تعد ثانوية الحرية للبنات، رمز التفوّق بولاية قسنطينة، لتربعها على عرش الثانويات التي تحقق أعلى نسب نجاح في البكالوريا طيلة عقود من الزمن، و قد احتلت في دورة 2020 الصدارة في نتائج البكالوريا، بنسبة نجاح تقدر بـ 85.38 بالمئة بالولاية، كما تحتل مراتب مشرفة على المستوى الوطني، حيث ظفرت بالمرتبة الأولى وطنيا في شعبة الرياضيات، و الثالثة في مختلف الشعب، بفضل حصول إحدى تلميذاتها على معدل فاق 19 من 20. النصر زارت الثانوية خلال حفل تكريم المتفوّقات في البكالوريا، فتحدثت مع المتفوّقات، وكذا مدير الثانوية و طاقمها التربوي، عن سر تميّز و تألق المؤسسة منذ أكثر من 12 سنة، و في مقدمتها تضافر جهود الجميع و العمل معا كأسرة واحدة، و كذا كونها مؤسسة غير مختلطة، أي أنها مخصصة للإناث فقط، إلى جانب الصرامة و الانضباط، و مرافقة التلميذات و تحضيرهن للامتحان النهائي منذ السنة الأولى. 
روبورتاج / أسماء بوقرن

احتلت ثانوية الحرية المرتبة الثانية في السنتين الماضيتين، في امتحان البكالوريا، بعد أن تفوقت عليها ثانوية السعيد بومعراف ببني حميدان التي صنعت المفاجأة باحتلالها الصدارة، لكن ذلك لم يثبط معنويات تلميذاتها و طاقمها التربوي و الإداري،  فرفعت أسرة «الحرية» التحدي و عزمت على استرجاع مكانتها السابقة، و حملت شعار «العمل و الانضباط و التفوّق»، و بالفعل نجحت في افتكاك المرتبة الأولى مجددا بنسبة  85.38  بالمئة، ما شجع عديد الأولياء إلى التقدم بطلبات لتحويل بناتهم إليها، حيث تم تسجيل أكثر من 70 طلبا لتلميذات حصلن على معدلات تتراوح بين 14 و 19 من 20، و يأمل أولياؤهن أن يتابعن تعليمهن في أجواء محفزة على الاجتهاد و الحصول على معدلات مشرفة في البكالوريا .
* مدير المؤسسة يوسف مريوة
تولي مسؤولية ثانوية ناجحة مغامرة تستدعي التحدي
أكد مدير ثانوية الحرية يوسف مريوة، في حديثه للنصر، بأن تولي مسؤولية مؤسسة تعليمية عريقة و ناجحة تحتل الريادة منذ 12 سنة، و تصنف دائما في المراتب العشر الأولى في نتائج البكالوريا، أمر صعب، و الصعوبة لا تكمن في بلوغ النجاح، و إنما في كيفية المحافظة عليه للبقاء في القمة، كما أكد، غير أنه قرر رفع التحدي لرفع نسبة النجاح، التي بلغت سنة 2017 ، 78.79 بالمئة قبل توليه المنصب، لترتفع تدريجيا منذ 2018 ، سنة التحاقه بالمؤسسة، لتلبغ 81.28 بالمئة، لتصعد إلى 84.95 بالمئة سنة 2019، و 85.38 بالمئة هذه السنة، و هي نسبة مكنت من استرجاع الثانوية المرتبة الأولى، بعد أن تراجعت إلى  المرتبة الثانية سنتي 2018 و 2019.  
المتحدث أرجع سر التميز و تحقيق التفوّق على مر السنوات، إلى عوامل عدة تتعلق بتقدير الوقت و الانضباط و الصرامة في تطبيق النظام الداخلي،  بالإضافة إلى كفاءة الأساتذة و تطوعهم بتقديم حصص دعم منذ بداية السنة،  و الحرص على مرافقته لهن و توجيههن و تدارك نقائصهن، حيث لمس لديهن روح التطوع و العمل في سبيل التقدم للحصول على نتائج أفضل.
