تحولت الملاعب الجوارية بجل المدن والبلديات الجزائرية، إلى قبلة عشاق المستديرة ومحبي الرياضة الأكثر شعبية في بلادنا، في فترة كورونا، بعدما عجل انتشار الفيروس اللعين، بتوقف كل الأنشطة الرياضية، وأولها بطولة الرابطتين المحترفتين الأولى والثانية.
روبورتاج: حاتم بن كحول
وجذبت ملاعب «الأحياء»، في ولايات قسنطينة وميلة وسطيف وعنابة وقالمة وجيجل وغيرها الأنظار، بعد أن تحولت إلى مسارح استضافت مباريات قوية، تلعب بنفس نظام لقاءات القاعات (6 لاعبين وحارس مرمى)، شارك بها خيرة لاعبي الرابطتين المحترفتين الأولى والثانية، مستقطبة جماهير غفيرة تحولت مع مرور الأيام من جمع متفرجين إلى مناصرين شوفينيين، صنعوا ديكورا خاصا بمحيط تلك المرافق الرياضية، واستمتعوا بالمقابل بلقطات فنية وأهداف جميلة.
وتواجدت النصر في بعض الملاعب، التي جمعت فرق مكونة تشكيلاتها من عناصر تنشط في أندية المحترف الأول والثاني وفرق الهواة (الدرجة الثالثة) وأحيانا من نوادي صغيرة تنتمي إلى الأقسام السفلى، حيث صنع الحدث فريق يلقب بـ»فريق علي منجلي للألقاب»، يمثل حسب تسميته المدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، حيث زار هذا الفريق عدة ولايات، بعد أن تلقى دعوات للمشاركة في مباريات ودية استعراضية، فاز بجلها ما جعله من أشهر الفرق (المتكونة من 6 لاعبين) بالشرق الجزائري.
فريق  «علي منجلي للألقاب» يصنع الحدث
يضم «فريق علي منجلي للألقاب»، عدة أسماء لامعة على الساحة الوطنية، على غرار المهاجم بولعويدات، الذي سبق له حمل ألوان إتحاد الشاوية وشبيبة القبائل ونصر حسين داي وجمعية الشلف، التي يلعب له حاليا، إضافة إلى اللاعب شتيح سيف الدين لاعب شباب ومولودية قسنطينة ووفاق سطيف سابقا وحاليا أولمبي المدية وعايش ياسين، الذي سبق وأن حمل ألوان إتحاد الشاوية وشباب باتنة ومولودية قسنطينة، وأمير دربال لاعب شباب ومولودية قسنطينة وإتحاد الشاوية ومولودية باتنة وجمعية الخروب وزين الدين بن يحيى لاعب السنافر حاليا، إضافة إلى الثلاثي السابق للموك بلال بولمدايس وعادل بوزيد وسمير بلحذروف.
ويشكل لاعبون آخرون فريقا ثانيا بالمقاطعة الإدارية علي منجلي، ويتمثل في لاعب جمعية عين مليلة سابقا والحالي لشباب عين فكرون بجاوي محمد، إضافة إلى مولودية باتنة شعيب عياد، ومهاجم شباب باتنة عبد الله ماتيب ومدافع شباب جيجل آدم طياب، حيث يملك هذا الفريق أيضا شعبية في المدينة الجديدة، جراء الانتصارات المتتالية المحققة أمام فرق الشرق الجزائري.
نجوم الصف الأول حاضرون وأجانب ضمن الفاعلين
مثل ولاية ميلة فريق صنعه خيرة أبنائها، يتقدمهم لاعب إتحاد العاصمة كودري وفريد بلعطار لاعب نجم القرارم وبولذياب لاعب مولودية بجاية، كما يقود فريق مدينة العلمة اللاعب قادري، والذي سبق له حمل ألوان وفاق سطيف ويلعب حاليا للبابية، إضافة إلى لاعب أمل بوسعادة طالبي، فيما يقود اللاعب هشام معنصر مهاجم مولودية العلمة فريق مدينة عين فكرون، رفقة اللاعب السابق للسنافر توفيق صايبي، أما مدينة عين مليلة، فيمثلها لاعب الموب ريحاني وزميله كاباري لاعب دفاع تاجنانت.
وغير بعيد عن عاصمة الشرق، شكّل نجم فريق شباب بلوزداد أمير سعيود «منتخبا» ضم في تشكيلته عدة لاعبين معروفين منهم نصر الدين زعلاني مدافع شباب قسنطينة، كما يقود لاعب أولمبي المدية كموخ فريق مدينته شلغوم العيد بمشاركة المايسترو المعتزل نذير مهناوي، فيما كون حارس شباب قسنطينة رحماني فريقا يمثل مدينة عنابة، ويتكون من لاعبي الإتحاد يتقدمهم بوعافية لاعب بسكرة ومراح وباعلي، الذين أمضيا حديثا في فريق دفاع تاجنانت.
 ولم يقتصر حضور «النجوم» في مباريات «الماتيكو» على العناصر المحلية فقط، بل أن أزمة كورونا، وما سببته فسح المجال لعناصر أجنبية تحتم عليها البقاء بالجزائر، للظهور في اللقاءات المصغرة، على غرار البوركينابي عصمان سيلا لاعب لاصام والثنائي الليبي زكريا الهريش وعبد الله العرفي.  
