مصطافون يغامرون بحياتهم في البحر
خرق صارخ للبروتوكول الصحي بشواطئ سكيكدة

تعرف شواطئ ولاية سكيكدة   خرقا كاملا و صارخا لتدابير و إجراءات الوقاية من جائحة كورونا  ، حيث ورغم  التوافد الكبير للمصطافين  يسجل عدم احترام   للتباعد الاجتماعي، واحتكاك كبير في الشواطيء التي أصبحت تعج بالمصطافين،   فيما تشهد طرقات المدينة ازدحاما مروريا رهيبا، لاسيما في أيام عطلة نهاية الأسبوع عل مستوى الطرقات المؤدية إلى سطورة و العربي بن مهيدي «جان دارك»، بينما تظل الخدمات متفاوتة من مكان إلى آخر و لو أن غلاء الأسعار تبقى الهاجس الأكبر للمصطافين.

روبورتاج: كمال واسطة

النصر و من أجل الوقوف على مدى تطبيق المصطافين للبروتوكول الصحي و التزامهم بتدابير الوقاية تنقلت إلى شاطئ العربي بن مهيدي و بالتحديد على مستوى المركز رقم واحد، حيث وجدنا هذا الشاطئ المفتوح يعج بالمصطافين و لاحظنا حركية   لا تتوقف على مستوى الواجهة البحرية لسيارات قادمة من ولايات قسنطينة، بسكرة، سطيف، أم البواقي، باتنة، قالمة و حتى العاصمة و غيرها من الولايات التي اختار مصطافوها الوجهة السكيكدية لقضاء أوقات من الراحة و الاستجمام.

ولجنا الشاطئ و كانت الراية  الحمراء تعلو فوق مبنى مركز الحماية المدنية و بمجرد وصولنا، صادفنا العشرات من الشباب يحتلون أجزاء واسعة من الشاطئ، ناصبين شمسيات و كراس و طاولات لكرائها، واصلنا سيرنا  ، ظل الكثير من هؤلاء يرمقنا بنظرات ظنا منهم أننا من اللجنة الولائية لمراقبة الشواطئ، واصلنا السير إلى غاية الشريط الصخري، ثم صعدنا فوقه لالتقاط بعض الصور، لكن أعوان الحماية المدنية اقتربوا منا و طلبوا منا المغادرة تفاديا لأي حوادث سقوط من فوق الصخور بسبب هيجان البحر، لكن لما عرف هويتنا، سمح لنا بمواصلة عملنا شريطة توخي الحطة و الحذر خاصة و أن أمواج البحر كانت عاتية بارتفاع يزيد عن المترين.
حملات التوعية لم تجد نفعا مع المصطافين
 ذو خلال حديثنا مع أحد الأعوان حول الاقبال المتزايد للمصطافين على السباحة في هذا الشاطئ رغم أن الراية حمراء و يمنع السباحة فيه و كذا عدم تطبيق البروتوكول الصحي هنا، توقف ثم قال: «الحماية المدنية تقوم منذ افتتاح الموسم الصيفي بحملات تحسيسية و توعوية يومية لفائدة المصطافين المتوافدين على الشاطئ بغرض الوقاية من أخطار البحر و الغرق و وجوب احترام رايات السباحة و ضرورة توخي الحيطة و عدم التهور و المغامرة بالسباحة، بمشاركة مسعفين و متطوعين و مصالح الدرك الوطني، لكن للأسف لم تجد هذه النداءات استجابة لدى المصطافين و على العكس تماما، وجدنا عدم اهتمام و لامبالاة بهذه الإرشادات و التعليمات و الأكثر من ذلك، هو أن البروتوكول الصحي تم خرقه تماما و لم نسجل أي تطبيق لإجراءات الوقاية من جائحة كورونا، حيث ينتشر الاختلاط بين المصطافين و الاكتظاظ و عدم احترام مسافة التباعد الاجتماعي لدرجة يخيل للزائر أن ولاية سكيكدة تعيش بمنأى عن الأزمة الصحية، أما عن الكمامة، فهي منعدمة لدى المصطافين و قل ما تجد شخصا يحرص على ارتدائها.
مصطافون يغامرون بحياتهم  
و خلال اقترابنا من بعض المصطافين و أخذ انطباعاتهم حول أسباب عدم احترامهم للبروتوكول الصحي، أجمعوا على أنه يستحيل تطبيق إجراءات الوقاية من جائحة كورونا أمام الاقبال الكبير للمصطافين على البحر و حتى مسافة التباعد الاجتماعي يصعب تطبيقها، مثلما قالوا، و هذا ما لاحظناه في عين المكان، حيث كانت المسافة بين شمسية و أخرى لا تبعد سوى ببضعة سنتيمترات و هناك بعض العائلات كانت تشترك في شمسية واحدة و لما تتمعن النظر في الشاطئ، ترى أن الشمسيات كاملة تلتصق في صف واحد بعضها ببعض و كأنها سلسلة واحدة.
و لما انتقلنا إلى الجهة المعاكسة للشاطئ، وجدنا سلسلة من الشمسيات متباعدة عن بعضها بحوالي متر، قام مستغلو الشواطئ بنصبها بطريقة غير شرعية توحي في الوهلة الأولى بأنهم يلتزمون بتطبيق البروتوكول الصحي، لكن بمجرد كرائها للزبائن يختلط الحابل بالنابل و يسود الاختلاط و الاحتكاك.

