أكد المدير العام للمستشفى العسكري الجهوي للناحية العسكرية الثانية العميد بلكحل صلاح الدين، أنه يحرص على تجديد و عصرنة تجهيزات المنشآت والمعدات الطبية والجراحية، لمواكبة التطورات في هذا المجال، تماشيا مع تطلعات القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي لتقديم خدمات نوعية وتكفل أنجع بالمرضى.

بن ودان خيرة

وأوضح ، في كلمة سبقت جولة إعلامية ميدانية بالمؤسسة الاستشفائية أمير محمد بن عيسى بوهران، بأن درجة الاحترافية والامتياز التي بلغها الجيش الوطني الشعبي، تفرض التواصل مع المواطن من خلال وسائل الإعلام، التي تلعب دورا مهما في ترجمة الصورة الحقيقية والموضوعية للمؤسسة العسكرية في إطار تعزيز رابطة «جيش- أمة».
أول تقنية للجراحة بالمنظار للفتق الكبير بشمال إفريقيا
و كشف المقدم الدكتور سفيان زاتير، أن المستشفى العسكري بوهران هو الوحيد على مستوى شمال إفريقيا، الذي يتوفر على تقنية حديثة للجراحة بالمنظار للفتق الكبير، وهي تقنية تم إدراجها بالمصلحة سنة 2020، وسمحت لحد الآن بإجراء 5 عمليات ناجحة جدا للمرضى، مضيفا بأن هذه التدخلات الجراحية تعد أكثر دقة من سابقتها، حيث تتم بمساعدة «روبوت خاص» في أمريكا.
ومن ميزات هذه العمليات، أنها  لا تترك على أجسام المرضى آثارا مثل الجراحة العادية، كما أن المريض يغادر المستشفى في اليوم الموالي للعملية، عوضا عن البقاء لحوالي أسبوع كامل بعد الجراحة العادية، مشيرا إلى  أن 10 إلى 15 بالمائة من حالات الفتق الكبير، قد تحدث بعد إجراء المريض لعمليات جراحية سابقة، فيتعرض بفعل تبعاتها إلى تمزق داخلي، وهنا يصعب إعادة فتحه بطريقة عادية بسبب المضاعفات المحتملة، وبالتالي فإن الجراحة بالتقنية الجديدة للمنظار، يمكن أن تساعد على الشفاء دون جراحات عادية متكررة، حيث أبرز المتحدث، بأن هذه التقنية تساهم أيضا، في ترشيد النفقات بالنظر للتكاليف التي تتطلبها العملية التقليدية.
وذكر الدكتور زاتير، أنه خضع لتكوين في الولايات المتحدة الأمريكية، للتحكم في هذه التقنية التي تم ابتكارها سنة 2015 مشيرا، إلى أن الصحة العسكرية بوهران، كانت دائما السباقة لإدراج تقنيات الجراحة بالمنظار في الجزائر، وهذا منذ سنة 1992، بفضل مبادرة رائدة للبروفيسور قنديل، على مستوى عيادة النخيل التابعة للمؤسسة العسكرية.
100 و 150 تحليل «بي سي آر» يوميا
وبمخبر التحاليل، كشف رئيس المصلحة، العقيد الدكتور بلمهدي لحسن، بأن المخبر زود منذ بداية الجائحة بأجهزة رقمية عالية الدقة، تستعمل للكشف عن الإصابة بكورونا، عن طريق «النسخ العكسي - تفاعل البلمرة المتسلسل»، المعروف ب «بي سي آر»، حيث يمكن للجهاز إعطاء نتائج متعددة تخص كل ما يوجد في الجهاز التنفسي للمريض من أمور غير عادية أخرى، بالإضافة للنتائج المتعلقة بفيروس «كوفيد 19» وهذا في ظرف 45 دقيقة فقط، كما يسمح النظام الرقمي بحفظ النتائج في ذاكرته، مشيرا إلى  المخبر يجري ما بين 100 إلى 150 تحليل «بي سي آر» يوميا منها حوالي 70 بالمائة إيجابية، وذلك منذ عودة عدد الإصابات للارتفاع في الآونة الأخيرة.