وتشارك هذه الفرق في مباريات فيما بينها في شكل بطولة مصغرة، وتعرف منافسة كبيرة بين لاعبيها، خاصة وأن كل فريق يملك على الأقل نجمين أو ثلاثة، يمثلون أكبر الأندية الجزائرية، حيث تتبادل هذه الفرق الزيارة فيما بينها، وخاصة بعد رفع الحجر الصحي على بعض الولايات، ما جعل مباريات الملاعب الجوارية، تخلف البطولة الوطنية بامتياز.
ملعب حي العقابي بجيجل احتضن أقوى المباريات
تحولت إحدى المباريات الاستعراضية، التي جمعت بين نجوم مدينة سطيف ونظرائهم من جيجل إلى مباراة «شبه رسمية»، بعد أن اكتظ ملعب جواري يقع بحي العقابي وسط مدينة جيجل بالأنصار، الذين صنعوا الفرجة، من خلال الأهازيج والرايات التي ساندوا من خلالها أبناء مدينتهم.
ومثل فريق مدينة سطيف عدة لاعبين، يحملون ألوان النسر السطايفي في شاكلة غشة وجحنيط وطارق شرفاوي لاعب شباب بلوزداد ونصر حسين داي السابق ومراد دلهوم، فيما مثل فريق ولاية جيجل لاعبين من فريق شباب حي موسى، وأبناء الولاية ممن يمثلون أندية أخرى، كما حضر لاعب شباب بلوزداد حسين سالمي، الذي كرم من قبل أبناء ولايته، نظير مساهمته في تاج أبناء العقيبة.
وأكد لاعبون مشاركو في المباريات الاستعراضية بالملاعب الجوارية، أنهم يسعون للبقاء في أجواء المنافسة، رغم أنهم يلعبون في ملاعب صغيرة، وأكدوا أن البقاء بعيدا عن كرة القدم بسبب توقف البطولة، جعلهم يعودون لممارستها في الملاعب الصغيرة.
كما عبر العديد من اللاعبين، عن شرفهم بالمساهمة في إضفاء أجواء الحماسة وكسر روتين الأوقات العصيبة التي عاشتها جل المدن، جراء تفشي فيروس كورونا وإجراءات الحجر، التي أدخلت المواطنين حالة قلق وتوتر، وأوضحوا أن تفاعل الأنصار بتلك الطريقة، يبقى فخرا بالنسبة إليهم.

«فرق» تتواصل عبر صفحات الفايسبوك  
ارتفاع حدة المنافسة والانتشار السريع لهذه الظاهرة، دفع بعض الفرق إلى فتح صفحات خاصة بها عبر مواقع التفاعل الاجتماعي، من التواصل مع المهتمين بمباريات الملاعب الجوارية وإخطارهم بكل جديد، وخاصة مواعيد المباريات وأماكن إجرائها، كما تطور الأمر حتى إلى وضع قائمة التشكيلة المعنية بتلك اللقاءات، ما جعل التفاعل أكبر والحضور قوي بالملاعب المعنية.
وفاقت عدد الإعجابات والتفاعل، على أخبار تلك الصفحات كل التوقعات، حيث أصبحت متابعة من آلاف عشاق كرة القدم بمختلف الولايات، بل أصبحت الجماهير تنتظر مواعيد المباريات بفارغ الصبر، من أجل مشاهدتها، خاصة وأنها تجمع بين لاعبين محترفين، عرفوا كيف يمتعون الأنصار بفنياتهم وأهدافهم الجميلة.
واستغلت تلك الصفحات أيضا في تنظيم مباريات بين الفرق، حيث تلقى فريق علي منجلي للألقاب، عدة دعوات من ولايات شرقية مجاورة على غرار فرق عنابة والعلمة وعين فكرون وعين مليلة وميلة والمسيلة وغيرها، وتنقل لاعبوها لمواجهة هذه الفرق، فيما كانت بعض المواعيد تنظم بصيغة الذاهب والإياب وكأنها منافسة رسمية.
قائد فريق علي منجلي للألقاب زرزوري أنيس
الفكرة قديمة وكورونا منحها أبعادا أخرى
أكد لاعب مولودية بلدية قسنطينة سابقا والحالي لأولاد زواي، أنيس زرزوري، أن فكرة تنظيم مباريات استعراضية بالملاعب الجوارية قديمة، وليست وليدة فترة تفشي فيروس كورونا، موضحا أن الوضعية الوبائية، ساهمت فقط في تدعيم الفريق، بلاعبين محترفين بعد بقائهم دون منافسة جراء توقف البطولات بكل أقسامها، مضيفا أنها كانت فرصة أيضا لمواجهة لاعبي الأندية، القاطنين في الولايات المجاورة.
وأضاف المتحدث، أنه أنشأ صفحة للفريق على موقع التواصل الاجتماعي «الفايسبوك» وأصبح التفاعل بها كبيرا من طرف عشاق كرة القدم، كما تمكن من ربط اتصالات مع لاعبي الأندية القاطنين في الولايات الأخرى، حيث تلقى اتصالات لبرمجة مباريات في جل الولايات الشرقية، مضيفا أن فريقه يتكون من لاعبين مميزين ينشطون في عدة أندية كبيرة، ما جعلهم لا ينهزمون إلا نادرا.
ح. ب

الرجوع إلى الأعلى