تسجل حملة التطعيم ضد فيروس كورونا بولاية قسنطينة، عبر مختلف المراكز إقبالا ضعيفا جدا من طرف المواطنين الذين أبدى الكثير منهم تخوفات من نوع معين من اللقاح ، حيث  استسلم كثيرون منهم للإشاعات بحسب ما أكده لنا مشرفون على الحملة، فيما استنجدت مديرية الصحة بالمجتمع المدني و أئمة المساجد لحث المواطنين على التوجه إلى الفضاءات الصحية بعد تسجيل استجابة محتشمة.
روبورتاج: لقمان قوادري
و وقفت النصر أمس، عبر مختلف المراكز الصحية بثلاث بلديات ويتعلق الأمر بقسنطينة وحامة بوزيان والخروب، فضلا عن المقاطعة الإدارية علي منجلي، على عزوف كبير عن التطعيم والتوجه إلى المراكز الصحية والفضاءات المفتوحة المخصصة لهذا الغرض، حيث كان يمر من أمامها المواطنون، دون أن يسألوا عن التلقيح ولا يكلفون أنفسهم حتى  الدخول إليها وفق ما وقفنا عليه و ما أكده لنا حراس تلك المراكز.
ورغم أن مديرية الصحة قد خصصت مراكز بالفضاءات العمومية و في أحياء تتميز بموقع استراتيجي وآهلة بالسكان،  كما وفرت كل الإمكانيات البشرية والمادية فضلا عن مراعاتها لشروط النظافة والتعقيم في النقاط المحددة، إلا أن المواطنين توجهوا باحتشام كبير إلى تلك الفضاءات، فيما يكتفي بعضهم بالسؤال و عدم العودة مجددا، حيث علقت إحدى الطبيبات قائلة «إن أعداد الذين سألوا عن كيفية التطعيم أكثر بكثير ممن تلقوا اللقاح».
الحارس والطاقم الطبي فقط بمركز حامة بوزيان
وقد كانت وجهتنا الأولى بلدية حامة بوزيان، حيث وصلنا إلى نقطة التطعيم التي وضعت بالمركز الثقافي فارح عمار بوسط المدينة، ففي حدود التاسعة ونصف صباحا لم نجد سوى الطاقم الطبي وحارس المؤسسة، قبل أن يؤكدوا لنا أن الإقبال جد محتشم، إذ لم يتم تطعيم سوى 4 أشخاص أمس الأول، بينما لم يتقدم أي شخص إلى غاية العاشرة صباحا.
وكان العديد من المواطنين يتجولون بمحيط المركز القريب من مقري البلدية والبريد والمواصلات، إذ لاحظنا طيلة مكوثنا في المكان أن لا أحد سأل عن التطعيم أو التفت إلى اللافتة المعلقة أمامه والتي تشير إلى توفر اللقاح المضاد لكورونا.
وذكر أحد الأشخاص الذين التقينا بهم، أنه  غير متحمس للتلقيح حيث قال إن المناعة الطبيعية هي الأساس مشيرا إلى أنه أصيب بالفيروس الصائفة الماضية وشفي منه وبالتالي فقد تكونت لديه مثلما قال مناعة ضد الفيروس، فيما ذكر آخر أنه ينوي التوجه في قادم الأيام لتلقي اللقاح لكن بشرط توفر اللقاح الروسي، إذ ذكر أن نوعا معينا غير منصوح به من طرف الخبراء، لكن عندما سألناه عن مصدر المعلومة قال «بأنه سمع الكثيرين يقولون هكذا».
قاعة شبه شاغرة بالدقسي
غيرنا وجهتنا نحو مدينة قسنطينة، حيث قصدنا نقطة التطعيم على مستوى القاعة متعددة الرياضات بوخزر بحي الدقسي، أين كان السوق الذي يحيط بها مكتظا ويعج بالحركية، في حين كانت القاعة شبه شاغرة إلا من عدد قليل من المواطنين، الذين كانوا في انتظار دورهم، فضلا عن الطاقم الطبي المشرف على التلقيح المتكون من طبيبة وثلاث ممرضات.
ولم يتجاوز عدد المواطنين الراغبين في التلقيح خمسة أشخاص، في حين كان 4 آخرين في المكان المخصص للملاحظة الطبية أين كانوا جالسين بعد تلقيهم للقاح وهو إجراء بروتوكولي تتم فيه مراقبة المُطعمين لفترة بعد التطعيم، فيما كانت الطبيبة المشرفة والممرضات يُخضعن كل من يصله الدور إلى أسئلة طبية دقيقة عن صحته والأدوية التي يتناولها وغيرها من الأسئلة المتعلقة بالعملية.
