أرضية  الشهيد حملاوي ستصمد لمدة 10 سنوات على الأقل

* التقلبات المناخية أثرت على الملاعب الوطنية والصيانة هي الحل

أكد مختصان في الأرضيات المعشوشبة طبيعيا، أن التعامل مع أرضية الميدان المعشوشبة طبيعيا يشبه إلى حد بعيد الاهتمام برضيع، حيث تتطلب عمليات الصيانة التواجد لمدة 24 ساعة دون انقطاع، فيما أوضح المتحدثان أن المناخ الجزائري له تأثير كبير على نوعية وجودة الملاعب، و أن الرطوبة والفطريات والحشرات أكبر عدو للعشب، مؤكدان أن   أرضية ملعب الشهيد حملاوي ستبقى صالحة لعشر سنوات على الأقل.

إعداد :حاتم بن كحول

* بشير بايو رئيس مشروع تغطية ملعب الشهيد حملاوي بالعشب الطبيعي
 التعامل مع أرضية الميدان شبيه بالاهتمام برضيع
وقال بشير بايو، رئيس مشروع تغطية ملعب الشهيد حملاوي بالشعب الطبيعي، والذي تشرف عليه مؤسسة المرافق العامة سيدي موسى، إن صيانة أرضيات الميدان المعشوشبة طبيعيا بالملاعب، يجب أن تلقى اهتماما بالغا ودقيقا يماثل الاهتمام برضيع حديث الولادة، مشددا على ضرورة أن تلقى الأرضية عناية خاصة لمدة 24 ساعة على 24.
وأوضح المتحدث، أثناء إشرافه على عمليات صيانة ملعب الشهيد حملاوي، أن أرضية الميدان جاهزة بنسبة مئة بالمئة، ولم تبق سوى  عمليات قص العشب، أما بخصوص بعض المساحات ذات اللون الأصفر، فقد طمأن المتحدث بأن اللون سيتحول إلى الأخضر في غضون 20 يوما.وأضاف المتحدث، أن أرضية الميدان ستكون جاهزة تماما بمناسبة كأس إفريقيا للاعبين المحليين المزمع إجراؤها في شهر جانفي المقبل، واعدا أن تبقى  صالحة للعب لمدة لن تقل عن 10 سنوات، مضيفا أن مؤسسة المرافق العامة سيدي موسى، ستتابع   عمليات صيانة الأرضية لمدة عامين دون انقطاع.
وعن أسباب تدهور حالة الأرضيات المعشوشبة طبيعيا بعد مدة من إنجازها، رد المتحدث أن السبب الأول يكمن في ضعف صيانتها، موضحا أن  هذه العملية حساسة جدا والعشب الطبيعي يتطلب اهتماما بالغا ودقيقا ولمدة 24 ساعة ودون انقطاع، مؤكدا أنه سيسهر رفقة تقني آخر على صيانة ملعب حملاوي طيلة ساعات اليوم.وقال المختص إن عمليات الصيانة حينما تكون في المستوى ستبقى الأرضية جيدة، ممثلا بأرضية منجزة من طرفه بملعب الناحية العسكرية الخامسة بقسنطينة، موضحا أنها تعتبر من أفضل الأرضيات في الجزائر ومازالت ذات جودة رغم أنه مر على وضعها أزيد من 10 سنوات، وبالتالي تبقى عمليات الصيانة أبرز عامل في جودة الملاعب، مؤكدا أنه أشرف أيضا على تغطية ملعب أول نوفمبر في باتنة  الذي شهد  صيانة لمدة عامين جعلت الأرضية جيدة.
لهذه الأسباب لا يمكن مقارنة ملاعبنا بتلك الموجودة في الخليج 
أما بخصوص ساعات السقي المناسبة، فقد قدم  ملعب حملاوي الذي يشرف حاليا على صيانة أرضيته كنموذج، موضحا أنه في حال  سقيه في الساعة السادسة صباحا سيتأثر لأن الحرارة شديدة وستجف الأرضية بعد ساعات، موضحا أن السقي يدوم 4 ساعات في 24 ساعة، مقسمة بين ساعتين في الصباح ومثلهما في المساء، أما في فصل الشتاء فلا يتم  السقي إلا أحيانا ويدوم بين 10 إلى 15 دقيقة، لأن الجو بارد ومناسب للعشب.
وأبرز المتحدث أن للمناخ دورا وتأثيرا على جودة أرضية الميدان، وخاصة في مناخ الجزائر الذي يتميز بفصل شتاء بارد وصيف حار جدا، مستشهدا بما عرفه فصل جوان الماضي حيث تجاوزت الحرارة 40 درجة مئوية، فيما تنخفض كثيرا وتصل إلى تحت الصفر من شهر ديسمبر إلى فيفري، وهذا الاختلال الكبير وعدم التوازن يؤثر كثيرا على العشب، وهو رد على بعض تصريحات سبق وأدلى بها الناخب الوطني حول جودة ملاعب الخليج رغم الحرارة الشديدة، في معرض انتقاده لوضعية أرضية ملعب تشاكر بالبليدة، حيث تبقى الحرارة مرتفعة نسبيا طيلة السنة سواء تعلق الأمر بفصلي الصيف أو الشتاء، فيما تتغير وتختلف كثيرا في الجزائر، وهذا التفاوت يتلف العشب حسب المتحدث. وأضاف  رئيس مشروع تغطية ملعب الشهيد حملاوي بالعشب الطبيعي، أن التحكم في المناخ يبقى مستحيلا كما يعلمه الجميع، إلا أن عمليات الصيانة تكون الفيصل بين مؤسسة وأخرى مختصة في هذه العمليات، معتبرا أن الرطوبة  من أشد أعداء العشب الطبيعي، وحينما تكون عالية تتسبب في انتشار الفطريات كونها تشكل بيئة مناسبة لتكاثرها وانتشارها، ما يتطلب تحديد كميات المياه المسقية ويمكن أن تخفض الكمية أو ترتفع حسب درجة الرطوبة وهو ليس بالأمر السهل.

