تطبيق تقنيات جديدة وتوجه لاقتحام الأسواق الخارجية

تمكنت العديد من الشركات الناشطة في مجال  الأشغال العمومية، من قطع أشواط كبيرة في مجال تخصصها، بفضل الكفاءات المحلية والتي استطاعت أن تحقق قفزة نوعية في  مجال استخدام التقنيات الحديثة، مع تطبيق تقنيات جديدة تراعي المعايير العالمية، وهو ما أبرزته شركات حاضرة في  الطبعة ال18 للصالون الدولي للأشغال العمومية والتي أبانت بالمناسبة أمام الجمهور والمهنيين ومختلف المتعاملين، عن قدرات هامة ، مؤكدة على أهمية اقتحام الأسواق الخارجية لاسيما في القارة الإفريقية.

تنظم الطبعة 18 للصالون الدولي للأشغال العمومية والتي افتتحت، أول أمس، وتختتم غدا ،  بقصر المعارض الصنوبر البحري، تحت شعار « أشغال عمومية  ستون  سنة  من الإنجازات».
ويعرف الصالون ، مشاركة  عدة  عارضين  جزائريين   وأجانب،  على غرار دولة قطر، ضيف شرف هذه الطبعة ،  وكذا تونس،  السعودية ،  إيطاليا ، تركيا  ، ألمانيا ، الصين،   ممثلة في شركات  ومؤسسات  ذات  علاقة بمجال  الأشغال العمومية والمنشآت القاعدية ، بالإضافة إلى  جامعات، مدارس ومعاهد  مختصة في الأشغال العمومية والهندسة المدنية، و شركات ناشئة  وبنوك ومؤسسات مالية.
و يجمع الصالون الذي تنظمه  وزارة الأشغال العمومية والري والمنشآت القاعدية،  بالتنسيق مع  الشركة الجزائرية للمعارض  والتصدير صافكس ، تحت الرعاية السامية للوزير الأول، ايمن  بن عبد الرحمان ،  المهتمين بهذا المجال  من مهنيين  ، صناعيين وباحثين،  حيث يركز هذا الفضاء التجاري والاقتصادي ،  على تعزيز  الأداة الوطنية للإنجاز  والدراسة  وقدرات التصدير  وكذا  تطوير تقنيات  وأدوات  رقابة الجودة و تشجيع الابتكارات والبحث التطبيقي في مجال الأشغال العمومية،  بالإضافة إلى  ترقية  أنشطة الشراكة  والمقاولاتية  ومرافقة  حاملي المشاريع  والشركات الناشئة ، وتشجيع  استخدام  الطاقات المتجددة  في مشاريع  البنية التحتية .
و تبرز الشركات  الجزائرية  المشاركة في هذا الصالون  إمكانيات وقدرات  تقنية كبيرة، تمكنت من اكتسابها على مدى سنوات في إطار المشاريع  المتعددة والتي قامت بإنجازها ، حيث استطاعت هذه المؤسسات، أن تحقق قفزة كبيرة في المجال، من خلال مجهودات  الخبراء و  الكفاءات المحلية من خريجي الجامعات ، والتي أثبتت القدرة على تحسين الأداء و اكتساب المهارات و تجسيد مختلف التقنيات الحديثة واحترام المعايير الدولية في مجال الأشغال العمومية.وساهمت هذه المؤسسات المحلية  ، عبر إنجاز مشاريع كبرى تراعي معايير الجودة والمقاييس العالمية  في تعزيز شبكات البنية التحتية ، الطرق السريعة، الموانئ والمطارات و المنشآت القاعدية و خطوط السكة الحديدية ، الأمر الذي ينعكس بالإيجاب  على الحركية التنموية عبر القطر الوطني، من خلال المشاريع الاستثمارية المتنوعة والتي يعول عليها لإحداث عملية الإقلاع الاقتصادي ، في ظل استحداث العديد من الإجراءات والتسهيلات، بغية تحسين بيئة الاستثمار وفي مقدمتها قانون الاستثمار الجديد وإزالة العراقيل البيروقراطية والتوجه نحو تعزيز الرقمنة واعتماد إصلاحات في القطاعات الرئيسية قصد مضاعفة الإنتاج وترقية الصادرات خارج المحروقات.