و اتبع من جهته استراتيجية محكمة لمتابعة التلميذات،  بتنظيم جلسات تقييمية  مع الأساتذة لتدارك النقائص المسجلة، و تحفيزهن على تقديم نتائج أفضل،  بالإضافة إلى الحرص على توفير جو مهني مبني على الاحترام بين العمال و الطاقم التربوي و التلميذات،  و كذا تركيزه على عنصر التحفيز من خلال التكريمات و وضع فضاءات المؤسسة تحت تصرفهن،  طيلة الأسبوع للمراجعة.  
و أضاف المسؤول بأن التفوّق الذي تم تحقيقه في دورة سبتمبر 2020 ، هو ثمرة جهد بذل طيلة ثلاث سنوات، حيث تم تحضير التلميذات لنيل هذه الشهادة بجدارة و استحقاق منذ السنة الأولى ثانوي، بوضع استراتيجية محكمة و مدروسة، أساسها تخصيص الأساتذة الأكثر كفاءة  لتدريس أقسام السنة أولى ثانوي، لضمان تكوين قاعدي، و انتقال نوعي للتلميذات،  مع منع سياسة « السيوسيال» في الانتقال، كما أكد، فكل من لم يسمح لها معدلها بالانتقال، ستعيد السنة لا محالة مهما كانت ظروفها، مع التركيز على عنصر التوجيه و اختيار الشعب، وفقا للجانب البيداغوجي و مؤهلات التلميذات ، و هي أساسية للتحصل على نتائج جيدة.
المتحدث أوضح بأن شعبة الرياضيات حققت قفزة نوعية و تفوقت على العلوم التجريبية التي كانت تحتل المرتبة الأولى عادة، حيث سجلت نسبة نجاح غير متوقعة بلغت مئة بالمئة في البكالوريا للسنة الثانية على التوالي، و بمعدلات لا بأس بها، على حد تعبيره، مشيرا إلى أن هذه السنة، تم إحصاء  3  تلميذات نجحن  بدرجة امتياز، هن  رشا بدر الدين الأولى وطنيا في شعبة الرياضيات بمعدل 19.10 من 20، و ملاك مسيخ 18.82 من 20 و أميمة سيفي 18.05 من 20 في العلوم التجريبية، فيما حصلت 7 تلميذات على معدل 17 من 20، و 30 تلميذة على معدل 16 من 20 في مختلف التخصصات، مضيفا بأن 181 تلميذة حصلن على البكالوريا من أصل 212 تلميذة.
إقبال لافت على الثانوية و المعدل هو الفاصل
ضريبة تفوق ثانوية الحرية، حسب مديرها، هي طلبات القبول التي تودع على مستواها كل سنة، حيث سجل هذا الموسم 70 طلبا للانضمام إلى صفوفها، فتم تسجيل 40 تلميذة، فيما تنتظر بقية التلميذات  الحصول على الموافقة، مشيرا إلى أن معدلاتهن تتراوح بين 14 و 19 من 20، موضحا بأن معدل القبول هو  14 من 20.
* أستاذة علوم الطبيعة و الحياة نجاة محزم
الاجتهاد و المنافسة سمتان تميّز تلميذات «الحرية»  
من جانبها أوضحت أستاذة علوم الطبيعة و الحياة، المكلفة بتدريس أقسام النهائي، نجاة محزم ، بأن هناك أسباب عديدة جعلت ثانوية الحرية، رمز التميز و الحفاظ على مكانتها في تحقيق أحسن النتائج في البكالوريا، و في مقدمتها الاجتهاد و روح المنافسة الشريفة بين تلميذاتها المجتهدات، اللائي يحفزن بمثابرتهن زميلاتهن، لبذل جهد إضافي لتحسين مستواهن، ضف إلى ذلك أن المؤسسة غير مختلطة تحتضن الإناث فقط، و  المعروف أن الجنس اللطيف يمتثل للتوجيهات ويحب  طلب العلم، كما أن للطاقم الإداري دور بالغ الأهمية في تحصيل نتائج ممتازة ،  بفرض نظام صارم  و الحرص على انتقاء أساتذة أكفاء لتدريس أقسام النهائي و الأولى الثانوي، مع رفع معدل قبول التلاميذ.
