تشهد ولاية قسنطينة، منذ منتصف الشهر الماضي  إقبالا كبيرا من التلاميذ على الدروس الخصوصية بالمدارس الخاصة والمستودعات، حيث تشكلت أقسام موازية في مختلف الأطوار لاسيما النهائية منها، قبل انطلاق الموسم الدراسي بأسابيع ، لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل امتد حتى إلى تقديم عروض لتقديم دروس في مادة الإنجليزية، لفائدة تلاميذ السنة الثالثة ابتدائي رغم أن الكتاب المدرسي لهذه المادة لم يظهر محتواه.

 روبورتاج لقمان قوادري

ويرى تلاميذ، بأن دروس الدعم صارت أمرا ضروريا فهي، بحسب غالبيتهم، أهم من دروس المؤسسة التربوية العمومية، ومنهم من ربط التفوق بتلقي أكبر قدر منها، بينما انقسم الأولياء إلى صنفين، الأول يرى أنه مضطر إلى مجاراة نسق ما يحدث وسط المنظومة التربوية بينما تقول الفئة الثانية، إن تلقي الدروس الخصوصية قبل انطلاق الدراسة ضروري جدا للتحضير الجيد للموسم الدراسي، في حين يؤكد مختصون أنه لا مناص من تدخل عاجل ومعالجة قانونية رادعة  حماية للمدرسة العمومية من الاندثار متحدثين عن تواطؤ من طرف جزء مهم من فئة، كانت من المفروض أن تكون الحامي الأول للمنظومة التربوية.
مدارس ومستودعات موازية تنتشر كالفطريات
وأصبحت الدروس الخصوصية أو حصص الدعم، قبل الدخول المدرسي شرا لابد منه ،بحسب وصف، أولياء تحدثت إليهم النصر  إذ أكد لنا بعضهم أنهم مصرون على مسايرة أبنائهم، الذي يسارعون في الأسبوع الثاني من شهر أوت لاسيما المقبلين منهم على  اجتياز شهادة البكالوريا في مختلف الشعب، إلى تسجيل أنفسهم لدى الأساتذة في مختلف المواد سواء العلمية منها أو الأدبية.  
وانتشرت مدراس الدعم ومستودعات الدروس الخصوصية، كالفطريات عبر مختلف الأحياء والبلديات في ولاية قسنطينة، فبالمقاطعة الإدارية علي منجلي  وقفنا على وجود عدد كبير منها بمختلف التجمعات السكينة، إذ أحصينا وجود مايزيد عن 10 منها داخل تجمع سكني واحد بالوحدة الجوارية 20، كما لاحظنا أن جل نشاطها يقتصر على تقديم الدروس الخصوصية في مختلف المواد فضلا عن اللغات، في حين كانت الدارسة تنطلق من التاسعة صباحا وإلى غاية السابعة مساء وتكون أكثر حدة نهاية الأسبوع.  

وقال لنا تلاميذ التقينا بهم أمام مدرسة خاصة متخصصة في دروس الدعم والعديد من الأنشطة الأخرى، بتوسعة الوحدة الجوارية 20 بالمقاطعة الإدارية علي منجلي، بأنهم انطلقوا في دراسة مادة العلوم الطبيعية منذ 15 أوت الماضي وذلك بمعدل حصتين في الأسبوع، مقابل مبلغ مالي يقدر بـ2500 دينار لأربع حصص.
تلاميـــــذ يدرســـــون 4 حصص في مادة واحدة في الأسبوع
وأضاف محدثونا، والذين يتمدرسون في شعبة العلوم التجريبية، في ثانويات مختلفة بعلي منجلي وكذا مدينة قسنطينة، أن الحصتين الأولى والثانية، قد تم تخصصيهما لمراجعة دروس السنة الثانية ثانوي، ثم انطلقوا مباشرة في برنامج السنة النهائية تحضيرا لشهادة البكالوريا، مشيرين إلى أنهم درسوا 5 حصص إلى الآن، كما ذكر بعضهم أنهم يدرسون نفس المادة لدى أستاذ آخر، لكن الأمر اختلف عنده إذ شرعوا مباشرة في دراسة الدروس الخاصة بالطور النهائي.
