قررت مديرية التجارة بولاية قسنطينة، غلق 5 محلات لم يلتزم أصحابها بشروط الوقاية والنظافة، بعد أن عثرت خلال عمليات مراقبة نُظمت أول أمس بالتنسيق مع مصالح الأمن، على مواد متعفنة وغير صالحة للاستهلاك وحتى حشرات وُجدت وسط صلصات تستعمل في الإطعام السريع، فيما لم يلتزم تجار بقرار الغلق على الساعة الثالثة بعد الزوال وحاولوا التحايل من أجل مواصلة نشاطهم بشكل عادي.
روبورتاج: حاتم بن كحول
قام رجال الأمن وأعوان مديرية التجارة، صبيحة الثلاثاء، خلال الخرجة الرقابية التي مست بعض المحلات الواقعة وسط مدينة قسنطينة بغية التحسيس، والبداية كانت من الحي الشعبي السويقة، حيث عثر بأحد المحلات على نقانق وأحشاء أغنام كان لونها أحمرَ قاتما، ليؤكد المختصون أنها غير صالحة للاستهلاك البشري، ويتم حجز 10 كيلوغرامات مع الغلق الفوري للمحل.
وبشارع 19 جوان «رو دو فرانس»، تمت مراقبة محل إطعام سريع، وكانت المفاجأة كبيرة، عندما عثر أعوان مديرية التجارة، على طماطم متعفنة لونها يميل للأسود، إضافة إلى عجينة غير صالحة للاستهلاك بعد تعفنها بسبب إبقائها لمدة زمنية طويلة دون استعمال، كما عثر على صراصير بصلصلة «المايونيز»، مع تسجيل وجود حشرات على الجدران، حسب ما أكدته خلية الاعلام بمديرية الأمن الولائي للنصر.
ونظرا لعدم احترام صاحب المحل لشروط النظافة والنظافة الصحية، قرر أعوان مديرية التجارة حجز 20 كيلوغراما من الطماطم و8 كيلوغرامات من عجينة و13 لترا من عصير مثلجات كانت مخبأة في الثلاجة ولترين من صلصة «المايونيز»، مع الغلق الفوري للمحل، و واصل الوفد عمليات التحسيس والمراقبة ليصل إجمالي المحلات التي خضعت للمراقبة إلى 135 في صبيحة الثلاثاء.
يتظاهرون بتنظيف المتاجر للهروب من العقاب
ومساء الثلاثاء أيضا، نظمت المصالح ذاتها حملة تحسيس ومراقبة مست محلات بوسط مدينة قسنطينة، تطبيقا لقرار غلق بعض النشاطات في الساعة الثالثة بعد الزوال، وفي بداية هذه الخرجة التي حضرتها النصر، بدا أن التجار لم يحترموا القرار، خاصة وأن المحلات الواقعة بحي الكدية كانت مفتوحة، حيث قام رجال الأمن بمطالبة أصحابها بالغلق.
وصلنا إلى شارع عبان رمضان، وعند مدخله لاحظنا أن كل المحلات مفتوحة دون استثناء حتى المعنية بالغلق، على غرار محل للإطعام السريع، والذي سارع للغلق عند رؤيته للوفد الشرطي مرفقا بأعوان مديرية التجارة، ليحذوا بقية التجار حذوه.
سرنا عشرات الأمتار، لنصادف أول محل مفتوح مخصص لبيع الشاي والمكسرات والحلويات، ليجبره الوفد على الغلق، كما تمت مراقبة سجل تجاري لمحل لبيع اللعب ليتضح أن سجله غير معني بالإجراء.
ولاحظنا أن جل المحلات بالشارع، قد غلقت أبوابها قبل وصول الفريق المراقب، لينتبه أحد رجال الأمن لباب صغير مفتوح مكتوب أعلاه إطعام سريع، اتضح أن صاحبه يزاول نشاطه بشكل عادي رغم أن الساعة كانت تشير إلى الثالثة و10 دقائق، وعلل التاجر هذا الأمر بأنه يكمل طلبيات الزبائن فقط وكان يستعد للغلق.
يؤخر  ساعته بربع ساعة  لتبرير عدم الغلق
كما تم ضبط محل آخر للإطعام السريع على بعد أمتار فقط من الأول، والغريب في الأمر أن صاحبه كان قد ضبط ساعته المعلقة على الحائط بتوقيت يقل عن ربع ساعة عن التوقيت الصحيح، لينبهه أحد رجال الأمن أن ساعته متأخرة.
