مؤسسات شبانية للمساعدة على الترحيل وتنظيف المنازل
أطلق شباب جامعي من ولاية قسنطينة تجارب استثمارية ناجحة، مثل تجربة فريق النظافة و فريق «خدمة تك»، اللتين كللتا بالنجاح، بالرغم من مرور فترة قصيرة نسبيا من انطلاقتهما، و ذلك لاستجابتهما لاحتياجات فرضتها الظروف و تطورات العصر على المواطنين، فقد أصبح الكثيرون يحتاجون إلى من يساعدهم في  تنظيف و تعقيم منازلهم و حمل و تركيب الأثاث و مختلف المستلزمات، عندما ينتقلون إلى بيوت جديدة، ما جعل جامعيون يضعون إطارا قانونيا منظما للتعامل بصيغة احترافية، تضمن خدمة نوعية لزبائنهم، على غرار الشابين كنزة لخلوفي و بلال رامي حريكي.
ربورتاج / أسماء بوقرن
أيقظت الأزمة الوبائية أفكارا عديدة عند شباب طموح حامل لشهادات جامعية، لم تفتح لهم فرص مناسبة في عالم الشغل، فحتى بعض من تمكن من الظفر بوظيفة، لم يجد فيها ما يحقق مشاريعه المستقبلية، و منهم من أجبرته الظروف على البحث عن أفكار لمشاريع استثمارية خاصة، كما قال أصحاب مشاريع للنصر، فقد أجمعوا بأن تخبط البلاد في أزمة وبائية، أجبرهم على الالتزام  بالحجر المنزلي، فكان بمثابة محطة لإعادة النظر في مسارهم و رسم طريقهم نحو مستقبل أفضل، و وضع لبنة أساسية لإطلاق مشاريع ناشئة ، تتلاءم و طبيعة العيش التي فرضها تطور العصر، من بين هؤلاء الشباب، بلال حريكي و كنزة لخلوفي اللذين تسلحا  بإرادة  فولاذية لتجسيد أفكارهما، مستغلين مواقع التواصل في الترويج لنشاطيهما معتمدين شعارات ملفتة و عبارات جذابة لاستمالة الزبائن نذكر منها «معك في ترحيل الأثاث و المستلزمات المنزلية و تركيب الثريات و تركيب وتفكيك الخزائن الخشبية بمختلف أنواعها» و  «نحن معكم في تنظيف وتعقيم الشقق والفيلات القاطرات الشخصية أو المهنية (بعد أشغال البناء أو في مناسبة معينة)» .
لاحظنا خلال متابعتنا للصفحات الرسمية لهذا النوع من المؤسسات، مثل صفحتي مؤسستي « خدمة تك» و «فريق النظافة» أنهما حققتا الانتشار خلال 7 أشهر تقريبا من انطلاقتهما، كما توضحه أعداد المهتمين و المتابعين الذين بلغ نحو 8 آلاف متابع، و ذلك لأن المؤسستين استحدثتا أنشطة جديدة ، كتنظيف المنازل في إطار مؤسساتي منظم، يبرز من خلال  طريقة العمل و التعامل مع الزبون و كيفية عرض الخدمات و الترويج لها، باستغلال تقنيات التواصل الحديثة للتقرب منه بسهولة، مع توفير كل الظروف الملائمة لخدمته، فالصفحة الرسمية لمشروع «خدمة تك» أو « خدمتك»، تحمل شعار خاص يعبر عن فكرة المشروع و تتفاعل باستمرار و بشكل احترافي مع المتابعين، وتمكنت في ظرف وجيز من استقطاب أكثر من 7 آلاف و 300 متابع، أعرب معظمهم عن إعجابهم بالمؤسسة و خدماتها، الذي اعتبروها مفيدة، خاصة في الفترة الحالية، كما لاحظنا من خلال التعليقات.
زبائن يثمّنون الخدمات و يعتبرونها ضرورية   
عديد العائلات تواجه مشكل نقل الأثاث و غيره من الأغراض من منزل لآخر، حيث يدخلون في رحلة بحث عن مساعدين أو يلجأون إلى الأقارب، بعد أن غابت  صور التلاحم الاجتماعي التي كانت سائدة و أصبح الفرد مضطرا للاعتماد على نفسه في كل خطوة يقوم بها.
عديد العائلات التي تستأجر منازل، تضطر من حين لآخر إلى تركها عند انتهاء فترة الكراء و الانتقال إلى بيوت أخرى، ما يثقل كاهلها، لكنها وجدت في هذا النوع من الخدمات، ما  يوفر الجهد و الوقت، كما لاحظنا من خلال تعليقات النشطاء في صفحة «خدمة تك» أن توزيع  سكنات بمختلف الصيغ في الفترة الأخيرة، ساهم أيضا في نجاح التجربة، و هو ما أكده للنصر صاحب المشروع الشاب بلال رامي حريكي .
و أشار مستفيدون من خدمات «خدمة.تك» أنها جيدة، حيث قالت لنا لمياء وهي سيدة تحصلت مؤخرا على سكن في إطار صيغة عدل بحي الرتبة في ديدوش مراد، أنها استحسنت هذا النوع من الخدمات المؤطرة و القانونية، التي تجعل الزبون يتعامل بأريحية و  ضمان لسلامة أغراض بيته، مؤكدة بأن الانتقال إلى شقة جديدة، كان بمثابة هاجس بالنسبة إليها، لأنها شابة عازبة في الأربعين من عمرها، و لا تستطيع طلب مساعدة غرباء لنقل أغراضها و أثاثها، موضحة بأنها اكتشفت هذه الخدمة من خلال موقع فايسبوك و وجدت فيها ما يلبي حاجتها، فاتصلت بالمؤسسة، فطلب  منها صاحبها إرسال صور تبرز الأثاث الذي تريد نقله، لتقييم تكلفة العملية، ثم اتصلوا بها و حددوها بـ 19 ألف دينار ، كما حددوا موعد النقل.
و أضافت بأن الفريق الذي حضر إلى بيتها، تكفل بجمع الأغراض في أكياس كبيرة ، و قام بتفكيك الخزائن و نقلها بوسائله الخاصة إلى الشقة الجديدة، ثم تكفل بتركيبها و وضع كل غرض في مكانه، خلال يوم واحد فقط.
من جهتها أكدت السيدة رنيدة للنصر، أنها اتصلت بفريق نسوي للتنظيف، عندما استأجرت  بيت جديد أعيد طلاءه، موضحة بأنها لم تستطع بمفردها تنظيفه، لأنها موظفة و تعمل طوال اليوم.
و أضافت أنها اتصلت بالمشرفة على الفريق، فسألتها عن مساحة البيت و عدد الغرف، قبل تحديد الموعد، و ثمنت المتحدثة نشاط المؤسسة التي اعتبرتها رائدة و فعالة، خاصة في الظرف الحالي، حيث يشهد المجتمع تغيرات كثيرة، فلم تعد استعانة المرأة المتزوجة بعاملات نظافة، أمرا مخجلا، بل بات ضروريا، خاصة لما تحمله النساء و بالأخص الموظفات على عاتقهن من مسؤوليات.
و أوضحت السيدة رنيدة بأن عضوات الفريق قمن بتنظيف كل آثار الطلاء الذي خلفته الأشغال، ثم نظفن قطع الأثاث التي وضعت في غرفة واحدة، من آثار الغبار، و قمن بوضعها في مكانها، خلال نصف نهار، مقابل 3500 دينار،  و تتضمن مواد التنظيف الذي تتكفل المؤسسة بتوفيرها.

الرجوع إلى الأعلى