و نفس الأمر وقفنا عليه داخل البحر، حيث أن هناك بعض المصطافين يفضلون السباحة في شكل مجموعات  ، في ظاهرة تبرز عدم اهتمام المصطافين بتطبيق تدابير الوقاية من وباء كورونا، ما يندر بانتشار الجائحة، لاسيما إذا علمنا بأن شواطئ الولاية تستقبل يوميا آلاف المصطافين من مختلف ولايات الوطن، بينها ولايات تشهد ارتفاعا في عدد الإصابات بالجائحة و مصنفة ضمن الولايات التي تم وضعها تحت الحجر الصحي.
و حسب أعوان الحماية المدنية، فإن حملات الإرشاد و التوعية وسط المصطافين بضرورة تطبيق إجراءات الوقاية، لم تجد الآذان الصاغية، لاسيما في هذه الفترة التي ارتفعت فيها الإصابات على المستوى الوطني، مقابل زيادة درجة إقبال المصطافين على البحر و هنا أوضح أحد أعوان الحماية المدنية، بأن المصطافين أصبحوا يغامرون بحياتهم و يقدمون على السباحة رغم هيجان البحر، فما بالك بالتفكير في تطبيق البروتوكول الصحي.
و تحدث هنا عن الأيام الفارطة لما سجل غرق شابين بشاطئ العربي بن مهيدي، حيث تدخلت مصالح الحماية المدنية و الدرك الوطني لإخلاء الشاطئ من المصطافين، لكنهم رفضوا و سرعان ما عادوا للسباحة دون خوف و في ذلك مغامرة كبيرة بحياته و لم تنفع معهم كل النداءات و حملات التوعية.
عائلات تتهاون في حراسة أبنائها
و تحدث عون الحماية المدنية عن ظاهرة اللامبالاة من طرف العديد من العائلات التي تترك الأطفال الصغار يسبحون بمفردهم و لما يتيهون في الشاطئ أو داخل المياه، يشرعون في طلب النجدة للبحث عن أبنائهم و هي ظاهرة في تزايد مستمر، موجها نداء للعائلات بضرورة مرافقة الأطفال و ملازمتهم في كل خطوة و خاصة في البحر، تفاديا لأي مكروه.
و لما انتقلنا إلى الشواطيء الصخرية غير المحروسة و التي تشهد إقبالا كبيرا، وقفنا على نفس الوضع لمصطافين غير مبالين بتطبيق البروتوكول الصحي و شاهدنا اختلاطا كبيرا بينهم و كأن الأمر لا يعنيهم و الوضع في هذه الشواطئ يندر بعواقب وخيمة، بحكم أنها غير محروسة و لا توجد أي حملات تحسيس أو توعية و تبقى تحت سيطرة مستغلي الشواطئ غير الشرعيين.
اختناق  و أزمة نقل بين «جان دارك» و وسط المدينة
و كما هو معروف كل موسم اصطياف، تشهد مدينة سكيكدة ازدحاما مروريا كبيرا عبر طرقات المدينة، لاسيما على مستوى الطرقات المؤدية إلى شواطيء العربي بن مهيدي التي تشهد إقبالا منقطعا للمصطافين، لاسيما في عطلة نهاية الأسبوعي يومي الجمعة و السبت، ما جعل الخط الذي يربط هذا الشاطئ باتجاه المدينة، يعرف أزمة نقل كبيرة كثيرا ما تجعل المصطافين ينتظرون لساعات تحت أشعة الشمس الحارقة و هذا ما وقفنا عليه هناك، حيث انتظرنا لقرابة ساعة من الزمن من أجل الظفر بمعقد في حافلة وسط ازدحام كبير و الأمر كذلك عبر الطريق المؤدي إلى شواطئ سطورة التي تعج بالسيارات القادمة من خارج المدينة و من الولايات المجاورة و تزداد المشكلة تعقيدا في فترة الليل، حينما يفضل الكثير قضاء السهرات في الشواطئ.