وخلال جولتنا في المخبر، قال الدكتور بلمهدي، بأنه يستقبل كل طلبات التحاليل التي تصل من مختلف المصالح الأخرى، ويقسمها وفق التخصص العلاجي وتشخيص محتواها، مع الحرص على اختصار الوقت قدر الإمكان، للسماح للمريض بالحصول على النتائج والتكفل الأحسن به، لكي لا يتعرض لمضاعفات أخرى.
ريادة جهوية في تشخيص الفشل الكلوي
من جهته، أبرز رئيس مصلحة التشريح الباطني العقيد الدكتور مجامعية ميلود، بأن مصلحته تتوفر على مجهر متطور خاص بخزعات الكلى، وهو الوحيد على مستوى الغرب الجزائري، حيث يمكن بفضله الحصول على نتائج دقيقة جدا عند الكشف عن أسباب المرض، ومنها الأجسام المضادة للكلى، والتي يتعذر كشفها غالبا بالطرق السابقة، وهي أجسام تسبب عرقلة عمل الكلى و تؤدي للإصابة بالفشل الكلوي، مضيفا بأنه هذا الجهاز يسمح بتشخيص الحالة وتحديد نوعية العلاج المطلوب لتنشيط الكلى مجددا.
وعلى صعيد آخر، قال العقيد الدكتور ترقو سعيد، رئيس مصلحة أمراض الكلى، بأن أولى عمليات زرع الكلى التي أجريت في المصلحة تعود لسنة 2010، وقد بلغ عددها الإجمالي إلى غاية الآن 107 عملية، تمت من متبرع حي  لمريض بالفشل الكلوي مشيرا، إلى  أنها عمليات ناجحة جدا، ولكن تتوقف على إيجاد متبرع متوافق مع المريض، لذلك  تقتصر هذه العمليات حاليا على نقل العضو من الأحياء فقط، في انتظار الاستعانة بأعضاء المتوفيين لزرعها للمرضى في مرحلة قادمة.

 وأوضح المتحدث، بأنه يتم تحضير الملف الطبي للمتبرع والمريض قبل كل عملية، وذلك من أجل الحرص على التوافق وتفادي رفض الجسم للعضو المزروع، حيث لم تسجل أبدا، أية عملية رفض منذ بداية نشاط زرع الكلى بالمصلحة، مبرزا، بأن فترات المتابعة الطبية بعد العمليات تخضع لتقييم الطبيب و وضعية كل مريض.
مجموعات العمل.. قاطرات التميز لتكفل أنجع بالمريض
تعتبر مكافحة السرطان من أولويات القائمين على المؤسسة الإستشفائية العسكرية بوهران، والدليل هو أن المدير العام للمستشفى العميد بلكحل صلاح الدين، يترأس بنفسه، مجموعة العمل الخاصة بالسرطان، كما أنه يتابع مشروع إنجاز مركز لمكافحة الداء على مستوى فضاء المستشفى، وهو مركز سوف يسمح برفع الغبن عن المصابين مستقبلا.
وفي لقاء لها مع الصحافة، قالت البروفيسور عدنان دنيا، منسقة مجموعة العمل المكلفة بأمراض السرطان ومتابعة المصابين، بأن المجموعة وجدت للتنسيق مع لجنة مكافحة السرطان التابعة للمستشفى، والتي تضم بدورها سبع لجان فرعية حسب التخصصات، وهذا ما ساهم في تقليص مدة ضبط التشخيص من خمسة أشهر إلى 15 يوما على أكثر تقدير، كما سهل على المرضى معرفة مسارهم العلاجي، وخفف عنهم أعباء التنقل بين المصالح والمستشفيات، بحثا تشخيص دقيق لحالاتهم.
