مادة سوداء تخرج بلدية أولاد رحمون بقسنطينة من الظل!

صنعت بلدية أولاد رحمون في قسنطينة، الحدث مؤخرا، على المستويين المحلي و الوطني، فقد تحولت بين عشية وضحاها تنعت بأنها «منطقة بترولية» بعد تسرب مادة سوداء اشتُبِه في أنها نفط، من أحد الآبار، فضجت وسائل التواصل بمنشورات عن الرخاء الذي ينتظر «الرحمونية»، واعتقد سكانها أن حياتهم ستتغير بانتعاش سوق التوظيف وتحسين التنمية المحلية، لكنها «أحلام» تبخرت بعد إظهار نتائج التحاليل أن تلك المادة ليست سوى زيوت قديمة، وهي حقيقة أعادت السكان لواقعهم في ظل النقائص الكثيرة التي يعانون منها، بينما يرفض بعض قاطني المنطقة تقبّلها، مثلما نرصده في هذا الروبورتاج.
روبورتاج: حاتم بن كحول
أصبحت أولاد رحمون من أشهر البلديات على المستوى الوطني بعد تسرب مادة سوداء سائلة في 18 مارس الفارط، بأعالي منطقة المارة، إثر قيام أحد الفلاحين بحفر بئر ارتوازي بحثا عن المياه الجوفية، لينتشر الخبر وصورة البركة الممتلئة بالمياه السوداء على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، بعد ذلك بـ 3 أيام، ويظن الجميع أن الأمر يتعلق بالنفط، لكن خبرة سوناطراك أظهرت أنها عبارة عن زيوت قديمة تدفقت من محرك وأجزاء بآلة التنقيب عن المياه الجوفية.
وتحتل أولاد رحمون، موقعا جغرافيا مهما في ولاية قسنطينة، حيث تقع جنوبها وتحدها من الشمال الشرقي بلدية ابن باديس وشرقا عين عبيد، بينما تحدها من الجنوب ولايتا أم البواقي وميلة، عبر سيقوس، وادي سقان، أولاد حملة وعين مليلة، ورغم هذا الموقع الإستراتيجي، إلا أن هذه البلدية تعد من أفقر البلديات في قسنطينة.
وتبلغ مساحة أولاد رحمون قرابة 210 كيلومتر مربع، فيما يبلغ عدد سكانها حوالي 31 ألف نسمة، حيث تُعرَف بمنطقة النشاطات «طرف» والتي تعتبر الممول الرئيسي لميزانية البلدية، كما أنها مشهورة بإنتاج القمح بأنواعه، بينما تعد مقبرة الشهداء، أبرز ما يقع في هذه البلدية الصغيرة.
النصر زارت أولاد رحمون لتقديم صورة أعمق عنها، وهي التي «أفل نجمها» بعد أيام قليلة من ظهور نتائج التحاليل التي أجريت على المادة السوداء المكتشفة، حيث توجهنا إليها قادمين من بلدية الخروب، وما هي إلا دقائق حتى وصلنا إلى مدخلها، خاصة وأن المسافة الفاصلة بين البلديتين لا تزيد عن 7 كيلومتر. أثناء السير، لاحظنا انتشار مساحات خضراء ومربعات زراعية على يمين وشمال الطريق، وكأننا مقبلون على منطقة فلاحية بامتياز، كما شاهدنا بنايات أرضية فردية منتشرة على مسافات متباعدة، تحاذيها طاولات بيع الخضر والفواكه بمنطقة «دلاريو».
مسالك مهترئة وعائلات تطالب بالغاز والكهرباء
وصلنا إلى مدخل أولاد رحمون عبر طريق ضيق لا يوحي مظهره أننا نتوجه إلى مركز بلدية، كما أنه لا يتوفر على لوحة أو إشارة تدل على ذلك. وقد كان المدخل خال من المركبات أو المارة، بينما كانت البنايات الصغيرة والقديمة، متراصة في شكل مستقيم.
