متهاونـون يجهضـون البروتوكـول الصحي بجيجــل
تعرف الوضعية الوبائية عبر مستشفيات جيجل خلال الأسبوع الأخير، استقرارا في عدد الحالات المصابة بفيروس كورونا، فيما تشهد مختلف الشوارع و التجمعات السكانية، وعيا و تطبيقا نسبيا للبروتوكول الصحي، حيث يطغى لبس الكمامة من قبل المواطنين على المشهد العام، فيما تسجل اختلالات يومية من قبل متهاونين و غير مبالين بخطورة الوباء.
كـ.طويل 
و ذلك بعدما شهدت جيجل، منذ شهر سبتمبر الفارط، بداية ارتفاع عدد الإصابات بالوباء، حيث عرفت  التجمعات الشعبية و بعض البلدية الجبلية بالجهة الشرقية الجنوبية، ارتفاعا في عدد الإصابات جراء عدم احترام الإجراءات الوقائية و كثرة الأعراس و الأفراح المقامة بصورة عادية، بالرغم من وجود قرار بمنع التجمعات، حيث كانت الأنباء تشير في كل مرة إلى إصابة أفراد من عائلة واحدة جراء احتكاكهم في الأعراس، بدليل تصريحاتهم عند دخول المستشفيات، بالإضافة إلى انتقال العدوى في الجنائز و خيم العزاء بسبب المصافحة.
تفاوت في ارتداء الأقنعة و تراجع نسبي في الحركة  
الزائر لمختلف شوارع مدينة جيجل، يشاهد نوعا من الوعي لدى المواطنين، إذ أن نسبة كبيرة منهم تضع الأقنعة الواقية و تتجنب الاختلاط المباشر ، كما تعرف   الحركة  عبر الشوارع التجارية   تذبذبا في عدد المتوافدين عليها ، هذه الأيام، حيث تجولنا بشارع حي الفرسان و المعروف بكثرة تدفق المواطنين على المحلات، أين لاحظنا في المرة الأولى تراجعا كبيرا في حركة المواطنين، خصوصا   النسوة و لاحظنا أن جل المتجولين   يضعون الكمامات بصورة عادية، فيما يقوم آخرون بوضعها على الذقن و عند الدخول إلى المحل التجاري، يضعونها بشكل عادي ،  و هو المشهد العام الذي تخللته بعض التجاوزات من قبل مواطنين، يصعبون من مهمة مراقبتهم عند الدخول إلى الفضاءات التجارية الكبرى، بحيث يقومون بوضع الكمامات قبل نزعها في الداخل،  و هو ما أكده بعض التجار في حديثهم حول صعوبة مراقبة الزبائن، جراء قيام بعضهم بنزع الكمامة، ما يؤدي حسبهم إلى وقوع مناوشات بين العمال و الزبائن من أجل لبسها و كذا احترام الإجراءات الوقائية المطلوبة.

و قال حمزة، صاحب محل لبيع الملابس» إننا نجد صعوبة مع بعض الزبائن الذين يتعنتون بخصوص فرض إجراءات الوقاية، حيث و بالرغم من الوضعية الوبائية التي تشهدها الولاية، إلا أن بعض النسوة مثلا، يتحايلن مع العاملين بنزع الكمامات بعد دخولهن للمحل و قد قمنا بوضع اللافتات بكثرة و التحسيس بخطورة الوضع، مضيفا بأنه عمل على تحسيس عدد معتبر منهن و طلب منهن عدم نزع الكمامة داخل المحل، لكنهن يتعنتن».
كما أكد بعض التجار، على أن الزبائن المتحايلين بنزع الكمامات و عدم احترام الإجراءات الوقائية، تجد جلهم من الطبقات المثقفة و الموظفون ضمن مديريات،  و «الذين يفترض أن يكونوا قدوة و يضرب بهم المثل في احترام الإجراءات و طرف هام في العملية التحسيسة»، حيث قال أحمد صاحب محل لبيع الملابس، بأنه و في كل مرة تقع مناوشات بينه و بين زبونات و الغريب على حد قوله، أن جلهن  يعملن في قطاع التعليم و حتى السلك الطبي.
