قوافـل الإغاثـة تلملـم جـراح ضحايـا حريـق سوق أهـراس

سقطت من السماء طيور يبدو ريشها محترقا، و تفحمت بقرة في حقل و ملاذ صار غير آمن و ذابت قنوات جر المياه تحت الأرض، و صرخ طفل يستجدي أهله بعد أن أحاط به السعير من كل جانب، و أغمي على رجل كان يصارع الدخان و ألسنة النار المتأججة، باحثا عن أهله الذين تفرقت بهم السبل في وادي الشوك، و تهاوت أشجار الأرز و الفلين و الكاليتوس العملاقة، و هرب الناس من منازلهم التي لم تعد تضمن لهم الأمان، و وقفت فرق الطوارئ مذهولة لا تقوى على تلبية نداءات النجدة المنبعثة من قلب الغابات و الأدغال و الأحراش، المشتعلة من الزعرورية إلى تيفاش و سوق أهراس، المدينة العريقة التي نال منها الحريق الكبير، و ألحق بها و بأهلها الأذى، و حول بعضا من خضرتها الجميلة إلى سواد تنبعث منه رائحة الفحم و بقايا دخان.    

روبورتاج: فريد غربية

يوم الأربعاء 17 أوت 2022 اندلع حريق مهول ببلدية الزعرورية، الواقعة جنوبي مدينة سوق أهراس ، مخلفا خسائر في الأرواح و الممتلكات، و الغطاء النباتي و الحياة البرية بواحدة من أجمل الغابات بشرق البلاد، كان يوما شديد الحرارة و الرياح الجنوبية الساخنة التي أججت حريقا كان يبدو محدودا عندما شاهده سكان مدينة سوق أهراس، معتقدين بأنه سينتهي هناك، لكنه لم يلبث أن تحول إلى عاصفة نارية أتت على الأخضر و اليابس، و اجتاحت عدة بلديات في غضون ساعات قليلة، كانت كافية لإلحاق الأذى بسوق أهراس التي لم تعرف حريقا مثل حريق الأربعاء الأسود حتى الآن.
من الزعرورية بدأت المأساة  
كانت مدينة سوق أهراس و المدن و القرى و الأرياف المحيطة بها آمنة مطمئنة صباح ذلك اليوم، كان أهلها منشغلين بشؤونهم اليومية في الحقول الزراعية و المتاجر و ورشات البناء و الساحات العمومية العريقة، قبل أن ينبعث دخان من أحراش بلدية الزعرورية التي كانت تتراءى لنا من على بعد 7 كلم تقريبا.
اعتقد بوزينة السبتي، المعروف بالحاج محمود لدى سكان سوق أهراس، و هو أحد المشاركين في عمليات الإخماد و الإغاثة، كما اعتقد جيرانه الإخوة فداوي الشريف و عمير، الساكنين بضاحية السخونة بمدينة سوق أهراس، بأن الدخان المنبعث من الزعرورية لا يعدو أن يكون حريقا تحت السيطرة، كحرائق أخرى اندلعت بغابات الولاية الحدودية في وقت سابق من هذا الصيف، و تم إخمادها بسرعة، لكن ما حدث هذه المرة كان أشد وقعا و تأثيرا على المنطقة سواء من حيث الخسائر البشرية، أو من حيث الممتلكات و الحياة البرية، و التنوع الإيكولوجي بحوض وادي الشوك، الذي يبدو بأنه لن يتعافى إلا بعد سنوات قادمة بعد أن تعرض غطاؤه النباتي إلى دمار كبير.
بعد أقل من ساعة على ظهور دخان بأحراش الزعرورية بدأ الوضع يأخذ منحى متسارعا و مباغتا لسكان المنطقة، و خاصة للمتواجدين داخل الغابات و الأدغال، و حتى سكان الضاحية الجنوبية لمدينة سوق أهراس كحي 400 مسكن، و حي البويرة و حي السخونة، و مقبرة الشهداء و مصنع الورق الذي نجا من كارثة كبيرة محتميا بجداره الخارجي و حزام داخلي خال من الأعشاب الجافة القابلة للاشتعال.
اشتدت الرياح و أججت النيران، و دفعت بها إلى وادي الشوك و وادي مجردة، و ضاحية المدينة، و ما هي إلا لحظات حتى غطى الدخان المنطقة و تعالت ألسنة اللهب و حبست المدينة أنفاسها استعدادا ليوم عصيب.
