منـــتوج الثــوم المبكــر يقلــب معادلـــة الأســعار في الأســواق

سجل فلاحو ولاية الوادي، هذا الموسم، إنتاج كميات هائلة من الثوم المبكر الأخضر، ما ساهم في موازنة السوق الوطنية و كسر الأسعار الخيالية التي بلغها المنتوج قبل أسابيع، حيث انخفض ثمنه من 1100 دج إلى 150 دج للكيلوغرام، فيما توسعت مساحات غرسه بهذه الولاية التي تحولت إلى سلة غذاء الجزائريين، لتتجاوز 1500 هكتار موزعة لزراعة الصنف الأخضر الموجه للاستهلاك و اليابس الناضج الموجه للتخزين، وفق مديرية المصالح الفلاحية و هو جعل كثير من المستهلكين يدخلون في ثقافتهم الاستهلاكية استخدام الثوم المبكر الأخضر بدل الاعتماد على اليابس في الطبخ.

  روبورتاج منصر البشير

و اشتهرت ولاية الوادي خلال المواسم الفلاحية الماضية، بتوفير العديد من المحاصيل الزراعية المبكرة من الخضروات واسعة الاستهلاك و بكميات معتبرة تغطي بها نسبة معتبرة من السوق الوطنية على غرار البطاطس، الطماطم و البصل و الثوم، هذا الأخير الذي تتسع مساحته المزروعة من موسم لآخر.
ضخ كميات من الثوم الأخضر بـ150 دج للكيلوغرام

و شهدت مختلف الأسواق الوطنية خلال، الأسابيع القليلة الماضية، تراجعا كبيرا في أسعار مادة الثوم اليابس واسع الاستهلاك و ذلك إلى أكثر من النصف، بعد أن كان يباع الكيلوغرام بحوالي 1100 دج و هذا بجني كميات معتبرة من مادة الثوم الأخضر المبكر بسعر لا يتعدى 150 دج للكيلوغرام الواحد، تم ضخها انطلاقا من مختلف المحيطات الفلاحية بولاية الوادي .
و قال عدد من الفلاحين النشطين بالوادي «للنصر»، أن الثوم من المحاصيل الفلاحية التي يستمرون في جنيها لقرابة 7 أشهر من منتصف شهر جانفي، حيث يقوم الفلاح السوفي بجني جزء من محصوله السنوي على  شكل ثوم أخضر يتم ربطه في رزم صغيرة لا يتعدى سعرها 50 دج للرزمة الواحدة و في منتصف شهر مارس، يتم جني كميات أخرى من ذات المنتج بعد دخول أشجارها في مرحلة التحول التدريجي من الأخضر إلى اليابس، كما هو متداول في السوق حاليا.و أكد ذات المتحدثين، أن ما يسوقونه نحو كل الولايات من محصول مبكر طيلة هذه الفترة، غير قابل للتخزين، حيث يوجه مباشرة للاستهلاك لعدم وصوله إلى المرحلة النهائية من النضج، أي بعد أن تكون سيقانه قد ذبلت و أصبحت يابسة تماما و تشكلت فصوص الصوم في شكلها النهائي القابل للتخزين أو البذر مرة أخرى بعد منتصف شهر أوت.
و ذكر «خليفة.ح» و هو فلاح ببلدية البياضة، أنه زرع ما يزيد عن 5 هكتارات من مادة الثوم هذا الموسم، تم جني قرابة النصف كمحصول مبكر أخضر منها، فيما فضل الإبقاء على الباقي إلى غاية النضج النهائي، بهدف توفير المساهمة في توفير كميات قابلة للتخزين و الاستهلاك في فترة ما بين المواسم و توجيه كميات منه كبذور.
و أضاف «حمزة.غ» و هو فلاح أيضا من بلدية حاسي خليفة، بأن توفير بذور جيدة و منع استيراده خلال آخر موسمين، شجعه كغيره من الفلاحين لزراعة الثوم على مساحة تفوق 10 هكتارات، قام بجني قرابة نصف المساحة التي باعها مباشرة إلى عدد من التجار من ولايات الشمال و ترك البقية منها إلى أن يستكمل نضجها بشكل نهائي.
أما «عمي العيد»، فلاح بمنطقة النخلة شرق ولاية الوادي، ففضل بيع كافة محصوله في شكل ثوم مبكر و ذلك على مساحة قدرت بحوالي 10 هكتارات لهذا الموسم، بعد كثرة الطلب عليه في السوق، حتى يتسنى له استغلال هذه المساحة في محاصيل أخرى بدل انتظار نضجه، لتميز ذات المنتج بطول مدة انتظار جنيه بشكل نهائي، مشيرا إلى انفراد الجهة بتوفير هذا المنتج مبكرا ساهم في تشجيعه على جنيه كليا قبل دخول محاصيل الولايات الشمالية التي تتركه مزروعا إلى غاية النضج النهائي.
منتجون و تجار يؤكدون
المحصول المبكر لثوم الوادي أحدث توازنا في السوق الوطنية