و أضافت الأستاذة نجاة، بأن أغلب التلميذات مجتهدات، تحرصن على البحث عن معلومات إضافية لتدعيم  معارفهن، و تقديم كل ما لديهن في سبيل الإلمام بكل المعارف، و هذا ما يدفعها لتقديم حصص تطوعية في ساعات الفراغ ، للشرح المفصل للدروس، مشيرة في ختام حديثها، إلى الأسئلة التي تقدم للتلميذات في الفروض و الامتحانات،  فهي عادة صعبة جدا، لتتعودن عليها.
* فاطمة عميرات أستاذة العلوم الفيزيائية
غياب الجنس الخشن من أسرار تفوّق ثانوية الحرية
ترجع أستاذة العلوم الفيزيائية فاطمة عميرات، سر تفوق ثانوية الحرية إلى كونها تحتضن الإناث فقط، فيما يغيب الجنس الخشن ، المعروف، كما قالت، بالتشويش و خلق الفوضى داخل القسم و يكون لذلك تأثير سلبي، كما أن غياب التلاميذ  الذكور،  يجعل تركيز التلميذات منصبا على الدراسة،  و يفتح باب التنافس بينهن و ينمي  رغبتهن في التفوّق، مضيفة بأن روح التحدي و التنافس السائدة داخل القسم، تدفع التلميذات ذوات المستوى المحدود ، إلى الاجتهاد أكثر لتحقيق نتائج مرضية، مؤكدة بأن الأستاذ يجد نفسه مجبرا على تقديم الأفضل.
كما أشادت بعامل منع الاكتظاظ داخل الأقسام، حيث تدرس هذه السنة  22 تلميذة في شعبة تقني رياضي ، و 10 تلميذات في شعبة الرياضيات .
* التلميذة رشا بدر الدين
مستوى الأساتذة عامل مهم في اعتلاء الحرية المصاف الأول
أرجعت بدورها رشا بدر الدين المتحصلة على المرتبة الأولى وطنيا في شعبة الرياضيات، و الثالثة وطنيا في مختلف الشعب، تفوق الثانوية، إلى عوامل عديدة  تتعلق بالمستوى العالي للأساتذة ، و علاقتهم الجيدة بالتلميذات، حيث يشعرهن بالاهتمام و الرغبة في دعمهن، لتحقيق نتائج ممتازة، كما يوفروا لهن جوا ملائما للدراسة، مع الاهتمام بالجانب النفسي و التحفيز، ما يدفعهن للاجتهاد أكثر.
* ملاك مسيخ صاحبة المرتبة الثانية
التنظيم المحكم و اتباع منهجية مدروسة وراء تفوّقنا
تحصلت التلميذة ملاك مسيخ على المرتبة الثانية في ثانوية الحرية تخصص علوم  تجريبية بمعدل  18.82 من 20، و الفضل في ذلك، كما أكدت ، للتنظيم المحكم بالثانوية ، كما أن  الأساتذة يتبعون منهجية مضبوطة في التدريس، حيث يقدمون للتلميذات دروسا جاهزة، لا تتطلب أن يقمن ببحث إضافي، كما أنهم يضعون مخططا تبسيطيا للاستيعاب، كما أثنت على الطاقم الإداري الذي وفر لهن جوا علميا شعاره الصرامة و الانضباط ، مشيرة إلى أنها اختارت دراسة الطب في الجامعة.
* أميمة سيفي
مرافقة التلميذات منذ السنة الأولى يقود إلى التفوّق
قالت أميمة سيفي، صاحبة المرتبة الثالثة، تخصص علوم تجريبية، بأن المحيط له دور مهم و كبير في تحقيق التفوّق، و ترى بأن سر تفوق «الحرية»، هو أنها مؤسسة للإناث فقط ، ما يجعل اهتمامهن منصبا في الدراسة، بدل أمور أخرى تشوش الذهن، و كذا حرص المؤسسة منذ التحاق التلميذات بها ، إلى ضمان مرافقتهن بيداغوجيا، و تخصيص أساتذة في المستوى لتدريسهن.
و أشارت إلى أن الأساتذة يلقنون تلميذاتهن منذ السنة الأولى ثانوي، منهجية الإجابة، و كيفية التعامل مع ورقة الامتحان، بالإضافة إلى الانضباط و فرض قوانين صارمة ، فرغم تأثيرها السلبي أحيانا، حسبها،  إلا أنها تعطي نتائج إيجابية.     أ ب                                                    

الرجوع إلى الأعلى