واقتربنا من أحد الأشخاص الذين كانوا ينتظرون دورهم، حيث قال بأنه ورغم شفائه من كورونا قبل أشهر إلا أنه مقتنع بجدوى التلقيح لتعزيز المناعة الذاتية من الفيروس، حيث قال بأن سنه وصل إلى 55 عاما كما أنه مصاب بالسكري و وجب، مثلما أكد، توجه المصابين بالأمراض المزمنة إلى المؤسسات الصحية والنقاط التي خصصتها الدولة للتطعيم، فيما وجدنا سيدة رافقت والدتها المسنة حيث قالت إنها تلقت الجرعة الأولى قبل يومين ثم أقنعت والدتها بالتطعيم.

مواطنون يجهلون انطلاق حملة التطعيم بعلي منجلي
وبالمركز الثقافي عز الدين مجوبي بالوحدة الجوارية السادسة بعلي منجلي، كان الفضاء المخصص للتلقيح شبه شاغر من المواطنين باستثناء شخصين اثنين كانا يخضعان للملاحظة الطبية بعد تلقيهما للقاح، حيث أشارت إحدى عضوات الطاقم الطبي المشرف إلى أن الإقبال ضعيف بسبب التخوفات من لقاح  معين مشيرة إلى أن الإشاعات وتداول المعلومات المغلوطة قد أثر بشكل ملحوظ على حملة التطعيم قبل أن تطمئن رفقة زميلاتها بأن اللقاح آمن و وجب التوجه للتلقيح لتعزيز المناعة الذاتية والجماعية على حد سواء. وقد وجدنا بأن العديد من المواطنين بعلي منجلي لا يعلمون بوجود حملة للتطعيم، حيث ذكر لنا أحد الشباب بأن والده ينتظر بفارغ الصبر انطلاق العملية للتوجه للتلقيح، فيما بدت فئة غير مكترثة لأهمية الأمر، في حين أبدى لنا بعض المواطنين تخوفهم من نوع من اللقاح   لاسيما بعد الجدل الذي شهدته الكثير من الدول حوله.
22 شخصا بالخروب تلقوا اللقاح صبيحة أمس
ولم يختلف الوضع بالفضاء المخصص بالمركز الثقافي محمد اليزيد ببلدية الخروب، حيث أكدت لنا الطبيبة المشرفة على العملية، أن الإقبال كان محتشما جدا الأسبوع الفارط، غير أنه قد لوحظ ارتفاع في عدد المواطنين الذين تلقوا اللقاح، حيث قالت، إنه وصل في صبيحة أمس إلى 22 شخصا وهو رقم يبقى مقبولا مقارنة بالأيام الفارطة، مؤكدة أنها لم تلحظ رفقة زملائها أي أعراض جانبية على الذين تلقوا التطعيم، داعية إلى ضرورة عدم الاكتراث للإشاعات والتوجه لتلقي اللقاح.
مدير الصحة: كميات اللقاح للحصة ما قبل الأخيرة لم تنفد بعد
وذكر مدير الصحة، عبد الحميد بوشلوش في اتصال بنا، بأن نسبة الإقبال على التطعيم ضد فيروس كوفيد 19 محتشمة إلى غاية يوم أمس رغم توفير كل الظروف المادية والبشرية اللازمة، حيث قال بأن كميات اللقاح من الحصة ما قبل الأخيرة لم تنفد إلى اليوم، علما أن الحصة الأخيرة تقدر كما ذكر بـ 19800 جرعة.وأبرز المتحدث، أن المديرية استعانت بمديرية الشؤون الدينية، حيث تم عقد اجتماع مع مسؤوليها من أجل تبليغ أئمة المساجد لحث المواطنين و إقناعهم بالتطعيم ضد الفيروس، كما أكد أنه تمت الاستعانة أيضا بالجمعيات ومنظمات المجتمع المدني، فضلا عن الكشافة الإسلامية لمرافقة مصالح الصحة في حملات التحسيس والإقناع بأهمية اللقاح، مشيرا إلى أنه تم الاجتماع أيضا بمدراء المؤسسات والعيادات الجوارية للعمل في هذا المسار.
ل.ق

الرجوع إلى الأعلى