كلما توغلنا داخل وسط المدينة، تنبعث أكثر روائح تدل على وجود إسطبلات للمواشي، وبعد قرابة 20 مترا من السير صار الأحمر، اللون الغالب على البنايات المكسوة بالآجر.
وتنتشر على يمين الطريق مساحات خضراء، فيما تطغى على الجهة اليسرى بنايات غير مكتملة الإنجاز تفصل بينها مسالك طينية وطرق وعرة، وما هي إلا أمتار حتى وصلنا إلى مسجد «خالد بن الوليد»، وهو جامع فريد من نوعه إذ يتميز بهندسة معمارية قديمة.
خلال تجولنا بمركز البلدية الذي كانت الحركة قليلة به على الساعة العاشرة صباحا، التقينا بمواطنين راح العديد منهم يحدثوننا عن المادة المكتشفة، فالعديد منهم يرفضون تصديق حقيقة أنها ليست نفطا، وراحوا يصفون مشاعر الحسرة وخيبة الأمل بعد علمهم بنتائج التحاليل التي أجريت عليها، فقد اعتقدوا بأن المنطقة ستخرج من «عزلة تعيشها منذ سنوات»، بخلق مناصب شغل والانتعاش التجاري.
وقال أربعيني يعمل كجزار في إحدى القصابات بالبلدية، وعلامات الحسرة بادية على محياه، أنه لم يستوعب بأن تلك المادة السوداء ليست نفطا، مضيفا أنه وبقية جيرانه حلموا لفترة لم تتجاوز 10 أيام، أنهم سيحصلون أخيرا على مناصب شغل ببلديتهم.
حلم جميل ينقلب إلى خيبة أمل!
وأضاف شاب صاحب كشك متعدد الخدمات، أنه تخيل في فترة سابقة، إنجاز شركات ومصانع تكرير البترول، وبأن المنطقة ستتحول إلى بلدية بترولية تكثر فيها الحركة من طرف أجانب وجزائريين، ليتردد على مدخلها الضيق عشرات الزوار مستعملين مركبات و وسائل نقل.
وأخبرنا ثلاثيني بطال، أنه ظن بأن شركات مختصة في البترول ستفتح أبوابها بداية من الصيف المقبل للشروع في استغلال الثروات الطبيعية بأولاد رحمون، وبأن أبواب التوظيف ستفتح لصالح أبناء البلدية، مما سيمكنه من عقد قرانه، مثلما قال.
وبدا ستيني يعمل سائق شاحنات، مهتما بالحديث فراح يخبرنا بحماس مقاطعا الباقين، أن السكان فرحوا كثيرا بتلك الأخبار، لكن كل الأمور انقلبت رأسا على عقب، وتحولت الفرحة إلى حسرة وخيبة وحزن ممزوج بالتشكيك في صحة تلك التحاليل، مضيفا أن الجميع ظن أن الفرج قد اقترب وبأن السكان سيعيشون قليلا من البحبوحة المالية.

وذهب شيخ وجدناه جالسا أمام محل خاص ببيع لحوم الماعز والخرفان، في تخيلاته لأكثر من ذلك، لما أكد لنا أنه وفي حالة إحداث حفرة في نفس المنطقة، يمكن العثور على الذهب، داعيا إلى الحفر والقيام ببحوث دقيقة تمكن من كشف الثروات التي يزخر بها المكان، حسبه. كما طالب خمسيني بطال، بإعادة التحاليل، فقد اعتقد لبعض الوقت أن أبناءه الثلاثة لن يعيشوا نفس المصير، عبر فتح مناصب عمل، مثلما يخبرنا.
