كسرت مشاريع التهيئة وإنجاز ساحات ومساحات خضراء، فضلا عن ملاعب جوارية، الصورة النمطية للعديد من الوحدات الجوارية والتجمعات السكنية بالمقاطعة الإدارية علي منجلي بقسنطينة، فقد تحولت العديد من الأحياء إلى نقاط جميلة تبعث الراحة في النفوس ويجد فيها الكبار والصغار مكانا للجلوس و متنفسا لهم بعد سنوات من طغيان مناظر الإسمنت، وانعدام أماكن الراحة بأكبر مدينة جديدة في الجزائر.

روبورتاج: لقمان قوادري

قبل أقل من 5 سنوات، كانت المدينة الجديدة علي منجلي، تفتقر إلى المساحات الخضراء وأماكن الراحة والجلوس، باستثناء فضائين الأول بحي 400 سكن بالوحدة الجوارية 6 والثاني بالوحدة الجوارية 1، لكنهما كانا عبارة عن فضاءات مفتوحة للصوص وبائعي المخدرات ومغلقة في أوجه الأطفال وكل فئات المواطنين وسكان المدينة.
وشرعت مؤسسة تهيئة مدينتي علي منجلي وعين نحاس، في إطار عملية تهيئة شاملة مست إلى حد الآن 10 وحدات جوارية، في إظهار ملامح بعض المساحات الخضراء، التي كانت مردومة تحت الأتربة ومخلفات البناء، حيث تم الشروع في إعادة تهيئة شاملة لحديقة 400 مسكن والتي أصبحت المقصد الأول للمتقاعدين وفئة الكبار في السن، فضلا عن مربي العصافير وحتى الأطفال، الذين يقصدونها مساء وصباحا للعب أو الجلوس.
ورغم أن هذا الفضاء، لا يلقى العناية اللازمة، إلا أنه ما يزال يسجل إقبالا كبيرا من مختلف الفئات الاجتماعية، فيما يطالب سكان الحي بإيجاد حل لمشكلة الأكشاك المهجورة، كما أكدوا على ضرورة العناية بالمساحات الخضراء ومنع الاعتداء عليها، لاسيما بعد إنشاء بناية ثقيلة بداخلها رغم أن قوانين التعمير تمنع إنجاز هكذا منشآت.
فضاء الوحدة الجوارية 13 المقصد الأول لسكان علي منجلي

وتم إنجاز حديقة بمواصفات عصرية بالوحدة الجوارية  13 وذلك على طول المسار الرابط بين محور الدوران لعيادة بن قادري وصولا إلى حظيرة مركبات الولاية المنتدبة، حيث تم تقسيمها إلى ثلاثة أجزاء، من خلال إنجاز فضاءات للجلوس ومساحات لعب  للأطفال، وكذا مسار للرياضيين، كما من المنتظر أن تضع  دورات مياه وأكشاك، تتربع على أزيد من 4 هكتارات، إذ أن طول الحديقة يقدر بواحد كيلومتر أما عرضها فيتجاوز 40 مترا.
وتحول المكان بعد افتتاحه إلى مقصد أول للعائلات، وذلك لتوفره على أماكن لركن المركبات، فضلا عن مركز أمن يقع مقابل الموقع، إذ أن الظفر بمكان للجلوس في الفترة المسائية بالمكان أصبح أمرا صعب المنال، إذ يتم حجز كل المقاعد في حين تُسجل حركية تجارية، لكن النقطة السوداء بالمكان هي التجارة الفوضوية وعدم توفر الخدمات والاعتناء بالمساحات الخضراء، التي بدأت وضعيتها تتدهور بما يستدعي تدخلا مستعجلا للسلطات المحلية، من أجل إيلاء عناية أكبر لهذه المساحات.
وقد استحسن مواطنون إنجاز هذا الفضاء، حيث ذكر مواطن يقطن بالوحدة الجوارية 1 أنه انتقل للعيش بعلي منجلي في سنة 2005  وكان دائما ينتقد عدم توفر أماكن للراحة والجلوس، لكنه لاحظ  تحسنا في هذا الأمر، حيث تمت تهيئة حديقة الوحدة الجوارية 1 بجانب مسجد السلام،  فضلا عن إنجاز هذه المساحة التي صار يجلس بها يوميا رفقة أفراد عائلته لقربها من مقر سكناه.
وبذات الوحدة الجوارية، تم إنجاز ساحة جلوس جديدة، إذ تحولت  مساحة مهملة من فضاء لرمي الردوم إلى مكان للجلوس أصبح متنفسا للأطفال والعائلات في الفترة المسائية، بعد أن كانت تلك النقطة تفتقد حتى إلى الطرقات والأرصفة، فيما تجري حاليا عملية تركيب الألعاب الخاصة بالأطفال.
الوحدة الجوارية 8  فضاء حيوي
وبالوحدة الجوارية 8، بالحي المعروف باسم نيويورك، تم إنجاز 3 فضاءات للجلوس ولعب الأطفال إذ تحول الحي من مكان بائس إلى فضاء حيوي يسجل إقبالا كبيرا من العائلات والأطفال، وهو الأمر الذي استحسنه سكان الحي، الذين قالوا بأن مثل هذه المرافق تساهم في كبح الجريمة والتقليل من الآفات الاجتماعية.
أما بالوحدة الجوارية الخامسة مقابل مقر الدرك الوطني، فقد تم تحويل مساحة مهملة إلى مرفق حيوي وجميل يستقطب العائلات والأطفال إلى غاية ساعة متأخرة من الليل وذلك لقربه من المرفق الأمني، و زاد من جمال المكان إنجاز ملعب جواري وتهيئة آخر، فيما أكد لنا شاب يقطن بالحي، أنه كان في السابق يتنقل رفقة ولديه من أجل مرافقتهما للعب في الأراجيح على مستوى حي زواغي، لكنه اليوم أصبح يتركهما بمفردهما بالمكان.
الوحدة الجوارية 4 تتحول إلى تجمع سكني نموذجي
وقد وقفنا في جولة بالوحدة الجوارية 4 على تغير جذري في الحي، إذ تم إنجاز الكثير من المساحات الخضراء في إطار إعادة تهيئة شاملة مست كل أرجاء الحي، و قال السكان إن هذا التجمع السكني كان منسيا، لكن إثر هذه العملية التي خصص لها غلاف مالي ضخم، تم إعادة الاعتبار للحظيرة السكنية ككل.
وتحولت الوحدة الجوارية 4 إلى حي نموذجي من حيث المساحات الخضراء وفضاءات الراحة، إذ تداول سكان علي منجلي صور عملية التهيئة فيما استحسنها المجتمع المدني، مطالبين بضرورة الحفاظ عليها، كما شرع سكان في إطلاق حملة للاعتناء بالعشب الأخضر حتى يبقى على حالته الأولى التي وضع عليها.
ملاعب جوارية تمتص الإجرام والآفات الاجتماعية