انبعث الصراخ و معه نداءات النجدة من كل مكان، و عجزت فرق النجدة عن الصمود، و توقفت حركة السير على الطريق الوطني 16 أحد أكبر الطرقات بشرق البلاد، و هبت المدينة لنجدة ضاحيتها الجنوبية التي طالها الحريق، و بدأ ينال منها، يقتل و يهدم المنازل و مستودعات الأبقار و الأغنام، و يحرق البساتين الخضراء و يقطع قنوات المياه الغائرة تحت الأرض و توقف نظام الإمداد بالطاقة كإجراء وقائي اتخذته شركة سونلغاز.
حراس  مقبرة الشهداء...نار في السماء و استماتة من أجل البقاء
بين الضاحية الجنوبية لمدينة سوق أهراس و وادي الشوك تقع المقبرة التي يرقد فيها أبطال معركة سوق أهراس الكبرى التي اندلعت بجبال المنطقة يوم 26 أفريل 1958 و استمرت 7 أيام، هنا بهذا الموقع التاريخي يسكن الإخوة حمدي الشريف و حمدي حسين الساهرين على حراسة و صيانة المقبرة و النصب التذكارية الموجودة فيها، منزلهما يقع خلف جدار المقبرة بمحاذاة غطاء غابي  كثيف، كانا من بين السكان الأوائل الذين تفطنوا للحريق عندما بدأ بمنطقة الزعرورية على بعد 7 كلم، لكنهما لم يغادرا رفقة عائلتيهما وبقيا بموقع عملهما معتقدين بأن الحريق سيتوقف و يتم إخماده قبل أن يتخطى ضفة وادي الشوك.
غطاهما دخان كثيف سبق النيران المتأججة، و حال دون رؤية ألسنة اللهب حتى باغتت الجميع و صارت على مشارف المقبرة و النصب التذكاري.
يقول الشريف متحدثا للنصر " غطى الدخان المنطقة، ارتفعت الحرارة حتى أصبحت لا تطاق، كنا ننتظر المساعدة لكنها لم تصل، لم نكن نعلم بأن طريق النجدة قد حاصرته النيران و توقفت به حركة السير، اتصلت بنا فرق النجدة و طلبت منا البقاء داخل منازلنا، و عدم المغامرة بالخروج و الهروب، كانت النار في كل مكان، شاهدنا النار في السماء كانت فوقنا تنتقل من شجرة صنوبر إلى أخرى في مشهد مرعب، لأول مرة أرى النار في السماء، من شدة الحرارة احترق العشب الأخضر و أشجار و أزهار الزينة التي كانت بأروقة المقبرة، هربنا إلى داخل منازلنا، و أغلقنا الأبواب و النوافذ، كانت الرياح القوية تضغط و تحاول فتح المنافذ المغلقة، و كانت النيران تلامس جدران المنازل محاولة الدخول من أي منفذ، تملكنا الرعب و أسلمنا أمرنا لله، مر الحريق بسرعة تاركا وراءه سوادا في كل مكان، و جذوعا مشتعلة، خرجنا أحياء و وجدنا فرق الإسعاف قد وصلت، انقذوا سيارتي، و وجدوا بها كتل الجمر تخترق مساحات من البلاستيك على لوح القيادة، و تحاول النفاذ إلى المحرك، انظروا إلى كل هذا السواد، كان الاخضرار في كل مكان، سنعيد غرس كل ما احترق و نعيد إلى المكان التاريخي جماله من جديد".  
ضحايا وادي الشوك..مأساة هاربين من الجحيم  

منذ أيام قليلة جاءت لزيارة والديها بمدينة سوق أهراس، قادمة من بلدية مداوروش رفقة أطفالها الثلاثة، في ذلك اليوم توجهت إلى منطقة وادي الشوك رفقة أطفالها و والدتها العجوز، ربما لغسل الصوف أو تفقد المنزل العائلي المهجور.