بعد مرور يومين، قمنا بزيارة ميدانية ثانية لنفس الشارع و قد وجدنا بأن نسبة المتسوقين قد زادت، خصوصا من  النساء، فقد كانت الحركة تملأ الشارع الكبير،  و الملاحظ هو وجود تفاوت في لبس الكمامات، أما داخل المحلات التجارية، فقد كانت الإجراءات الوقائية محترمة بصورة كبيرة، باستثناء    مناوشات  وقفنا عليها بين بعض الزبونات و أصحاب  محلات، من أجل احترام العدد المسموح به من الزبائن داخل المحل التجاري، فقد كانت الزائرات تتنقلن في مجملهن في شكل مجموعات، يتراوح عددها من 3  إلى 4 نساء  و بعض المحلات التجارية، تعلق لافتات تشير إلى أن العدد المسموح به داخل المحل لا يتجاوز الأربعة.
  تجار يوفرون الكمامات مجانا
و حسب ما لاحظناه خلال جولاتنا، هو أن الفئة الوحيدة التي تتهاون في لبس الكمامات هي فئة الشباب و القصر، حيث سجلنا أثناء تجولنا، عدم احترام أصحاب طاولات التجارة الموضوعة على الأرصفة، للإجراءات الوقائية، حيث رصدنا تهاونا كبيرا من قبلهم و لبسهم للكمامات بطرق غير صحيحة، بالرغم من وجود احتكاك مع الزبائن، في حين كانت النسوة ترتدين الكمامات.
أما عبر المحلات التجارية، فقد قام العديد من أصحاب المحلات بشراء الكمامات و بيعها بمبلغ رمزي للزبائن، مع توزيعها مجانا لمن لا يملك قناعا عند دخوله المحل التجاري ، و قد أوضح متحدثون، بأنهم فضلوا القيام بالإجراء الوقائي و محاولة المساهمة في رفع الحس الوقائي بوضع الكمامة و كذا تجنب هروب الزبائن  . أما بوسط المدينة، فهناك نقص كبير في حركة المواطنين و الملاحظ هو الالتزام بالكمامة من قبل المتجولين.
باعة لا يؤمنون بخطورة الوباء
توجهنا نحو السوق اليومي بوسط المدينة، أين شاهدنا تطورا ملحوظا في تطبيق الإجراءات الوقائية مقارنة بالأشهر القليلة الماضية، فالمشهد العام يطغى عليه   هو لبس الكمامة رغم أن هناك من يضعها على ذقنه، كما لاحظنا بعض الباعة يقومون بتعقيم أيديهم و منع الزبائن من الاقتراب منهم.
في حين وقفنا على بعض التصرفات غير المسؤولة من قبل زبائن و تجار، حيث خلال جولتنا داخل السوق، لاحظنا أحد التجار يبيع الفواكه، طلب من زبائنه الابتعاد عن بعضهم البعض، فقابله   زبون بتصرف غير أخلاقي رافضا الامتثال لطلب التاجر بالتباعد، ما أدى إلى وقوع مناوشات بينهم، اضطرت مواطنين لتهدئة الوضع، في حين رصدنا مشاهد أخرى من قبل تجار لا يضعون كمامات و يكتفون بوضعها على الذقن خوفا من رجال الأمن و المصالح التجارية.و قد فاجأنا تاجران في حديثهما معنا، بأن الخوف من الغرامة المالية و الغلق، جعلهما يضعانها فقط، متحججين بأن الفيروس ليس خطيرا كما يتم تداوله عبر وسائل الإعلام و مواقع التواصل الاجتماعي، مبررين بأن جل المصابين المتوفين بجائحة كورونا، يعانون من أمراض مزمنة و هو أمر طبيعي أن تتعقد وضعياتهم الصحية،  متجاهلين إمكانية   نقل العدوى لأحد أفراد العائلة المصابين بأمراض مزمنة والمسنين.