 العمل على توسيع ورفع الإنتاج وتغطية السوق المحلية
وكان الوزير الأول، السيد أيمن بن عبد الرحمان، قد أكد في كلمة قرأها نيابة عنه وزير الأشغال العمومية والري والمنشآت القاعدية، لخضر رخروخ، خلال افتتاح الطبعة ال18 للصالون الدولي للأشغال العمومية، أن المؤسسات الجزائرية تتمتع بإمكانيات وقدرات تقنية هائلة اكتسبتها طوال ستين سنة من الإنجازات، مما سيسمح لها بالظفر بمشاريع في الخارج، مبرزا الدور الذي يلعبه قطاع الأشغال العمومية و المنشآت القاعدية كركيزة للاقتصاد ومحرك للتنمية بامتياز.
 وقد عبرت مؤسسات شاركت في الصالون عن اهتمامها الكبير، من أجل توسيع عملها ورفع حجم الإنتاج لتغطية السوق الوطنية في مجال اختصاصها والولوج بقوة إلى الأسواق الخارجية وعلى رأسها الوجهة الإفريقية، سيما في ظل تنافسية المنتوج الوطني والذي يلقى طلبا كبيرا في هذه الأسواق .
ومن بين المؤسسات التي شاركت في المعرَض نذكر المؤسسة الوطني للدهن، وهي مؤسسة مختصة في إنتاج وبيع المنتجات الخاصة بالطلاء والدهانات وتمتلك 6 وحدات إنتاجية ، ولها 17 نقطة بيع متوزعة  عبر كافة التراب الوطني،  كما تمتلك المؤسسة منتوجات ذات جودة عالية  وحاصلة على شهادة  إيزو 9001  و لها مواد  و أدوات حديثة،  وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمؤسسة 170 ألف طن سنويا ، حسبما أفاد به، كركود علي  رئيس قسم التجاري بالمديرية العامة بالمؤسسة الوطني للدهن.
والذي  أوضح أن الشركة  تتعامل  مع مختلف المتعاملين الاقتصاديين والمؤسسات الكبرى،  كما قامت  في وقت سابق بعمليات تصدير  نحو دول افريقية ومن  بينها بوركينافاسو وموريتانيا  وتأمل في الولوج إلى أسواق أخرى في إفريقيا
وأشار إلى أن المؤسسة تتوفر على كفاءات جزائرية متحصلة على شهادات ،  كما أن لها مخابر في البحث والتطوير متخصصة في الطلاء والدهن وتستعمل معدات وأدوات متطورة  على مستوى الوحدات الإنتاجية  ولها منتجات ذات جودة عالية و أسعار تنافسية .  ومن جانبه،  أوضح ايغيلال عبد العالي، مهندس بالمؤسسة العمومية لأشغال الطرق جنوب شرق و المختصة في أشغال الطرق والتابعة لمجمع «جيترا « ،  ومقرها في ولاية  باتنة،  أن المعرض فرصة للتعريف بالمؤسسة والتي تضم 650 عاملا وتنشط عبر التراب  الوطني  و إبراز الإمكانيات  التي تتوفر عليها وعقد اللقاءات مع  المتعاملين وإمضاء الشراكات والاتفاقيات.
 تطبيق  تقنيات جديدة  بفضل كفاءات جزائرية
 ويرى أن الشركات الوطنية في القطاع ، لها إمكانيات مادية وبشرية وتقنية وتتوفر على الكفاءات وذلك  ما يلاحظ في الميدان، من خلال تجسيدها مشاريع كبرى ، كما أشار إلى تطبيق تقنيات جديدة تواكب المعايير الدولية بإمكانيات جزائرية ، لافتا  في السياق ذاته، إلى  قدرة بعض الشركات الوطنية الناشطة في القطاع على انجاز مشاريع  في الخارج .