و في ظل عدم وضع مخطط نقل يراعي هذه الخصوصية التي تصنف كإحدى النقاط السوداء في المدينة، ليس فقط في فصل الصيف و إنما في كل فصول السنة، فإن الاختناق المروري يبقى السمة البارزة التي فشلت السلطات المحلية في القضاء عليها. أما بخصوص مستوى الخدمات المقدمة في الشواطئ، فهي تختلف حسب ما وقفنا عليه من شاطئ إلى آخر و من منطقة إلى أخرى، فمثلا في شاطئ العربي بن مهيدي، فقد تم تهيئتها مؤخرا من خلال توفير المرشات و المراحيض، بينما يبقى نقص النظافة على مستوى الشواطئ يطرح بحدة رغم حملات التطهير التي باشرتها السلطات المحلية مؤخرا.
و كانت الولاية قد خصصت 26 مليار سنتيم من ميزانيتها لتهيئة الشواطئ المسموحة للسباحة و عددها 27 شاطئا، لكن بعضها مازال يعاني من بعض النقائص، لاسيما على امتداد منطقة العربي بن مهيدي وصولا إلى شواطيء فلفلة. أما عن الإطعام، فإن الكثير من المصطافين يفضلون التوجه للمطاعم التي تشهد تزايدا ملفتا، خاصة مع بعض دخول بعض الاستثمارات الشبانية حيز الاستغلال، سواء فنادق أو مطاعم، بينما يفضل الكثير إحضار الوجبات معه، لاسيما المصطافين القادمين من البلديات و المناطق المجاورة و نفس الأمر في شواطئ سطورة التي لم يعد هذا الإشكال مطروحا و لو أن ارتفاع الأسعار يبقى هاجس الوافدين للبحر، كما تبقى الشواطئ الصخرية غير المحروسة وجهة مفضلة للمصطافين على غرار المحجرة، الشاطئ الكبير، «ميرامار»، حيث تنعدم هناك المطاعم و المراحيض و المرشات و يجد بعض المصطافين صعوبة كبيرة في هذا الجانب، مما يجبرهم على التنقل على مسافات طويلة مشيا على الأقدام.
ك.و

جهود كبيرة للتحسيس و الردع من قبل السلطات
تهاون في التقيد بالوقاية عبر الشواطئ بعنابة

يسجل تهاون واضح من قبل العديد من المصطافين بخصوص التقيد بالتدابير الوقائية على مستوى شواطئ ولاية عنابة، رغم ما تبذله الجهات المعنية من مبادرات للتحسيس و الردع بتطبيق القوانين على المقصرين في هذا الجانب، يقابله وعي محتشم للمواطن عبر العديد من أماكن الاصطياف و التنزه في هذا الفصل.