وعند مرورنا على المحلات التجارية المعنية بالغلق، كان أصحابها ينظفون الأرضية، في ما يبدو أنها محاولة للإفلات من العقوبة، خاصة وأن الوقت لم يكن في صالحهم من أجل غلق المحل، بعد تفاجئهم بوصول فرق المراقبة، حيث سكبوا المياه مباشرة عند دخول المراقبين، وأوضحوا أنهم أنهوا عملهم قبل الساعة الثالثة إلا أنهم يقومون بعمليات التنظيف الروتينية قبل المغادرة.
وفي الجهة المقابلة توجه أعوان من مديرية التجارة ورجال الشرطة إلى محل مختص في بيع الأحذية، ولاحظ المعنيون أن صاحبه لم يضع منشفة أرضية بالمدخل، كما اعتمد بابا واحدا للدخول والخروج رغم توفره على باب ثان، ولم يوفر المعقمات، وقال التاجر إنه كان يستعد للغلق قبل الساعة الثالثة ما جعله يقرر اعتماد باب واحد، لكن تم إعلامه بأنه غير معني بالإجراء.
وعند مرورنا على محل لبيع المرطبات، أغلق صاحبه الأبواب، وبقي يشاهد مرور الفريق المراقب من خلف الستار الشفاف والذي كان يظهره رفقة بعض الزبائن الذين وجدوا أنفسهم محتجزين لبضع دقائق.
غلق مكتبة بسبب التزاحم وعدم وضع الكمامات
وتوجه بعدها المراقبون إلى مكتبة كانت تشهد اكتظاظا وتزاحما كبيرين بوجود أطفال ودون كمامات، كما لم يتم وضع منشفة بالمدخل، ولم تُوفَّر السوائل المعقمة، أما البائع الذي يشرف على تقاضي النقود، فلم يكن يضع كمامة، ليقرر أعوان التجارة غلق المكتبة.
وحرص رجال الشرطة خلال هذه الخرجة، على توزيع مطويات توعوية على المارة، وأثناء ذلك توجه الوفد إلى شارع بلوزداد ولاحظنا بعض المحلات التي كان أصحابها يغلقون مباشرة بعد مشاهدتهم رجال الشرطة رغم أن الساعة كانت تشير إلى الثالثة و40 دقيقة، فيما لم يتمكن البعض منهم من مسابقة الزمن والغلق. وذكر صاحب محل للإطعام السريع للشرطة، أنه كان بصدد المغادرة بعد أن أنهى عمله قبل الساعة الثالثة، ليغلق على نفسه باب المحل ويبقى داخله لبرهة من الزمن ثم يخرج وهو يحمل كيس مهملات في إشارة إلى أنه كان يقوم بعملية التنظيف.وتواصلت عمليات التحسيس والمراقبة في شارع بلوزداد، حيث تم غلق محل لم يحترم صاحبه إجراء التباعد الجسدي بين الزبائن، ليتم التنقل بعدها إلى المحلات الواقعة بالطريق المؤدي إلى المقبرة المركزية ومنها إلى شارع عواطي مصطفى.وقررت المصالح الأمنية بدائرة الخروب غلق السوق الواقع في حي 1600 مسكن بوسط مدينة الخروب، خاصة وأنه يعرف إقبالا كبيرا من المواطنين ما قد يؤدي إلى تفشي وباء كورونا أكثر.
رئيس خلية الاتصال بمديرية الأمن
سنتحول للردع بعد أن قمنا بأكثر من 200 حملة تحسيس
أوضح رئيس خلية الإعلام والاتصال بمديرية الأمن الولائي بقسنطينة، الملازم الأول بلال بن خليفة، أنه تم تنظيم 208 حملات تحسيس ومراقبة في مختلف المحلات بالولاية، منها 135 جسدت في صبيحة الثلاثاء و73 في أمسية نفس اليوم، مضيفا أنه سيتم التحول للردع بعد أن كثفت حملات التوعية، وذلك للحد من تفشي فيروس كورونا.
وأضاف المتحدث، أن الحملة كانت بالتنسيق مع مصالح قمع الغش بمديرية التجارة، وذلك مواكبة لقرارات خلية الأزمة المتعلقة بمكافحة الوباء والرامية لبدء الإجراء المتعلق بغلق بعض الأنشطة التجارية قبل الساعة الثالثة زوالا، موضحا أنه لمس استجابة كبيرة من طرف التجار، فيما سجلت بعض المخالفات الخاصة بالوقاية وأخرى متعلقة بالنظافة في محلات الإطعام السريع وقصابة ومكتبة وغيرها. وأوضح الملازم الأول، أن الحملات التحسيسية والردعية ستتواصل حتى في الفضاءات العامة، ودعا المواطنين لاحترام الإجراءات الوقائية التي تصب في المصلحة العامة، مؤكدا أن هذه القرارات لا تعتبر ردعية بل وقائية.
ح/ب

الرجوع إلى الأعلى