المتحوّر دلتا يرفع عدد الإصابات بكورونا في أوساط الأطفال

أكد أطباء و رؤساء مصالح طب الأطفال، بكل من المستشفى الجامعي بقسنطينة و مستشفى الخروب للنصر، تسجيل إصابات بفيروس كورونا وسط الأطفال و كذا الرضع، منذ بداية انتشار السلالة المتحورة دلتا، و ارتفعت الاصابات خلال الأسابيع الأخيرة، بين 30 إلى  50 بالمئة بين البراعم، و أصغرهم رضيع عمره 45 يوما، تم التكفل به بمستشفى قسنطينة. و أوضح طبيب الأطفال الدكتور أسامة شايطة من نفس المستشفى، أنه تم التكفل بمصلحة الإنعاش، خلال شهر جويلية المنصرم، بنحو 50 طفلا، تماثل أغلبهم للشفاء، و لم يتم تسجيل أي وفاة  بينهم، كما تحدث أولياء للنصر، عن ظروف انتقال العدوى إلى أطفالهم و تعاملهم مع الوضع.

ربورتاج / أسماء بوقرن

لم تستثن السلالة المتحورة دلتا، الأطفال، بعد أن كانوا في منأى عن الإصابة أو مجرد ناقلين للفيروس، كما أكد مختصون في طب الأطفال بقسنطينة، لكن منذ بداية الموجة الثالثة من الوباء، انتشرت عبر الفضاء الافتراضي أخبار لأطفال مصابين بكورونا،  و نداءات أولياء هؤلاء الأطفال، و تحذيراتهم من انتقال العدوى إلى هذه الشريحة،  مع دعوات لفرض إجراءات الوقاية على الكبار و الصغار معا،  و نشر بعض الأولياء صورا تبرز معاناة أبنائهم و توثق لتواجدهم بالمستشفى، إحداها صورة لطفلة لم يتجاوز عمرها 5 سنوات موصولة  بقناع الأوكسجين.    
أولياء يتحدثون عن معاناة أبنائهم مع الفيروس  
تحدث أولياء للنصر عن معاناتهم و معاناة أبنائهم بعد تعرض فلذات أكبادهم للإصابة بفيروس كورونا، من بينهم سمية، أستاذة جامعية، أصيبت منذ أكثر من 15 يوما بفيروس كورونا، عند خروجها لاقتناء بعض المستلزمات، و نقلت العدوى إلى زوجها و مولودها الذي لم يتجاوز عمره شهرين.
و أوضحت المتحدثة بأنها التزمت بالحجر، لكنها لم تعزل نفسها عن رضيعها،  لاعتقادها أن الرضع في منأى عن الإصابة، فظلت ترضعه و تتكفل بشؤونه، لكنها اكتشفت بعد أيام إصابة ابنها بالحمى و الإسهال، فاضطرت إلى نقله إلى طبيب الأطفال.
الطبيب فحص الصغير و وصف له أدوية لتخفيض الحمى و علاج الإسهال، و طلب منها إخضاع الرضيع لاختبار،  ليتبين للأم لها بأنه أصيب بالعدوى، و أكدت لنا أنها شعرت بخوف شديد على ابنها في البداية، لكن الطبيب طمأنها بأن وضعه سيتحسن تدريجيا، و تماثل فعلا للشفاء.
 من جهته تحدث والد طفلة عمرها خمس سنوات للنصر، عن تعرض ابنته للعدوى، نتيجة احتكاكها بوالدتها التي تعمل في القطاع الصحي، حيث ظهرت على الصغيرة أعراض خفيفة في مقدمتها الحمى، ليتبين بعد إخضاعها للاختبار، بأن النتائج ايجابية، مشيرا إلى أن وضعها في تحسن، فيما تتماثل والدتها للشفاء، داعيا الأولياء إلى الالتزام بالعزل داخل غرفهم و الابتعاد عن أبنائهم، في حال الإصابة.

