التداوي الذاتي من كورونا قد يؤدي إلى الوفاة 
يحذر الأطباء من الاستهلاك العشوائي للمضادات الحيوية، و بالأخص «زيتروماكس» الذي يعد الأقوى، مقارنة بباقي المضادات الحيوية، مؤكدين بأن له مخاطر كبيرة على صحة الجسم، تتمثل في الإصابة بحساسية قد تكون قاتلة، أو سكتة قلبية، كما يؤثر على وظيفة الكليتين، و حتى الكبد، خاصة إذا كان من يتناوله يعاني من أمراض أخرى، معتبرين بيعه دون وصفة طبية غير قانوني،  كما تحدثوا عن تأثيرات باقي الأدوية التي يتم الترويج لها ضمن وصفة نموذجية يتم تداولها على موقع فايسبوك، و تتمثل في مسكن للألم و مخفض للحرارة بالإضافة إلى مكملات غذائية تؤثر هي أيضا على الصحة، حيث يسجل صيادلة إقبالا ملفتا على اقتناء هذه الأدوية دون وصفة، مشيرين في حديثهم للنصر، إلى أن اقتناءها لا يقتصر على المواطنين الذين يعانون من أعراض كورونا، بل حتى من قبل أشخاص أصحاء، لاعتقادهم  بأنها تقيهم من الفيروس.
روبورتاج / أسماء بوقرن
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي منذ بداية الأزمة الوبائية، وصفة موحدة لأدوية، تقدم كعلاج لمرضى كورونا، أو أولئك الذين تظهر عندهم أعراض الوباء، و تتضمن مضادا حيويا يتمثل في «زيتروماكس» و سعره 550 دينارا، أو الدواء الجنيس «أزوطروميسين» ، بالإضافة إلى مسكن للألم و مخفض للحرارة، ك»بانادول» أو «دوليبران»، و كذا فيتامين «سي» و  «الزنك»، و تقدم الوصفة كمية و طريقة تناولها.
و ينصح الناشطون الذين يتشاركون الوصفة النموذجية كل من يعاني من أحد أعراض كورونا بتناول الأدوية و المكملات المذكورة و حجر نفسه في البيت، و هو ما دفع بالكثيرين إلى  الاستغناء عن معاينة الطبيب، و اللجوء إلى التداوي، حيث لاحظنا من خلال الفضاء الافتراضي، أن الوصفة الموحدة تلقى انتشارا واسعا، و يرى الكثيرون أنها تجنبهم عناء التنقل إلى العيادات و المستشفيات وتجنب التعرض لعدوى أكبر.
النصر قامت بجولة استطلاعية بعدد من صيدليات وسط المدينة، حيث تحدثنا مع بعض الصيادلة، فأكدوا لنا بأن الأطباء يقدمون نفس الوصفة لكل من يشتبه في إصابتهم بالوباء، و حتى أولئك الذين تبدو عليهم أعراض الأنفلونزا الموسمية، و هو ما دفع بالكثير من المرضى إلى الاستغناء عن معاينة الطبيب، و الاكتفاء بشراء الأدوية المذكورة في الوصفة الرائجة، و قد لاحظنا بأن أحد الصيادلة علق ورقة في باب صيدليته كتب عليها «توفر الزنك و فيتامين «سي» هنا»، و هذا بعد ندرة المكملين سابقا.
rبائعة بصيدلية يمينة بن شيكو
تقديم الأطباء لنفس الوصفة أدى إلى رواجها
قالت بائعة بصيدلية يمينة بن شيكو في شارع العربي بن مهيدي بوسط مدينة قسنطينة، أن الأغلبية يبحثون بمواقع التواصل عن الوصفة الرائجة دون استشارة طبيب، و تتضمن «زيتروماكس» و فيتامين «سي» و الزنك، و حتى الأطباء يقدمون نفس الوصفة لكل من تبدو عليه أعراض كورونا أو الأنفلونزا الموسمية، فيما لم يعد الأطباء يصفون للمرضى مضادات الزكام و الأنفلونزا التي كانت تقدم قبل الجائحة، مثل «أوماكس»  و « غريباكس»، و كذا المضادات الحيوية المخصصة للمصابين بالزكام مثل « كلاموكسيل» و « روكسيد» و «لورابان»،  و كذا «أوغمونتان» الذي يمنح للمصابين بالتهاب اللوزتين، بالإضافة إلى مسكن الألم «دوليبران» و مشروب للسعال، مؤكدة بأنه نادرا ما كان الأطباء يصفون دواء «زيتروماكس» للمصابين بالزكام  و التهاب الجيوب الأنفية قبل الجائحة، نظرا لمفعوله القوي.و أوضحت المتحدثة بأن الاستهلاك العشوائي للأدوية، لا يقتصر على الذين يعانون من أعراض كورونا و الأنفلونزا،  بل يمتد إلى الأشخاص الأصحاء الذين لا يبدو عليهم أي عرض، و الذين يشكلون نسبة كبيرة، لاعتقادهم بأنها تقي من الإصابة بكورونا.
