مرافق ترفيهية جديدة تكسر رتابة يوميات المسيليين
ظلت العائلات المسيلية لسنوات طويلة تشد الرحال خلال الأعياد و العطل الربيعية والصيفية  تجاه ولايات مجاورة بحثا عن فضاءات الترفيه والتسلية التي لم تكن متوفرة بمنطقة المسيلة إلا أن الحال شهد تحولا في السنتين الأخيرتين بعد أن دخلت بعض المشاريع الاستثمارية في قطاع السياحة مجال الخدمة بداية بحديقة التسلية «صبري لاند» بأولاد منصور على مستوى الطريق الوطني 60 وغير بعيد عنها وعلى مسافة أقل من 02 كلم وبقرية أولاد أحمد بالمدخل الغربي لعاصمة الولاية افتتح المجمع السياحي والترفيهي للألعاب المائية  «قولدن مارينا « قبل أشهر قليلة،  ليتحول خلال فترة قصيرة إلى مقصد لآلاف العائلات الحضنية التي  لم تعد تجد صعوبة في البحث عن مرافق الترفيه مؤخرا.

 و ساهمت المشاريع الاستثمارية في قطاع السياحة التي أنجزت خلال السنوات الأخيرة بالمسيلة، في انتظار افتتاح حديقة الألعاب والتسلية الحاج باي ببلدية مقرة الشهر المقبل، في انتعاش السياحة الداخلية والمحلية بعد أن ظل سكان الولاية يقصدون ولايات سطيف وبرج بوعريريج المجاورتين والجزائر العاصمة بالنسبة للكثير من المواطنين الميسورين الذين يتنقلون في كل مناسبة دينية أو عطلة نهاية أسبوع رفقة أسرهم وعائلاتهم بحثا عن فضاءات ومرافق سياحية تلبي رغباتهم في الترفيه عن النفس والهروب من   متاعب الحياة وضغط العمل وحتى فوضى العمران التي ازدادت  بشاعة خلال السنوات الماضية.
العائلات المسيلية وجدت منذ مارس من السنة الماضية ضالتها في المجمع السياحي والترفيهي للألعاب المائية « قولدن مارينا» بمنطقة أولاد أحمد على مستوى الطريق الوطني 60 بالمدخل الغربي لعاصمة الولاية   وهو المشروع الثاني بعد حديقة التسلية «صبري لاند» بقرية لقمان التابعة إقليميا لبلدية أولاد منصور قبل أن يعاد غلقها أياما بعد ذلك بسبب جائحة كورونا وتستأنف نشاطها مرة أخرى شهر أوت من نفس السنة.
وقد نجح القائمون على المجمع السياحي « قولدن مارينا « في استقطاب مئات العائلات في سهرات فنية وثقافية طيلة الفترة الصيفية وكانت بديلا للكثير من العائلات التي حرمت في ظل انتشار وباء كورونا من التنقل إلى الولايات الساحلية ليسطر صاحب المجمع برنامجا ثريا لفائدة الأسر المسيلية تتناسب وخصوصيات المنطقة، من خلال استقبال ضيوف من طراز خاص من فنانين ومثقفين وصحفيين بارزين   ومقرئين في سهرات ، حيث تناوب على ركح مسرح يتوسط مساحة خضراء تتوفر على جميع ظروف الراحة والأمن فنانون منهم، شافية بوذراع والشابة يمينة ومصطفى هيمون و حزيم و باراكودا وفؤاد ومان ووجوه إعلامية في صورة الصحفية فضيلة مختاري وسليمان بخليلي وغيرهم،  والذين أضفوا  على ليالي صيف 2020 نوعا من الفرجة والحميمية مع الجمهور المسيلي، في أجواء استثنائية كسرت الرتابة التي خلفها  الوضع الصحي  الاستثنائي الذي يشهده العالم .