وتطغى الرتابة على يوميات الشباب في ظل انعدام مرافق الترفيه والرياضة، باستثناء الملعب البلدي، بحسب السكان، وقال أحدهم إن استغلال القاعة الوحيدة متعددة الرياضات، أمر صعب في ظل الشروط التي تعتمدها إدارة المرفق، بإلزام كل راغب في ممارسة الرياضة بإيداع ملف مكون من عدة وثائق على مستوى البلدية، ما يفقد الشباب الرغبة في الانخراط، وفقهم، كما تحدثوا عن المركز الثقافي الذي نادرا ما يستغل لانعدام المبادرات والتظاهرات الثقافية والفنية، كما اشتكى من تحدثنا إليهم، من غياب بعض الخدمات الضرورية مثل الغاز والكهرباء والمياه.
وطالب السكان بزيارة والي قسنطينة لهذه البلدية التي قالوا إنها مهمشة و فقيرة، كما تحدثوا عن بلديات مجاورة وصفوها بحديثة النشأة مقارنة بأولاد رحمون، لكنها تطورت حسبهم، بعد إنجاز مصانع وشركات وآلاف الوحدات السكنية.
بنايات فوضوية تخلف أكواخا قصديرية بحي زعامطة
مواصلة التوغل بالمنطقة، قادنا إلى عمارات حديثة الإنجاز يبدو أنها غير مستغلة، لنعلم من السكان أنها مخصصة للمعنيين بقائمة 85 مستفيدا من السكن الاجتماعي بالبلدية، لكن «المقصيين» رفضوا القوائم المفرج عنها قبل أسابيع، و وصفوا بعض المستفيدين بالأثرياء، ما جعل البلدية تقرر تجميد القائمة لإعادة دراستها.
وبحي رابح زعامطة الذي تقع به أكواخ تم هدم بعضها، والذي يبعد بحوالي كيلومترين عن وسط المدينة، أخبرنا السكان أن حوالي 30 عائلة تقطنه بعد استفادة عدد منها من البناء الريفي. مسالك هذا الحي الفوضوي متشابك البنايات كانت ضيقة وتغرق في الأوحال، بينما تقع الأكواخ على مرتفعات، حيث استعان قاطنوها بقطع قماشية لتعويض الأبواب الخشبية أو المعدنية.
وقد شاهدنا مواطنين يقومون بإعادة بناء سكنات فوضوية بالمكان عن طريق الآجر، حيث أخبرنا شاب أنه كان يملك كوخا قصديريا رفقة 29 عائلة أخرى وقاموا بهدمها بعد وعود البلدية بتعويضهم بحصص البناء الريفي، ولكن لحد اليوم لم يتم تجسيد تلك الوعود حسبه، ليجد نفسه وبقية السكان مضطرين للعيش رفقة عائلاتهم، فيما تم توزيع أكثر من 40 استفادة قبل أسابيع.
ويستغل سكان هذا الحي الفوضوي، الكهرباء بطريقة غير قانونية انطلاقا من أحد الأعمدة، ما جعل عشرات الأسلاك المتشابكة تكون شبكة عنكبوتية قد تحدث شرارة كهربائية في أي لحظة.
جرارات فلاحية تكسر هدوء وسط المدينة
وصلنا إلى مخرج المدينة المؤدي إلى القراح و باتنة و بسكرة، لنجد مكانا مختلفا تماما عن سابقه، حيث اتسع الطريق أكثر وظهرت عمارات مرتفعة، أنستنا رتابة وسط المدينة وجدران بناياتها القديمة التي لا تخلو من التشققات و التصدعات، حيث وقفنا على أن مسافة وسط مدينة البلدية لا تزيد عن 500 متر.  
وبعد الوقوف على خلو الشوارع وغلق المحلات التجارية، صادفنا مكتبا بريديا يتجمع به عشرات المواطنين، بينما كانت أصوات محركات المركبات تكسر هدوء المكان، وخاصة الجرارات الفلاحية قديمة الطراز.
