* ترحيب بقرار رئيس الجمهورية بإعادة بعث المشروع
استحسنت إطارات مشروع «نوتريس» بجيجل، قرار رئيس الجمهورية خلال اجتماع مجلس الوزراء الأخير، المتعلق بإيجاد حل فوري للشروع في نقل ملكية مصنع إنتاج الزيت الغذائي من قبل وزارة التجارة، في انتظار إعادة بعثه ، لأهمية المشروع محليا و وطنيا للمساهمة في دعم الاقتصاد الوطني، باعتباره أضخم استثمار في إفريقيا و الوطن العربي من حيث طاقة الإنتاج و التخزين، إذ تصل طاقة الإنتاج إلى أكثر من 6 آلاف طن يوميا، 20 بالمئة منها زيت غذائي خام و 80 بالمئة أعلاف للأنعام و الدواجن.
وقد أمر رئيس الجمهورية في اجتماع مجلس الوزراء يوم 28 فيفري وفق بيان للرئاسة، بإيجاد  حل فوري للشروع في نقل ملكية مصنع جيجل لإنتاج الزيت الغذائي  بعد صدور الأحكام القضائية ضد مالكيه السابقين وبالعمل بسرعة قصوى لإدخاله مرحلة الإنتاج ، وهو ما بعث الأمل في نفوس إطارات وعمال ورشة المشروع الذين رحبوا بالقرارات وأكدوا أنها ستمكن من رفع التجميد عن مشروع ضخم سيفتح آفاقا كبيرة للتشغيل بالمنطقة ويعود بالفائدة على الاقتصاد الوطني .
و فور صدور القرار، حاولنا جاهدين الوصول إلى داخل ورشات المشروع و الوقوف على الورشة التي توقفت بها الأشغال منذ، جوان 2019، و بعد جهد جهيد، استطعنا الدخول إلى مكان تواجد المشروع بالمنطقة المحاذية لميناء جن جن و بالتنسيق مع السلطات و القائمين هناك، حوالي الساعة الرابعة و نصف مساء، أين كان في استقبالنا إطارات من المصنع و من خلال دردشة أولية، أكد المعنيون على أن قرار رئيس الجمهورية جاء في وقته و كان حاسما للغاية و أنه سيعيد بعث مشروع حيوي، كون عملية تمويله تمت بشكل كبير من البنوك الجزائرية و صرفت أموال ضخمة لإنجازه.
ورشة ضخمة مهجورة منذ سنتين
البداية كانت بزيارة وحدة تخزين حبوب الصوجا بالميناء و التي تضم 12 وحدة تخزين، أين أشار الحاضرون، إلى أن الأضرار التي مست الوحدات جراء الرياح القوية، ليست بالخطيرة و يمكن إصلاحها، مرجعين السبب إلى عدم إكمال المشروع  ما جعلها تبقى فارغة لفترة زمنية طويلة، لنتنقل بعدها إلى مكان تواجد المصنع أو وحدة التحويل و من خلال الملاحظة العينية، فإن تركيب المصنع بلغ نسبة كبيرة من الإنجاز، ثم تنقلنا داخل الوحدات المنجزة و يتبين أن الورشة كانت مهجورة لفترة زمنية كبيرة، بدليل الحشائش التي تغزو المكان، حيث بدا بمثابة هيكل ضخم دون روح  مع وجود أشغال غير مكتملة و تجهيزات مازالت مخزنة داخل حاويات و أخرى موضوعة على الأرض، الأمر الذي جعل إطارات المصنع تتأسف من الوضعية، بعدما كانت ورشة إنجاز المشروع تضم 700 عامل، حيث كان المكان يعج  بالحركة   .
و تبين من خلال حديثنا مع الإطارات، أن للمشروع أهمية كبيرة و أن توقفه انجر عنه تكبد أضرار و أكبر ضرر يتمثل في صرف مبالغ كبيرة من القروض الممنوحة من البنوك الجزائرية.