في حين اعتبر  باعة آخرون بالسوق اليومي،  أن الخطر محدق بهم لدرجة كبيرة، فمن الصعب على حد قولهم تطبيق الإجراءات الوقائية، بسبب عدم لبس الكمامة من قبل بعض الزبائن و صعوبة التعقيم المستمر، حيث قام بعض أصحاب المحلات التجارية، بمنع دخول الزبائن لمحلاتهم و أخذ طلبياتهم من الخارج، مبررين السبب بالوضعية الوبائية الصعبة التي تمر بها البلاد و سرعة انتقال الفيروس، بالإضافة إلى إصابة تجار بالوباء الخطير و وفاة بعض زملائهم و أصدقائهم التجار على حد قولهم.
الملاحظ خلال تجولنا، هو تصاعد مؤشر الوعي عبر لبس الكمامة، خصوصا عند الاحتكاك و الاقتراب من التجار، فعند كل عملية تجارية، تجد معظم الزبائن يضعون الكمامة و يحاولون احترام الإجراءات الوقائية.
أصحاب الحافلات الاستثناء و البطاقة الحمراء للزبائن

عبر مختلف خطوط نقل المسافرين، سجلنا احتراما تاما لإجراءات الوقائية من قبل السائقين و القابضين، الذين يطبقون التعليمات و البروتوكول الصحي بحذافيره، خصوصا في ما يتعلق بلبس الكمامة و احترام العدد المسموح به من الراكبين، فقد وقفنا عبر العديد من مواقف الحافلات، على رفض صعود المسافرين الذين لا يلبسون الكمامات و كذا إنزال الواقفين منهم، حيث أشار أصحاب حافلات، إلى أنهم يحاولون الحفاظ على صحتهم و صحة الزبائن، لأنه في حالة إصابة القابض أو السائق بالفيروس، فسينشر العدوى، بالإضافة إلى محاولة تطبيق التباعد الاجتماعي و كذا الفتح المستمر للنوافذ مع التعقيم الدوري للحافلة، مؤكدين على أنهم يمنعون الزبائن من نزع الكمامة داخل الحافلة و يقول بعضهم، بأنه و رغم تراجع المردودية جراء تطبيق البروتوكول الصحي، إلا أنهم يتفهمون الوضعية، لكنهم يستغربون من طريقة تعامل بعض الزبائن، فقد وقعت مناوشات عديدة مع أشخاص يرفضون لبس الكمامة، خصوصا فئة الشباب، ما جعلهم يقعون في حرج و يتعرضون لعقوبات و تسديد غرامات عند توقيفهم من قبل مصالح الأمن و قد لاحظنا في بعض مواقف الحافلات، تدافع مواطنين عند وصول الحافلة، و ذلك عبر نقاط الحي الإداري، حي موسى، السيرك، و غيرها من التي تعرف حركة تجارية كبيرة.
تجمعات بالأحياء و المقاهي
أما عبر الأحياء الشعبية الكبرى، فالملاحظ هو نقص تطبيق الإجراءات الوقائية، إذ تجد عددا معتبرا من المواطنين يتجمعون   دون احترام التباعد الاجتماعي أو حتى لبس الكمامات، إذ أن نفس المشهد يتكرر عبر العديد من الأحياء على غرار حي الحدادة، العقابي، 40 هكتارا، حي حراثن، حيث أن تطبيق إجراء التباعد الاجتماعي و لبس الكمامة، هو المظهر الغائب وسط فئة الشباب و الكهول،  و تجدهم يجلسون بجوار المقاهي يتبادلون أطراف الحديث بصورة طبيعية، كما لو أن الوباء غير موجود.و قد أصدرت السلطات الولائية عدة قرارات ولائية للحد من انتشار الفيروس، رافقتها عمليات تحسيسية و ردع من قبل المصالح الأمنية التي كانت في الميدان.                  ك/ط

الرجوع إلى الأعلى