تعد المدرسة النموذجية للنحت على الأحجار الكريمة والصناعات التقليدية بتمنراست إحدى ثمار التعاون العلمي والتكنولوجي والتقني بين الجزائر والبرازيل، وقد تحولت هذه المنشأة منذ تأسيسها سنة 2013، إلى قطب "رائد" في مجال تطوير حرفة النحت على الأحجار الكريمة ونصف الكريمة، بعد استفادة المئات من الحرفيين والمكونين في إطارها من الخبرة البرازيلية في مجال نقل المعارف والخبرات المختلفة ذات الصلة بهذا المجال.

روبورتاج: عبد الحكيم أسابع

وتضمن هذه المدرسة منذ افتتاحها تكوينا في أربعة مقاييس مختلفة، ويتعلق الأمر بالنحت على الأحجار الكريمة والحلي التقليدية والتذويب والتصميم، بما في ذلك التصميم ثلاثي الأبعاد، حيث تشكلت أول دفعاتها من 80 حرفيا، تم اختيارهم من الولايات التي تشتهر بصناعة الحلي التقليدية عموما على غرار، تمنراست.
وتم تزويد هؤلاء الحرفيين، خلال فترة التكوين، بكل المعارف والخبرات الضرورية ذات الصلة بالنحت على الأحجار الكريمة من قبل المكونين البرازيليين، الأمر الذي ساعد على ضمان استمرارية المهنية والاحترافية في مجال صناعة الحلي التقليدية الممزوجة بالأحجار الكريمة، بعد استلام الطرف الجزائري للمدرسة، التي تشرف على حرفيين شباب من مختلف الولايات  وحسب مدير غرفة الصناعة التقليدية والحرف لولاية تمنراست، عبد الله لقراوي فقد أشرفت هذه المدرسة، التي تتواجد حاليا بمقر دار الصناعة التقليدية، على تكوين وتخريج أكثر من 400 حرفي في مجالات النحت على الواجهات والنحت التقليدي والتصميم ثلاثي الأبعاد وكذا مجال الصناعة التقليدية المعدنية، ويتم السعي حاليا لتمكين أكبر عدد من الحرفيين من الاستفادة من التكوين المتخصص والتخرج من المدرسة بما يناهز الـ 150 حرفيا كل سنة، وتوفير الآلات للحرفيين المتخرجين، وللنحت على الأحجار الكريمة، والمضي نحو إنشاء مشروع مخبر لمعرفة أنواع الحجارة.
مورد اقتصادي بديل

وأضاف المتحدث، بأن المؤسسة عرضت بنجاح مختلف منتجاتها، خلال عدة تظاهرات وطنية ودولية، من بينها معرض تم تنظيمه على مستوى سفارة دولة البرازيل بالجزائر العاصمة حضره أكثر من 300 دبلوماسي،  كما أقامت المدرسة معرضا على مستوى منطقة أورو بريتو جنوب البرازيل، شارك فيه مجموعة من الحرفين المتخرجين من ورشاتها و الذين استفادوا من دورة تكوينية تكميلية في هذا البلد الصديق، في خطوة لإثراء معارفهم بالاحتكاك مع نظرائهم من البرازيل والإطلاع على التجربة البرازيلية عن كثب.
كما عرضت الأحجار الكريمة التي تفنن الحرفيون الجزائريون في صقلها، في عدد من المعارض بينها المعرض الذي تم تنظيمه ضمن فعاليات مهرجان الشيخ زايد في دبي بالإمارات العربية المتحدة، إلى جانب المشاركة في الصالون الدولي للمرأة في النيجر.  وتأتي كل هذه المشاركات في إطار الرغبة في أن تصل الأحجار الكريمة وشبه الكريمة التي تزخر بها الصحراء الجزائرية، إلى العالمية سعيا لجعلها موردا اقتصاديا آخر لجلب العملة الصعبة خارج المحروقات.
وقد تم اختيار ولاية تمنراست، لإنشاء هذه المدرسة لعدة اعتبارات ومن أهمها توفر  المنطقة على مخزون محلي معتبر فيما يخص الأحجار الكريمة والشبه الكريمة، بالإضافة إلى تواجد عدد هام من الحرفيين في مجال صناعة الحلي التقليدية بالمنطقة.
ويؤكد محدثنا، بأن ذات المنشأة،  أعطت دفعا كبيرا للصناعة التقليدية في التصميم وكذلك  في المحافظة على الموروث الثقافي الوطني في مجال الصناعة التقليدية، مضيفا، بأن التركيز حاليا، منصب على توسيع دائرة التكوين لتشمل أعدادا أخرى من الحرفيين والمهتمين. من جهة أخرى، فقد اتفقت المديرية العامة للصناعة التقليدية بوزارة السياحة، مع الطرف البرازيلي، على الانتقال إلى مرحلة ثانية من التعاون، لإعطاء قوة دفع لهذا القطب الهام، من خلال مرافقة المدرسة في تحديد نوعية الأحجار الكريمة وشبه الكريمة، وكذا تصنيف  أنواع الحجارة الضارة التي قد تسبب أمراضا.
ع.أ

الرجوع إلى الأعلى