تشهد حديقة الحيوانات و التسلية بأندرو بالعوانة غرب جيجل، عددا كبيرا من الزوار خلال موسم الاصطياف، حيث يقصدها الراغبون في قضاء سويعات من الراحة في محيط طبيعي تميزه الخضرة وتنوع في الحيوانات التي قد يكتشفها زوار لأول مرّة، و قد عاد النشاط و الحيوية للمكان الذي كان مغلقا بسبب الحجر الجزئي و تعليق النشاطات الترفيهية.
إجراءات وقائية
الزائر للجهة الغربية من الولاية، يشاهد عددا معتبرا من السيارات المركونة بحظيرة حديقة الحيوانات و التسلية بأندرو مع تواجد عشرات الزوار ينتظرون دورهم من أجل الحصول على تذاكر الدخول، و الملاحظ أن أغلب السيارات تحمل أرقاما من خارج الولاية، بالإضافة إلى حافلات لرحلات منظمة باتجاهها.
أثناء تجولك داخل الحديقة تلاحظ الإقبال و التوافد للزوار، و أول ما تلاحظه اللوحات الإرشادية و التحذيرية التي تحث على لبس الأقنعة الواقية و احترام التباعد الاجتماعي، فقد حرس أعوان الأمن على تنظيم التباعد عند الدخول للحديقة، و محاولة حث الزوار على لبس الأقنعة الواقية وقياس درجة الحرارة عند المدخل و ذكرت مسيرة الحديقة بوحليسة نعيمة، بأنه تم العمل على وضع الترتيبات و الإجراءات من أجل احترام و تطبيق البرتوكول الصحي، فقد تعود العمال و أعوان الأمن على الإجراءات الوقائية، و تأقلموا مع الوضع، بحيث أصبح جزء من عملهم اليومي، وأشارت، المتحدثة، بأنه تم تحديد ممرات السير و الدخول، و في البوابة الرئيسية، وضعت حواجز و لافتات تدعو للبس الكمامة و التباعد الاجتماعي، مع وضع أعوان يسهرون على تنظيم عملية اقتناء التذاكر و الدخول للحديقة، و قياس درجة الحرارة مع الحرص على تعقيم الأيادي و لبس القناع الواقي، وكإجراء تم تعزيز التواجد الميداني بعمال موسمين، يقومون بمنع الزوار من التجمع بجوار أقفاص و مراقد الحيوانات و الاحتكاك بها، مع القيام بدوريات مستمرة، لتحسيس الزوار على ضرورة احترام التباعد الجسدي و البرتوكول الصحي، فيما تم إعلام و لقاء أصحاب الأكشاك و الفضاءات المختلفة بالحديقة على غرار حظيرة الألعاب و المطاعم، بضرورة احترام الإجراءات و التعقيم المستمر و منع الاحتكاك بين الزبائن و كذا العمل و فق قرارات السلطة المتعلقة باستغلال 50 بالمئة.
تقربنا من عائلات  داخل الحديقة فأكدوا لنا بأن الحديقة تعتبر الوجهة الوحيدة و المفضلة لهم، منذ سنوات، أين أخبرتنا عائلة قدمت من ولاية خنشلة، بأن الحديقة تعتبر المقصد الأول، خلال الزيارة، وأشار أفرادها إلى ان المكان يحظى بسمعة كبيرة في خنشلة، إذ أن جل زائري جيجل، يقصدون الحديقة، لزيارة و مشاهدة الحيوانات المختلفة، بالإضافة إلى أن الرحلات ، تحط رحالها بحديقة أندرو، و تحدث بعضهم عن جمالها و نظافة المحيط بها، و كذا الترحاب الكبير من قبل زوارها، حتى الأسعار في متناول الجميع على حد قولهم، واصلنا السير، بها، فقد كانت المشاهد نفسها تتكرر في كل زيارة، الجميع منبسط و يفترش البساط الأخضر، أما الأطفال فقد كان همهم البحث عن الألعاب و مشاهدة الحيوانات، وثمن الزوار، قرار فتح الحديقة قبل موعد الدخول المدرسي، كونه سيعود بالإيجاب على الجانب النفسي للأطفال، و يسمح بتجديد طاقتهم و العودة بأكثر نشاط وحيوية للمؤسسات التربوية، كما أنه سمح للعمال الذين في عطلة بقضاء أيام من الراحة و الاستجمام بالرغم من الظروف الوبائية القاهرة، و دعا المعنيون إلا ضرورة احترام الإجراءات الوقائية المعمول بها، مؤكدين، بأن العودة للحياة يتطلب الحذر الشديد و الحيطة مع الوقاية.
