4900 تــــــدخل في شهـــــــر جانفــــــــي
ساهمت كاميرات المراقبة بولاية قسنطينة، في تسهيل مهام مصالح الأمن من خلال التدخلات السريعة والناجعة، والتي فاق عددها 4900 تدخل خلال شهر جانفي من السنة الجارية، فيما يتوقع دخول 700 كاميرا جديدة حيز الخدمة قريبا، ليرتفع عددها داخل إقليم الولاية إلى أكثر من 2200 جهاز يغطي كل البلديات. النصر قضت يوما داخل قاعة العمليات بالمركز الولائي للمراقبة عن طريق الفيديو، لتنقل كواليس هذه «العلبة السوداء» التي يجهلها الموطنون.
روبورتاج: حاتم بن كحول
دخل نظام المراقبة عن طريق الفيديو حيز الخدمة بقسنطينة منذ أكثر من 6 سنوات رصد خلالها آلاف الحوادث سواء كانت مرورية أو عبارة عن سرقة أو اعتداءات أو تعاطي مخدرات وغيرها، كما مكنت من توقيف مجرمين، ما ساعد في انخفاض معدل الجريمة، بعد أن تحولت الكاميرات إلى جهاز رادع لكل من يفكر في التعدي على الغير وممتلكاته أو الإخلال بالنظام العام.
ويضم المركز الولائي للمراقبة عن طريق الفيديو الواقع بمنطقة الكيلومتر السابع بحي بوالصوف، قاعة عمليات وأخرى للمكالمات المستعجلة، حيث يقعان بمحاذاة بعضهما لضرورة التنسيق بين العاملين بهما أثناء القيام بالعمليات اليومية، ورافقنا خلال الزيارة التي نظمت أمس لفائدة الصحافة، عميد الشرطة عمراني عادل رئيس المصلحة الولائية للوسائل التقنية، وكذا رئيس خلية الاتصال على مستوى مصالح أمن ولاية قسنطينة، الملازم الأول بن خليفة بلال.
نظام متطوّر يقلّص مدة التدخل و يرفع النجاعة
وخصصت قاعة واسعة مزودة بشاشة عملاقة مقسمة إلى مربعات تظهر فيديوهات لمناطق مختلفة، كقاعة للعمليات، وتملؤ تلك المساحات الشاسعة مكاتب، بها مراقبون كل واحد منهم يتكفل بجهة محددة ومكلف بمهام مختلفة، حيث يقوم فريق بتغيير اتجاه الكاميرات فيما يتكفل الآخر بالتدقيق أو بالملاحظة، وذلك بتكبير الصورة عندما تقتضي الضرورة.
وترتبط القاعة بأزيد من 1500 كاميرا موزعة على مدينتي قسنطينة والخروب وكذا بالمقاطعة الإدارية علي منجلي، ويقع الكثير منها في نقاط حيوية تعرف حركية كبيرة للمركبات أو الأشخاص، من أجل تأمين هذه المحاور الهامة.
وطورت مصالح الأمن النظام المرتبط بالشبكة، حيث يسمح باستقبال أي نوع جديد من التكنولوجيا، ومنها تقنية قراءة لوحات ترقيم المركبات وكذا ملامح الوجه، كما تم التخلص من إشكال العدد الكبير من الفيديوهات والتي كان يصعب تتبعها دفعة واحدة، من خلال تخصيص قاعتين للفيديو بمقري أمن دائرتي الخروب وعلي منجلي.
وتعتبر قاعة العمليات القلب النابض لكل التدخلات الأمنية عبر الفيديو، حيث يتركز بها جميع الأدوات المستعملة في العمليات سواء كانت جهاز الراديو أوكاميرات المراقبة التي تعتبر وسيلة تكنولوجية حديثة ساعدت في تقليص زمن التدخلات وجعلها أكثر نجاعة.
ويكمن الدور الأساسي لقاعة العمليات في التنسيق بين مختلف الوحدات في الميدان وكذا مع جميع مصالح أمن قسنطينة و عبر الولايات الـ 48 بالوطن، إلى جانب التنسيق مع الدرك والجيش الشعبي الوطني والجمارك وحتى مع المؤسسات المدنية الأخرى، على غرار الحماية المدنية والمؤسسات الاستشفائية والمؤسسات التربوية ومصالح البلدية والولاية.
من هنا تتم الإطاحة بمروجي المخدرات..
وعرض المسؤول بقاعة العمليات، بعض التدخلات السريعة والناجعة عن طريق الفيديو، وأعيد إظهار طريقة تدخل عناصر الأمن في قضية متاجرة بالمهلوسات، حيث أظهرت شابا يخفي المهلوسات داخل كمامة يرتديها،  ومن بين زبائنه فتاتان قامتا باقتنائها منه، لتتدخل عناصر الأمن في وقت وجيز، لتوقيف المروج، مع التوجه مباشرة إلى مكان إخفاء الممنوعات التي وضعت تحت الأتربة، من جهة أخرى تم تتبع الزبونتين اللتين صعدتا على متن حافلة، وأوقفتا في الطريق الرابط بين حيي الكاليتوس و زواغي سليمان.
كما تم عرض فيديو آخر يظهر شابا يحمل سلاحا أبيض قام بإخفائه تحت ثيابه، ليتم التدخل مباشرة من طرف رجال الأمن بالزي المدني حيث أوقفوا المشتبه فيه متلبسا، كما عرض فيديو يظهر تعاطي شباب للمخدرات، و تمت العملية بعد إعلام أقرب وحدة أمنية مع منحهم كل التفاصيل اللازمة حول عدد المشتبه فيهم ولون لباسهم ومكانهم بالتحديد، ليتم التدخل وإيقاف هؤلاء الشباب متلبسين بتعاطي المخدرات.
كما قام العاملون في قاعة العمليات، بمحاكاة حادث مروري بالطريق الرابط بين حي بوجنانة وبوالصوف، وأظهر الفيديو أن شابين اصطدما بحاجز إسمنتي يفصل بين طريقين، على متن دراجة نارية ليسقطا أرضا، حيث وقف أحدهما إلا أن الثاني فقد وعيه، حيث يقوم مراقب الفيديو، بالإشراف مباشرة على إبلاغ عناصر أقرب وحدة من المكان حول الحادث، محددا المكان و واصفا ما حصل وحالة الضحيتين، كما سارع للاتصال بعناصر الحماية المدنية، وما هي إلا ثوان حتى تدخل أعوان الأمن لفتح الطريق بعد الازدحام الذي وقع مباشرة عقب وقوع الحادث.
رصد دقيق للمخالفات المرورية

