تستقطب الحديقة المتوسطية، الكائنة قبالة شاطئ عين عشير بعنابة، عددا كبيرا من الزوار و العائلات في كل نهاية أسبوع، منذ فتحها في بداية مارس الماضي، بعد سنوات من الغلق، من أجل الاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة و النباتات و الأزهار و الأشجار التي تزخر بها الحديقة المطلة على الواجهة البحرية، خاصة و أنها تتوفر على بعض المرافق للنزهة و الاستجمام و الراحة، وكذا الترفيه للأطفال، رغم بعض النقائص المسجلة التي تسعى الوكالة الوطنية للتنمية السياحية التي تسيرها حاليا، إلى معالجتها، لتحافظ الحديقة على مكانتها، باعتبارها الأولى من نوعها بعنابة و ولايات الشرق الجزائري، من حيث موقعها
و شساعتها و خصائصها و فضاءاتها المتنوعة.

روبورتاج : حسين دريدح
الحديقة تحظى بإعجاب العائلات
النصر قامت بجولة استطلاعية بالحديقة المتوسطية و التقت ببعض العائلات، فأعرب أفرادها عن إعجابهم بالحديقة الأولى من نوعها بعنابة و الولايات الشرقية، لأنها تتمتع بمزايا عديدة، فهي فضاء شاسع يطل على الخليج العنابي إلى غاية الحدود البحرية لولاية الطارف، وتتوفر على ألعاب للأطفال، و تخصص فضاءات لممارسة الرياضة و المشي، ما جعلهم يقصدونها باستمرار، و قالت سيدة للنصر» عنابة تفتقر إلى فضاءات بمثل هذه المواصفات، هناك فضاءات أخرى للترفيه خاصة بالأطفال، دخولها مكلف لمحدودي الدخل، مقارنة بالحديقة المتوسطية التي لا تكلف سوى مبلغ رمزي و تجمع عدة عناصر غير موجودة بمكان آخر، فأفراد العائلة يستطيعون عندما يزورونها القيام بعدة أشياء في نفس الوقت، خاصة في فصل الصيف، عندما تنظم بها نشاطات ترفيهية و حفلات، و في شهر رمضان يمكن تناول الإفطار بالحديقة».
- المدير الجهوي للوكالة الوطنية للتنمية السياحية بعنابة: الإقبال الكبير على الحديقة يشجعنا على تطويرها


النصر، التقت بالمدير الجهوي للوكالة الوطنية للتنمية السياحية بعنابة مهناوي سليم، فقال بخصوص هذا الفضاء « الحديقة تسجل يوميا قدوم عائلات لتناول إفطار الصباح بالجهة العلوية المقابلة للبحر، و هو أمر لم نكن نتوقعه إطلاقا، كما لم نتوقع الأعداد الكبيرة للزوار في نهاية الأسبوع، فقد استقبلت الحديقة في الفترة المسائية في أول يوم من افتتاحها حوالي 1000 شخص، و كانت حظيرة السيارات ممتلئة تقريبا، و هذه المعطيات شجعتنا أكثر على وضع خطة للاستثمار، و استغلال المداخيل لتطويرها».  
وأكد مهناوي، بأن الوكالة أعربت عن رغبتها في الاستثمار في الحديقة المتوسطية التي أغلقت بعد تدشينها سنة 2018 من قبل وزيرة البيئة السابقة فاطمة الزهراء زرواطي، حيث طُرح مشكل تسييرها، بعد استلام مديرية البيئة هذا المرفق، و أجريت استشارة و فتح المجال للراغبين في الاستثمار في تسيير الحديقة، ففازت الوكالة بالصفقة.
 وأضاف مهناوي بأن الحديقة شاسعة تتربع على مساحة 65 هكتارا، وجدوا صعوبة في البداية في إعادة تهيئتها، خاصة في ما تعلق بالأكشاك و المسالك، والإنارة العمومية، التي استهدفتها عصابات الكوابل النحاسية، فأعيد تجديدها، مع  تخصيص فضاءات الجلوس و الترفيه  للأطفال .
