مركب رياضي  بمواصفات عصرية في قسنطينة
استفادت المقاطعة الإدارية علي منجلي بقسنطينة، من مشروع استثنائي وفريد من نوعه بكامل الولاية، والمتمثل في إنجاز مركب رياضي جديد بمواصفات عصرية، سيدخل حيز الخدمة بعد نهاية شهر رمضان، هذا المكسب الرياضي سيحول المنطقة إلى قبلة للرياضيين من داخل وخارج الولاية، لما يتوفر عليه من إمكانيات ووسائل متطورة تساعد على تحضيرات جيدة.

روبورتاج: حاتم بن كحول

و يقع المركب الرياضي الجديد، في التوسعة الغربية لعلي منجلي، على مستوى الطريق الرابط بين المقاطعة الإدارية ومدينة عين سمارة، حيث ينجذب كل مستعمل لهذا الطريق إلى بنايات عصرية تحيط بها مساحات خضراء وأشجار نخيل منحت المنطقة منظرا طبيعيا مميزا، واختلفت آراء المارة إن كان هذا المرفق عبارة عن قاعة للحفلات أو مقر شركة عالمية أو ما شابه.
و توجهت «النصر» إلى هذا الفضاء الجذاب، من أجل كشف حقيقة هذا المركب الرياضي الذي سيغير من وجه المدينة، خاصة وأنه يعتبر أكبر مرفق رياضي عصري على مستوى الولاية، لما يوفره من إمكانيات ضخمة للرياضيين قد تجعله قبلة لأبرز نجوم الرياضة وأكبر أندية كرة القدم محليا و ربما للأندية الإفريقية الأخرى التي تحج إلى دول شقيقة قبل بداية كل موسم كروي من أجل التحضير الأمثل لمختلف المنافسات. التقينا بصاحب المشروع صدام حسين بيشة، وهو مستثمر شاب تلقى تعليمه العالي بألمانيا، ورغب في أن ينجز مركبا رياضيا على الطريقة الألمانية في ولاية قسنطينة، و أكد هذا المستثمر أنه انبهر من تطور ألمانيا في إنجاز المركبات الرياضية ما ساعد في تطوير الرياضة في هذا البلد، و رغب في تجسيد هذه التجربة في منطقة لا تتوفر على مثل هذه المرافق الرياضية العصرية.
المشروع سيجهز بعد شهر رمضان
و قرر المستثمر استغلال مساحات أرضية معتبرة ملكا له من أجل تجسيد مشروعه، الذي وصلت به نسبة الأشغال إلى 85 بالمئة، مؤكدا أنه سيكون جاهزا بعد شهر رمضان الداخل، موضحا أنه سيكون عبارة عن دفعة قوية للرياضة بولاية قسنطينة، وسيحدث ديناميكية كبيرة بالمقاطعة الإدارية علي منجلي، والتي تعج بالمواهب إلا أنها تفتقد لمثل هذه المرافق الرياضية التي تمكن من تفجير إمكانيات الرياضيين وصقل المهارات والمواهب لمختلف الشباب في مختلف الأصناف العمرية الرياضية.
و يتميز هذا المرفق الذي ما زالت الأشغال جارية به، بواجهة خارجية جذابة مصنوعة من الزجاج، تشبه الأبراج العصرية بالولايات المتحدة الأمريكية، تحيط بها مساحات خضراء من كل الجوانب، تتخللها أشجار نخيل جعلت المرفق يبدو منتجعا سياحيا أو فندقا فخما.