وبخصوص أرضية ملعب حملاوي قسنطينة، أكد المتحدث أنه عرف إدخال تقنيات جديدة لأول مرة تستعمل في الجزائر، على غرار التقنية المرئية التي تسمح بملاحظة كل الأجسام الغريبة مهما كان حجمها صغيرا، وحتى إن كانت ذبابة وسط العشب أثناء القيام بعمليات تصريف المياه، وخاصة عند مرورها عبر القنوات، ويتم كشف كل الأجسام التي من الممكن أن تحدث إنسدادات، وشكر شركة «سياكو» على مساهمتها في هذه العملية، وأضاف أنه تم فتح حقيبة تتوفر على مختلف المستلزمات المستعملة لأول مرة.
كما استعملت ذات المؤسسة مواد  وأسمدة حديثة تستخدم لأول مرة، حسب ما أكده المتحدث، والذي قال: «كنا في السابق نستعمل مواد  كلاسيكية، ولكن هذه المرة استعملنا أسمدة حديثة لأول مرة في الملاعب الجزائرية ويتعلق الأمر بـ"آمبي كالوري"، "ديازينو ديسبرون"، إضافة إلى "فيرتي آكتيل" و"فيرتي آكتيل جيزادبي" و"ليكرا بوتاسيوم"، إضافة إلى استغلال مواد أخرى جديدة تتمثل في "آنفيستيسيد"، "فونجيسيد" و"آكاييسيد".
ولن يشهد ملعب حملاوي أي مشاكل تتعلق بالسقي، بعد حفر بئرين ارتوازيين سيستغلان للسقي، وهو ما سيمكن من ضمان صلاحية الأرضية لفترة أطول، كما قامت المؤسسة المشرفة على وضع الأرضية بافتراش كميات كبيرة من الرمال المسقية من أجل ضمان أفضل جودة.
أرضية  الشهيد حملاوي ستصمد لعشر سنوات على الأقل
وأكد بشير بايو، أنه وقف على غزو العناكب لأرضية ملعب الشهيد حملاوي، خلال هذه الصائفة، لأنها تتغذى من العشب، وتتسبب في إتلافه ووجب أن يكون التدخل مباشرا، ولهذا يكون التواجد في عين المكان ضروريا لمدة 24 ساعة، كما أضاف أن الأشجار الواقعة داخل الملعب تتسبب أيضا في انتشار الحشرات  منها المجهرية والتي تجلبها الرياح لتستقر بالعشب.
وأضاف أن الحشرات تعتبر عدوا أيضا لأرضية الميدان، وخاصة حشرة «عث الغبار» الصغيرة جدا والقرديات التي تستقطب بفعل الرياح أو ينقلها الغراب الذي يحط على الأرضية، كما أضاف أن تواجد الطيور في الأرضية له معنى وخاصة طائر يدعى «غارد بوف» والذي يعتبر   دليلا على انتشار الدود في العشب، وهو ما يتطلب معالجة فورية، موضحا أن مؤسسته قامت بالوقاية بعد معالجة العشب حتى قبل انتشار الحشرات.