ويتطابق ذات الأمر في مختلف الشعب والمواد، حيث قال لنا تلميذ  متمدرس في شعبة الآداب والفلسفة، أنه شرع رفقة زملاء له في تلقي الدروس الخصوصية في مادتي الأدب العربي والفلسفة، منذ 20 أوت الماضي، إذ شرعوا مباشرة في دراسة منهاج الثالثة ثانوي الذي قالوا بأنه يتطابق نوعا ما مع سابقه ولهذا لم يتم مراجعته مثلما يتم مع الشعب العلمية.
وذكر التلميذ، الذي يتمدرس في ثانوية الوحدة الجوارية 13، أنه لم يكن يرغب أن ينهي عطلته مبكرا، لكن التحاق زملائه بدروس الدعم اضطره إلى التسجيل  مبكرا كما أنه يدرس لدى أستاذين في الأدب العربي ومثلهما في الفلسفة، كما قال إنه سيلتحق بمدرسة أخرى لتلقي دروس دعم في مادة الفرنسية، فيما لاحظنا أن غالبية المقبلين على الدروس الخصوصية من فئة الإناث.
وتحدثنا إلى أحد التلاميذ، الذي يرى بأن دروس الدعم أصبحت ضرورة ملحة فقد برر التحاقه المبرر، بعدم تحصله على معدل كاف يؤهله إلى اختيار التخصص الذي يرغب في دراسته، حيث أنه تحصل على معدل 13.42  في دورة البكالوريا الماضية وذلك لأنه لم يعتمد على الدروس الخصوصية من البداية فقد كان يركز على الدروس التي يتلقاها في الثانوية كما لم يلتحق بدروس الدعم إلا في شهر مارس، مشيرا إلى أن زملاء له اعتمدوا في البداية على دروس الدعم ومنهم من تحصل حتى على معدل   17  من عشرين، ليقرر في هذه السنة عدم الالتحاق بالجامعة ويصب جل تركيزه على دروس الدعم حتى يصل إلى هدفه.
وأكد جل التلاميذ، الذن تحدثنا إليهم، بأن الالتحاق بدروس الدعم من بدايتها يعد أمرا ضروريا، إذ أن المقاعد لاسيما لدى الأساتذة ذوي الشهرة، تحجز مبكرا ومنهم من يحجز حتى في شهر جويلية، إذ أنه حتى وفي حال التحاقه في فترة لاحقة فإنه يجد زملاءه قد سبقوه في الدروس ولن يستطيع مواكبة النسق والبرنامج الذي يسطره الأستاذ.
أولياء وأساتذة يلحون على الانطلاق مبكرا

وقد اقتربنا من صاحب مدرسة خاصة وافق على مقابلتنا، لكن بشرط عدم ذكر هويته و اسم المدرسة، حيث قال لنا إن المدرسة مرخص لها بممارسة الأنشطة التعليمية بشكل عادي، وقال بأن ظاهرة انطلاق الدروس الخصوصية في فصل الصيف قبل الدخول المدرسي بدأت منذ5 سنوات وازدادت حدة منذ سنة 2019، حيث ذكر إن الأساتذة يطلبون منه الإعلان عن الانطلاق في الدروس الخصوصية بداية شهر أوت. وأضاف محدثنا، أن التلاميذ والأولياء يشرعون في التواصل مع المدرسة عبر وسائط التواصل الاجتماعي ومنهم حتى من يلح على الانطلاق مبكرا في التدريس، مشيرا إلى أنه يتقاسم الأجرة مناصفة مع الأستاذ علما أنه، مثلما قال، يستعين بالأساتذة ذوي الخبرة العالية وذلك حفاظا على سمعة مدرسته، كما وقفنا في زيارة إلى المؤسسة على وجود قسمين اثنين يتوفر كل واحد منهما على 25 مقعدا، فضلا عن سبورة عصرية وحتى جهاز « داتا شو».