و قد استعانت الوكالة بالموزعين عبر الولايات الشرقية، في ما يخص أشغال الصيانة، و بالتنسيق مع السلطات، افتتحت الحديقة رسميا في الفاتح مارس الماضي، بعد استلامها في أوت 2020.
 أكشاك للإطعام السريع و المقاهي قريبا
من المنتظر أن ينطلق خلال الأيام القليلة المقبلة، نشاط أكشاك الإطعام السريع و المقاهي بالحديقة، بعد اختيار المزايدين على مستوى 8 أكشاك، و تحرير العقود و الشروع في الإجراءات القانونية، حيث سيتمكن الزوار قريبا من اقتناء ما يحتاجون إليه من مأكولات و مشروبات داخل هذا الفضاء.
 و أوضح مهناوي بهذا الشأن،  بأن إدارة الحديقة فرضت شروطا على مستغلي الأكشاك، تلزمهم بالمحافظة على خصوصية الفضاء العائلي، واحترام الزوار، ومنع الأغاني الصاخبة وغير الأخلاقية، وغيرها من التصرفات، ليضمن الفضاء الراحة والفرجة للعائلات.
فتح مداخل جديدة قريبة من الكورنيش
نظرا لشاسعة مساحة الحديقة و وجود مدخل واحد فقط بالجهة العلوية عبر المنفذ المؤدي إلى بلدية سرايدي، ما يتسبب في وقوع حوادث مرور بمدخل الحديقة، قررت وكالة التنمية السياحية، فتح مدخلين أسفل الحديقة، بمحاذاة الطريق الرئيسي القريب من شاطئ عين عشير، تحديدا بالقرب من محور الدوران الكبير المقابل لحديقة الألعاب « صحراوي»، مجهز بحظيرة لركن السيارات تتسع لـ 150 مركبة، إلى جانب مدخل للراجلين على مستوى نقطة مراقبة الدرك الوطني بعين عشير، حتى يتمكن هواة الرياضة من الدخول، دون استخدام السيارة، خاصة و أن الفضاء يتوفر على ملعبين لكرة القدم، و مدمار لممارسة رياضة الركض أو المشي.
أجنحة لعرض و بيع المنتجات التقليدية
في إطار التنشيط السياحي و تشجيع الصناعات التقليدية، تم تخصيص داخل الحديقة أجنحة لعرض مختلف منتجات الحرفيين، ليتعرف الزوار و السياح على تراثنا و تقاليدنا و إبداعاتنا ، و لخلق حركية تجارية، تسمح بتحقيق مداخيل للحرفين و تمكن الزوار من اقتناء هدايا و تحف و تذكارات مختلفة ترمز إلى مدينة عنابة، كما منحت الوكالة ترخيصا لاستغلال الأحصنة في الترفيه، و التقاط صور تذكارية معها، في انتظار إنشاء مسار لركوب عربة الأحصنة، داخل الحديقة، كما هو معمول به في تركيا .
 كما قامت إدارة الحديقة بإفراغ البحيرة الاصطناعية المتواجدة في أسفل الحديقة من مياهها بشكل مؤقت، لإعادة تهيئتها، و تجنب خطر سقوط الأطفال وحتى الحيوانات البرية المتواجدة بأدغال الحديقة، حيث يتجاوز عمق البحيرة متر و نصف، ما يمكن أن يؤدي إلى غرق شخص لا يجيد السباحة، و يجري حاليا إعداد دراسة لإعادة تهيئتها، وفق المعايير المعمول بها، كما توجد مقترحات لفتح المجال لمستثمر خاص، لانجاز حديقة ألعاب مائية بموقع البحيرة.
  مزايدة للاستثمار في الحديقة
أطلقت الوكالة الوطنية لتنمية السياحة مزايدة عن طريق الأظرف المغلقة، لتأجير مساحات لاستعمالات متعددة بالحظيرة المتوسطية، من أجل استثمارها  من قبل الخواص، وفق معايير المحافظة على البيئة والخصوصية الطبيعية للحديقة، دون استخدام الإسمنت المسلح في الانجاز.