عندما وصل الخمسة إلى مقصدهم بدأت بوادر الحريق تلوح في الأفق و صار الدخان على مشارف وادي الشوك، لا أحد من هؤلاء كان يدرك حجم الخطر حتى اقتربت النيران من المكان الذي تتواجد فيه عائلة صالح بن عطية، ابنته المتزوجة بمداوروش و أطفالها الثلاثة و أمها، كان الهروب عبر مسالك غابية تختصر المسافة بين المنزل الريفي و الضاحية السكنية البويرة التي يقيم فيها الضحايا، كانت النار المدفوعة بالرياح القوية أسرع، حاصرتهم على بعد أمتار قليلة من الطريق الوطني 16 و مقبرة الشهداء، صاروا وسط الجحيم و أدركوا نهايتهم هناك.
في هذه الأثناء كان صالح بن عطية مع ابنين له يبحث عن عائلته وسط الغابات و الأحراش ربما هو الوحيد الذي كان يعرف بأنهم ذهبوا إلى وادي الشوك، تقطعت به السبل هو الآخر و  حاصرته النيران و سحب الدخان الكثيف، سقط مغميا عليه و صار هو الآخر في عداد الضحايا في ذلك اليوم العصيب.
" كنت أبحث عن زوجتي و ابنتي و أطفالها، كنت أحاول الوصول إليهم لإنقاذهم من الحريق، كانت النار تجتاح المكان بسرعة، أدركت بأنني لن أنجو أنا أيضا، كنت أكافح بكل قوة من أجل البقاء، انهارت قوتي و سقطت بمنحدر غابي، و فقدت الوعي بعد ذلك و لم أكن أدري ماذا يدور حولي، سحبني ولدي إلى الطريق كنت انتظر النهاية، و لم أفق حتى وجدت نفسي بالمستشفى، وصلت الحماية المدنية إلي المكان الذي سقطت فيه، كانوا يعتقدون بأنني فارقت الحياة، استعدت الوعي بالمستشفى و سألت عن عائلتي، و عندها أدرك الجميع بأن مفقودين مازالوا بوادي الشوك الذي تحول إلى رماد، لم يتمكنوا من العثور عليهم في ذلك اليوم و تضاءلت آمال العثور عليهم أحياء، استمر البحث في اليوم الموالي، وجدوهم أخيرا بمنحدر غابي قريب من الطريق و المقبرة، أصبحوا في عداد الموتى، و أنا كما ترون مازلت أتلقى العلاج بسبب الجروح التي أصابتني في الوجه و اليدين، لم تصل إلي النار، لست أدري كيف نجوت منها، ربما الحرارة القوية و الدخان الكثيف هما اللذان افقداني القدرة على الهروب و سقطت بالمنحدر فاقدا للوعي".
مازال صالح بن عطية يتلقى العلاج و الرعاية النفسية لتجاوز الصدمة العنيفة، وجدناه بمقر الولاية محاطا بالمتضامنين و المواسين من مسؤولين محليين، و جمعيات إغاثة من سوق أهراس و من مختلف ولايات الوطن، بدا الرجل الجريح صابرا محتسبا، مستقويا بالهبة التضامنية التي أحاطت به و خففت عنه المصاب، و لملمت جراحا مازالت تنزف و تستدعي المزيد من الرعاية إلى حين.

أحياء السخونة و 400 مسكن و البويرة...الهروب الأكبر
تمتاز الضاحية الجنوبية لمدينة سوق أهراس بغطاء نباتي كثيف من أشجار الصنوبر الجميلة التي غطت المنطقة و حولتها إلى جنة خضراء، بعض المساكن تلامس أغصان الصنوبر و تستمد منها روائح طبيعية منعشة، و تقيها حر الشمس، و عصف الرياح الجنوبية العاتية التي تهب على سوق أهراس من حين لآخر.
في ذلك اليوم، لم يكن سكان الضاحية يتوقعون أن يصل حريق الزعرورية، الذي حسبوه هينا إلى مساكنهم و مواشيهم، و بساتينهم التي أنفقوا عليها الكثير حتى صارت يانعة تغدق عليهم بخيراتها و تزيد، كلما حظيت بالرعاية و ماء عذب زلال.


وقف السبتي و الشريف و عمير على ربوة تجعل الرؤية على مد البصر، كانوا يرون الحريق يتقدم تسوقه رياح عاتية إلى مدينة سوق أهراس، بدأت  نداءات النجدة تطلق على نطاق واسع، تحركت فرق الطوارئ نحو الضاحية بسرعة، داعية الناس إلى الحيطة و الحذر، قبل صدور أوامر الإجلاء و الهروب الأكبر، الذي لم تعرف سوق أهراس مثيلا له حتى الآن.
