يتم خلال الأيام القادمة افتتاح القرية المائية «أميرة لاند» في مدينة علي منجلي بقسنطينة بعد 5 سنوات من الأشغال والانتظار، لتكون أول مرفق من نوعه في ولاية لطالما عانى قاطنوها من نقص المنشآت الترفيهية، فيما يؤكد المستثمر أن القرية التي تضم أكبر شاطئ اصطناعي في إفريقيا، أنجزت بمواصفات عالمية وعصرية، كما تتوفر على ألعاب تدخل الجزائر لأول مرة.

  روبورتاج: حاتم بن كحول

وتواجدت النصر قبل أيام، في القرية المائية الواقعة في التوسعة الغربية للمقاطعة الإدارية علي منجلي، حيث وجدنا أن مدخل المكان ما زال بحاجة إلى تعبيد، وتبقى بعض الروتوشات من أجل أن يكون جاهزا لاستقبال الزوار.
 التقينا بالمستثمر عمر مرداسي، الذي قال إن فكرة المشروع راودته بسبب انعدام المرافق الترفيهية في الولاية، وباعتباره ابن قسنطينة، قرر، مثلما أضاف، خوض التحدي وإنجاز قرية مائية بمواصفات عالمية، حيث تم إيداع ملف المشروع سنة 2006 لدى اللجنة المحلية لمساعدة وترقية الاستثمار وضبط العقار «كالبيراف»، لتتم الموافقة المبدئية في 2012، ويشرع سنة 2017 في الإنجاز.
وخلال فترة تفشي جائحة كورونا توقفت الأشغال لسنتين ونصف، كما قال المستثمر إنه واجه عراقيل إدارية، إلا أن الأمور حاليا تحسنت كثيرا على حد قوله، مضيفا أنه كان يفكر في استغلال المرفق في الصائفة المقبلة، لكن انعدام هياكل مماثلة للعائلات القسنطينية، جعله يسابق الزمن ويصر على فتح القرية، بإتاحة 10 ألعاب جاهزة من بين 12.
مخطط أعِدّ في هونغ كونغ و250 كاميرا لتأمين المرفق
القرية المائية التي تتربع على مساحة 5 هكتارات، تستوعب يوميا 5 آلاف زائر، وتفتح أبوابها بداية من الساعة العاشرة صباحا وتغلق في الثامنة مساء، أما بخصوص سعر الدخول فقد حُدد بـ 2000 دينار للبالغين، و 1200 دينار للأطفال، فيما يسمح بالدخول المجاني للأطفال الرضع والنساء الحوامل والمسنات.
وقد أنجز مخطط القرية المائية التي يقول المستثمر إنها الأحسن على مستوى الجزائر والوطن العربي، بهونغ كونغ سنة 2006، فيما أشرفت شركة صينية على أشغال الإنجاز و وضع الألعاب التي تم جلبها من الصين، أما عدد العاملين بها فيفوق 220 بين أعوان أمن ونظافة وغيرهم، كما تم تركيب 250 كاميرا مراقبة، وتستوعب حظيرة السيارات 1000 مركبة.
خلال قيامنا بجولة داخل القرية المائية، لاحظنا أن بعض الألعاب مختلفة عن تلك المتوفرة في ولايات أخرى، ليؤكد المستثمر أن منها ما يدخل الجزائر لأول مرة، حيث قال إن الشاطئ الاصطناعي يعد الأكبر في قارة إفريقيا بقدرة استيعاب 1000 سباح بمساحته 2800 متر مربع وعمق يصل إلى 3 أمتار.
أما لعبة الإعصار أو «تورنادو» والتي تعتبر أضخم الألعاب بالقرية المائية، فهي الثالثة في الوطن العربي بعد تلك الموجودة في شرم الشيخ بمصر و دبي في الإمارات، حيث أن قطرها يصل إلى 20 مترا ويمكن أن تستوعب 4 أشخاص دفعة واحدة، بحسب محدثنا.
ويتوفر المرفق الترفيهي على لعبة «أكوا لوب»، وهي عبارة عن أنابيب ملونة متداخلة يمينا وشمالا، طولها 120 مترا وارتفاعها يصل إلى 25 مترا، حيث ترتفع في أجزاء وتنخفض في أخرى، لتستقر في خط مستقيم طويل. هذه اللعبة غير متوفرة في البلدان العربية حسب المستثمر، حيث يدخل الشخص داخل صندوق يجوب به منعرجات ثم مرتفعات ومنخفضات في أنابيب دائرية، حيث أكد السيد مرداسي أنها تدخل الجزائر لأول مرة.

