تـزايد وعـي النـساء بالـفحص المبـكر
أكّد مختصون في جراحة أمراض الثدي و منظمو القافلة الطبية التحسيسية حول سرطان الثدي، في إطار فعالية أكتوبر الوردي، للنصر، ارتفاع معدل الوعي لدى النساء، بضرورة الفحص المبكر، مقارنة بالسنوات الماضية، مشيرين إلى الإقبال الكبير على القافلات التوعوية، كتلك المنظمة أمس بوسط مدينة قسنطينة، حيث لاحظنا وجود عدد كبير من السيدات، منهن من قدمن من خارج الولاية، للاستفادة من الفحص المجاني، فيما تشكل السيدات اللائي يرفضن الفحص، خوفا من اكتشاف الإصابة، نسبة أقل بكثير، قدرها منظمون بـ 5 بالمئة.

روبورتاج / أسماء بوقرن

خلال فعاليات القافلة الطبية التحسيسية التي  نظمتها مديرية الصحة للولاية، بالشراكة مع مؤسسة قديلة للمياه المعدنية، بشعار «معا لمكافحة سرطان الثدي» بساحة أحمد باي بوسط مدينة قسنطينة، أخضع أطباء مجموعة من النساء لفحوصات مجانية داخل حافلة خصصت للعملية، فيما قام منظمو القافلة بتوعية و تحسيس نساء مررن قرب الحافلة، بضرورة الخضوع للفحص، للحد من الارتفاع المخيف في الإصابات، فالفحص المبكر يؤدي إلى العلاج المبكر و الناجع، في حال ثبوت الإصابة، و من ثم بلوغ الشفاء.
و كشف المكلف بالإعلام بمديرية الصحة، أمير عيدون، بأنه تم تسجيل 1744 إصابة بسرطان الثدي، منها 412 إصابة جديدة، فيما أكدت الدكتورة فاني لوكيكوط، مختصة في أمراض الثدي بمستشفى علي منجلي بقسنطينة، بأنه يتم تسجيل 8 حالات يوميا، خلال المعاينات اليومية.
و لاحظنا مدى اهتمام السيدات و بالأخص اللائي تتراوح أعمارهن بين 40 و 60 سنة، بالعملية التحسيسية، و وافقت العديد منهن على إجراء الفحص، بمجرد إخبارهن بإمكانية إجراء فحص مجاني من قبل أطباء، و كذا فحوصات إشعاعية على مستوى مراكز خاصة مجانا، فيما لاحظنا أن سيدات توجهن بمحض إرادتهن، إلى القافلة ليسألن المنظمين عن كيفية إجراء الفحص المجاني.  
05 بالمئة من النساء ترفضن الفحص خوفا من اكتشاف الإصابة
النصر تحدثت لعديد السيدات اللائي كن يشكلن طابورا أمام الحافلة التي تضم مختصين يشرفون على  عملية الفحص، فالتقينا بسيدتين تنحدران من ولاية سكيكدة في الأربعينات من العمر، فعلمنا منهما أنهما قصدتا المدينة للتسوق، و عندما صادفتا القافلة التي تتيح الفحص المجاني، قررتا عدم تفويت الفرصة، و فضلتا انتظار دورهما للاستفادة من الفحص، بدل التوجه للتبضع.
و أكدت إحدى السيدتين بأن الفحص الدوري ضروري و شهر أكتوبر الوردي ما هو إلا مناسبة، للتذكير بضرورة المتابعة الصحية، خاصة بالنسبة للنساء، بعد أن أصبح سرطان الثدي يشهد انتشارا كبيرا، و كلما كان الكشف مبكرا تكون نسبة الشفاء  كبيرة.
و قالت عجوز في الستينات ، و تقطن بوسط المدينة، كانت تنتظر هي الأخرى دورها للخضوع للفحص، بأنها كانت متوجهة إلى سوق بومزو ، و بمجرد أن تحدثت لإحدى المنظمات، و أخبرتها بأن القافلة توفر معاينات مجانية، وافقت مباشرة، و اتصلت بابنتيها و طلبت منهما الحضور أيضا للفحص.
سيّدات يعتقدن بأن مريض السرطان مآله الموت و يرفضن الفحص
في المقابل هناك سيّدات قدر المنظمون نسبتهن بـ 5 بالمئة، يرفضن جملة و تفصيلا الحديث عن المرض، أو إجراء الفحص، و بمجرد ذكر سرطان الثدي عند الحديث إليهن، يأتي ردهن مباشرة «عافانا الله»، و تعربن عن عدم  رغبتهن  في الحديث، من بينهن سيدة في الخمسينات من العمر، قالت للنصر، بأنها تخشى الفحص، خوفا من اكتشاف الإصابة و الدخول في دوامة العلاج، مبررة رفضها بأن مريض السرطان في النهاية مآله الموت لا محالة، حسبها، لهذا فإن الكشف المبكر لا يفيد في شيء سوى مضاعفة معاناة المريضة، و هو نفس التبرير الذي قدمته أربع سيدات تحدثت إليهن النصر، و أجمعن بأن السرطان مرض ينخر الجسد، و لا مجال للشفاء منه.
و هناك نساء تعتبرن الفحص نوعا من الطابوهات، حيث لاحظنا أن سيدة رفضت حتى التحدث مع إحدى المنظمات، و عندما سألناها عن السبب، قالت بأن الفضاء غير مناسب، لأن عشرات الرجال يمرون من هناك، و انتظارها أمام الحافلة لفحص ثدييها، يشكل حرجا بالنسبة إليها، كما أكدت ، و ترى بأن مبادرات كهذه من الأفضل أن تنظم في أماكن مغلقة .
أطفال مهتمون بالتحسيس..
لفت انتباهنا خلال تغطيتنا للفعالية، بأن أطفالا  يتراوح سنهم بين 13 و 15 سنة، تقدموا إلى المشرفين على عملية التحسيس و استفسروا عن كيفية استفادة أمهاتهم من الفحص المجاني، و المراكز التي تنظم مبادرات مماثلة، لإعلامهم، حيث لمسنا مدى اهتماهم بالعملية، من خلال الأسئلة التي يطرحونها على المنظمين، و إصرارهم على أخذ مطويات للاطلاع على مضمونها.   

