بالرغم من تأكيد الوزير الأول أن تاريخ الدخول المدرسي لم يحدد بعد، إلا أن عديد مكتبات وسط مدينة قسنطينة، تشهد حركية كبيرة هذه الأيام، لأن الكثير من الأولياء فضلوا شراء اللوازم المدرسية لأبنائهم مبكرا بكل أريحية، بعيدا عن الاكتظاظ الذي يطبع فضاءات المكتبات في بداية كل موسم دراسي، كما أن كل المستلزمات متوفرة حاليا، و يخشون أن تنفد بعد أسابيع، فيما لاحظنا  أن فئة  من التلاميذ يشترون حوليات و ملخصات البكالوريا، تحضيرا للامتحان الذي لا تفصلنا عنه سوى أيام معدودة.
روبورتاج / أسماء بوقرن
زائر بعض مكتبات وسط المدينة، سيجد أجواء الدخول المدرسي الذي كان مرتقبا في الرابع من أكتوبر المقبل،  قبل أن يصرح الوزير الأول عبد العزيز جراد، بأن تاريخه النهائي لم يحدد بعد، مؤكدا بأنه سيتم بناء على معطيات لها علاقة بالوضعية الوبائية ببلادنا، غير أن عديد الأولياء أصروا على اقتناء اللوازم المدرسية مبكرا، لأسباب تختلف من ولي لآخر، لكنها تصب في مجملها في تجنب الاكتظاظ الذي تشهده المكتبات عند حلول الدخول المدرسي، و نقص الأدوات، نتيجة تأثر الحركية التجارية بالجائحة.
زيادة في أسعار المحافظ بـ 300 دينار واستقرار في ثمن الكراريس
المحطة الأولى في جولة النصر كانت مكتبة الشافعي، حيث لاحظنا الإقبال الكبير للأمهات و الآباء على شراء ما يلزم أبناءهم من كراريس و أقلام و حتى محافظ، أسعارها عموما في المتناول، حسبما أكده من تحدثنا إليهم من الأولياء، و كذا التجار، منهم مسير مجمع الشافعي السيد عبد الكريم، الذي قال لنا بأنه لم يسجل زيادة في الأسعار على مستوى سوق الجملة، ما عدا في بعض العلامات، كعلامة «مباد» ، مشيرا إلى أن أسعار الكراريس في مجملها عرفت استقرارا، مؤكدا بأن هناك علامات عدة متوفرة في السوق و لم تتأثر بالجائحة، نتيجة توفرها مسبقا في المخزون، كعلامة « تكنو» و «جيون» و « فرتاكس» و «فرسال» ، مؤكدا بأن مشكل نقص الأدوات غير مطروح و هي متوفرة  على مستوى نقاط الجملة بولاية باتنة و العلمة بسطيف، و الخروب بقسنطينة و غيرها من النقاط.
هذه أسعار الكراريس
و بعض الأدوات المدرسية
أشار المتحدث، إلى أن علامة «مباد» هي الأكثر رواجا، بالرغم من أن منتجاتها الأغلى سعرا، و ذلك لجودتها، و بخصوص أسعار الكراريس قال إن كراس 96 صفحة يتراوح سعره بين 30 و 50 دينارا، و 120 صفحة بين 35 دينارا إلى 60 دينارا، 192 صفحة من 80 دينارا إلى 110 دنانير، و 288 صفحة من 120 دينارا إلى 180 دينارا ، أما السجلات فسعرها يتراوح بين 180 و 250 دينارا ، و الأقلام بين 10 و 30 دينارا، أما قلم الحبر فسعره بين 70 و 400 دينار.
في ما يخص أسعار المحافظ، قال ذات المصدر ، بأنها تتراوح بين 500 دينار و 8800 دينار، مؤكدا بأن منتجات علامة كريستال الصينية هي الأغلى سعرا، أما المقلمات فأثمانها تختلف حسب النوعية،  و تتراوح بين 100 و 800 دينار، مشيرا إلى علامة «كريستال» هي الأكثر رواجا هذا العام في ما يخص المحافظ و المقلمات، نظرا لجودتها.
و بخصوص الإقبال أكد بأنه بدأ في مجمعه، منذ أسبوعين تقريبا، و كان محتشما في البداية، غير أنه زاد بشكل لافت هذا الأسبوع، موضحا بأن الكراريس و الأقلام هي الأكثر رواجا، فيما يسجل نوعا من الركود بالنسبة لتجارة المحافظ، فيما نفى تاجر في مكتبة أخرى، انتعاش تجارة الأدوات المدرسية، و قال بأن الأولياء يكتفون بالتجول و الاطلاع على الأسعار،  دون الشراء، مضيفا بأن اللوازم المدرسية غير متوفرة بالشكل الكافي، و غالبية المكتبات قاموا بعرض ما هو متوفر في المخزون، مؤكدا بأن هناك نقص في العرض.  