المساحات المعروضة للاستثمار تتكون من 8 قطع أرضية ، 3 منها(12000م2. 10000م2. 20000م2) مخصصة للألعاب الغابية، و قطعة أرض مخصصة لإنجاز مطعم مساحتها حوالي 4000م2، و قطعة أرض مخصصة لألعاب أطفال منفوخة مساحتها حوالي 2000 م2، و قطعة أرض مخصصة للرياضة مساحتها حوالي 20000م2، و قطعة  أخرى عبارة عن مسار مخصص للدرجات الرباعية، و قطعة أخرى لمسار الدرجات الهوائية الجبلية، و قد أبدت عدة جمعيات، منها الدراجة الخضراء، رغبتها في المشاركة في المزايدة بهدف تطوير نشاطاتها، و وضع درجات تسمح لهم بممارسة الرياضة داخل الحديقة، دون الحاجة لجلب دراجاتهم الخاصة من البيت.
كما تضم الحديقة  4 مراحيض ، و قد فتح المجال للراغبين في تسييرها والعناية بها، بالاعتماد على مداخيل الزوار، إلى جانب فضاءات أخرى يسيرها و يستغلها  الخواص، بهدف ضمان الصيانة و التجديد، و قد تم فرض شروط على جميع المستغلين للمرافق، بهدف المحافظة عليها.
الاهتمام أكثر بالرياضة والجانب الترفيهي للأطفال


تولي وكالة التنمية السياحية أهمية كبيرة للرياضة والترفيه ، فقامت بتهيئة ملعبين لكرة القدم، إلى جانب مدمار للدرجات الرباعية، و كذا الهوائية، وركوب الخيل، و رياضة المشي، بما يتلاءم مع الخصوصية الغابية للمكان وموقعه المطل على البحر، ليكون متنفسا للزوار و ملاذا لهم يخرجهم من الفضاءات المغلقة لممارسة الرياضة، المتواجد أغلبها داخل المحيط العمراني، كما توجد مساحتين لألعاب الأطفال بالقرب من البحيرة الاصطناعية، تم اقتناء عتاد لتجديدها، وفق المعايير المعمول بها، و يكون استغلالها مجانيا، كما فرضت إدارة الحديقة على أصحاب الأكشاك، جلوس العائلات بالكراسي الخشبية المحاذية لها، حتى دون استهلاك المشروبات أو المأكولات، دون مقابل.   
ذكر مدير وكالة تنمية السياحية سليم مهناوي، بأنه قدم تعليمات صارمة لمنع أي تصرفات غير أخلاقية داخل الحديقة أو الأماكن الغابية، بهدف الحفاظ على الطابع العائلي للفضاء، و عدم المساس بحرمة الأشخاص مع عائلاتهم.  لهذا تم استحداث مجموعتين تتكونان من أعوان الأمن والصيانة، موزعتين عبر كامل أرجاء الحديقة، ويتم التواصل مع المدير والمشرف عليهم، لضمان الأمن و التصدي للتجاوزات التي قد تحدث في حق الزوار، فلم تسجل مضايقات أو اعتداءات منذ افتتاح الفضاء لحد اليوم، حسب المسؤول.
رهان على النظافة وغرس مختلف أنواع الأزهار
إدارة وكالة التنمية السياحية، تلتمس من جميع العائلات التي تقصد الحديقة مساعدتها في الحفاظ على نظافتها وعدم الرمي العشوائي للنفايات، و وضعها في الحاويات والأماكن المخصصة لها، كما عقدت اتفاقية مع محافظة الغابات وكذا مؤسسة التحسين الحضري، من أجل غرس بعض أنواع الأشجار غير الموجودة هناك، وكذا أزهار الزينة بالجهة العلوية التي تتردد عليها العائلات بكثرة، من أجل إضفاء لمسات جمالية إضافية على المكان، كما تم حل مشكل التزود بالمياه بالاعتماد على خزانات، كي لا يطرح مشكل المياه في فصل الصيف.
ح/د

الرجوع إلى الأعلى