كما لاحظنا أن وسائل النقل في هذه المنطقة قليلة وتكاد تنعدم، حيث وجدنا حافلات قديمة من الحجم الصغير تتكفل بنقل المواطنين على خط الخروب أولاد رحمون، بينما بدت مواقف الحافلات مهترئة تماما، و تنتشر سيارات «الفرود» بالقرب منها.
وجدنا أيضا أن السوق الجواري المنجز مقابل تلك المحطات، غير مستغل، حيث أوصدت أبوابه، بينما ينتشر بداخله عتاد خاص بمحلات بيع المواد الغذائية العامة ومستلزمات أخرى في التجارة، كانت مرمية بطريقة عشوائية وسط السوق، ومكسوة بطبقة   من الغبار الذي يغطي هياكلها ليصبح لونها يميل إلى الرمادي.
عائدات إنتاج القمح تحول خارج البلدية
توجهنا بعدها إلى المناطق المعروفة بزراعة القمح في أولاد رحمون، وتحديدا عند مخرج البلدية باتجاه ولاية أم البواقي، وأثناء المرور على الطريق الولائي، لاحظنا مساحات على امتداد البصر مكسوة باللون الأخضر بعضها يشكل مرتفعات متوسطة .
وقال فلاحون التقيناهم   بالمنطقة، إن أولاد رحمون فلاحية بامتياز ومتخصصة في زراعة القمح، ولكن أراضيها تناسب أكثر غرس الأشجار المثمرة، وأضافوا أن البلدية تتوفر على قرابة 50 ألف هكتار صالحة للزراعة تقع بالجبال، وهو ما يساعد في تطوير مردودية الأشجار.
واشتكى المعنيون، من تواجد فلاحين من بلديات أخرى يملكون أراض فلاحية، و يقومون بحرث مئات الهكتارات و يحصدون عشرات القناطير حسبهم، إلا أن العائد المادي نظير تلك المحاصيل يذهب إلى بلديات أخرى مثل حامة بوزيان وديدوش مراد، مطالبين بإنجاز مخازن حبوب، خاصة أن «الرحمونية» قريبة من بلدية الخروب التي تتوفر على مخزنين، كما تطرق المتحدثون إلى انعدام الطرقات الفلاحية على غرار المؤدية من وسط المدينة إلى بعض المناطق الزراعية مثل المارة وبوشامة.  
زرنا بعض المشاتي المحيطة بالبلدية، والتي كانت تقع كلها خلف هضاب متوسطة الارتفاع، مطلة على الهواء، وتفصل بينها مسالك طينية قسمتها إلى مربعات منظمة وإلى أشكال هندسية، كما توجهنا إلى مقبرة الشهداء الواقعة بمحاذاة تلك المشاتي، والتي مكنتنا من إلقاء نظرة على بلدية أولاد رحمون التي تقع على هضبة كبيرة، طغى عليها اللون الآجوري لعدم اكتمال أشغال إنجاز البنايات.
مشاكل تنتظر الحلول بالمنطقة الصناعية

و على الحدود الإدارية بين أولاد رحمون و بلدية ابن باديس،  وتحديدا عند مدخل هذه الأخيرة، تقع المنطقة الصناعية «الطرف» التي تضم عددا من الشركات، و من أبرزها فرع الشركة المتحدة للتبغ المعروفة سابقا باسم الشركة الوطنية للتبغ «أسانتيا»، لكن هذه المنطقة تشهد عدة مشاكل أولها نقص التهيئة، فطريقها الرئيسي ما يزال متدهورا، كما يطرح مستثمرون بها  انعدام الغاز و الإنارة و هو إشكال يقول بعضهم إنه مستمر منذ عدة سنوات، إضافة إلى انبعاث الروائح الكريهة بسبب انسداد البالوعات في بعض الأحيان، بينما كانت مديرية الصناعة قد أكدت بأنه تم رصد مبلغ مالي بقيمة 400 مليار سنتيم لمعالجة النقائص المسجلة بهذه المنطقة.