 ومن جانبها،  أفادت أيمن كاميليا، المكلفة بالإعلام والاتصال  بالشركة القابضة «جيتكس» ، أن  هذا  المجمع الصناعي عمومي تابع لوزارة الصناعة،  ويضم  5 مؤسسات مختصة في التصنيع إلى جانب مؤسسة أخرى تابعة للمجمع، مكلفة  بالبيع والتسويق و هذه المؤسسات الخمس لها 39 وحدة إنتاج عبر الوطن ، مشيرة إلى أن المجمع له 50 سنة من الخبرة ،   ويهدف إلى إنتاج الملابس  لجميع الجزائريين،  حيث يقوم بصناعة المادة الأولية إلى غاية المنتوج النهائي ، حيث يصنع  الخيط ، القماش ، بدلات  كلاسيكية، ألبسة  نسائية ورجالية ، و الخاصة بالأطفال وأيضا تحويل الجلود إلى منتوجات ، بدلات جلدية و أحذية وحقائب وأضافت أن   المجمع يعمل للعودة  بقوة  إلى الساحة الوطنية والتوسع  أكثر  وإنتاج منتوجات ذات جودة  للمواطن الجزائري.  

وأوضح عمروش فاتح رئيس قسم مكلف بالتظاهرات والمعارض الوطنية والدولية بشركة المنسوجات المتنوعة الجزائرية والتي هي فرع من مجمع «جيتكس «، و لها 6 شركات مختصة في الأغطية والأنسجة وجميع أنواع النسيج،  شركتين مختصة في الحبال  والأكياس البلاستيكية، أن الهدف من المشاركة  في   الصالون الدولي للأشغال العمومية هو تنويع المنتوجات  وعرض آخر  المنتوجات والتعريف بها للمواطنين وحتى للمهنيين،  لافتا إلى أن منتوجات المؤسسة ذات جودة عالية   وتهدف المؤسسة إلى  التمركز في السوق الوطنية وتطمح للخروج الى التصدير إلى السوق الافريقية .  ومن بين الشركات أيضا والتي كانت حاضرة في هذا الصالون، شركة «أوروماكس» لصناعة «الجيوتكستيل « وهي شركة مختصة في صناعة قماش يستعمل كعازل بين التربة  والمواد الأولية  ومقاوم لانجراف التربة،  حسب عمر نجار مسؤول تجاري في   هذه الشركة الخاصة والتي تأسست سنة  2017   و الذي أوضح  أن  القماش  الذي تصنعه  الشركة ، يستعمل في مجال الأشغال العمومية في الطرقات وحتى الأرصفة .كما أشار  إلى أن الشركة شاركت في معارض خارج الوطن وهذا في ليبيا  ، و تأمل في الوصول إلى التصدير ،  مضيفا أن  الصالون الدولي للأشغال العمومية ، فرصة لإظهار المنتوجات الجزائرية والتي اعتبرها أن  لها القدرة على  التموقع أمام المنتجات الأجنبية .
* المدير العام للهيئة الوطنية للرقابة التقنية للأشغال العمومية  فول عبد الحليم
 نعمل  لضمان الجودة وطنيا و التوجه بخبرتنا إلى السوق الخارجية  

 أوضح فول عبد الحليم ، المدير العام للهيئة الوطنية للرقابة التقنية للأشغال العمومية في تصريح للنصر، على هامش  الصالون ، أن صالون الأشغال العمومية، يأتي في ظروف خاصة احتفالا بالذكرى الستين للاستقلال، حيث يتم عرض إنجازات القطاع.
وبخصوص الهيئة الوطنية للرقابة التقنية للأشغال العمومية ، أوضح أن المؤسسة ذات طابع تجاري وصناعي و هي تحت وصاية وزارة الأشغال العمومية والري والمنشآت القاعدية، مضيفا أن الهيئة  ليست مكتب دراسات وليست مخبر ، ولكن هي هيئة رقابة،  موضحا في هذا السياق، أن  الرقابة التقنية تتضمن التحقق من أن كل الدراسات  أنجزت حسب المعايير،  ونفس الشيء بالنسبة لمرحلة الإنجاز  ، حيث تقوم الهيئة بمتابعة المشروع  ابتداء من التصميم الى الإنجاز  الى الاستلام الى بداية الاستغلال. وأضاف أن الهيئة لها دور هام والمتمثل في التأكد من أن كل ما ينجز هو مطابق للمعايير  ومطابق لدفاتر الشروط،  مبرزا  أن العمل الذي تقوم به الهيئة هو الضمان للمطابقة  وبالتالي الوصول  إلى النوعية .