تزايد بخمسين في المئة للحالات في مستشفى قسنطينة الجامعي
بينت تصريحات المختصين و الجهات المعنية بمختلف ولايات الوطن، انتشار الإصابات بين الأطفال،  و يتم استقبالهم بالمصالح الاستعجالية بالمستشفيات و كذا المصالح المختصة في طب الأطفال،  و من بين هؤلاء المصابين يوجد رضع أعمارهم تتراوح بين شهرين و 18 شهرا، و عددهم في ارتفاع قدره أطباء للنصر بـ 50 بالمئة بمستشفى قسنطينة، فيما تستقبل المصالح الصحية بوهران، حسب وكالة الأنباء الجزائرية، ما بين 2 و  4 حالات إيجابية يوميا من شريحة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 9 أشهر و 17 سنة، و يصابون عموما بالعدوى بعد حوالي أسبوعين من إصابة البالغين من أفراد عائلتهم، و بين نفس المصدر وفاة طفل في 14 سنة بسبب مضاعفات كورونا.
في حين أكدت المختصة في طب الأطفال الدكتورة حكيمة عباس، في تصريح للإذاعة الوطنية ، إحصاء 100 حالة بمصلحة طب الأطفال بمستشفى الدويرة بالعاصمة خلال شهر جويلية الفارط، مشيرة إلى أن معظم الإصابات المسجلة خفيفة، لكن بعض الحالات صعبة، نظرا  لمعاناة المصابين من أمراض مزمنة أو مشكل السمنة.
* الدكتور أسامة شايطة مختص في طب الأطفال بالمستشفى الجامعي  
إصابة صغار بتعقيدات في القلب  بسبب بكورونا
كشف الدكتور أسامة شايطة، مختص في طب الأطفال و مشرف على الصغار المصابين بكوفيد 19 بمصلحة طب الأطفال بالمستشفى الجامعي بقسنطينة، بأنه مع ظهور الموجة الثالثة، تم تسجيل ارتفاع محسوس في إصابة الصغار بالفيروس، سواء الذين تتم معاينتهم أو الماكثين بالمستشفى، بنسبة تتراوح  بين 30 إلى  50 بالمئة، فيما قد تصل إلى 80 بالمئة في حال إحصاء الأطفال الحاملين للعدوى الذين لا تبدو عليهم الأعراض،حسب الطبيب.
و أشار المتحدث بأنه يمكث حاليا بمصلحة طب الأطفال بالمستشفى الجامعي، 4 أطفال، أعمارهم تتراوح بين 3 أشهر و 4 سنوات، لتلقي العلاج، مشيرا في هذا السياق، إلى أنه و منذ بداية الموجة الثالثة و انتشار السلالة المتحورة دلتا، تم تسجيل إصابة رضع تتراوح أعمارهم بين شهرين إلى 18 شهر بالفيروس، كاشفا بأن أصغر مريض كورونا  عمره 45 يوما، و أكبرهم طفلة  في 16.  
و بخصوص الأعراض التي تظهر على هذه الشريحة، أفاد بأنها تتمثل في الإصابة بالحمى طيلة 5 أيام متتالية، دون تحسن الوضع الصحي، داعيا الأولياء إلى الإسراع لنقل أبنائهم إلى الطبيب، لتحديد أولا سبب ارتفاع  درجة الحرارة، لأن الحمى عند الأطفال تعود لأسباب عديدة ، و في حال استمرارها من 3 إلى 5 أيام، حسبه  ، يجب إخضاع المريض للمعاينة و التحاليل و إذا تم التأكد من أنه لا يعاني من مشاكل صحية معينة، يتم إخضاعه لاختبار الأنف» أونتيجينيك»، أو اختبار الدم «لا سيرولوجي» ، و إذا كانت النتائج إيجابية،  فسيتبين بأن هناك أشخاصا من العائلة مصابون بالعدوى، أو تظهر عليهم الأعراض.    
و تستدعي الحالات الخطيرة المكوث بالمستشفى أو الخضوع للتنفس الاصطناعي، كما قال الأخصائي، و يتعلق الأمر بالفئة التي تتعرض لمضاعفات صحية نتيجة الإصابة بالتهاب، مصاحب بكورونا  و تكون الاستجابة المناعية زائدة عن اللزوم، ما يؤدي إلى حدوث تعقيدات على مستوى القلب أو الكبد أو الكلى، لكن أغلب الأطفال يتماثلون للشفاء و لم يتم تسجيل أية وفاة.
و ذكر الدكتور أسامة شايطة أن الطفل أصبح عاملا رئيسيا في نشر العدوى، خاصة الفئة العمرية بين 4 و 10 سنوات، مشيرا إلى أن هناك أولياء حريصون على الالتزام بإجراءات الوقاية، غير أنهم يعتبرون الأبناء خارج هذه الدائرة، مشددا على ضرورة اتخاذ كامل الإجراءات الوقائية داخل و خارج البيت .