مسبح وقاعات تقوية العضلات ووسائل استرجاع حديثة
وعلمنا من صاحب المشروع أن المركب يتوفر على حظيرة سيارات قدرة استيعابها تصل إلى 500 سيارة، و لاحظنا أن الأرضية لم تعبد بعد، حيث ستكون آخر خطوة يقوم بها المستثمر، كما لاحظنا وجود بناية ضخمة مكونة من أربعة طوابق لا تبعد إلا بأمتار قليلة عن المركب، ليؤكد المستثمر أنها مرقد يتيح للرياضيين الإقامة عند برمجة تربصات مغلقة.ويتوفر المركب الرياضي على عدد كبير من القاعات في الطابق الأرضي، أنجزت في شكل مستقيم على الجانبين، حيث تم تخصيص قاعات واسعة لتقوية العضلات على الرواق الأيسر، إضافة إلى قاعات مخصصة لتدريبات القلب «كارديو» سيتم تزويدها بأحدث التجهيزات، إضافة إلى قاعة مخصصة لراكبي الدراجات الهوائية المثبتة وأخرى أقل مساحة مخصصة للرياضات القتالية على غرار الملاكمة والكاراتيه والتايكواندو وغيرها.فيما تتوزع على الجانب الأيمن قاعات مخصصة لعمليات الاسترجاع، مزودة بأحدث التجهيزات على غرار «السونا» و «الجاكوزي» وحمامات وغرف تغيير الملابس وقاعات اجتماع تخصص للتقنيين من أجل إعداد خطط تكتيكية أو شرح لبرنامج التربص أو ما شابه.
كما تم إنجاز في نفس الطابق مسبح نصف أولمبي يصل طوله إلى 34 مترا وعرضه لحوالي 16 مترا، وتم إنجاز سقفه بمادة بلاستيكية تمتص الرطوبة من أجل تمكين السباحين من التدريب الأمثل داخل حوض السباحة، واقتربت الأشغال على الانتهاء على مستوى المسبح بعد أن وصلت نسبتها إلى 90 بالمئة.
مطعم ومحلات تجارية ومرقد لإيواء الرياضيين
أما الطابق الأول، فيضم سلسلة من القاعات المخصصة لتناول مختلف الوجبات، أنجزت على اليمين، تقابلها قاعة كبيرة وأخرى صغيرة تستعمل في الطبخ وتحضير الوجبات، إضافة إلى حمامات منفصلة تستعمل فقط قبل أو أثناء أو بعد تناول الوجبات الغذائية.
و صممت القاعات بطريقة حديثة وعصرية، أكد بخصوصها المستثمر أنها شبيهة بتلك المنجزة في المركبات الرياضية في ألمانيا، مضيفا أن تصميم المركب وطريقة توزيع المرافق كانت من طرفه بمساعدة خبراء أجانب شاركوا في الهندسة الفريدة من نوعها والتي أعطت للمركب صبغة جديدة غير متعود عليها محليا.
كما خصص سطح المرفق الرياضي، من أجل الراغبين في أخذ قسط من الراحة، حيث ينقسم السطح إلى جهة مفتوحة وأخرى مغطاة حسب حاجة الرياضي، مجهزة بكراسي تطل على أربع واجهات، كما تم إنجاز محلات تجارية صغيرة تستغل في صنع المثلجات ومختلف الحلويات.
ملاعب تدريب معشوشبة اصطناعيا وملعب تنس
وعمد المستثمر إلى إنجاز فضاءات واسعة من المساحات الخضراء، ورغم أنها ما زالت في مرحلة الاخضرار إلا أنها منحت للمركب منظرا جميلا ، ووسط تلك المساحات وبعد السير لأمتار قليلة خلف المركب الرياضي، صادفنا ورشة مفتوحة، علمنا من صاحبها أنها مخصصة لإنجاز ملعب تدريبات كبير وملعبين صغيرين إضافة إلى ملعب تنس.

و أكد مرافقنا أنه عمد إلى إنجاز هذا المركب في منطقة هادئة بعيدة كليا عن ضوضاء المدينة، تتوسط جبال صغيرة ما جعلها تتميز بهواء نقي يساعد الرياضيين في التحضيرات، موضحا أنه عمد إلى توفير كافة الضروريات من أجل إتاحة ظروف مثالية للرياضيين.وأوضح المتحدث أن هذا المرفق موجه لكل الرياضيين مهما اختلف نوع نشاطهم، سواء كانت رياضات فردية أو جماعية، موضحا أنه يتسنى أيضا لأندية كرة القدم التربص في هذا المركب، بما أنه يتوفر على كامل الإمكانات، مذكرا بأنه أنجز فندقا صغيرا يبعد عن المركب بمسافة لا تزيد عن 10 أمتار، من أجل إتاحة فرصة القيام بتربصات مغلقة، متمنيا من السلطات الولائية مساعدته في الحصول على ترخيص لاستعمال هذا المرقد.