خريجو كلية الفنون يزيِّنون المكان
خلال جولتنا في تلك المساحة الشاسعة، شاهدنا عدة محلات مختصة في الإطعام السريع وتقديم خدمات متنوعة مثل القهوة والمثلجات وكذلك أكشاك متعددة الخدمات، وذكر المستثمر أن كل المستلزمات ستكون متوفرة من مأكولات ومشروبات وألبسة سباحة ومناشف وغيرها.
كما تتوفر القرية المائية على غرف لتغيير الملابس، أنجزت بطريقة عصرية وجميلة، حيث قسمت إلى جزأين، أحدهما مخصص للرجال والثاني للنساء، كما يضم المبني الأرضي مراحيض وقاعات استحمام ومصلى لكلا الجنسين. وأكد المستثمر أن الدخول يقتصر على العائلات، لأن الغرض الأول، حسبه، هو خلق أجواء عائلية مميزة.
وستدخل 10 ألعاب الخدمة، منها الشاطئ الاصطناعي والبحيرة الاصطناعية ومسبحان ومسابح الألعاب، وهي موجهة لكل الفئات العمرية من سنتين إلى 70 سنة، كما يمكن للعائلات استغلال الشمسيات والمقاعد مجانا.
ألوان القرية المائية تم اختيارها بشكل متناسق يحاكي الطبيعة، وتوحي كأن الزائر في شاطئ البحر أو بمنطقة سياحية، بين اللون الذهبي والأزرق والأخضر. و زادت أشجار النخيل من روعة المكان، حيث أن بعضها اصطناعي، وتم اقتناؤه من الصين، وقال المستثمر إنه أنفق مبالغ مالية على التزيين تعادل قيمة المشروع ككل.
ولاحظنا حجارة منقوشة داخل المرفق كما أن السور المحيط به كان مزينا برسومات حائطية، حيث ذكر السيد مرداسي أن متخرجين من معهد الفنون الجميلة كُلفوا بمهمة تزيين كل جدار القرية إضافة إلى بعض الأماكن الفنية، و جُعلت الحجارة تبدو كأنها جزء عن شلالات صغيرة.
وكان من المرتقب فتح القرية المائية «أميرة لاند» يوم الخميس الماضي، إلا أن عدم استكمال الأشغال أجل ذلك إلى الأيام القليلة المقبلة، بحسب ما أكده المستثمر للنصر، ويتعلق الأمر، مثلما قال، ببعض الروتوشات، مضيفا أنه يقوم ببذل مجهودات كبيرة مع كل العمال، من أجل تجهيز المرفق خلال الساعات القادمة.
آلات متطورة لتدوير المياه ومشروع حديقة ألعاب
وقد تم تجريب بعض الألعاب أثناء تواجدنا بالمكان، على غرار الشاطئ الذي كان مزودا بالأمواج الاصطناعية، وهنا أكد السيد مرداسي أن القرية تتوفر على آلات لإعادة تدوير المياه ويمكن أن تموَّن بالمياه مرة واحد كل صائفة، ولا يحتاج المرفق إلا لكميات قليلة من أجل الغسيل والشرب على غرار ما يحتاجه المواطنون العاديون.
وأوضح المتحدث أنه يمكن استغلال نفس المياه لمدة 4 إلى 5 سنوات، حيث تتوفر القرية على نفس الآلات والمصفاة المستعملة في عملية إعادة تدوير مياه البحر.
وهناك إمكانية لاستغلال القرية المائية خارج فصل الصيف لتنظيم سهرات وحفلات عائلية، أو في نشاطات رياضية، حيث ذكر المستثمر أنه يجري حاليا تدارس هذا الأمر، مضيفا أنه يحوز على توسعة تعادل مساحة «أميرة لاند»، وسيشرع في استغلالها كحديقة ألعاب، إذ قال إن الأشغال ستنطلق بعد دخول القرية المائية حيز الخدمة و وصول جاهزيتها إلى نسبة مئة بالمئة، حيث يتوقع توافد عدد معتبر من العائلات من قسنطينة والولايات المجاورة على المرفق الترفيهي، خاصة وأنه عبارة عن قطب عائلي وسياحي بامتياز.     
ح/ب

الرجوع إلى الأعلى