أكد عدد من تجار الخضر من داخل و خارج الولاية، صادفتهم «النصر» خلال جولة استطلاعية في المزارع و الأسواق، أن الارتفاع الكبير لأسعار الثوم في فترة ما بين المواسم، حول أنظار تجار الوطن إلى ولاية الوادي من أجل اقتناء ما أمكن من محصوله المبكر الأخضر و هو ما ساهم في تراجع أسعار ما تبقى من ثوم الموسم الفارط و سمح لهم بتوفير حاجيات المستهلك من هذه المادة خاصة خلال الشهر الفضيل .
و قال «إبراهيم.ش» و هو تاجر من مدينة بومرداس التقيناه في المحيط الفلاحي «خبنة الجربوعة» بالبياضة، أنه قام خلال الأسابيع الماضية، بشراء و نقل أزيد من10 شاحنات من الحجم المتوسط، معبأة بمادة الثوم المبكر إلى أسواق العاصمة و بعض المدن المجاورة، حيث يقوم مباشرة بشراء المنتوج من الفلاح إلى السوق، بعد أن كون شبكة من معارفه في المنطقة التي توفر لزبائنه مختلف الخضر الموسمية.
و ذكر «رابح.ف»، تاجر بسوق الوادي، أن المنطقة و ما توفره في السوق من محاصيل مبكرة على غرار الثوم، وفرتها و أسعارها التنافسية يتحكم فيها العرض و الطلب، مشيرا إلى بيعه حمولة العشرات من الشاحنات بمدن الشمال، فيما يجلب بعض المنتجات الأخرى مثل الفواكه و بعض الخضار غير المتوفرة حاليا بسوق الجملة في ولاية الوادي.
كما نوه «الحاج علي. م» و هو تاجر و فلاح سابق، بأن الثوم من المحاصيل التي يتناقص وزنها حتى داخل غرف التبريد و ذلك لنقص كمية المياه التي تمثل جزء كبيرا من وزنه و هو ما يجعل التاجر في كل مرة يرفع من سعرها ليغطي فارق السعر الذي اشترى به في وقت سابق، مشيرا إلى أنه كلما كان الثوم خاليا من الوزن الزائد لسيقانه و ما يتبعها من قش، كلما كان سعره مرتفعا.
المساحات المزروعة تجاوزت 1500 هكتار
إنتاج 350 ألف قنطار بين ثوم مبكر و يابس

 و أكد رئيس مصلحة تنظيم الإنتاج و الدعم التقني بمديرية المصالح الفلاحية بالوادي، «سالم بكاري»، أن الولاية وفرت ما يزيد عن 1500 هكتار خصصها فلاحو المنطقة لمادة الثوم، ثلثها يتم جنيها تدريجيا في شكل محصول مبكر كثوم أخضر، بما يضمن توفير أزيد من 350 ألف قنطار بين يابس و أخضر من ذات المادة. و قال ذات المصدر، أن ولاية الوادي تعد السباقة في توفير المحاصيل المبكرة دون غيرها من الولايات الفلاحية الأخرى، على غرار مادة الثوم، حيث ساهمت في التراجع السريع لأسعار الثوم اليابس في السوق الوطني، بما وفرته من محصول، مشيرا إلى أهمية اختيار أجود أنواع البذور، بما فيها المستوردة التي ساهمت في الرفع من مردود الهكتار الواحد و توفير منتج قابل للتخزين أو البذر في آخر الموسم القادم الذي ينطلق شهر أوت. كما أضاف رئيس مصلحة تنظيم الإنتاج و الدعم، بأن فارق المردود الواحد من حيث الوزن في الهكتار د بين جني حوالي 100 قنطار في الهكتار لما يتعلق بالثوم منتهي النضج و أزيد من 300 قنطار في الهكتار لما يتم جنيه مبكرا و هو ما يساهم في تحديد سعره في السوق، كون هذا الأخير وزنه الزائد راجع لنسبة المياه التي تشكل جزء كبيرا منه من حيث وزنه. كما أشار ذات المسؤول، إلى أنه تم جني أزيد من 600 هكتار من محصول مادة الثوم المبكر، بعد كثرة الطلب عليه، حيث تم ضخها في السوق الوطنية و ساهمت في استقرار الأسعار و خلق وفرة لمختلف ولايات الوطن، خاصة في شهر رمضان حينما يرتفع الطلب.         
م. ا

الرجوع إلى الأعلى