يعاني المصطافون بمدينة سكيكدة، من ضعف في الخدمات والتهيئة وارتفاع أسعار الإطعام والنقل، فضلا عن انتشار النفايات، إلا أن شواطئ «جان دارك» و«سطورة» لا تزال محافظة على مرتاديها الذين يرون فيها المكان الملائم للراحة والاستجمام، في حين استحسنت العائلات المداهمات الأمنية، التي قضت على المستغلين للشواطئ والحظائر بطريقة غير قانونية.

روبورتاج: لقمان قوادري

وقد زارت النصر، الشواطئ الشرقية والغربية لمدينة سكيكدة، أين وقفنا على توافد المئات من العائلات على العربي بن مهيدي وفلفلة منذ الساعات الأولى للصباح ومن مختلف ولايات الوطن، لكن الطريق إلى شواطئ «جان دارك» كانت غير مهيأة وتوجد بها الكثير من المطبات، وهي نقطة سوداء مسجلة بالمكان منذ سنوات.  
حين وصولنا إلى شاطئ العربي بن مهيدي «جان دارك»، لاحظنا نقصا كبيرا في الخدمات والمرافق الترفيهية أو أماكن الجلوس، حيث ذكر رب أسرة قدم من ولاية بسكرة، إنه يقصد  المكان كل عام لما يجد فيه من راحة وهدوء، لكنه تحدث عن نقص كبير في الخدمات وارتفاع في الأسعار.
غلاء للأسعار ونقص في المرافق

وذكر المتحدث، أنه وفضلا عن استئجاره لمنزل لمدة 10 أيام بمبلغ 6 ملايين سنتيم، فإن أسعار الإطعام مرتفعة جدا، حيث قال إن طبقا عاديا من سمك السردين يكلف 600 دينار أما قارورة الماء فقد وصل ثمنها إلى 60 دينارا، في حين تصل أسعار بعض الأنواع من أطباق الأسماك على غرار «الدوراد» إلى 2500 دينار، حيث وصفها بالمبالَغ فيها جدا.
وقد لاحظنا أن الأسعار داخل المطاعم باهظة جدا كما أن الخدمات المقدمة رديئة بعدد منها، فعلى سبيل المثال، فإن سعر أرخص طبق لا يقل عن 250 دينارا، كما أن تكلفة وجبة لعائلة من أربع أفراد لن تقل عن ألفي دينار في مطعم عادي جدا.
ورغم أن العربي بن مهيدي، من أكبر الشواطئ على المستوى الوطني، حيث يمتد على مسافة تزيد عن 11 كيلومترا من الميناء الصغير إلى ريغة في أقصى حدود بلدية فلفلة، إلا أن المكان لا يزال على وضعه القديم ولم يتم إدراج تعديلات باستثناء وضع أرصفة سرعان ما تآكلت طبقات منها وغمرتها رمال البحر.
ولاحظنا خلال جولتنا على طول الشاطئ انتشارا كبيرا للنفايات عبر مختلف المواقع، إذ سرعان ما تتراكم في أماكن مختلفة بطريقة عشوائية، وتنبعث منها روائح كريهة ما قدم صورة سيئة عن المكان، كما لاحظنا نقصا كبيرا في حاويات رمي القمامة سواء الصغيرة أو الكبيرة، في حين كانت الشواطئ مليئة بالأوساخ نتيجة سلوكات الرمي السلبية لدى المصطافين.
قناة صرف صحي تصب في الشاطئ
وقد كانت الشواطئ العمومية في وضعية سيئة، وغير منظمة ولا توجد حتى مداخل مهيأة إليها، ما يضطر المصطافين إلى استعمال مداخل غير مهيأة تفاديا للمشي لمسافة طويلة للدخول عبر السلالم التي أنجزت بطريقة متباعدة، في حين وقفنا على تنظيم الشواطئ الخاصة التابعة للفنادق.