وتعج وسائل التواصل الاجتماعي بالعشرات من إعلانات الدروس الخصوصية في مختلف الأطوار التعليمية، حيث اطلعنا على إعلان صدر في 28 أوت الماضي لمدرسة خاصة متخصصة في اللغات ودروس الدعم، إذ ورد فيه أن الأستاذ يرافق تلاميذه إلى غاية نهاية الموسم الدراسي كما ذكر فيه أن الدروس جد محدودة في حين كان التفاعل كبيرا جدا وقرأنا المئات من التعليقات، التي تطلب التسجيل وحين اتصالنا وجدنا أن كل المقاعد محجوزة وأن الدراسة انطلقت بداية الشهر الجاري.
وعلى مستوى حي سيدي مبروك، انطلقت الدروس الخصوصية بقوة لدى أحد أساتذة مادة الفيزياء، وهو ما وقفنا عليه على مستوى الوحدة الجوارية الخامسة بعلي منجلي، حيث يلتحق التلاميذ بحصص الدعم ابتداء من السابعة ونصف صباحا، وذلك لاستيعاب عدد التلاميذ، كما لاحظنا أن جل الحصص تكون يومي الجمعة والسبت أو في الفترة المسائية،وذلك حتى لا تتعارض مع مواعيد الدوام بعد الدخول المدرسي.
أولياء بين مضطر ومؤيد
ويتحدث ولي أمر تلميذة في شعبة العلوم التجريبية، عن رفضه المطلق لمباشرة ابنته للدروس الخصوصية منذ شهر أوت، لكنه وجد نفسه كما قال، مضطرا لمجاراة طلبات ابنته، التي بدأت في الحديث مع زميلاتها عن دروس الدعم منذ نهاية الموسم الفارط، فقد فتحن مجموعة على تطبيق مسنجر يتبادلن فيها كل المعلومات حول الأساتذة وكيفية الانطلاق مبكرا في الدراسة.
وتابع محدثنا، أنه وبتاريخ العاشر من أوت الماضي، كلف أحد الأساتذة تلميذة بالاتصال بزميلتها من أجل مباشرة الدروس في مادة الرياضيات، وهو ما كان بتاريخ 16أوت، إذ اضطر بنفسه إلى اصطحابها مرة في الأسبوع، قبل أن تلتحق بدروس العلوم والفيزياء، مشيرا إلى أنه أنفق  6   آلاف دينار، كما قال إنه خصص ميزانية مبدأية للدروس الخصوصية تقدر بعشرة ملايين سنتيم.

ووافق الكثير من الأولياء رأي ولي التلميذة، غير أن آخر يرى بأن الدروس الخصوصية لابد منها ، حيث قال إن الموسم الدراسي تأخر عن موعده  كما أن ابنته درست لعامين متتاليين وفقا لنظام التفويج، ووجب ،مثلما قال، أن تراجع رفقة أساتذة ذوي خبرة ما درسته لاسيما في الثانية ثانوي، حتى تكون جاهزة لتلقي منهاج السنة النهائية بأريحية، مضيفا أنه يعتمد بشكل كبير على دروس الدعم حتى تنال ابنته معدلا جيدا، يؤهلها للالتحاق بالتخصص الذي ترغب في دراسته.
ولم يقتصر، الأمر على تلاميذ النهائي بل امتد إلى كل الأطوار والسنوات التعليمية، لكن بأقل حدة عما سجل لدى تلاميذ الطور النهائي، فقد غزت الإعلانات مواقع التواصل الاجتماعي، لكن ما سجل بحدة هو ظهور الكثير من الإعلانات التي تدعو تلاميذ السنة الثالة ابتدائي إلى اللتحاق بدروس الدعم في مادتي اللغة الفرنسية والإنجليزية، رغم أن كتاب المنهاج لم تظهر تفاصيله بعد. وذكر لنا شاب، بأنه سجل ابنته في دروس دعم للغة الإنجليزية كونه وزوجته لا يجيدون هذه اللغة إذ يتحكمون فقط في الفرنسية، مبرزا أن دروسها ستنطلق الأسبوع المقبل، إذ سيتم تلقينها الحروف والأرقام وأسماء الحيوانات والأشياء في البداية، وفق ما تحصل عليه من معلومات من مسير المدرسة الخاصة.
