غابة بوشاوي تجمع كل الشرائح لممارسة الرياضة
تتبوأ غابة بوشاوي بالجزائر العاصمة، يوما بعد يوم، موقعا مميّزا على خريطة الأماكن المفضلة لممارسة الرياضة في أحضان الطبيعة، حيث تستقطب في يومي نهاية الأسبوع، على وجه التحديد، و كذا خلال أيام العطل، أعدادا كبيرة من المواطنين الحريصين على ممارسة الرياضة في الهواء الطلق، ناهيك عن المئات الذين يقصدون المكان للاستجمام و الترويح عن النفس.
روبورتاج: عبد الحكيم أسابع
مساحات شاسعة لممارسة الرياضة الجماعية وسط مناظر ساحرة
أصبحت غابة بوشاوي، التابعة للمقاطعة الإدارية للشراقة، في القسم الغربي من العاصمة، منذ تحسن الوضع الأمني في المنطقة، قبل حوالي عشريتين، مركزا لاستقطاب العائلات القادمة من مختلف أنحاء العاصمة و الولايات المجاورة، نظرا لمساحتها الشاسعة، التي تمتد على ما يزيد عن 140 هكتارا وثروتها الغابية المحمية، المتنوعة، التي جعلتها عبارة عن تحفة طبيعية بمناظرها الخلابة، و بأشجارها الباسقة، التي تنبعث منها روائح الصنوبر، ما يجعلها أفضل مكان للراحة بعد يوم عمل شاق، و الترويح عن النفس و استنشاق هواء نقي، يفتقده ساكنة المدن.
إن إقبال المواطنين على غابة بوشاوي أضحى مرتبطا بممارسة الرياضة، فقد أصبحت المكان المفضل لعدد كبير من ممارسي مختلف الرياضيات، كرياضة المشي والعدو و مختلف التمارين الرياضية التي يقبل عليها مواطنون من الجنسين ، من مختلف الفئات العمرية، فُرادى و جماعات.
إن زائر غابة بوشاوي، خاصة يومي الجمعة والسبت و مساء الثلاثاء على وجه الخصوص، سيُفاجأ بوجود عدد كبير من المواطنين بصدد ممارسة مختلف أنواع الرياضات، و أشد ما يلفت نظر زائر المنطقة لأول مرة، تشكل مجموعات من زوار الغابة، لممارسة مختلف أنواع الحركات الرياضية، تحت قيادة مدربين متطوعين.
مدربون للمجموعات الرياضية
أول مجموعة شاهدناها صباح أول أمس، كانت تضم عشرات الزوار من مختلف الأعمار، اقتربنا منها فلاحظنا أن مدربا شابا، و هو  عضو في جمعية ‹›الرياضة للجميع ببوشاوي››، يشرف على تدريبها.
المسؤول عن هذه المجموعة المتكونة من شبان وكهول من الجنسين، مراد خزناجي ، قال للنصر، إن هذه المجموعة التي يشرف عليها المدرب فاتح كروبي ، تكونت منذ حوالي 10 سنوات، و اختارت منذ البداية هذه الغابة، كمركز للتدريب في الهواء الطلق، فضلا عن تنظيمها خرجات استجمامية جماعية، إلى مناطق أخرى.
و إن كانت هذه المجموعة ترحب بأي قادم جديد للانضمام إليها، بهدف الاسترخاء و التخلص من مختلف الضغوط و الحفاظ على لياقته البدنية، حسب المتحدث، فإن شرطها الأساسي أن يكون يتمتع بصحة جيدة، و أن يتحلى بالانضباط.
و غير بعيد عن هذه المجموعة وجدنا فوجا آخر ، يشرف على تدريبه المدرب الشاب ناصر طواهرية، وهو أستاذ للتربية البدنية. عن تجربة مجموعته قال الأستاذ طواهرية ‹› تتكون هذه المجموعة من شباب من الجنسين، تربطهم علاقات اجتماعية مختلفة، بينهم أزواج وأشقاء وشقيقات و أبناء، فضلوا الخروج لممارسة النشاط الرياضي في الهواء الطلق، واختاروا غابة بوشاوي عندما تم غلق قاعات الرياضة منذ حوالي سنة، بسبب تفشي جائحة كورونا».