و عند توجهنا باتجاه أقفاص الحيوانات، لاحظنا أن العديد من العائلات تحيط بالقردة، بحيث تعتبر القردة من بين الوجهات المفضلة للزائرين، كون القردة تتجاوب مع الزوار بكثرة،  و قد لاحظنا العديد من الأطفال، يقومون بمد أصابعهم الصغيرة، حاملين أطعمة يقدمونها للقردة، فتشاهد المد و الجزر بين يدي الحيوان و الطفل، بالرغم من وجود لافتات تمنع و تحذر من إطعام الحيوانات، و يعتبر الأسد الوجهة الثانية التي تلقى رواجا، وقد كانت الأصوات تتعالى « الأسد، الأسد»، خصوصا الأطفال، و تقريبا عند كل قفص تجد عائلات تتجمع لمشاهدة الحيوانات الموجودة.
تجاوب تلقائي مع الإجراءات الوقائية بسبب الموجة الثالثة المرعبة
و قد، أشارت، مسيرة الحديقة، بأن الحديقة، عرفت إقبالا كبيرا خلال هاته الفترة، بعد تعديل إجراءات الحجر، كان الإقبال مقبولا، لدرجة كبيرة، و قد فاق نصف عدد الزوار خلال السنوات الماضية، و لاحظنا بأن الإقبال و التوافد يتم من الساعة العاشرة صباحا حتى الساعة التاسعة ليلا، بالتوازي مع مواقيت الحجر المنزلي، و فيما يتعلق بتجاوب الزائرين مع الإجراءات فقد كانت جيدة، أين لوحظ بأن جل الزائرين، يحترمون الإجراءات الوقائية المعمول بها، و قد تم توفير كافة الظروف الملائمة لاستقبال الزوار، وقالت المسؤولة، بأن تغذية الحيوانات و الاعتناء بهم، لم يتأثر بالوضعية الاقتصادية، كون الميزانية المخصصة لإطعامهم موجودة و يتم إعدادها مسبقا، أين يشرف طاقم من البياطرة و العمال على الاعتناء بهم، و الملاحظ حسب تقارير المختصين، بأن فترة الحجر و منع الدخول كانت إيجابية على الحيوانات التي استرجعت طاقتها، و ابتعدت عن السلوكات السلبية التي كان يقوم بها الزوار بإطعامها بمأكولات لا تلائمها من الناحية الصحية.


ويؤكد بياطرة بأن للحيوانات نظام غدائي واضح و مختلف، و محترم لدرجة كبيرة، حيث يتم مراعاة العديد من الجوانب، أولها الحيوان بالحديقة لا يتحرك كثيرا، و موجود في فضاء غير غابي، ما يجعل طريقة و برنامج إطعامه يتم وفق مخطط مدروس، و متنوع، فالأسود  يتم كل ثلاثة أيام تقديم وجبة متكاملة لهم، من 10 إلى 15 كلغ من اللحم و الدجاج، و ذلك، حسب برنامج مدروسة، يحاكي تواجده في البراري ( حسب النظام البيئي الذي يتواجد فيه)، الفيلة، تتحصل على 30 كلغ من الجزر، 30 كلغ من البيطراف، 10 كلغ من النخالة المركزة، 20 كلغ من البطاطا، الموز...إلخ، كما أن للفيل طبيعة حيوانية، تجعله يتغذى  لمدة 16 ساعة بدون توقف، و له ميزة خارقة، كونه ذكيا، فيفضل عدم تناول ما يقدم له، حتى يأخذ بعض المأكولات من الزوار خصوصا التي تمتاز بالنكهة الحلوة.
وفيما، يتعلق بطبيعة شكل بعض الحيوانات، فحسب المشرفين، فبنية كل حيوان تتغير حسب كل موسم، بالإضافة إلى التواجد الكثيف للزوار و الذي يؤثر على الحيوانات و يجعلها خائفة، بالإضافة إلى مرحلة الولادة، وقد حذر المختصون، من تقديم الأطعمة من الزوار، يؤثر على الجهاز الهضمي للقردة، ما يسبب لها أمراض و إسهال حاد في مرات عديدة، و دعت الزوار إلى عدم تقديم الأكل مهما كان صنفه للحيوانات، فذلك من الممكن أن يسبب لها أمراض و أعراض غير مرغوب فيها. و ذكرت، مسيرة الحديقة، أن جل أصحاب الأكشاك، تفهموا الظرف الصحي و الوضعية التي تمر بها البلاد جراء جائحة كورونا و الموجة الثالثة، و قد أثرت سلبا على مداخيلهم، و عرجت للحديث عن الجانب التحسيسي، بحيث أصبحت الحديقة ورشة للتحسيس من مخاطر جائحة كورونا و كذا بالحرائق  وحوادث المرور و مختلف المظاهر السلبية في المجتمع، أين عملت الإدارة بالتنسيق مع مختلف الجمعيات و القطاعات على تنصيب خيم وورشات تحسيسية و تثقيفية للحث على السلوكات الإيجابية.
              كـ. طويل

الرجوع إلى الأعلى