حاول الشريف و أخوه عمير إنقاذ مستودعات الأبقار بحي السخونة، لكنهما كانا يحاولان عبثا، لقد صارت النيران المتأججة على بعد أمتار قليلة منهما، سارع متطوعون في ذلك اليوم العصيب إلى إخراج قطيع البقر من المكان و إبعاده إلى موقع آمن، هذا كل ما بقي للأخوين، كل شيء احترق و هما في انتظار المساعدات الإنسانية التي تصل سوق أهراس تباعا قادمة من مختلف ولايات الوطن.
فر سكان حي 400 مسكن و البويرة و السخونة من مساكنهم قبل أن يصلها الحريق، ربما جنب الهروب المبكر سوق أهراس المزيد من القتلى و الجرحى، و استقر التعداد عند الخمسة الذين قضوا بوادي الشوك و نحو 400 جريح لم يبق منهم إلا ثلاثة يتلقون العلاج بالمستشفى، عندما وصلنا سوق أهراس أول أربعاء بعد الأربعاء الأسود، الذي سيبقى عالقا في ذاكرة المدينة و القرى و الأرياف التي طالها الحريق الكبير.   
3 آلاف هكتار من الغطاء النباتي تحولت إلى رماد و أكثر من 200 عائلة متضررة
حسب محافظ الغابات بولاية سوق أهراس بارودي بلحول فقد دمر حريق الأربعاء 17 أوت 2022 نحو 3 آلاف هكتار من الغابات و الأدغال و الأحراش، مؤكدا للنصر بأن المساحة المحترقة ربما كانت أكبر بكثير لولا التدخل السريع بعدة مواقع و الاستماتة الكبيرة التي أبدتها فرق الإطفاء المكونة من محافظة الغابات و الحماية المدنية و الجيش، و البلديات و السكان الذين صمدوا و أبدوا شجاعة كبيرة في الدفاع عن ممتلكاتهم و إنقاذ رئة سوق أهراس من الدمار.
و تتجاوز مساحة الغطاء الغابي بولاية سوق أهراس نحو 96 ألف هكتار، ما يعادل 22 بالمائة من المساحة الإجمالية للولاية، و من أهم الأشجار الموجودة بالمنطقة الصنوبر الحلبي الذي يغطي مساحة تقدر بأكثر من 43 ألف هكتار، و البلوط الفليني على مساحة تفوق 14 ألف هكتار، و الزان على مساحة تقارب 7 آلاف هكتار و السرول يغطي مساحة تتجاوز 2000 هكتار ثم الكاليتوس و الأرز الأطلسي على مساحة تبلغ 800 هكتار.


و مقارنة بالمساحة الكلية للغطاء الغابي بولاية سوق أهراس فإن حريق الأربعاء الأسود لم يتجاوز 3 بالمائة من غابات و أدغال و أحراش الولاية الحدودية التي يعتمد الكثير من سكانها البالغ تعدادهم نحو 450 ألف نسمة، على الاقتصاد الزراعي و الغابي، من خلال السياحة البيئية و تربية المواشي و إنتاج الحليب و تربية النحل و العمل بالورشات الغابية الموسمية.
هبة تضامنية وطنية و مساعدات إنسانية فاقت الاحتياجات
أغرقت المساعدات الإنسانية القادمة من مختلف ولايات الوطن مخازن مدينة سوق أهراس التي لم تعد قادرة على استقبال المزيد من المؤن التي مازالت تتدفق على مقر الولاية، حيث تتواجد هيئة الإغاثة التي يقودها والي الولاية الوناس بوزقزة، و مدراء القطاعات المختلفة، و عدد كبير من الجمعيات الوطنية و المحلية التي تجندت منذ اندلاع الحريق للمشاركة في عمليات الإخماد و الإجلاء و الإسعاف، و تقديم المساعدات الإنسانية للضحايا.
و حسب الأمانة العامة لولاية سوق أهراس فإنه و إلى غاية يوم الأربعاء تجاوز حجم المساعدات الإنسانية القادمة من مختلف الولايات سقف 400 طن من الأغذية و الأغطية و الأفرشة، و الملابس و التجهيزات المنزلية، و الأدوية و المياه المعدنية.