ونحن نتجول بالشاطئ، وقفنا على وجود قناة لمياه الصرف الصحي تصب مباشرة في المياه ما جعل المصطافين يبتعدون عن المكان، كما تحرك رصيف الشاطئ رقم 7، إذ اضطرت البلدية إلى غلق ذلك الموقع منذ فترة دون أن يتم ترميمه، كما صعب الانزلاق من ولوج المصطافين إلى الشاطئ.
وذكر لنا حارس حظيرة نظامية، أنه من سكان المنطقة وقال إنه لم يتغير أي شئ بالمكان منذ سنوات باستثناء إنجاز بعض الفنادق الفاخرة، مشيرا إلى أن حتى دورات المياه وكذا المرشات غير متاحة باستثناء عدد قليل جدا منها، كما أن حظائر الركن غير مهيأة، رغم هذا فإن المكان ما يزال يسجل إقبالا من المصطافين من كل ولايات الوطن.
آفاق سياحية واعدة بـ «جان دارك»
من جهته، ذكر شاب من سكان المنطقة أن شواطئ العربي بن مهيدي تحسنت كثيرا عما كانت عليه والدليل على ذلك، مثلما قال، هو إقبال المصطافين عليها طيلة السنوات الأخيرة، كما أشار إلى أن فتح حديقة مائية وفنادق جديدة، فضلا عن الأشغال الجارية بمشروع القرية السياحية بكل ما تحتويه من خدمات ومرافق سيجعل من المكان قطبا سياحيا رائدا، حتى على المستوى الوطني وليس في الشرق الجزائري فقط.
وقد لاحظنا في جولتنا بالمكان، أن «جان دارك» تحول إلى ورشة مفتوحة للبناء، إذ يوجد بالمكان بعض المرافق السياحية التي ما تزال في طور الإنجاز، في حين كان القائمون على مشروع القرية السياحية يسابقون الزمن لاستكماله، إذ وجدناه في مراحله النهائية وتعكف المؤسسة المنجزة، على بناء جسر يربط القرية بالشاطئ الذي سيكون خاصا بها.
ويرى شباب المنطقة، أن كل النقائص المسجلة ستستدرك مستقبلا، إذ لمسوا بحسبهم، إرادة في استغلال منطقة التوسع السياحي على مستوى «جان دارك»، كما أن فتح مختلف المرافق الجاري إنجازها مستقبلا، سيغذي عنصر المنافسة وبالتالي فإن الخدمات والأسعار ستعرف تحسنا كبيرا.

غادرنا جان دارك نحو شواطئ سطورة بالجهة الغربية للمدينة، حيث كانت تعج بالمصطافين رغم أن زيارتنا لم تتزامن مع عطلة نهاية الأسبوع، وقد سجلنا نفس النقائص التي رصدناها في الجهة الشرقية سواء ما تعلق بالنظافة  أو المرافق، أو الخدمات.
وذكر لنا شباب التقينا بهم بالمكان، أن سطورة وشواطئها ما تزال على حالها ولم يتم إحداث أي تغييرات أو استحداث نشاطات سياحية سواء من الخواص أو الجهات العمومية، إذ أن جل البنايات المحاذية للبحر، والتي كانت في السابق عبارة عن مطاعم أو مقاه، غير مستغلة في أي نشاط كما أن الشواطئ ظلت على حالها حتى أن السلالم المؤدية إليها لم تتغير منذ عقود.
دوريات أمنية تمتد إلى «ميرامار» و«لاكريار»
ووقفنا في مختلف الشواطئ التي زرناها على تحريرها من قبضة المستغلين غير الشرعيين، حيث بإمكان أي عائلة أو فرد أن يجلس أو ينصب شمسيته في أي مكان يراه مناسبا دون إزعاج، كما أن مصالح الأمن تحجز عتاد كل شخص يضع عتاده عند مدخل الشاطئ ولا يحوز على رخصة من البلدية، وهو ما استحسنته العائلات التي قالت بأن هذا الأمر لم يكن متاحا منذ سنوات.
وتمتد دوريات مصالح الأمن، إلى غاية شواطئ « ميرامار» و«لاكاريار»، حيث قال لنا سكان المدينة، إنه لا أثر لمستغلي الشواطئ بطريقة غير شرعية، غير أننا وقفنا على سلوكات من بعض الشباب الذين يستغلون حظائر ركن السيارات بطريقة عشوائية، لكن فور وصول مصالح الأمن إلى تلك النقاط، سرعان ما يختفون وسط المصطافين.
في المقابل، يتحدث شباب ينشطون في مجال كراء المنازل والشمسيات عن عدم تحصلهم على رخص لاستئجار أماكن بالشواطئ أو ركن المركبات، ويقولون إن ذلك جعلهم يعملون بطريقة غير قانونية كون هذا النشاط هو مصدر دخلهم الوحيد على حد تعبيرهم.
ويعد النقل إلى شواطئ سكيكدة النقطة السوداء، حيث قال مصطافون للنصر، إن الأسعار مبالغ فيها جدا،  حيث أن التنقل من وسط المدينة إلى سطورة يتطلب دفع مبلغ مالي يتراوح بين 300 إلى 500 دينار، أما الوصول إلى شواطئ العربي بن مهيدي، فيتطلب 1000 دينار أو 700 دينار عبر تطبيق «يسير».     
ل.ق

الرجوع إلى الأعلى