سبونسورينغ في فيسبوك لجذب الأولياء والتلاميذ
وقد لاحظنا، عبر مختلف التواصل الاجتماعي لاسيما فيسبوك ويوتيوب، تنافسا شرسا بين الأساتذة النجوم أو المدارس الخاصة، حيث يعمدون إلى إعداد إعلانات مدفوعة عبر منصة فسيبوك لاستهداف أكبر عدد ممكن من التلاميذ والأولياء، في حين كانت هذه الإعلانات تسجل تفاعلا كبيرا.
وتحتوي هذه الإعلانات على مغريات النجاح والتفوق، إذ يقول فيها الأستاذة «النجوم»  الذين يتابعهم الآلاف من المتابعين، أن كل من درس عندهم نجح في الباكلوريا بمعدل مرتفع مكنه من اختيار التخصص الذي يرغب في دراسته، كما لاحظنا أن الترغيب امتد إلى الحديث عن التخصصات الجامعية المميزة كالطب والمدارس العليا للأساتذة، حيث ورد في أحد الإعلانات الموجهة للأولياء نص يقول» إن كنت تريد أن يلتحق ابنك بتخصص الطب أو المدرسة العليا للأساتذة فالتحق بمدرستنا».
وتوسع استخدام منصات التواصل الاجتماعي للإعلان، عن الانطلاق في الدروس الخصوصية ، إلى منصات التجارة الإلكترونية، كما  دخل  جامعيون على الخط إذ  أصبحوا يعلنون عن تقديمهم لدروس الدعم، وقد وقفنا على حالات لطلبة في كلية الطب، فضلا عن آخرين مازالوا يدرسون في المدارس العليا للأساتذة وأصبحوا بفضل هذه الوسائط مشهورين يتابعهم الكثير من التلاميذ.
وذكر لنا أساتذة، أن مدارس خاصة  تشترط على الأستاذ،  الذي يلتحق بها أن يكون مشهورا وبعضهم يشترط  أن تكون لديه قناة على اليوتيوب، حتى يتمكن من استقطاب أكبر قدر ممكن من التلاميذ والمتابعين.
وقد لاحظنا منذ نهاية شهر جويلية، أن الكثير من الأساتذة يستعلمون فيديوهات قديمة دورات مكثفة ويعيدون نشرها مع استعمال تقنيات الفيديو الحديثة والعصرية للترويج والتأثير، في حين كان بضعهم يعرض فيديوهات لموقع المدارس والأقسام.
* المكلف بالإعلام في المجلس الوطني المستقل لمديري الثانويات يزيد بوعنان
الدروس الخصوصية المبكرة تشوش على المؤسسات التربوية والتلامـــــــــيذ
قال المكلف بالاعلام في المجلس الوطني المستقل لمديري الثانويات الأستاذ يزيد بوعنان ، إن ظاهرة الدروس الخصوصية الفوضوية، تتطلب تدخلا عاجلا ومراجعة قانونية رادعة، مشيرا إلى أن الانطلاق المبكر في تلقيها، يشوش على المؤسسات العمومية والتلاميذ،مطالبا بتقنين هذه الدروس  ووضع دفتر شروط صارم من طرف الجهات المختصة.
وذكرالمكلف بالاعلام في المجلس الوطني المستقل لمديري الثانويات الأستاذ يزيد بوعنان ، إن ظاهرة الدروس، التي انتشرت بشكل فوضوي خلال كامل العام الدراسي وبمختلف ولايات الوطن تتطلب تدخلا عاجلا ومعالجة قانونية رادعة، حيث ذكر أنه ونظرا لغض الطرف من الجهات المختصة عن هذه المشكلة، فإن من وصفهم بأباطرة الدروس الخصوصية تواطأوامع بعض الأولياء و تمادوا في تجاوزاتهم، من خلال تنظيم هذه الدروس في عز العطلة الصيفية ابتداء من منتصف أوت، وذلك في محلات لا تتوفر على أدنى الشروط الصحية والتربوية، التي يجب أن تتوفر عليها مثل هذه الأماكن. وتعد هذه التجاوزات، مثلما أبرز المتحدث، تشويشا على المؤسسات العمومية وعلى التلاميذ الذين هم في حاجة الى راحة بيداغوجية ومرافقة نفسية في عز عطلة الصيف، ولذلك فإن المجلس الوطني المستقل لمديري الثانويات، قد طالب بضرورة تقنين هذه الدروس ووضع دفتر شروط دقيق وصارم يمتثل إليه الجميع وتشارك في إعداده،مختلف الجهات لاسيما وزارات التربية و التجارة و الداخلية؛ على أن تخضع هذه الدروس لترخيص مسبق من قبل السلطات وذلك بعد الامتثال لدفتر الشروط ، مضيفا أن التنظيم طالب  بإيجاد حلول عملية لهذه المشكلة في أكثر من مناسبة، لكن مع الأسف فإن فوضى الدروس الخصوصية، آخذة في الاتساع دون أي التزام بأدنى الشروط البيداغوجية والنفسية والتربوية،  ودون أحد يحرك أحد ساكنا لتقنين وتنظيم هذه الدروس.