مساحات خضراء زادت من روعة المنطقة الهادئة
وتمت تهيئة مساحات خضراء بكامل المنطقة من أجل منح مظهر جذاب وتفاؤلي للرياضيين، حتى أنه سينجزها على مستوى هضبة مقابلة للمركب تعود ملكيتها له، مضيفا أنه اقتنى تجهيزات متطورة وحديثة منها ما سيتم العمل به لأول مرة على المستوى الوطني، مضيفا أن انتهاء أشغال المركب ستكون بعد شهر رمضان إلا أن استغلاله سيكون مباشرة بعد دخول الفندق الصغير حيز الخدمة، حتى يكون المرفق متكاملا.
و قال صاحب المشروع، إنه سيفتح ورشات أخرى مباشرة بعد تسليم المركب الرياضي، من أجل إنجاز مركز تجاري لا يبعد عن المركب سوى 100 متر، موضحا أنه سيكون فريدا من نوعه وعصريا، حتى يتسنى للرياضيين استغلاله أثناء الراحة في اقتناء مختلف الأغراض، ومن أجل كسر الروتين اليومي داخل المركب.
كما سيتم إنجاز حظيرة ألعاب حديثة خلف المركب الرياضي، من أجل إنعاش المقاطعة الإدارية علي منجلي، والتي تفتقد حسبه لمثل هذه المرافق، رغم أنها تقترب لأن تكون مدينة مليونية، موضحا أن المنطقة ستنتعش كثيرا بعد دخول هذه المشاريع حيز الخدمة. و أضاف المستثمر الشاب، أنه عمل بالتنسيق مع شقيقه ليظهر هذا المركب بالوجه الذي هو عليه حاليا، موضحا أنه لم يطلب أية مساعدات مالية من السلطات وكل ما يرغب فيه هو مساعدته في الجانب الإداري، خاصة وأن الأرضية تعتبر ملكيته الخاصة.
رياضيو قسنطينة أمام فرصة التحضير الجيد لمختلف المنافسات
و تعتبر ولاية قسنطينة، ولاية رياضية بإمتياز نظرا للأسماء البارزة التي تزخر بها على مستوى الساحة الوطنية والعالمية، ممن شرفت الراية الوطنية ورفعتها عاليا، هذا التميز لم يرافقه تطورا في المنشآت والمرافق الرياضية، ما أدى إلى حد تطور رياضيين لا يملكون الإمكانات اللازمة من أجل إجراء تربصات خارج الوطن، فيما تكبد آخرون صرف مبالغ مالية معتبرة من أجل التحضير لمختلف المنافسات الرياضية.
أنيس حلاسة بطل عالمي في الكاراتي، والملاكمان شعيب بولودينات ويونس نموشي بطلا الملاكمة والمشاركان في الأولمبياد، ياسر تركي البطل الإفريقي في رياضة القفز الطويل، سامي خروف صاحب الميدالية الذهبية في الألعاب الإفريقية في تخصص تنس الطاولة، لن يضطروا مستقبلا للبحث عن عقود سبونسور كي يحظوا بتحضيرات جيدة في تربصات تقام خارج الوطن، حيث يمكن لهم التنقل لمسافة لا تزيد عن 20 كيلومترا من أجل استغلال هذا المركب الذي يضمن لهم كل سبل الراحة وظروف مواتية لإنجاح التحضيرات.
يذكر أن ولاية قسنطينة تميزت مؤخرا في الرياضات الجماعية على غرار أندية كرة القدم بمختلف الأقسام، وحتى بالنسبة للرياضة النسوية في وقت تتألق فيه الأندية القسنطينية، مثل فتيات قسنطينة ووئام الخروب وحتى بالنسبة لرياضة كرة السلة وكرة اليد، و التي تنافس الأندية في الدرجات الممتازة.
و من شأن هذا المركب الرياضي، أن يعطي دفعة وأن يحدث ديناميكية بالولاية عموما، خاصة وأنها تعج بمواهب كانت في أمس الحاجة لهذا المشروع الواعد لصقل مهاراتها في مختلف الأصناف الرياضية.

الرجوع إلى الأعلى