rالصيدلانية حسيبة عيمر
أشخاص أصحاء يتناولون «زيتروماكس» و الزنك للوقاية من كورونا
و أكدت من جهتها حسيبة عيمر، صيدلانية بصيدلية يخلف بوسط المدينة،  بأن ارتفاع الإصابات بكوفيد 19 لمعدل قياسي، زاد من مخاوف المواطنين فأسرعوا للعلاج الذاتي، مشيرة إلى أنها لاحظت أن عديد الأشخاص الذين يقصدون الصيدلية  يشترون الأدوية سالفة الذكر، دون أن يعانوا من أي عرض، فهم  يعتقدون بأن تناولها يقيهم من الإصابة، مضيفة بأن الاستهلاك العشوائي ناجم عن خوف البعض من احتمال إصابتهم دون ظهور أعراض، مشيرة إلى أنها تقدم لهم نصائح و تحذرهم من تناولها، بما في ذلك الزنك، فالإفراط في تناوله قد يؤدي إلى ظهور آثار جانبية كالإسهال و التقيؤ.
rالصيدلانية أميرة شلغوم
الخوف من تعقد الوضعية الصحية يدفع البعض إلى شراء أدوية «ستاندار»
 و قالت أميرة شلغوم، بائعة بصيدلية عبد الرحمن بن شولة بشارع العربي بن مهيدي، بأن الإقبال الملفت على شراء أدوية «ستاندار» دون وصفة، راجع لأسباب تتعلق أحيانا، بإسراع البعض للعلاج عند ظهور أول عرض مرضي، خوفا من تعقد وضعهم الصحي، خاصة و أن نفس الوصفة، في اعتقادهم، تقدم لكل المرضى في هذا الظرف الاستثنائي،  الذي يفضل فيه عدم زيارة الطبيب، لاحتمال الإصابة بالعدوى، في الوقت الذي قد يكون المريض مصابا بزكام فقط، و ليس كورونا.
النصر التقت بعديد المواطنين بصيدليات قسنطينة، فقالوا لنا بأن الأمور اختلطت عليهم، بسبب الآراء المتباينة حول الوباء و كيفية التعامل معه، و هو ما طرحته السيدة عقيلة التي تعاني من مرض السكري، مؤكدة بأن معاناتها من مرض مزمن، زاد من مخاوفها و دفعها إلى تناول المكملات الغذائية بشكل دائم لتقوية جهازها المناعي، و قال شاب في الأربعينات بأن الوصفة المتداولة على فايسبوك، هي نفسها التي يصفها أغلب الأطباء خلال الجائحة، و يرى بأن الذهاب إلى الطبيب يزيد من خطر الإصابة بالوباء.
rالدكتور جمال بوخشم  مختص في أمراض الأذن و الأنف و الحنجرة
القانون يمنع بيع المضادات الحيوية دون وصفة
الدكتور جمال بوخشم، المختص في أمراض الأذن و الأذن و الحنجرة، قال للنصر، بأنه و قبل الحديث عن خطورة الاستهلاك العشوائي للأدوية الرائجة، يجب التطرق لطريقة بيعها المخالفة للقانون، فهي عملية تجارية غير قانونية، و المضادات الحيوية من بينها «أوغمونتان» و «أوروكان» و  «كلاموكسيل» و «زيتروماكس» الذي يعد الأقوى و الأكثر استهلاكا في هذه الفترة، غير مرخص بشرائها أو بيعها دون وصفة طبيب، و هي ملاحظة نجدها مكتوبة على علب هذه الأدوية، كما أكد، نظرا لما تسببه من مضاعفات صحية، و يتحمل الطبيب المسؤولية المدنية في حال حدوث مضاعفات خطيرة للمريض.  
