دخلت الفراولة المشتّلة محليا لأول مرة بجيجل، مرحلة الإنتاج، و شُرع في طرحها للأسواق، حيث كان الإنتاج مبكرا هذه السنة، بعد تحقيق نتائج جيدة بالنسبة للفلاحين، ومن المتوقع أن تفوق كميات إنتاج الفراولة المحلية هذه السنة، كل التوقعات، فيما يتم تسويقها بأسعار تنافسية تنخفض إلى حوالي النصف مقارنة بالمستوردة.
وكانت للنصر زيارة لحقول فلاحين قاموا بتجريب التشتيل المحلي للفراولة، فبعد عملية الزرع بداية شهر أكتوبر بالبيوت البلاستيكية، شرع الفلاحون مطلع شهر ديسمبر في جني المحصول مبكرا،وإدخاله السوق بأسعار تنافسية، وتقديم منتوج محلي مئة بالمئة.
وخلال لقائنا، بالفلاح عبد السلام، صاحب تجربة تشتيل الفراولة محليا، وجدناه جد مسرور رفقة مزارعين آخرين، أكدوا نجاح التجربة، أين تم جني الفراولة مبكرا مطلع شهر ديسمبر الفارط، و تسويق كميات كبيرة، على عكس تلك المستوردة التي تعطي ثمارها مع مطلع شهر جانفي، جراء التأخر في وصول الشتلات، مؤكدين بأنها بداية للاستقلالية من الشتلات المستوردة و خطوة هامة تحسب للفلاح الجزائري.
و قمنا بتفقد البيوت البلاستيكية، التي سبق لنا أن شاهدنا  أولى عمليات غرس الفراولة المشتلة محليا بها، شهر أكتوبر الفارط، حيث وجدنا الفلاحين و كلهم عزم من أجل إنجاح التجربة هذه السنة و الترويج لها، خصوصا و أنهم خاضوا التجارب الأولية طيلة أعوام، عبر تشتيل كميات قليلة، و قد أثبتت فعاليتها، ليتم خوض التحدي باستعمال كميات كبيرة و غرس الفراولة المحلية.
جني الفراولة بدأ شهر ديسمبر
و أشار عبد السلام، إلى أن الشروع في عملية جني الفراولة المحلية كان مبكرا، ما ساعد على طرح الإنتاج باكرا في السوق، على عكس فلاحين قاموا بغرس شتلات مستوردة متأخرين، و سيقومون بتسويق منتوجهم بداية من شهر جانفي، مضيفا بأن أهمية التشتيل المحلي، تكمن في تحكم الفلاح في عدة عوامل، أبرزها الغرس المبكر للفراولة، ما يساهم في الجني المبكر لها و بداية تحقيق مردود.
 و قال المتحدث: “قمنا ببداية التشتيل شهر أوت، لنقوم بعدها في الأسبوع الأول من شهر أكتوبر بغرس الفراولة على نطاق واسع من البيوت البلاستيكية، أين تم تشتيل 220 ألف شتلة فراولة، و بعد مرور ما يقارب شهرين، شرعت في جني المنتوج، و تحديد بداية ديسمبر الفارط، و قمت بطرح أولى الدفعات من الفراولة بالسوق”، و أضاف الفلاح “سمحت التجربة بالتموين الباكر للأسواق بالفراولة و بأسعار جد تنافسية، على عكس بعض الفلاحين الذين قاموا بغرس الشتلات المستوردة متأخرين، حيث من المتوقع بداية دخول منتوجهم شهر جانفي”.
و ذكر المتحدث بالتوقيت الزمني الجد مهم بالنسبة لكل فلاح، خصوصا و أنه يرفع التحدي لمنافسة الاستيراد، و كسر السوق و إغراقه بالمنتوج المحلي، وبمواصفات عالية، مؤكدا فشل الفراولة المستوردة، لعدة أسباب أهمها التأخر في وصول الشتلات و ارتفاع سعرها، أين وجد فلاحون أنفسهم يتحملون تكاليف إضافية و يجنون المنتوج مرات قليلة مقارنة بالفراولة المشتلة محليا.
تجربة وفق تقنيات دقيقة
و سرد المتحدث كيفية القيام بتجربة التشتيل، إذ لابد أن تتم وفق شروط و خصوصيات معينة حسب الفلاحين، بحيث يجب توفير مناخ ملائم لها في البيت البلاستيكي، و لابد أن تكون الحرارة معتدلة  مع  توفير الظل، بالإضافة إلى المتابعة اليومية. و تختلف الطريقة  من شخص إلى آخر، أين يتم أخذ البراعم من الشتلة الأم، أو قص الفروع و وضعها في مزهريات خاصة، لتوضع في الغبار ( بقايا براز الابقار)،  ليتم سقيها و وضعها داخل بيت بلاستيكي و في  درجة  حرارة و  رطوبة معدلة، مع توفير الظل، فيما يقوم  آخرون بالحصول على الشتلة الأم، و تحويل الشتلة البنت إلى أم،  وهو ما يتطلب تقنيات معينة و ملاحظة دقيقة عند قطع البنت، قبل وضعها في المزهريات، مع متابعة يومية و إزالة بقايا الأعشاب الضارة.