«الخوف من العدوى دفعني  لشرائها مسبقا»
السيدة، ناريمان بوصماد، أم لثلاثة أولاد و طبيبة مختصة في أمراض الأوبئة، التقينا بها رفقة أولادها الثلاثة الذين يدرسون في الطورين الابتدائي و الثانوي و كانت بصدد اقتناء الأدوات المدرسية لهم، فقالت للنصر،  بأنها فضلت أن تشريها قبيل الدخول المدرسي بفترة طويلة، لتجنب الاكتظاظ و الفوضى التي تطبع  فضاءات البيع عشية هذه المناسبة ، مشيرة إلى أنها  تفضل اقتناء كمية كافية من الكراريس، و ما يحتاجه أبناؤها من أقلام و مستلزمات، لتكتفي بتحضيرهم للدراسة بعد ذلك.  
في المقابل أكدت سيدة أخرى كانت رفقة ابنتها التي تدرس في الطور الابتدائي، بأنها أرادت القيام بجولة عبر المكتبات للاطلاع  على الأسعار و أنواع العلامات المتوفرة، و لم تكن تنوي الشراء، لكن بعد أن وجدت كل المستلزمات متوفرة، قررت شراء الأساسية منها من كراريس و أقلام.
من جهته أكد أحد الأولياء و هو أب لأربعة أطفال، بأن وضعه المادي جعله يبدأ التحضير مسبقا للدخول المدرسي، فقسم شراء مستلزمات أولاده المدرسية على دفعتين ، حيث خصص ميزانية من راتب هذا الشهر للكراريس و المحافظ و المآزر، ليتفرغ في الشهر المقبل للباس و الكتب المدرسية، مشيرا إلى أن قدرته الشرائية لم تعد تكفي لسد حاجياتهم .   

أريد أن أحضر ابني لجو الدراسة بعد انقطاع أكثر من ستة أشهر
 في المقابل اكتفت بعض الأمهات بالتجول رفقة بناتهم و أبنائهم بين المكتبات و اشترت بعضهن مقلمة أو أقلام ملونة، و أكدن للنصر أن هدفهن الأساسي هو إدخال الأطفال في جو الدراسة، بعد انقطاع دام لأكثر من 6 أشهر، حيث أشارت فضيلة التي التقينا بها رفقة ابنتيها بإحدى مكتبات وسط المدينة، أنها لاحظت بأنه و بالرغم من طول فترة الابتعاد عن المدرسة، إلا أنهما لم يشتاقا للعودة إليها، و أصبحتا تفضلان اللهو و اللعب، ما دفعها لاصطحابهما للمكاتبات لتحفيزهما، و ترغيبهما في العودة.
كما فضلت أم لطفلة تعمل مدرسة لمحو الأمية، مرافقة ابنتها التي تدرس في الطور الابتدائي، لشراء قصص للمطالعة في الفترة المتبقية من العطلة، مؤكدة بأن عدم تحديد موعد الدخول، جعلها تؤجل شراء المستلزمات المدرسية، مشيرة إلى أن فترة الحجر المنزلي تسببت في شعور بعض الأطفال بالكسل و التهاون في الدراسة.  ملخصات دروس البكالوريا تلقى رواجا
لم ينحصر الإقبال على المكتبات على شراء الأدوات، و إنما تلقى حوليات و ملخصات البكالوريا إقبالا لافتا من التلاميذ، و كذا الآباء الذين لا يزالوا يحرصون في الأيام الأخيرة التي تسبق الموعد الرسمي للامتحان ، على تحفيز أبنائهم على مراجعة كل المقرر الدراسي، لنيل شهادة البكالوريا، حيث وجدنا والد تلميذ اشترى لابنه المقبل على البكالوريا تخصص تسيير و اقتصاد، كتيبا للمراجعة النهائية لمادة اللغة الفرنسية و آخر للانجليزية، مؤكدا بأنه و بعد فرض الحجر، أصبح يشرف بنفسه على تدريس ابنه، حيث يرتدي المئزر في البيت و يقدم له ما استطاع من الدروس ، مشيرا إلى أن حالة ابنه النفسية سيئة ، لكونه يعاني من مرض مزمن و غالبا ما يتأزم وضعه الصحي في فصل الخريف، و يخشى أن يتعقد أكثر في فترة الامتحان أو يصاب بعدوى كورونا، ما جعله يحرص على مرافقته نفسيا و بيداغوجيا.  
إقبال محتشم على المآزر
و المنتوج المحلي
الأكثر رواجا
في المقابل يسجل صاحب « محل « أونلي كيدز» المختص في بيع ألبسة الأطفال بوسط مدينة قسنطينة، إقبالا محتشما على اقتناء المآزر التي يعرضها، و قال للنصر بأن هناك وفرة في المنتوج المحلي و استقرارا في الأسعار، مؤكدا بأن الزبون أًصبح يفضل المنتوج المحلي على المستورد، نظرا لتحسن النوعية و ملاءمة الأسعار، التي تتراوح بين  850 دينارا و 1000 دينار للمئزر، فيما  يقدر سعر المستورد 1800 دينار.               أ ب 

الرجوع إلى الأعلى