و ذكر بأن الفوج تكون في البداية من مجموعة صغيرة، قبل أن يأخذ في التوسع شيئا فشيئا، بعد أن انضم إليه عدد معتبر من هواة ممارسة النشاط الرياضي في الطبيعة، مشيرا إلى أن المجموعة تحرص على ممارسة الرياضة ثلاثة أيام في الأسبوع، فضلا عن تنظيم خرجات استجمامية جماعية، في جو عائلي، قصد التخلص من الطاقة السلبية، على حد تعبيره.
فوائد نفسية و بدنية

و أبرز المدرب الشاب ناصر طواهرية أهمية ممارسة النشاط الرياضي بانتظام، وبشكل مستمر، بالمشي وسط الطبيعة ، لما لذلك من تأثير إيجابي على الصحة النفسية و الجسدية و تقليص الكثير من الآلام الجسدية.
و ينصح المدرب الشاب بضرورة ممارسة الرياضة باعتدال لتنشيط العضلات، و الأربطة و الأوتار، خاصة في أسفل الظهر و المفاصل بالنسبة للعاملين الذين يقضون ساعات طويلة في مواقع عملهم أو في قيادة مختلف المركبات. كما يؤكد نزيم وهو مدرب متطوع لمجموعة أخرى من العائلات، أهمية ممارسة الرياضة مرتين في الأسبوع، سواء المشي أو الحركات الرياضية المختلفة، من أجل بقاء أجسامنا رشيقة و مرنة، خالية من الألم ، كما تساعد الرياضة على تخليص العقل والجسم من الإجهاد و استرجاع الحيوية و النشاط قبل العودة إلى مواقع العمل أو البيوت.
التقينا أيضا بالشاب أنيس .ك ، طالب جامعي، الذي كان يمارس رفقة مجموعة من أصدقائه، رياضة المشي،  فأكد بدوره بأن الدافع الذي جعله يواظب على الحضور إلى الغابة كل نهاية أسبوع خلال العطل لممارسة الرياضة مع زملائه في غابة بوشاوي، هو أن ممارسة النشاط الرياضي في الهواء الطلق أو في المساحات المفتوحة، تساعد على زيادة النشاط و الحيوية و حرق الدهون و السعرات الحرارية.
أما عادل فوجدناه يمارس بمفرده حركات رياضية، و قال لنا بأنه يحضر يوميا إلى غابة بوشاوي، ليمارس رياضته المفضلة، و هي الركض في الطبيعة الخلابة التي تميز هذه الغابة عن بقية الأماكن الأخرى.
و قال مرسيف، إن صديقه عادل هو الذي شجعه على المجيء إلى هذا المكان الجميل، مشيرا إلى أنه كان في السابق يفضل ممارسة الرياضة على الشاطئ.
وغير بعيد عن مرسيف، صادفنا مجموعات أخرى من الكهول و كبار السن يمارسون حركات التحمية و رياضة المشي، و لم يمنعهم التقدم في السن و الانشغالات اليومية، كما قال لنا أحدهم،  من ممارسة الرياضة و الترويح عن النفس.
تجدر الإشارة إلى أن وجود مركز قار لمصالح الدرك و مصالح حماية الغابات بالمكان، ساهم في تزايد عدد زوار غابة بوشاوي يوما بعد آخر، سواء خلال نهاية الأسبوع أو خلال فترة بعد العصر في بقية أيام فصل الصيف، عندما تبدأ درجات الحرارة في الانخفاض تدريجيا.
و يتوفر المكان على الكثير من الخدمات، حيث تتوفر به صالونات الشاي و محلات الأكل السريع، كما تتواجد وسط الغابة كراسي و طاولات تتيح للعائلات، إحضار وجبات منزلية و الجلوس في جماعات، و للأطفال نصيبهم في الترفيه والتسلية لتواجد كثير من فضاءات الألعاب، إضافة إلى ركوب الخيل.
ع.أ

الرجوع إلى الأعلى