و يشرع  في التشتيل منتصف شهر أوت، و هي الفترة المناسبة لذلك، و تستغرق العملية ما يقارب الشهر، في المقابل يتم الشروع في تهيئة الأراضي و البيوت البلاستيكية لغرس الشتلات، فالعملية دقيقة و تتطلب تناسقا من ناحية الوقت، و قد سمح نجاح التجربة، للفلاحين  بغرس الفراولة نهاية شهر سبتمبر و هي الفترة الأكثر ملاءمة.
200 دينار فقط للعلبة

و يقوم الفلاحون في الوقت الراهن بتسويق المنتوج، محققين مردودية كبيرة، و ذكر المعنيون، بأن الفلاح يفكر في الربح بدرجة كبيرة، و من غير المعقول زراعة أي منتوج من أجل الخسارة، بحيث ضمن لهم التشتيل المحلي، ربح الوقت و تخفيض التكلفة، كما أن له فوائد عديدة، بحيث يتحصلون على الشتلات كاملة، على عكس المستوردة، التي تكون كمياتها منخفضة بسبب مرضها في معظم الحالات، ليجد المزارعون أنفسهم أمام واقع مرير و منتوج منخفض في كل بيت بلاستيكي.
وأكد محدثونا بأن الشتلات المحلية، لا تمسها الأمراض بكثرة، لأن الفلاح يقوم بالاعتناء بها، بالإضافة إلى فوائد التشتيل من ناحية التكلفة التي تصل إلى حدود 20 دج فقط، و عند القيام بغرسها، تبلغ تكلفة إنتاج الفراولة حدود 80 دج، أما المستوردة فتقدر بحوالي 54 دج، بينما يتم إنفاق 120 دج لإنتاج الشتلة.
 وفيما يتعلق بالمردودية من حيث الكمية، فتنتج الشتلة حوالي 900 غ، على عكس تلك المستوردة التي تكون المردودية بها في معظم الأحيان أقل بكثير، وأكد الفلاحون بأن البيت البلاستيكي الواحد، سيظل يقدم المنتوج على مراحل إلى غاية شهر جوان، ليتم قطفه بمعدل يقارب 50 مرة،  ما سيسمح للفلاح بالعمل في أريحية.
و يتراوح ثمن علبة الفراولة المحلية، بين 200 و 350 دينار حسب النوعية، في حين أن سعر تلك المستوردة يبدأ عادة من 350 دينارا ليصل إلى 500 دينار.
تشتيل ما يفوق مليون شتلة فراولة محليا
و أكد المتحدثون، بأن عملية التشتيل جد مهمة بالنسبة لهم، حيث سمحت لهم برد الاعتبار للفلاح المحلي، إذ يمكن الاعتماد عليه في خوض مختلف التجارب، داعين الدولة لمرافقتهم و تقديم التسهيلات الممكنة، بالحد من الاستيراد، مشيرين إلى أنه تم تشتيل ما يفوق مليون شتلة محليا، كون كل فلاح بالجهة الشرقية و ضمن محيط بلديات القنار، الأمير عبد القادر، الطاهير، سيدي عبد العزيز، قام بعمليات الغرس بكميات مختلفة، تفوق 10 آلاف شتلة لكل مزارع، حسب الأراضي المخصصة لإنتاج الفراولة، كما أن التكلفة الإجمالية للبيت البلاستيكي المغروس بالشتلة المحلية تقدر بحوالي 11 مليون سنتيم، أما البيت البلاستيكي المغروس بالمستوردة فيكلف حوالي 20 مليون سنتيم، ما جعل العديد من الفلاحين يسارعون إلى التشتيل محليا، و تحقيق أرباح جد هامة.
* رئيس الغرفة الفلاحية
باقة توفيق  التجربة ناجحة
و أكدت  قوة الفلاحين و ثمن رئيس الغرفة الفلاحية باقة توفيق، التجربة و التحدي الذي قام به فلاحون محليا، بتشتيل الفراولة أين شرع في تسويق المنتوج مبكرا، ما سيمكنهم من تحقيق نتائج إيجابية على غرار التحكم و كذا تحقيق مردودية و فوائد عديدة.
 وقال المتحدث، بأن العديد من الفلاحين، أخذوا على عاتقهم إنجاح التشتيل المحلي، بدل انتظار وصول الشتلات المستوردة، وقاموا بغرس كميات كبيرة فاقت مليون شتلة، إذ أن كل بيت بلاستيكي تقريبا مغروس بالفراولة المشتلة محليا، و بعد مرور شهرين، شرع في جني المنتوج و طرحه بالأسواق.
وأكد رئيس الغرفة، بأن نجاح شعبة الفراولة كان مرهونا بوصول الشتلات من الخارج، و التي كانت تصل في أغلب الأحيان متأخرة بتكلفة عالية لا تخدم الفلاح البسيط، و بعد تجسيد التجربة أصبح الفلاح أكثر أريحية أملا في الوصول إلى تصدير الفراولة للخارج، بعد إغراق السوق محليا.
كـ. طويل

الرجوع إلى الأعلى