كما أشار إلى نشاط ثان وهو الخبرة ، والمتمثلة في الدلائل التقنية وتطوير  معايير الإنجاز أو  معايير الدراسات  وتطوير بنك المعلومات ، لافتا إلى تطوير الهيئة لثلاث أنظمة  وهي على وشك وضعها تحت تصرف الوصاية  ، ويتعلق الأمر بنظام خاص بالمنشآت الفنية ،  ونظام خاص بالطرق  ونظام خاص بالمطارات  ، مضيفا أن الرقمنة  أصبحت ملموسة وسيتم تجسيدها في الميدان ،  مشيرا إلى أن الهيئة تقوم بإعداد دراسة، حول تهيئة الطرق للتقليص من الخسائر البشرية، جراء حوادث المرور. وأضاف أن الهيئة لديها اقتراحات، مثلا في مجال السلامة المرورية وهي  بصدد تحضير حلول، عبارة عن مقترحات تتعلق  بأشغال خاصة  في الطريق ، بحيث تقلص من خطورة حادث المرور وبالتالي  التقليص من الضحايا .كما تقدم الهيئة أيضا خبرة وحلول في  مجال إنجاز المنشآت الفنية  والطرقات والسكك الحديدية والتي تتلاءم مع البيئة الصحراوية ، لوضعها تحت تصرف الوصاية و مؤسسات الإنجاز.
يضاف إلى ذلك نشاط ثالث يخص  الهيئة وهو البحث العلمي والتكنولوجي والتنمية ، لافتا إلى أن الهيئة تقوم مثلا ببحث بالنسبة لطريقة إنجاز ، بحيث نقضي على ظاهرة الطرق الملساء والتي تعتبر من أسباب حوادث المرور.
 وأضاف أن الهيئة  تعتبر معلما في التقنيات و تعد أهم مؤسسة من الناحية التقنية  وتتحكم  في  المسائل التقنية فيما يخص  التسيير والصيانة والتصميم والانجاز والاستلام  ، حيث أن  لها خبرة 60 سنة ، واعتبرها أنها مدرسة وضامن للجودة  وتضم نخبة من المهندسين، لديهم تجربة طويلة  في  الميدان ، مؤكدا على الاستثمار في الجانب البشري  واستعمال التكنولوجيات الحديثة  والرقمنة .
 ومن جانب آخر، أشار إلى أن الطبعة ال18 من الصالون الدولي للأشغال العمومية، كانت فرصة للهيئة لإمضاء اتفاقية تعاون مع دولة النيجر، مضيفا أن استراتيجية الهيئة ورؤيتها في السنوات القادمة،  تكمن  في الذهاب إلى السوق الخارجية و تصدير الخبرة وخاصة في إفريقيا ، وأشار إلى اهتمام دول أخرى بالشراكة أيضا ، على غرار السينغال وإيطاليا ، قطر والصين والعديد من الدول، سيما في ظل الخبرة و الإمكانيات البشرية والمادية التي تتوفر عليها المؤسسة ،
 ومن جانبه،  أوضح العروي عبد الرحمان رئيس مصلحة الاعلام لدى الهيئة  ، أن التوجه إلى تصدير الخبرة هو الحل والطريق الأمثل لإعطاء دفع  أكثر ونفس أكثر للهيئة والتي  كان لها الشرف لخدمة القطاع والبلد لمدة 60 سنة لضمان نوعية وجودة افضل للمنشآت القاعدية للبلاد، منوها  بالسياسة المنتهجة حاليا من طرف المؤسسة لتحسين الخدمة  والتوجه نحو السوق الأجنبية ، مشيرا إلى أهمية تقرب الشركات الوطنية من مختلف المتعاملين وممثلي الشركات الأجنبية الحاضرة في المعرض، قصد إبرام شراكات مختلفة، من شأنها  فتح المجال لهذه الشركات للولوج الى الأسواق الخارجية وفرض نفسها بقوة في الخارج .
مراد -ح

الرجوع إلى الأعلى