* الدكتورة فاني لوكيكوط  مختصة في جراحة أمراض الثدي
اكتشفنا مريضة  في كل 08 معاينات منذ انطلاق القافلة
أكّدت الدكتورة فاني لوكيكوط ، مختصة في جراحة أمراض الثدي بمستشفى علي منجلي بقسنطينة، التي تشارك سنويا في الحملات التي تنظمها المصالح الطبية بالولاية، بأن تكثيف الحملات التحسيسية في شهر أكتوبر ،  و تنظيم حصص إعلامية، ساهما بشكل كبير في رفع الوعي لدى السيدات، فأصبحت نسبة كبيرة منهن تعتبرن الفحص الدوري خلال هذا الشهر، ضروريا ، و يجدن طرق الفحص الذاتي، مشيرة إلى أنها تسجل إقبالا كبيرا للنساء في كل حملة تشارك بها، ما يدل، حسبها، على ارتفاع الوعي لديهن.
و أضافت بأنها تكتشف في كل مرة أنهن مطلعات على طبيعة المرض و أنواع الفحوصات الإشعاعية التي يجب عليهن إجرائها كل سنتين، كـ «الماموغرافي» و «الايكو مامير» ، المخصص للشابات، و أشارت في ذات السياق، على امتناع بعض السيدات عن إجراء فحوصات بالأشعة، لاعتقادهن أنها تساهم في «إيقاظ» الخلايا السرطانية، و هي معلومة قالت الأخصائية أنها لا أساس لها من صحة، مشيرة إلى أن الأشعة الصادرة عن فحوصات الأشعة المتعلقة بسرطان الثدي، أقل من أشعة سكانير.    
القلق هو السبب الأول للإصابة بسرطان الثدي في الجزائر
  و بخصوص الفئة العمرية الأكثر إصابة، قال الدكتورة فاني لوكيكوط ، بأنه على المستوى الوطني، لاحظت من خلال الدراسات، بأن 80 بالمئة من المصابات بسرطان الثدي، أعمارهن تتراوح بين 28 و 42 سنة، خلافا للبلدان الأوروبية، حيث تشكل السيدات الأكثر من 50 سنة، أكبر نسبة من الإصابات بالمرض، و هذا راجع، حسبها،  لكون المرأة الجزائرية تعاني من الضغط النفسي و القلق سواء في البيت أو خارجه و كذلك في العمل،  و الدليل أن أصغر حالة تم تسجيلها، تعود لفتاة في 17 من عمرها، و هناك أسباب أخرى للمرض تتعلق بالسمنة و النظام الغذائي غير الصحي و عدم ممارسة النشاط الرياضي.
و تنصح المتحدثة المصابات، بعدم الشعور بالخوف من المرض، فالتشخيص المبكر يساهم، كما أكدت، في الشفاء بنسبة 95 بالمئة، فكلما كان المرض في مراحله الأولى، يكون العلاج سهلا و غير مكلف.
و بخصوص الطرق التي أصبحت تعتمد مؤخرا، بعد إجراء العمليات الجراحية لاستئصال الأورام السرطانية،  قالت الطبيبة بأن هناك تقنيات عديدة كترميم الثدي، و هي تقنية تقبل عليها المريضات الشابات اللائي لا يتقبلن وضعهن بعد استئصال جزء من الثدي، و كذلك تقنية زرع الدهون الذاتية للمرأة، و تقنية أكياس السيليكون، معتبرة الدعم النفسي الأسري جد أساسي في فترة العلاج.
و تدعو الأخصائية في ختام حديثها  السيدات من كل الفئات العمرية، و من بينهن الشابات، للقيام بالفحص، حيث تسجل يوميا ما يزيد عن 8 حالات يشتبه في إصابتهن خلال الفحص الأولي، مؤكدة بأنها سجلت أمس حالة من بين 8 حالات قامت بمعاينتها خلال القافلة الطبية، و يتعلق الأمر بسيدة عمرها 50 سنة، تم توجيهها للقيام بفحص إشعاعي.
أ. ب

الرجوع إلى الأعلى