زيادة على ذلك، لم تبدأ العديد من الشركات نشاطها بالمنطقة الصناعية «الطرف»، حتى أن لجنة المالية و الاقتصاد بالمجلس الشعبي الولائي، ذكرت في تقرير عرضته شهر جانفي الماضي، أن نسبة استغلال القطع الأرضية في «الطرف» لا تتجاوز 50 بالمئة، لكن مديرية الصناعة أكدت حينها بأنها تنتظر صدور مرسوم إعادة تصنيف القطع الأرضية لحل هذا الإشكال.
و وسط كل هذه النقائص، ما يزال شباب بلدية أولاد رحمون ينتظرون حظهم في التوظيف بالمنطقة الصناعية «الطرف»، و يطالبون بإنعاش مختلف الأنشطة بها من أجل استحداث مناصب شغل و استقطاب أكبر عدد من البطالين.
غادرنا بلدية أولاد رحمون التي و رغم صغر حجمها و قلة عدد سكانها، إلا أنها تساهم في إنعاش خزينة الولاية، بفضل أراضيها التي حصدت منها آلاف القناطير من القمح، وكانت سببا في تصدر قسنطينة إنتاج هذه المادة، لكن تلك الأراضي لم تحمل في باطنها نفطا أو بترولا عكس ما كان يتوقعه سكان المنطقة.
رئيس بلدية أولاد رحمون بوكني سفيان
كنا نأمل في القضاء على البطالة وكل المداخيل متأتية من الجباية
قال رئيس بلدية أولاد رحمون، بوكني سفيان، إن المنطقة معروفة بأراضيها الصالحة لزراعة القمح ما يمكنها من إنتاج الشعير والفرينة وغيرها من المواد، موضحا أن المداخيل السنوية للبلدية تصل إلى 51 مليار سنتيم، وكلها محصلة من الجباية بالمنطقة الصناعية «الطرف» في بونوارة.  
وأضاف رئيس البلدية في حديث للنصر، أن مصالحه تسهر على توفير الظروف العادية والضرورية للسكان، على غرار المياه الصالحة للشرب والغاز والكهرباء والمدارس، بحيث تم تخصيص مبلغ 182 مليار سنتيم لتجسيد هذه المشاريع.
وبخصوص السكن، أكد المسؤول أن البلدية تتوفر على 88 سكنا اجتماعيا جاهزة للتسليم ولم يتبق سوى وضع آخر الروتوشات على قائمة المستفيدين منها، فيما يتواصل إنجاز 500 وحدة من نفس الصيغة حيث تتراوح نسبة تقدم ورشاتها بين 40 إلى 80 بالمئة، موضحا أن توزيع هذه الحصة من شأنه أن يقلل من أزمة السكن في البلدية.
شح الأراضي أعاق مشروع البناء الريفي
وأضاف بوكني أن بلدية أولاد رحمون وعلى غرار عدة بلديات بولاية قسنطينة، تعرف شحا في المساحات الصالحة للبناء، فأغلب الأوعية عبارة عن أراض فلاحية صالحة للزارعة، ما تسبب في عدم توزيع 190 حصة من البناء الريفي الخاصة ببرنامج سنة 2018.
وذكر «المير» أنه يمكن تسجيل مشاريع تنموية، لكن إمكانيات وصلاحيات البلدية تبقى محدودة، حيث لا يمكن أن تتخذ قرارات في ما يخص المناطق الصناعية ومناطق النشاطات والأسواق وغيرها من الأمور المهمة والتي من شأنها خلق حركية أكبر للبلدية.
وأوضح المتحدث، أنه تفاءل كثيرا على غرار بقية سكان البلدية، بعد تسرب مادة سوداء كان يشتبه في أنها نفط، خاصة وأن ذلك كان سيتيح استحداث فرص الشغل ويقضي على البطالة، كما كان لينعش خزينة البلدية، لكن تبخر الحلم بحسبه، وبقيت دار لقمان على حالها.
ح.ب

الرجوع إلى الأعلى