ويحتوي المجمع على حديقة للحيوانات تضم العديد من فصائل وأصناف الحيوانات البرية وأنواع من الحيوانات التي هي في طريق الانقراض  الحديقة ومن ضمنها الشيهم الضربان والكلاب القوقازية والسنجاب الرمادي والضأن القزم والأحصنة العربية والتمساح الإفريقي والنمس القزم، وغيرها من الحيوانات التي بات تجلب إليها الزوار من سكان المسيلة وبلدياتها وحتى من ولايات مجاورة كبرج بوعريريج والجلفة و البويرة وغيرها، والذين ازداد عددهم مع مرور الأيام وخاصة أيام نهاية الأسبوع تزامنا وتنظيم نشاطات ثقافية وفنية بالمجمع.
كما يحتوي المشروع السياحي حاليا على مرافق خدماتية وتجارية لفائدة الزوار الذين يمكنهم أن يجدوا ما يرغبون فيه من أكلات   ومراحيض ومصليات للرجال والنساء في انتظار استكمال بقية المرافق التي يجري انجازها والتي يتوقع دخولها الخدمة بداية من شهر جويلية المقبل على غرار المسابح والألعاب المائية، وهذا في حال استكمال بعض الإجراءات الإدارية التي من شأنها أن تكون عقبة أمام تجهيز هذه المرافق ودخولها مجال النشاط ،ليستفيد منها أبناء المنطقة للتخفيف من عبء السباحة في الأودية والبرك المائية للكثير من المراهقين والأطفال. 
صاحب مجمع « قولدن مارينا «الشاب مهدي بن يحيى قال أن فكرة المشروع راودته منذ سنوات طويلة حيث كانت في زمن مضى حلما اشتغل على تحقيقه لفترة طويلة وذلك بدافع الغيرة على المدينة التي ظلت لعقود تفتقر الى مرافق ترفيهية وسياحية تخرج العائلات من حالة الانغلاق والعيش في بيئة شاقة في مجملها،   مشيرا أن  الوضع الذي كانت تعيشه الولاية ولد غياب الحس السياحي وسط الكثير من المواطنين.
مضيفا أن المشروع انطلق فعليا بعد مخاض عسير بتاريخ 14 ديسمبر 2017 على مساحة تقدر ب10 هكتارات بمنطقة أولاد أحمد التي كانت عبارة عن هضبة شهباء اللون، حيث تحولت في الوقت الحالي إلى فضاء عائلي بامتياز وستكون مقصدا سياحيا جهويا ووطنيا خلال السنوات المقبلة بعد استكمال ما تبقى من أشغال، والتي تتعلق بمسابح وألعاب مائية سيتم افتتاح جزء كبير منها هذه الصائفة والتي تتوزع على مواقع مخصصة للنساء وأخرى للرجال، فضلا عن مراكز للتدليك ومقاهي ومطاعم فاخرة ومراكز تسلية وفندق وغيرها من المرافق التي تسيل لعاب السواح من سكان المسيلة وما جاورها ،أو حتى الأجانب الذين يزورون الولاية صيفا ومن المغتربين الذين يجدون أنفسهم محاصرين في بيوت أقاربهم خلال زياراتهم العائلية في الصيف.
وأشار الشاب بن يحيى مهدي إلى أن نسبة الانجاز حاليا تتجاوز 85 بالمائة بمختلف المرافق، في حين أن المجمع السياحي يوفر ما لا يقل عن 400 منصب شغل منها 200 عامل دائم، وهو يشتغل حاليا بحوالي 30 بالمائة من طاقته وسيرتفع عدد العمال حينما يستكمل المشروع ليصل إلى العدد المحدد مسبقا.
مذكرا بأن حديقة الحيوانات تحتوي على 58 صنفا من الحيوانات التي يتم مراقبتها دوريا من طرف بيطري مختص وتحت إشراف محافظة الغابات التي لا تنفك عن مراقبة الحديقة والحفاظ على ما تحتويه من حيوانات على اعتبار أن هذه الأصناف من الحيوانات محمية.
كما أوضح أنه يعمل على أن تتحول المسيلة من خلال المجمع وما تزخر به من مواقع أثرية وتضاريس ومناطق جبلية ومن موروث مادي وغير مادي إلى قطب سياحي بامتياز شرط أن تتجسد مشاريع الهياكل الفندقية الجاري إنجازها  بمناطق مختلفة من الولاية،   حتى توفر هياكل استقبال في مستوى تطلعات زوار الولاية والوطن مستقبلا.       
         ف. ق

الرجوع إلى الأعلى