* بوجمعة الطاهر رئيس الورشة
هذه هي أفضل ثلاثة ملاعب في الجزائر  
كما تحدثت النصر مع بوجمعة الطاهر، مختص في وضع وصيانة الأرضيات المعشوشبة طبيعيا، ورئيس الورشة بملعب الشهيد حملاوي، وسبق للمختص وأن عمل على تزويد عدة ملاعب بالأرضية على غرار ملعب حملاوي سنة 1994، وملاعب باتنة وشابو بعنابة، وبن عكنون والناحية العسكرية الخامسة بقسنطينة، والرويبة وغيرها،  وهي خبرة اكتسبها   مع المؤسسة المختصة في وضع البساط منذ سبعينات القرن الماضي. و أكد المختص  وجود  3 ملاعب  يعد عشبها «الأفضل على المستوى الوطني»، ويتعلق الأمر بكل من ملاعب تشاكر و5 جويلية وحملاوي بقسنطينة، واتفق مع زميله على أن التعامل مع الأرضيات  عملية حساسة  جدا ما يتطلب اهتماما خاصا بها، موضحا أن الصيانة تتمثل في السقي ومعالجة العشب والحفاظ على نظافته، مضيفا أن المناخ يؤثر كثيرا على جودة البساط، خاصة وأن عدم التوازن في درجات الحرارة بين فصلي الشتاء والصيف يتسبب في إتلاف العشب.
وأوضح المتحدث، أن الأرضيات تتأثر حسب المناخ، موضحا أن التعامل مع العشب في منطقة ساحلية يختلف عنه في منطقة داخلية أو جنوبية، مشيرا  أن العشب يعتبر مزيجا بين عدة أنواع تشكل في الأخير البساط الأخضر، منها    أعشاب  «ليغرا» و «لافيتوك» و»فيتيكروش»، و»لوبورين»، وهي نفس مكونات العشب في الملاعب الأوروبية، إلا أنها تبقى صالحة بفضل المناخ وكذا عمليات الصيانة، موضحا أن عشب ملعب الشهيد حملاوي تم جلبه من الدنمارك وهو من النوعية الجيدة.وعن إمكانية نجاح تجربة وضع البساط المعشوشب طبيعيا في المناطق الجنوبية وتجاوبه مع المناخ الصحراوي، أكد أنه لا يعلم النتائج بما أنه لم يسبق وأن قام بتجربة في الجنوب، إلا أنه أوضح إمكانية تجسيد ذلك، متحدثا عن عشب اسمه «سون شاين» من نوعية صينية، ويتم غرسه في الصحراء، إلا أن أكبر عائق يتمثل في المياه المالحة في الصحراء والتي لا تناسب نمو العشب.
أما بخصوص العشب الإصطناعي، فقد بدا المتحدث متحفظا في الخوض في هذا الموضوع، إلا أنه اعترف أنه يشكل خطرا على صحة اللاعبين، مؤكدا أن الطبيعي أفضل بكثير، وعن إمكانية المزج بين النوعين، أكد أن ملعب 5 جويلية استفاد من قبل من بساط مكون من خليط بين العشب الاصطناعي والطبيعي، أشرف عليه فرنسيون إلا أن تجسيد التجربة في بقية الملاعب صعب، لأنه يتطلب تغييره بعد نهاية كل موسم كروي، وهو ما يكلف الكثير من الأموال، مضيفا أنه يعد «تقنية صعبة جدا» وطريقة   معقدة أيضا.
تقنيات ومواد جديدة تستعمل لأول مرة في الجزائر
وقال المختص إن الأرضية الجديدة لملعب حملاوي والتي تم جلبها من الدانمارك جيدة، وستبقى صالحة لأزيد من عشر سنوات، نافيا أن يكون عمل المؤسسة سابقا غير ناجح، موضحا أن الأرضية استغلت عشرات المباريات في كل موسم سواء من فريق مولودية قسنطينة أو شباب قسنطينة، إلا أن صلاحيتها دامت لسنوات، مؤكدا أن عدد المباريات التي يمكن للأرضية الجديدة المنجزة مؤخرا احتضانها  تقدر بمباراتين أسبوعيا وهو معدل إجراء المباريات على أرضية واحدة في جل الملاعب الوطنية المعشوشبة طبيعيا.

الرجوع إلى الأعلى