و مازالت قوافل أخرى في الطريق إلى سوق أهراس تحمل مختلف المؤن، بينها لحوم و أعلاف المواشي، في واحدة من أكبر الهبات التضامنية الوطنية، التي تعبر عن تماسك و تآزر الجزائريين فيما بينهم وقت المحن و الكوارث الكبرى.
و قال مدير النشاط الاجتماعي لولاية سوق أهراس براهيمي أحمد، متحدثا للنصر بأن قطاعه سخر كل الإمكانات المادية و البشرية لمواجهة الوضع، حيث انتشرت خلايا المساعدات الإنسانية الجوارية بالمناطق المتضررة، للتكفل النفسي بالضحايا و تقديم المساعدة لهم.
و حسب مدير النشاط الاجتماعي فإن ما لا يقل عن 216 عائلة قد تضررت من حريق الأربعاء 17 أوت 2022، و توفي 5 أشخاص و أصيب 430 آخرين بجروح إلى جانب 8 أشخاص آخرين قضوا في حرائق ولاية الطارف المجاورة.
و تحدث محمد العيد عقوني، نائب رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، للنصر عن قوافل الإغاثة التي تصل إلى سوق أهراس تباعا منذ 17 أوت 2022 قائلا بأنه و فور اندلاع الحرائق بمنطقة سوق أهراس التقينا بوالي الولاية لتنظيم التدخلات و المساعدات الإنسانية، مضيفا بأن هيئات دولية متعاونة مع الهلال الأحمر الجزائري و ممونين أجانب يستعدون لتقديم المساعدة لضحايا الحرائق بولايتي الطارف و سوق أهراس، حين تصلهم الطلبات في وقت لاحق، و خاصة في مجال المعدات الداعمة للبنية التحتية بقطاع المياه و قطاعات أخرى متضررة من الحريق.  
و حسب نائب رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، و رئيس اللجنة الولائية بسوق أهراس، فإنه و خلال 24 ساعة التي أعقبت الحريق حصلت كل العائلات المتضررة على الأفرشة و الأغطية و الثلاجات و المكيفات الهوائية، بالإضافة إلى الاستفادة 3 مرات من الغذاء و مياه الشرب في انتظار توزيع اللحوم القادمة من ولاية ميلة.
و كانت قافلة ولاية تيزي وزو الأضخم حتى الآن و تتكون من 17 شاحنة تحمل المؤن الغذائية و التجهيزات المنزلية ذات الجودة العالية و الأدوية، يرافقها أطباء و ممرضين و رؤساء مؤسسات اقتصادية خاصة.   
و أوضح نائب رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، بأن الهبة التضامنية الكبرى قربت الجزائريين من بعضهم البعض و حدث تعارف مفيد بين مختلف مناطق الوطن، و ازدادت الوحدة قوة و تماسكا.
سوق أهراس مازالت تحتفظ باخضرارها و جمالها فتجنبوا أسباب الحريق   
لم ينل حريق الأربعاء الأسود من طبيعة سوق أهراس إلا قليلا، و مازالت المنطقة تحتفظ باخضرارها اللامتناهي، و جمالها على امتداد الأقاليم الغابية الشهيرة.
قال سكان سوق أهراس الذين التقتهم النصر بأنهم عازمون على إعادة الحياة إلى المساحات الغابية المحترقة، من خلال حملات تشجير مكثفة ستنطلق الخريف القادم، مؤكدين بأنهم لن يرضوا بكل هذا السواد بوادي الشوك و غيره من المواقع التي طالها الحريق.
و كانت أشجار الفلين و الزان الخضراء المتعالية، تحف بنا من كل جانب و نحن نغادر سوق أهراس باتجاه المشروحة، الجنة الخضراء التي ألهمت الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي و سحرت قلوب المعمرين فأسموها "لا فاردير" و استماتوا في الدفاع عنها أملا في البقاء بأرض جميلة ليست لهم.  3 بالمئة فقط من الغطاء النباتي الطبيعي تضرر بحريق الأربعاء الأسود، و بقية الغابات مازالت خضراء متشبعة بالحياة، فقط يجب المحافظة على هذا الكنز الطبيعي، و تجنب أسباب الحريق كما كتب على لافتة عند مدخل غابات المشروحة الساحرة، مملكة الحليب و رعاة البقر الآخذة في التوسع و الثراء.           
ف.غ

الرجوع إلى الأعلى