تشهد الصناعة العسكرية في بلادنا، تطورا لافتا  في مختلف المجالات والفروع ، حيث يبرز جناح الصناعة العسكرية في  معرض الإنتاج الجزائري الذي تتواصل فعالياته بقصر المعارض الصنوبر البحري بالعاصمة  ، التطور الحاصل في التصنيع الميكانيكي  وصناعة العديد من الأجهزة  وتطويرها والتحكم في تقنيات التصنيع  وتطوير أجهزة الإشارة وأنظمة المعلومات والحرب الالكترونية  لمجابهة الأخطار والتحديات التي تفرضها الحروب الرقمية الجديدة ، إلى جانب عرض منتوجات حديثة في مجال الطيران وبناء السفن  وغيرها.

* مراد -ح

تشارك 18 وحدة إنتاجية  للجيش الوطني الشعبي  في الطبعة 29 لمعرض الإنتاج الجزائري بقصر المعارض الصنوبر البحري بالعاصمة والذي  افتتح في  13ديسمبر ويمتد إلى غاية السبت 25 ديسمبر الجاري  وهذه الوحدات الانتاجية  تابعة  لكل من قيادة القوات الجوية،  قيادة القوات البحرية، دائرة الإشارة  وأنظمة المعلومات والحرب الالكترونية، المديرية المركزية للعتاد، وكذا مديرية  الصناعات العسكرية لوزارة الدفاع الوطني .
و يبرز الفضاء المخصص للجيش الوطني الشعبي في المعرض، منتجات متنوعة  وعالية الجودة تترجم المستوى العالي الذي  بلغته الصناعات العسكرية  بمختلف فروعها  على غرار صناعة  وتجديد العتاد الجوي والبحري وعتاد الإشارة والسيارات والصناعات الميكانيكية  الخفيفة والثقيلة  والصناعات الالكترونية  والنسيج .
و أوضح النقيب عاشور حسام الدين ، أن النشاط الرئيسي لمجمع ترقية الصناعة الميكانيكية، يتمثل في صناعة العربات الخاصة ذات الدفع السداسي وصناعة العربات المدرعة الخفيفة ذات الدفع الرباعي وكذا صناعة المحركات ذات النوعية الألمانية.
وأضاف في تصريح للنصر،  أن المجمع يعتبر قطبا صناعيا بامتياز وهو أحد الفاعلين في القطاع الاقتصادي والصناعي، موضحا أن المجمع هو مؤسسة عمومية ذات  طابع صناعي وتجاري ،  ومؤخرا  تم تحويل عدة وحدات للمجمع تحت تسمية القاعدة الميكانيكية وهي وحدات كانت في السابق تابعة إما لمؤسسات وطنية كالمؤسسة الوطنية  للسيارات الصناعية أو المؤسسة العمومية «فوندال»  أو المؤسسة العمومية الجزائرية للميكانيك.
وأضاف  النقيب عاشور حسام الدين، أن هذه القاعدة الميكانيكية، تمثل عنصرا هاما في المناولة والمناولة المنعكسة وأنشئت بغرض تعزيز النسيج الصناعي  والاقتصادي وخصوصا رفع نسبة  الادماج في جميع منتوجات المجمع وللتعامل مع جميع المتعاملين العموميين والخواص .
وأشار أن المجمع لديه عدة فروع وعدة شراكات مع متعاملين،  كالشركة الجزائرية لصناعة العربات الخاصة وهي تنتج   العربة المدرعة من نوع « فوكس2» التي هي موجهة لوحدات  الجيش الوطني الشعبي، لافتا إلى أنه وعلى هامش المعرض تم عرض أنماط جديدة من  هذه العربة ، ذلك تلبية لحاجيات وطلبات وحدات الجيش الوطني الشعبي،  وأيضا الشركة الجزائرية لصناعة العربات الخفيفة « نمر 2 « أو «نمر الجزائر» و قد تم  على هامش المعرض أيضا  عرض منتوجات جديدة وأنماط وأنواع جديدة تلبية لوحدات الجيش وأيضا المحركات التي هي موجهة إما لشاحنات الوزن الثقيل  أو للإنتاج  الفلاحي أو للمولدات الكهربائية  وأيضا تم إظهار  قدرات  القاعدة الميكانيكية  من ناحية التصنيع الميكانيكي  والسباكة  والحدادة  خصوصا الإنتاج الميكانيكي .
تحكم في تقنيات التصنيع وتطوير الأجهزة  والمنتوجات
ومن جانبه، أوضح ممثل دائرة الإشارة وأنظمة المعلومات والحرب الإلكترونية في تصريح للنصر ،  أن من مهام دائرة الإشارة وأنظمة المعلومات والحرب الإلكترونية ، تصنيع وتطوير ونشر  واستغلال جميع وسائل الإشارة و أنظمة المعلومات  والحرب الالكترونية لصالح جميع وحدات الجيش الوطني الشعبي ، مشيرا إلى أن الدائرة تشارك في معرض الإنتاج الجزائري  بوحدتين  ، وحدة متخصصة في  تصنيع وتطوير وسائل  الإشارة  وأنظمة المعلومات والحرب الالكترونية و مؤسسة أخرى لتصنيع الكوابل والألياف البصرية .
و تهدف هذه المشاركة في المعرض للتعريف بإمكانيات  هذين الوحدتين للإدماج خاصة  في الصناعة الإلكترونية  وتصنيع الألياف البصرية .