و أضافت المتحدثة، بأن هذا البروتوكول يسمح للمريض بالتوجه مباشرة نحو مجموعة العمل المكلفة بالسرطان، والتي تقف على حالته بشكل مستعجل ودقيق، يمكن من الانطلاق مباشرة في العلاج، وقالت الدكتورة عدنان، أن هذا المسار يسمح بالتدخل الفعال وفي الوقت المناسب قبل اتساع رقعة الورم وتدهور حالة المريض، وأن التدخل يشمل كذلك التوجيه الصحيح لمرافقي المرضى.
من جانبه، أوضح المقدم الدكتور بغداد سمير، رئيس مصلحة أمراض الدم، بأن مصلحته تجري عمليات للزراعة الذاتية للنخاع العظمي، وقد استفاد منها 41 مريضا على مدار 7 سنوات منذ بداية العمل، مؤكدا، أن نسبة النجاح كانت عالية جدا، وأن فترة المسار العلاجي تدوم 21 يوما، وهي عمليات دقيقة تجرى في بعض حالات الإصابة بسرطان الدم، وغالبا ما تكون هذه العمليات ناجعة للمرضى الأقل من 65 سنة.
وأضاف، أن إجراء عمليات زرع النخاع العظمي من شخص متبرع لمريض بسرطان الدم، ستنطلق مع استلام مشروع مركز مكافحة السرطان قيد الإنجاز، خاصة وأن هذه العملية تتطلب تقنيات متطورة وظروف تعقيم عالية لضمان نجاحها. وفي السياق ذاته، أشارت منسقة مجموعة العمل المكلفة بالعلاج التلطيفي، العقيد الدكتورة دحموش فازية، أن المجموعة تحرص على ضمان تكفل تلطيفي مناسب لمرضى السرطان الميؤوس من حالتهم، كما تسعى لإنشاء وحدة للتكفل الطبي بكبار السن المصابين بأمراض خطيرة، وهذا بعد انتهاء إنجاز مركز مكافحة السرطان ، حيث ستكون هذه الوحدة رائدة وطنيا.
وبخصوص مجموعة العمل الخاصة بالجلطات الدماغية، أوضح الدكتور بلموسات فريد، منسق المجموعة التي تضم 7 تخصصات طبية، بأنه يتم استقبال معدل مريضين يوميا، وهدف المجموعة هو التكفل الحسن بالمرضى خاصة الذين يصلون للمستشفى قبل أربع ساعات من ظهور الأعراض، علما أن الأغلبية يصلون بعد عدة ساعات أو حتى أيام، وهو ما يصعب العلاج والتعافي الجيد، حيث وجه الدكتور بلموسات، نداءا للتحسيس بأهمية الإسراع في نقل المصابين بأعراض الجلطة الدماغية الشائعة بنسبة 80 بالمائة لدى المصابين بضغط الدم.
وبالنسبة لمجموعة العمل المكلفة بتجلط الدم، التي يشرف عليها العقيد الدكتور دهيم فتحي، فإنها تدرج ضمن برنامجها الحرص على تكوين الطاقم المختص في التدخل السريع،لإزالة الجلطة في الوقت المناسب، حيث يتم التكوين بالتنسيق مع مختصين من مؤسسات إستشفائية جزائرية، في انتظار برمجة ملتقيات مع خبراء أجانب مستقبلا، لتطوير وترقية أداء الطاقم المتدخل في مثل هذه الحالات.
أما مجموعة العمل المكلفة بأمراض السكري، فتتكفل أساسا بالمصابين بالقدم السكرية، حيث أفاد رئيسها، البروفيسور شملي مراد، بأن هذه الحالة تمس المصابين بالسكري بنسبة 25 بالمائة أكثر من الأشخاص العاديين.
ب.خ

الرجوع إلى الأعلى