ربورتاج : حسين دريدح

و بالنظر للضغوط النفسية و المخاوف التي خلفها انتشار وباء كورونا في أوساط العائلات الجزائرية، أصبحت الشواطئ بالنسبة للكثيرين، الملاذ الوحيد و الرحب للترويح عن النفس و الهروب من الإجراءات الوقائية المعتمدة في الأماكن العامة و مراكز التسوق و الطرقات و غيرها من الفضاءات التي تفرض تطبيق البروتوكول الصحي، لكن هذا المتنفس قد يشكل خطرا على حياة الكثيرين بالنظر للخرق الواضح للإجراءات الوقائية.
النصر نزلت إلى بعض الشواطئ الأكثر استقطابا يومي الخميس و الجمعة بولاية عنابة و اقتربت من مصطافين و عائلات و كذا مصالح الحماية المدنية و الشرطة التي تسهر على تأمينهم، حيث كانت الصورة العامة تشير إلى عدم تطبيق الإجراءات الوقائية سواء التباعد أو لبس الكمامة.
وجهتنا كانت نحو شواطئ الكورنيش، زوال الخميس، أين سجلنا توافدا كبيرا على شواطئ طوش، عين عشير و لاكاروب و بدرجة أقل شاطئي « شابي و سانكلو»، أما يوم الجمعة زادت الأعداد، لكن ليس بالحدة التي سجلت في الأسابيع الأخيرة، حينما كان الإنزال كبيرا على عنابة، ما أدى إلى غلق الطرقات جراء الازدحام المروري.
و خلال جولتنا في 4 شواطئ، كان سلوك المصطافين عاديا في الولوج للشاطئ، بما يوحي أنه ليس هناك خوف من المرض أو حرص على التباعد، حيث كانت الشمسيات متلاصقة و مصطافين غير آبهين بضرورة  احترام الوقاية، حيث كان أغلبهم جالسين على الرمل و آخرون على الكراسي يتجاذبون أطراف الحديث و يتناولون المشروبات و المأكولات بشكل عادي، كما تكاد الكمامات  تكون منعدمة، باستثناء عدد قليل ممن كان يرتديها من العنصر النسوي.
هذا ما قاله مصطافون حول الإجراءات الوقائية
اقتربنا من بعض المصطافين الذين لم تبد عليهم أي سلوكات توحي بأنهم ملتزمون بالإجراءات الوقائية و عند استفسارنا حول ما مدى تخوفهم من الإصابة بالوباء، كانت إجابتهم بنعم و تحدثوا عن إصابة أفراد من عائلاتهم بالفيروس، غير أن تواجدهم في البحر يحمل طابعا خاصا – حسبهم – حيث لا يتطلب تطبيق تواجدهم على الشاطئ تقيدهم بالإجراءات الوقائية، رغم ما يفرضه المكان من احتكاك، في حين قال شخص آخر « البحر شديد الملوحة و الفيروس ثبت أنه لا ينتقل في المياه المالحة، بالإضافة إلى تبخر المياه المالحة على طول الشاطئ»، حيث أعطى لنفسه تفسيرا و برر فيه عدم الحاجة لارتداء الكمامة أثناء السباحة.
قصدنا بعدها عائلة بشاطئ «سانكلو»، بعد أن لمحنا من بعيد سيدات تحت المضلة يرتدين الكمامات و عند الاقتراب أكثر منهن، رفعن الكمامة لتغطية الأنف من أجل الحديث معنا، كانت سيدة مع أبنائها، استفسرنا حول كونها الوحيدة  تقريبا في الشاطئ: "تلبسين الكمامة" قالت « أنا واعية بخطورة المرض، يتوجب علي حماية نفسي و الآخرين، اصطحبت أبنائي للسباحة و أنا و ابنتي الكبرى نراقب من تحت الشمسية، كما تشاهد نحن متباعدات و لا نكترث للأشخاص الذين لا يطبقون الإجراءات الوقائية، المخاوف زادت مع عودة تسجيل حالات كثيرة، برمجنا القيام بالتلقيح لأنه الحل الوحيد حاليا».