وأوضح  أن الأجهزة المطورة  والمصنعة لديها استعمال عسكري  بحت وأيضا هناك أجهزة تستعمل في المجال المدني بما فيها أجهزة وكوابل الألياف البصرية وأجهزة الإعلام الآلي والأجهزة الهاتفية المنشآتية والرقمية الحديثة .
وأضاف أن التحديات الجديدة التي تفرضها طبيعة الحروب الرقمية تفرض تحكما كبيرا في تقنيات التصنيع  وتطوير أجهزة الإشارة وأنظمة المعلومات والحرب الالكترونية  وهذا ما دفع دائرة الإشارة وأنظمة المعلومات والحرب الالكترونية تنفيذا  لتوجيهات القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي لتصنيع وتطوير هذه الأجهزة  وطنيا وتكوين كفاءات جزائرية مما سمح لنا  -كما قال-، بالتحكم الكلي لجميع المكونات المدمجة داخل هذه الوسائل والتحكم التام في البرمجيات، مما سيسمح بإنشاء بنية تحتية قوية لمجابهة الأخطار والتحديات التي تفرضها الحروب الرقمية الجديدة، مؤكدا أن التصدي لحروب الجيل الرابع له عدة أبعاد ،  ويتمثل البعد الأول في قدرة البنية التحتية المعلوماتية للصمود ضد الهجمات،   و اختيارنا كان تطوير إمكانياتنا في مجال البحث والتطوير وصناعة أجهزة الإشارة وأنظمة المعلومات والحرب الالكترونية محليا وهذا ما سيسمح بالتحكم في المكونات الالكترونية والبرمجيات المدمجة داخل هذه الوسائل وهذا ما يمكن من غلق بوابة مهمة أمام هجمات حروب الجيل الرابع  -كما أضاف-.
كما أشار المقدم رحو عبد الكريم، رئيس مكتب الإعلام والمنشورات التابع لمصلحة الاتصال لقيادة القوات البحرية، إلى مشاركة قيادة  القوات  البحرية  في  الطبعة ال29 لمعرض  الإنتاج الجزائري من خلال مؤسسة البناء والتصليح  البحريين المتواجد مقرها في وهران بالمرسى الكبير  وفرعيها المتواجدين في  بني صاف  وعنابة  وكذلك شاركت أيضا بالمصلحة الهيدروغرافية للقوات البحرية والمتواجد مقرها  بتامنفوست.
وأشار إلى عرض مجموعة من المجسمات للسفن المنتجة على مستوى المؤسسة  وتتمثل هذه المجسمات في سفن موجهة للخدمة  على مستوى قيادة  القوات البحرية من زوارق حرس السواحل  و  غراب 807 وكذلك  لمجسمات لسفن منتجة على مستوى المؤسسة وتتمثل في زوارق خدماتية  متمثلة في  القاطرات وزوارق أخرى للخدمات على مستوى الموانئ.  
وأوضح المقدم رحو عبد الكريم، أن أهداف المؤسسة التابعة  لقيادة القوات البحرية هي رفع  نسبة  الإدماج إلى  مستويات عليا  بسواعد جزائرية 100 بالمئة وبالتعاون  مع مؤسسات أخرى وطنية والتي تنتج مواد جزائرية.
قدرات إنتاجية وكفاءات جزائرية 100 بالمئة
وتمتلك  مؤسسة البناء والتصليح  البحريين قدرات إنتاجية تساعدها على إتمام مهامها على أكمل وجه، حيث تمتلك وسائل و معدات  ومن بينها ، حوض عائم 8500 طن، حوض عائم 4500 طن ، مزجل الجر، مرفع السفن 100طن من نوع رولاف،  ، وورشات البناء والتصليح التي ساهمت  في بناء عدة أصناف من السفن وعلى سبيل المثل غرابات، سفن صيد سمك الجمبري ، سفينة صيد سمك السردين ، زوارق الإنقاذ ، قاطرات .من جانبه،  أوضح ممثل  مؤسسة تجديد عتاد الطيران  الشهيد  عبد العزيز سيد أحمد، المتواجدة  بالناحية العسكرية الأولى ، الدار البيضاء بالعاصمة،  أن مؤسسة  تجديد عتاد الطيران هي مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري وهي تابعة للقطاع الاقتصادي  للجيش الوطني الشعبي، حيث تكمن مهامها الأساسية  في المراجعة العامة  والتصليح والصيانة  والتدخلات الميدانية وحتى عصرنة الطائرات، سواء كانت  طائر ات قتالية ، طائرات نقل ، حوامات ، حوامات المناورة ، الحوامات القتالية  إلى جانب صناعة قطع الغيار بالاستعانة بأجهزة حديثة متطورة ويد عاملة جزائرية  100 بالمئة ، مهندسين ، تقنيين،  خبراء في الميدان ، كفاءات جزائرية 100 بالمئة.  وأوضح أن مؤسسة تجديد عتاد الطيران ، تخصص نسبة مهمة  من منتوجاتها الصناعية  والتجارية لصالح مختلف  الوحدات التابعة لوزارة الدفاع  الوطني وكذا المتعاملين الخواص و عموميين وهذا دعما للاقتصاد الوطني وضمانا للجاهزية  القتالية لقواتنا  الجوية  .
مراد -ح

 

الرجوع إلى الأعلى