و عن المضاعفات التي تسببها المضادات الحيوية، و بالأخص «زيتروماكس»، قال بأنها خطيرة ، كالحساسية، كما يؤثر تناوله بشكل مفرط على وظيفة القلب، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مرض القلب، و كذا الفئة التي تجهل إصابتها بمشكل في القلب، كما يؤثر على وظيفة الكلى و الكبد الذي يعتبر مصفاة لكل الأدوية التي يستهلكها الإنسان .
وأضاف المختص بأنه و بالرغم من الحالة الاستثنائية التي نعيشها، إلا إنه لا يوجد أي مبرر لتجاوز القانون، و منح أدوية لشخص لا نعلم وضعه الصحي و لا حتى الأدوية التي يتناولها، و التي قد تعرض حياته للخطر، في حال تناولها مع أدوية دون استشارة طبيب مخول له وصفها، و تحديد الجرعة اليومية و مدة تناولها، مضيفا بأن الأشخاص الذين لا يعانون من أي عرض و يتناولونها، ظنا منهم بأنها تشكل وقاية و حماية لهم من المرض، تجعل أجسامهم تتعود عليها، و في حال مرضهم لن تكون فعالة، مشيرا في ختام حديثه، إلى أن الصيدلاني مرخص له بيع  المكملات الغذائية  و مسكنات الألم فقط دون وصفة .   
rكريمة بوالجدري مختصة في الطب الداخلي
الوصفة المتداولة قد تتسبب في حساسية مميتة أو سكتة قلبية
أكدت الدكتورة كريمة بوالجدري ، مختصة في الطب الداخلي، أن شراء أدوية تقدم غالبا لمرضى كوفيد 19، له عواقب وخيمة، موضحة بأن دواء «زيتروماكس» يعد من أقوى المضادات الحيوية، و لا يصفه الطبيب عادة في بداية العلاج من الأنفلونزا و الزكام، بل يصف أدوية مفعولها أقل مثل»كلاموكسيل»، مشيرة إلى أن الطبيب يصف مضادا حيويا قويا، إذا لاحظ أن المريض يعاني من مشكل في الصدر، و نادرا ما يتم و صف «زيتروماكس» للمرضى، لهذا فإن الكثير من المرضى لم يسبق و أن تناولوه، و قد يسبب حساسية مميتة، باعتباره غير منتشر في جسم الإنسان الذي يصبح لا  يستطيع مقاومة مفعول المضادات الحيوية،  كما أن المضادات الحيوية العادية تصبح دون مفعول.
و أضافت الطبيبة بأن استهلاك كميات عشوائية ، لمدة غير معلومة، يؤثر على نبضات القلب، و قد يتسبب في سكتات دماغية، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مرض القلب و الشرايين، مشيرة إلى أن الطبيب في هذه الحالة يطلب من المريض الذي يعاني من مرض مزمن إجراء تخطيط للقلب، للتأكد إذا كان بإمكانه تناول مضاد حيوي قوي، ك»زيتروماكس» الذي ينتمي لعائلة الماكروليد، و يسأله عن مختلف الأدوية التي يتناولها، لتجنب حدوث تداخل مع أدوية أخرى.
و أشارت أيضا إلى أن «زيتروماكس» يؤثر أيضا على وظيفة الكليتين، خاصة و أن الغالبية لا يعرفون مدة و طريقة الاستهلاك اللازمة، التي تختلف من حالة لأخرى، حسب تقييم الطبيب.
أما بخصوص فيتامين «سي»، قالت الدكتورة بوالجدري أنه لا يشكل خطرا،  و يسمح لمرضى كوفيد 19  بتناوله لمدة شهرين ، أما بخصوص الزنك، كمكمل غذائي، فإنه في حال وجود عدوى، سيعمل مع الفيروس ضد المناعة ، و لهذا يفضل تناوله قبل الإصابة. و في ما يتعلق بالإفراط في تناول مسكنات الألم و مخفضات الحرارة، ذكرت أنها تؤثر على وظيفة الكبد.
أ ب

الرجوع إلى الأعلى