حفلات تخرج بمطاعم في الكورنيش و فرق متنقلة للتحسيس
خلال جولتنا بالكورنيش، سجلنا توافدا كبيرا على مطعم لبيع الأكل الخفيف، تابع لعلامة معروفة مختصة في تحضير «البيتزا»، أين كان استقبال الزبائن عاديا و في جميع الطاولات لا يوجد تباعد و لا استخدام للكمامة، كما لفت نظرنا تنظيم حفلات تخرج على مستوى جناح توجد فيه لافتة « في أي بي» كان مكتظا عن آخره مع احتكاك كبير للمتواجدين في الداخل، حيث كانوا يأخذون الصور و غيرها من السلوكات الاحتفالية التي يطبعها الاحتكاك بين الأشخاص، فيما اكتفت إدارة المطعم بوضع المعقمات في الأروقة.
و أمام تسجيل مصالح الشرطة و الحماية المدنية، لعدم التزام المواطنين بالإجراءات الوقائية على مستوى الشواطئ، كثفت هذه المصالح، حسب المتحدث باسم خلية الاتصال بالأمن الولائي، ضابط الشرطة، ياسين بوشارب، في تصريح للنصر، عمليات التحسيس عن طريق اعتماد فرق متنقلة بالسيارات، تستخدم مكبرات الصوت من أجل توعية المواطنين، على مستوى الشواطئ و الأحياء الواقعة بالشريط الساحلي، للالتزام بالإجراءات الوقائية مثل التباعد و لبس الكمامة.
و أمام الحركية الكبيرة التي يعرفها الكورنيش بالفضاءات الترفيهية و السياحية الأخرى، أضاف بوشارب، لجأت قيادة الشرطة لاعتماد مخطط مروري خاص و صارم، يمنع ركن السيارات بالطرقات الرئيسية و جعل أحادية سير المركبات في بعض الوجهات للتقليل من عدد مستعملي الطريق و تفادي الاحتكاك و زحمة المرور، كما تعمل مختلف تشكيلات الشرطة على التقرب من مستعملي الطريق و حتى الراجلين، من أجل توعيتهم بضرورة التزام الإجراءات الوقائية و عدم تعريض أنفسهم لخطر الإصابة بالفيروس و نقل العدوى إلى أفراد أسرهم.
كما أعلنت مصالح ولاية عنابة يوم، الجمعة، عن التطبيق الصارم للتدابير الاحترازية للحد من انتشار العدوى بفيروس كورونا المستجد كوفيد 19، عن طريق مباشرة المصالح الأمنية لعمليات مراقبة مكثفة ابتداء من يوم الجمعة 16 جويلية و ذلك لجميع المركبات الخاصة و مركبات النقل العمومي (سيارات أجرة و حافلات) للوقوف على مدى احترام البروتوكول الصحي و ارتداء القناع الواقي، حيث دعت مصالح الولاية في بيانها الجميع للامتثال لهذه الإجراءات الصحية الوقائية الإلزامية، كما يتعرض أي فرد مخالفا لهذه التدابير للعقوبات المنصوص عليها.
تعقيم الكورنيش و لافتات لمنع الشيشة و المبيت في الشواطئ

