي تشتريها .
و يعتمد بعض تجار الأواني على إغراء الزبائن من خلال تقديم المستلزمات بسعر أقل على شكل مجموعات ، حيث يعرض محل مشواة الفحم مع كيس من الفحم السحري و السفافيد «مطارق» و أداة لإشعال الفحم، بألفين دينار، كما يعرض مجموعة من السكاكين المختلفة الأحجام و ساطور و مقص للقطع بسعر ألفين  و 500 دينار. في حين يتراوح سعر المقلاة بين ألفين و 4 آلاف دينار ، و سعر السكاكين صغيرة الحجم 200 دينار و الخاصة بالسلخ ب 300 دينار.
تهافت على طاولات مستلزمات النحر
لاحظنا في جولتنا بعلي منجلي، إقبالا على الطاولات المنتشرة أمام  المركز التجاري الرتاج، حيث يتنافس الباعة في عرض مختلف لوازم عيد الأضحى، و مما جعل النسوة يتهافتن على شراء ما يحتجن إليه، دون أدنى التزام بالإجراءات الوقائية، فقد كن قريبات جدا من بعضهن البعض لحد الالتصاق، و همهن الوحيد الظفر بأوعية بلاستيكية أو حبال و غيرها من المقتنيات.
قالت لنا إحدى المتسوقات بأنها ترتدي الكمامة و هي تكفي لحمايتها من العدوى، مؤكدة بأنها تفضل شراء ما تريده من الطاولات، لأنها تعرض مختلف المستلزمات بأسعار أقل من المحلات،  فيما وضع شبان طاولات لشحذ السكاكين.  
إقبال على حلويات العيد الجاهزة
التحضير لعيد الأضحى لم ينحصر على اقتناء مستلزمات النحر و أواني الشواء و ما يرافقه، و إنما شمل أيضا محلات بيع الحلويات، و هو ما وقفنا عليه بمحل مجاور للمركز التجاري الرتاج، يجمع طلبيات الزبونات لحضير الحلويات التقليدية التي تشتهر بها قسنطينة، و تقدم عادة للضيوف في العيد.
قالت سيدة للنصر، بأنها لم تتمكن من إعداد الحلوى في عيد الفطر الماضي، لهذا أصرت على تزيين صينية عيد الأضحى بأشهى الأنواع ، مؤكدة بأنها قدمت للمحل طلبية تتضمن «غريبية لبلابي» و «المقرقشات» و «مقروض المقلاة» ، فيما ستحضر بنفسها البقلاوة و «الكروكي».
 و بخصوص الأسعار قالت البائعة بأن «الكروكي» و «الصابلي» و حلوى «بوسو» ب500 دج ، فيما يبلغ سعر الكيلو من المقروض بأ 950 دينارا، و 1200 دينار للحلوى المحضرة بالجوز و اللوز ، و وجدنا بالمحل سيدة و ابنتها تستلمان طلبية تحتوي على مقروض و «غريبية الورقة» ، غير أن الإقبال على الحلويات يعتبر أقل، مقارنة بمحلات بيع الأواني و طاولات بيع لوازم النحر.
استخدام الصفحات الفايسبوكية لاستقطاب الزبونات
تساهم الصفحات الفايسبوكية في زيادة الإقبال على المحلات، و رواج مستلزمات العيد و حتى مواد التنظيف، حيث اعتمد مسيرو الصفحات على عبارات مغرية لاستمالة الزبائن، مع نشر صور جذابة و أسعار مخفضة نوعا ما، مع الإشارة إلى  أن الكمية محدودة،  فتتفاعل الكثير من السيدات مع هذه المنشورات و يحجزن بعض الأغراض، و قد وجدنا الكثيرات  في أحد المحلات، يسألن صاحبه عن أغطية الطاولات و الصحون التي نشرت صورها في صفحة فايسبوكية، بعد أن تعذر عليهن العثور عليها في المحل.

الرجوع إلى الأعلى