* مفتش التربية الوطنية غزالي بوحجر
الدروس الخصوصية تجاوز أخلاقي وتجعل التلاميذ عاجزين أمام الامتحانات الرسمية
قال مفتش التربية الوطنية، غزالي بوحجر، أن انطلاق الدروس الخصوصية قبل انطلاق الموسم الدراسي يعد تجاوزا غير أخلاقي في حق المؤسسة العمومية، كما أكد بأنها تؤثر على مردود التلاميذ الإنتاجي لاعتمادها على التلقين فقط وإهمالها لجوانب الفهم والتحليل والتركيب والتطبيق والتقييم، وهو ما يجعل التلاميذ عاجزين في التعامل مع مواضيع الامتحانات الرسمية، مبرزا أن فشل  الكثير من طلبة المدرسية العليا للرياضيات في أول تجربة عليمة حقيقية للتقويم، يعد خير دليل على الفشل المعرفي لدروس الدعم.وذكر مفتش التربية الوطنية، الأستاذ غزالي بوحجر، أن ظاهرة الدروس الخصوصية لاسيما قبل انطلاق الموسم الدراسي في تنام مستمر، إذ تحولت إلى دروس وأقسام موازية للمؤسسات العمومية، وهو أمر غير معقول سواء من الناحية البيداغوجية أو التربوية أو النفسية، وحتى الأخلاقية.وتابع المتحدث، أن هذه الدروس غير مخطط لها من حيث الزمان والمكان والظروف المحيطة بها نفسيا وتربويا، كما أن هذه الدروس تعتمد من حيث منهجية العمل على التلقين، مضيفا أن  هذا المرض سببه  الأولياء، وجشع بعض الذين امتهنوا هذه الدروس من أهل القطاع، إذ طغى الجانب المالي على التربوي.
ويرى مفتش التربية الوطنية، أن هذه الممارسات تؤثر على مردود التلاميذ الإنتاجي ،بسبب طريقة العمل  التي تعتمد على التلقين  و تهمل جوانب الفهم والتحليل والتركيب والتطبيق والتقييم وكذا الفهم والاسترجاع،وهو ما يجعلهم عاجزين، مثلما أكد، في التعامل مع مواضيع الامتحانات الرسمية ، كما تظهر آثارها السلبية حتى في الجامعة وخير دليل على ذلك فشل طلبة تحصلوا على معدلات جد ممتازة في أول تقويم علمي حقيقي في المدرسة العليا للرياضيات، إذ تم رفض مواصلتهم للدراسة في تلك الجامعة.
وذكر الأستاذ غزالي، أن الدراسة لفترة تزيد عن الشهر قبل موعد الدخول المدرسي، يمكن التلاميذ من إنهاء الوحدتين التعليميتين الأولى والثانية ، لتكون النتيجة عزوفا كبيرا على الالتحاق بالأقسام بالمؤسسات العمومية، متسائلا « هل صحيح أن التلاميذ يستوعبون دروسهم في مستودعات أو قاعات تنعدم فيها التهوية».وأكد المتحدث، أن المنظومة التربوية وضعت ما يسمى بالمعالجة البيداغوجية، والتي من خلالها يتم معالجة الاختلالات للتلميذ في القسم الذي يتمدرس به، متسائلا أيضا عن سبب عدم تطبيقها، مضيفا أن الاستعانة بالدروس الخصوصية لا تجعل التلميذ مميزا عن غيره إذ أن المتفوق يكون متفوقا في الأساس قبل كل شيء.

 

الرجوع إلى الأعلى