* الدكتورة فريدة خلاص رئيسة مصلحة بمستشفى الخروب
هذه أعراض الإصابة بكورونا عند الأطفال..
من جهتها أوضحت رئيسة مصلحة طب الأطفال بمستشفى الخروب، الدكتورة فريدة خلاص للنصر، بأن مصلحة طب الأطفال بهذا المستشفى، بدأت تسجيل إصابات كورونا عند الأطفال منذ شهر، و تحديدا مع انتشار  متحور دلتا، حيث بلغت نسبة الإصابات 15 بالمئة، و مكث عدد من المصابين الصغار بالمستشفى للعلاج،  إلى غاية استقرار وضعهم الصحي، مؤكدة بأن أكثر الحالات المسجلة حاليا تنتمي إلى الفئة العمرية بين شهر إلى سنتين.
و لاحظت خلال هذا الأسبوع زيادة الإصابات وسط الرضع، حيث أحصت آخر حالة أمس الأول، و تتعلق  برضيع عمره 18 شهرا، تم تحويله من عيادة خاصة لظهور أعراض الإصابة عليه، حيث أنه يعاني منذ 12 يوما من ارتفاع حرارته، مشيرة إلى أنه في البداية تم تشخيص حالته على أنه مصاب بمرض الكوازاكي، لكن قبل مباشرة العلاج تم إخضاعه لتحليل، فكشف أنه مصاب بكورونا، موضحة بأن الأعراض التي تبدو على أغلب المصابين الصغار، تتمثل في ارتفاع درجة حرارة  الجسم أي الحمى، لمدة قد تصل إلى 10 أيام متواصلة، و كذا الإسهال و فقدان الشهية للطعام و الشعور بالإعياء الشديد، و تبقى الأعراض بالرغم من خضوع الطفل للعلاج و تناوله المضادات الحيوية،  مؤكدة بأنه عند استمرار الوضع لأكثر من 10 أيام، يتم إجراء تحليل «سيرولوجي»، و غالبا ما تكون النتيجة إيجابية.  
و بخصوص سؤالنا إذا كان مرضى كورونا من الأطفال، يعانون من أمراض مزمنة،   ردت الطبيبة بأن الحالات المسجلة عموما، تتعلق بمن يعانون من الربو أو السكري أو القلب،  لهذا تحدث لهم مضاعفات، و تدعو الأولياء، و بالأخص الذي يعاني أبنائهم من أمراض مزمنة، بضرورة التحلي باليقظة و التقيد الصارم بكامل الإجراءات الوقائية، و عدم السماح لأبنائهم بالخروج إلى الشارع ، لتفادي الاحتكاك بغيرهم، و تجنب إرفاقهم  للأماكن العمومية، و شددت على ضرورة استعمال الكمامة في حال مرافقة الأطفال إلى الفضاءات العمومية، و كذا الالتزام بالنظافة و غسل الأيدي و استعمال المعقمات.    
أما الدكتورة فريدة ايجات، رئيسة مصلحة طب الأطفال بمستشفى البير بقسنطينة، فأكدت للنصر، بأن المصلحة  لم تسجل لحد الآن، إصابات وسط الأطفال، و ذلك يرجع لتحويل المستشفى ككل لمرضى كورونا، ما يدفع الأولياء إلى التوجه لاستعجالات طب الأطفال عند ظهور أعراض الحمى على أبنائهم، و الغالبية لا يعتقدون بأن طفلهم أو رضيعهم مصاب بالعدوى، و يخافون عموما التوجه إلى مستشفى البير لأن كل مصالحه مخصصة لمرضى كورونا.
* الدكتورة هدى سالمي مختصة بمصلحة حديثي الولادة  
لم نسجل إصابات وسط مواليد تعاني أمهاتهن من كورونا
أكدت الدكتورة هدى سالمي ، مختصة في طب الأطفال بمصلحة حديثي الولادة بمستشفى قسنطينة و مكلفة بهذه الشريحة التي تتراوح أعمارها بين يوم إلى 25 يوما،  و تعاني أمهاتها من فيروس كورونا، بأنه و لحد الآن، لم تسجل إصابات وسط المواليد الجدد،  كما لم يسجل انتقال العدوى من الأم إلى المولود،  و حتى التعقيدات الصحية التي يتم تسجيلها عند هؤلاء المواليد الجدد ناجمة عن تأثير الحالة الصحية للأم، خلال فترة الحمل.
أ ب     

الرجوع إلى الأعلى