كلّف 250 مليون دولار   
و قال مسؤول الميكانيك و التجهيزات بمركب «نوتريس»، بأن المركب نشاطه يتمثل في استخراج الزيوت و إنتاج الأعلاف الموجهة للأنعام، بقدرة إنتاج يومية تناهز 6 آلاف طن يوميا، 20 بالمائة تتمثل في استخراج زيت غذائي خام يتم بيعه للمحولين لتحويله إلى زيت المائدة و 80 بالمائة من المنتوج يوجه لصناعة الأعلاف و يتكون من ثلاث وحدات رئيسية، وحدة لتخزين المادة الأولية، حبوب الصوجا، بطاقة استيعاب تقدر بـ 25 ألف طن، فيما يتم نقل المخزون من وحدة التخزين إلى وحدة التحويل عن طريق تكنولوجيا النقل الآلي، بطاقة 600 طن في الساعة، وهي وحدة تمتد على طول يفوق ثلاثة كيلومترات،  و في وحدة التحويل  يتم طحن البذور باستخراج الزيت وفق تقنيات حديثة و عالمية، ثم يوجه المنتوج إلى الوحدة الثالثة و المتمثلة في مخزن المنتوجات النهائية التي تقدر مساحتها بـ 16 هكتارا و طاقة استيعاب تقدر بـ 100 ألف طن لغذاء الأنعام، أما بالنسبة للزيوت الخام، فتقدر بـ 30 ألف طن.
مضيفا بأن المصنع مجهز بخط أنابيب مربوط مباشرة بميناء جن جن العالمي، من أجل التصدير عبر السفن الموجهة لوحدات تصفية الزيت، كما أنه متصل بالطريق السيار المنفذ جن جن بالعلمة.
و حسب مخطط المشروع   سيقارب الإنتاج السنوي  مليون و 900 ألف طن، و قدرت  كلفة إنجاز المشروع لحد الآن، بما يقارب 250 مليون دولار ، على أن  يوفر 350 منصب شغل دائم، بالإضافة إلى حوالي 2500 منصب  غير مباشر.
استثمار يوفر عملة صعبة تعادل مليار دينار
و تكمن أهمية المشروع،  وفق الإطار بالمصنع في تشجيع زراعة حبوب الصوجا في المنطقة، خصوصا بعد دخوله مرحلة الإنتاج، كونه يحتاج لكميات كبيرة و عند اللجوء لزراعة حبوب الصوجا محليا، سيتم توفير و منع خروج العملة الصعبة باتجاه الخارج، بحوالي مليار دينار جزائري سنويا، كما سيعمل على تقديم إضافة لنشاط النقل البحري و خطوط السكة الحديدية و كذا نشاط الطريق المنفذ جن جن بالعلمة.
و حسب الإطار، فإن المشروع سيسمح بمضاعفة نشاط مؤسسة النقل بالسكك الحديدية على مستوى التراب الوطني، بحوالي مليون طن من المواد التي يتم نقلها، كما سيتضمن تنقل ما يفوق 300 شاحنة من الوزن الثقيل نحو المركب.
كما أشار مدير التنفيذ و الهندسة المدنية، إلى أن المشروع توقف منذ جوان 2019 و قد كانت نسبة تقدم الأشغال تقدر بحوالي 70 بالمائة و نسبة التزود بالمعدات و التجهيزات تفوق 98 بالمائة، في حين ذكر مسؤول الكهرباء و الأوتومايشن بالمركب، أن التوقف الفجائي أثر سلبا على المعدات المركبة، بالإضافة إلى تضييع فرصة تلبية 70 بالمائة من الاحتياجات الوطنية لأعلاف الأنعام، بالإضافة إلى مساهمته بما يفوق 40 بالمائة من حاجيات السوق من زيت المائدة.

التوقف يهدّد بتآكل تجهيزات المركب
و تشير بعض التقارير التي تحصلنا عليها سابقا و كذا تصريحات العمال خلال الوقفة الاحتجاجية التي قاموا بها منذ ما يقارب السنة، إلى أن توقف و تجميد أرصدة البنك في تلك الفترة، قد أدى إلى حدوث مشاكل عديدة من الصعب تداركها في حالة استمرار وضعية التوقف، كما أن تخزين المعدات لمدة طويلة دون استعمالها في الحاويات، يعرضها للصدأ و التلف، مع انقضاء مدة ضمان المعدات، موضحين بأن أغلى المعدات تم تركيبها منذ فترة و لم يتم الوصول بعد لتجسيد معيار السلامة و الحماية بها، لكون أن هيكل المصنع الخارجي لم تتم تغطيته بعد، حتى يحمي المعدات المركبة داخل المنشأة الصناعية.
وذكر  خبراء  تقنيون بالمصنع،   ضمن  تقارير تحدث عنها عمال، أن مكان تواجد المصنع مقابل الواجهة البحرية، سيتسبب في تسريع التآكل و الصدأ و إحداث أضرار في حالة عدم استكمال إنجاز المصنع و تغطيته.
تضحيات لعمال و رهان على استكمال أشغال الإنجاز
و ذكر القائمون على المشروع، أن سبب بقائهم بالمركب رغم عدم الحصول على أجرتهم لأشهر، يعود لإيمانهم بأهمية المشروع و كذا المحافظة قدر المستطاع على الأموال التي صرفت في إنجازه و محاولة تسيير الوضعية رفقة المسير الإداري المعين، مؤخرا، حيث يتم العمل على مواجهة مختلف المشاكل الموجودة و العالقة. مجددين تأكيداتهم على أن قرار رئيس الجمهورية جاء في وقته و أن ذلك سيعيد القاطرة إلى السكة بإعادة بعث المشروع، مؤكدين على ضرورة الإسراع في العملية لإنقاذ ما تبقى من المشروع الذي بلغ نسبة 70 بالمائة من الإنجاز و إكمال بناء المشروع العملاق و الاستراتيجي، حتى يتسنى حماية المعدات غالية الثمن و ضمان عدم ضياع أموال القروض البنكية، التي صرفت في تجسيده. و حسب المعلومات الأولية، فقد نزلت، منذ أيام لجنة تابعة للوزارة الأولى و وزارة المالية و العدل، رفقة ممثلين عن وزارة الصناعة و مسيري المركب، لزيارة موقع المنشأة بالمنطقة المحاذية لميناء جن جن و معالجة المشاكل المطروحة لبعث المشروع بصورة سريعة، خصوصا مع الشركات المناولة و بعد صدور الأحكام النهائية ضد مالكيه الأصليين.
للتذكير، فإن مشروع «نوتريس» لتحويل و طحن البذور الزيتية بمنطقة جيجل، يعد من بين أضخم المشاريع في إفريقيا و الوطن العربي من حيث الطاقة الإنتاجية و التخزين، كونه مركب متكامل لإنتاج الزيوت الغذائية و الأعلاف و التي تعتبر من بين المواد الإستراتجية.
كـ.طويل

الرجوع إلى الأعلى