وفضل المشرفون على تسيير قاعة العمليات القيام بتدخل على المباشر، بعد أن اختاروا الطريق المحاذي لمقر الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء «كناص» وتحديدا بالمحور الرابط بين حي «المحاربون» ومحور الدوران «لابيراميد»، حيث قام صاحب سيارة من نوع سامبول بدوران غير قانوني في الاتجاه المعاكس ما عرقل حركة المرور، كما ركن سائقان سيارتيهما على حافة الطريق رغم وجود إشارة تمنع الوقوف والتوقف.
وعلى إثر ذلك، اتصل أحد العاملين في قاعة العمليات بشرطيين متواجدين في الميدان مع تزويدهما بالمكان و نوع المركبة والمخالفة المرتكبة، وبعد برهة من الزمن تواجد رجال الشرطة قادمين على متن دراجات نارية، و قاموا بالإجراءات القانونية ضد صاحبي المركبتين المركونتين، فيما تم إيقاف سائق سيارة «سامبول» في حاجز الأمن بمدخل حي «المحاربون».
اتصال عبر الرقم الأخضر يساهم في تحرير فتاة
و انتقلنا إلى قاعة المكالمات المستعجلة والتي لا تبعد عن قاعة العمليات إلا ببضعة أمتار، لنجد قاعة صغيرة مزودة أيضا بشاشة عملاقة تظهر فيديوهات مباشرة لمناطق مختلفة بمدينة قسنطينة، حيث يقوم فريق شرطي بالرد على اتصالات المواطنين الواردة عبر الرقم الأخضر 48 15 أو عبر الأرقام الخاصة بالمركز.
وأكد العاملون بالقاعة، أنهم في العادة يتلقون اتصالات من مواطنين بخصوص حالات استعجالية تتمثل في نقل أشخاص أثناء فترة الحجر الصحي، من أجل تسهيل المرور عبر مختلف نقاط الأمن الموزعة، كما تم الكشف عن فك لغز اختفاء فتاة لعدة أيام بعد شكوى من والديها، عبر الرقم الأخضر، وذلك بعد ورود اتصال يؤكد تواجد المعنية رفقة شخص غريب في شقة بحي الإخوة عباس، حيث مكنت هذه المكالمة من إنقاذ الفتاة بعد اختفائها.
وأوضح رئيس خلية الإعلام بمديرية الأمن الولائي بقسنطينة، الملازم الأول بلال بن خليفة، أن قاعة المكالمات المستعجلة، تلقت 3323 مكالمة في شهر جانفي من السنة الجارية، منها اتصالات لطلب المساعدة والإغاثة، و546 تخص الاستعلام والتوجيه و67 للتبليغ عن حوادث مرورية، و19 حول السرقة و4 اتصالات تخص نشوب حرائق، و8 عن اختفاء أشخاص، إضافة إلى 914 مكالمة بخصوص معلومات من أجل تدخلات.
وكشف رئيس قاعة العمليات بالمركز الولائي للمراقبة بالفيديو، الملازم الأول تركي تقي الدين، أن مصالحه قامت بأكثر من 4900 تدخل، منها 18 حول حوادث مرورية و11 بسبب حالات شجار بالطريق العام و10 خاصة بترويج واستهلاك المخدرات و10 أخرى تتعلق بحيازة الأسلحة البيضاء وحالة واحدة تخص السرقة بالنشل، وأخرى لمحاولة سرقة توابع مركبات، مضيفا أن غالبية التدخلات تتعلق بتحرير حركة المرور وبلغ عددها 1174، إضافة إلى 57 تدخلا بسبب إنشاء حظيرة سيارات غير مرخصة.

رئيس مصلحة الوسائل التقنية عمراني عادل
سنتدعم بـ 700 كاميرا وهدفنا تغطية كامل الولاية
اعتبر رئيس المصلحة الولائية للوسائل التقنية بمديرية الأمن الولائي، عميد الشرطة عمراني عادل، المراقبة عن طريق الفيديو، نظاما للحماية و كذلك ثمرة للتطور التكنولوجي، كما أنه أداة تقنية فرضت نفسها في حل مجمل القضايا الشرطية وتعزيز الجانب العملياتي في التدخل وهو نظام متكامل يعمل بطريقة احترافية و استباقية وقائية، مضيفا أن الهدف الأساسي منه هو الحفاظ على النظام العام وحماية الفرد وممتلكاته.
وقال المسؤول، إنه تم تثبيت ما يفوق 1500 كاميرا، ستتدعم بحوالي 700 أخرى، في مرحلتها الأخيرة قبل دخولها حيز الخدمة، ما سيجعل مصالح الأمن تستفيد بأزيد من 2200 كاميرا مراقبة، مضيفا أن الهدف الأول يبقى تعميم هذه التقنية الحديثة على مستوى كامل إقليم الولاية.                               
ح.ب

الرجوع إلى الأعلى