من جهتها كثفت مصالح الشرطة من جهودها، بالقيام يوم الجمعة بعملية تعقيم بالتنسيق مع الوحدة الجمهورية الثانية للأمن بسيدي عاشور، شملت مختلف شواطئ الكورنيش بالواجهة البحرية و كذا الفضاءات العامة الأكثر ترددا للمواطنين كساحة الثورة، حيث عملت الشاحنات المزودة بخراطيم المياه، على رش السائل المعقم على الطرقات الرئيسية و الشوارع و مداخل المطاعم، كما تم تسطير برنامجا في هذا الخصوص، لتعقيم جميع المحاور الكبرى التي تعرف حركية كبيرة للسير و كذا المارة.
كما وقفت النصر على عمل شرطة الشواطئ، من خلال دورية تجوب المواقع جلوس العائلات و المجموعات الشبانية، لمنع استخدام الشيشة و تعاطي هذا النوع من التدخين، الذي يتسبب في نقل الفيروس و انتقال الدخان المنبعث منها عبر الهواء، حيث يقوم باستنشاقه الأشخاص القريبون من صاحب الشيشة.
و حسب مصالح الشرطة، فقد تم وضع لافتات تمنع استخدام الشيشة الشخصية على مستوى الشواطئ، إلا أنه يتم رصد مخالفات من قبل بعض الأفراد الزائرين للشواطئ سواء أفرادا أو عائلات، حيث يذكر أنه و مع بداية جائحة كورونا، مُنع استخدام الشيشة و تداولها في الأماكن العامة، حيث تقوم فرق بجولات مستمرة لحجزها و تغريم المخالفين، كما تمنع مصالح الشرطة و الدرك الوطنيين، المبيت في الشواطئ أيضا، حرصا على حماية أرواح المواطنين و عدم تعريضهم لأي خطر، بالإضافة إلى منع اصطحاب الكلاب و الحيوانات على مستوى الكورنيش.
إشادة بجهود التنظيف و لجنة ولائية لأخذ عينات من مياه البحر

لمسنا خلال تواجدنا عبر شواطئ الكورنيش، استحسان المصطافين للجهود المبذولة من قبل مصالح البلدية و مؤسسة عنابة نظافة، في رفع القمامة و توفير الحاويات و التنظيف اليومي للشواطئ صباحا، بتسخير المنظفات العصرية لتنقية الرمل من مختلف المخلفات التي يقذفها البحر و يتركها المصطافون.
و في هذا الشأن، تم تجنيد فرق مناوبة طيلة النهار إلى غاية الليل، لرفع مخلفات المصطافين، إلى جانب قيام مؤسسة عنابة نظيفة بتنظيم حملات تحسيسية في أواسط المصطافين لنشر الوعي و الحفاظ على نظافة المحيط و تفادي نقل مخلفات القمامة للفيروس عبر اللمس و كذا التقيد بالإجراءات الوقائية. كما لاحظنا وضع حاويات قمامة صغيرة وسط الشاطئ كل مسافة 100 متر، بالإضافة إلى حاويات كبيرة للفرز و انتقاء مواد البلاستيك، الخبز و المعادن، كما ضاعفت المصالح المعنية الدوريات من أجل رفع القمامة ثلاث مرات في اليوم و عدم تركها مكدسة إلى غاية المساء. و كشفت مصالح الحماية المدنية، عن تسجيل نشر معلومات حول وجود مادة غير عادية و بقع على مستوى الشواطئ، قد تشكل خطرا على المصطافين، كما سجل بإحدى الولايات، استخدام لمواد تطهير، ما أدى إلى حدوث إغماءات لمصطافين على الشواطئ، ليتم إخطار مصالح مديرية البيئة بالموضوع، حيث أخذت عينات في الأيام الأخيرة من مياه البحر بعدة شواطئ في الكورنيش و بعد تحليل العينات على مستوى المخبر الجهوي للبيئة، كانت النتائج سلبية و لم يسجل وجود أي مواد سامة أو زيوت تؤثر على المصطافين أو نوعية مياه البحر.
ح.د

الرجوع إلى الأعلى