تضاعف تكـاليف العطلة في تونس وتركيا وجهـة منافسـة

 تشهد وكالات السياحة بولاية قسنطينة، إقبالا كبيرا من طرف المواطنين الراغبين في قضاء العطلة بتونس، بعد قرار رئيس الجمهورية بإعادة فتح الحدود البرية مع تونس، إلا أن المواطنين اصطدموا بارتفاع جنوني في الأسعار مقابل الإقامة في الفنادق وصل إلى نسبة مئة بالمئة، ليجد البعض منهم وجهة بديلة تتمثل في تركيا.

روبورتاج: حاتم بن كحول

في المقاطعة الإدارية علي منجلي التي تعرف تواجد عدد معتبر من الوكالات السياحية، شاهدنا عائلتين قدمتا للاستفسار عن أسعار قضاء العطلة في تونس بإحدى الوكالات، أين شرعت موظفة في الحديث عن وجود تخفيضات في فنادق معينة، مضيفة أن الإقبال على الحجز عبر الطائرات كان مقبولا ومعتبرا، لكن سعر التذاكر حينها كان لا يفوق 3 ملايين سنتيم، إلا أن المعطيات انقلبت في شهر جوان المنصرم بعد رفع السعر إلى 6 ملايين.
كما قالت المتحدثة، إن الإقبال ارتفع بنسبة 50 بالمئة من طرف الزبائن، مباشرة بعد الإعلان الرسمي عن فتح الحدود البرية مع تونس. وعند بقائنا لنحو 30 دقيقة في هذه الوكالة، لاحظنا أن جل الزبائن من العائلات، نصفها تقوم بالاستفسار عن أسعار الإقامة بفنادق تونس لمدة أسبوع، بينما كان الآخرون يقومون بالحجز والتأكيد. الموظفة أكدت أن جل الزبائن يتفاجأون بالأسعار المعتمدة من طرف الفنادق التونسية والتي ارتفعت إلى الضعف أي بنسبة مئة بالمئة.
تنقلنا بعدها إلى وكالة تقع في الوحدة الجوارية 6، على أساس أننا زبائن، أين كان في استقبالنا شاب أكد أن أسعار الفنادق في تونس ارتفعت مقارنة بما كانت عليه قبل 3 سنوات، من أجل وضعنا في الصورة وتحضيرنا نفسيا للأسعار الخيالية التي سنسمعها، حيث شرع في كشف أسماء بعض الفنادق وثمن الإقامة بها لمدة 6 ليالي أي 7 أيام تشمل كل الخدمات، وأخبرنا الموظف أن الفنادق ذات أربع وثلاث نجوم يتراوح سعرها بين 11.5 مليون سنتيم إلى 30 مليون سنتيم، رغم أنها عادية وليست فخمة، موضحا أن الكلفة تشمل الإقامة لشخصين بالغين وطفلين صغيرين.
أما ثمن الإقامة لمدة 6 ليالي تشمل كافة الخدمات في فندق الحمامات، فيصل إلى 11.5 سنتيم، و وصل في فنادق أخرى إلى 17.8 مليون سنتيم، 18.8 مليون، و29 مليونا. وشرع الموظف مباشرة في تقديم أسعار الفنادق في مدينة سوسة راغبا في طمأنتنا بأنها أقل مما هو موجود في مدينة الحمامات، موضحا أن ثمن الإقامة لنفس الفترة ونفس عدد الأفراد في فندق هو 25.1 مليون سنتيم، و25.4 مليون لفندق آخر، موضحا أن الأسعار الخاصة بالفنادق المتوسطة تتراوح بين 11.3 مليون سنتيم، إلا أنها سترتفع أكثر في شهر أوت المقبل.
وبوسط مدينة قسنطينة، قال أصحاب وكالات سياحية إن أسعار الفنادق في تونس ارتفعت بأربعة أضعاف، ومثل أحدهم أن الفندق الذي كان ثمن الإقامة فيه لمدة أسبوع 13 مليون سنتيم، يصل حاليا إلى 43 مليون سنتيم، إلا أنه توقع أن الأسعار ستنخفض قليلا بعد أيام.
وأضاف آخر أنه لمس ارتفاعا في الإقبال على الوكالة مباشرة بعد الإعلان عن فتح الحدود، خاصة أن سعر تذكرة الطيران لا يقل عن 5.8 مليون سنتيم وهو مبلغ كبير بالنسبة لعائلة تتكون من أربعة أفراد أو أكثر.
أسعار لا تقل عن 30 مليون سنتيم للعائلات
خلال جولتنا، تحدثنا إلى زبونة قالت إنها متفاجئة من هذه القيم المالية التي كان يلقيها المتحدث والتي لا تقل عن 30 مليون سنتيم بالنسبة لفندق محترم، واصفة الأسعار بالجنونية. ولاحظنا أن العائلات كانت تحاول تقليص تكلفة الإقامة من خلال التفريط في وجبة الغداء أو العشاء والاكتفاء بالفطور و وجبة إضافية، فيما كانوا يستفسرون عن أسعار فنادق أقل تكلفة حتى وإن كان على حساب الخدمات المقدمة، بينما قام آخرون بالاستفسار عن الأسعار في شهر سبتمبر المقبل أين تنخفض بنسبة 20 بالمئة.
وأكد أصحاب الوكالات التي زرناها، أن جل الزبائن يغيرون وجهتهم من تونس نحو تركيا مباشرة بعد علمهم بالأسعار، التي تعتبر متقاربة كثيرا حسبهم، وأكدت عاملة بوكالة أن الفرق بين السياحة في البلدين هو سعر تذاكر الطيران المرتفعة بالنسبة لتركيا، ولكن ما عدل الكفة هو ثمن الإقامة في الفنادق التركية الذي يعتبر معقولا ومثاليا مقارنة بتونس.
وأكد لنا صاحب وكالة أخرى، أن تكاليف إقامة عائلة في فندق فخم بتركيا لا تزيد عن 18 مليون سنتيم، كما تم إقرار تخفيضات على سعر تذكرة الطيران، أين وصلت قبل عيد الأضحى إلى 5.5 مليون سنتيم، موضحا أن عشرات العائلات استغلت الفرصة وقضت العيد في أنطاليا، خاصة أن تكلفة الإقامة لمدة أسبوع لم تتجاوز 10 ملايين للشخص الواحد، فيما أكد أن سعر التذكرة في الأيام العادية للصيف يصل إلى 9 ملايين سنتيم.
وعلمنا بأن الفئات الأكثر إقبالا على الوكالات السياحية خلال الأيام القليلة الماضية، من العائلات، مع توافد ضعيف جدا للشباب لا يزيد عن 1 بالمئة، حيث أصبح العديد منهم يفضلون الاستجمام بشواطئ الجزائر.
كما اتفق المتحدث مع أصحاب الوكالات الأخرى، في أن تركيا أصبحت تمثل البديل المناسب للجزائريين، بعد ارتفاع أسعار الفنادق في تونس، موضحا أن العديد من العائلات فضلت أيضا التوجه إلى مصر مؤكدا أن أسعار السفر إلى تركيا أو مصر أو تونس أصبحت متقاربة جدا.
ح.ب

الرجوع إلى الأعلى