ومما خلق استحسانا في أوساط سكان علي منجلي، هو إنجاز الكثير من الملاعب الجوارية سواء المسجلة على عاتق الإدارة المحلية أو البلديات أو مؤسسة تهيئة مدينتي علي منجلي وعين نحاس، إذ أصبحت جل الوحدات الجوارية تتوفر على ملاعب لا يمكن أن تجدها شاغرة طيلة فترات اليوم، نظرا للإقبال الكبير عليها.
ويعد حي 400 مسكن خير مثال، إذ تم إنجاز ملعب كبير فضلا عن آخر ذي مساحة صغيرة، في حين تحولت الوحدة الجوارية 8 إلى مكان لإجراء الدورات الرياضية، كما أصبح أحد الملاعب يستغل حتى في تدريب الأطفال في الملاكمة، ويقوم المدربون بتنظيف الأحياء، من خلال إطلاق حملات نظافة كانت منعدمة تماما في السابق.
وذكر مواطن من الحي، وهو إطار في مؤسسة عمومية، أنه متفائل جدا بهذه المرافق التي ساهمت بشكل محسوس جدا مثلما قال، في تراجع الجريمة والشجارات اليومية التي كانت سمة مميزة للمكان، كما أكد أن الأولياء قد استحسنوا إنجاز هذه المرافق ويبذلون جهدهم للحفاظ عليها، لكن النقطة السوداء تبقى في انعدام الصيانة وسرقة بعض التجهيزات بالإضافة إلى عدم وعي بعض الشباب الذي خربوا بعض الكراسي ولعب الأطفال.  
* مدير مؤسسة تهيئة علي منجلي وعين نحاس أمين سردوك
أنجزنا 10 ساحات و 16 ملعبا ونعاني من تخريب التجهيزات

أفاد مدير مؤسسة تهيئة مدينتي علي منجلي وعين نحاس، أمين سردوك،  أنه قد تم إنجاز 10 ساحات وفضاءات للجلوس، كما تم إنجاز 16 ملعبا جواريا مع وضع 887 لعبة وغرس ما يزيد عن 225 ألف متر مربع من العشب، لكنه أكد أن المشكلة تكمن في نقص الصيانة وتخريب التجهيزات.
 وذكر المتحدث، في لقاء بالنصر، أن المؤسسة وفي إطار عمليات التهيئة الشاملة التي مست إلى اليوم 15 وحدة جوارية، أنجزت 10 ساحات كبرى تتوفر على مساحات خضراء وفضاءات للجلوس، فضلا عن ألعاب الأطفال، حيث قال إن هذه العملية آتت أكلها وأصبحت هذه الأماكن تسجل إقبالا، وخير دليل، ما تعرفه مساحة الوحدة الجوارية 13 التي تحولت إلى مقصد أول لعائلات علي منجلي، بعد أن كانت المدينة تعرف نقصا في هذه المرافق.
وأوضح المتحدث، بخصوص تسيير هذا الفضاء، بأنه قد تم تسليمه في محضر رسمي لمصالح البلدية والتي ستتولى عملية تنظيفه وصيانة المساحات الخضراء، كما أشار إلى أن البلدية ستجز عددا من الأكشاك كما ستضع دورات للمياه في الأسابيع المقبلة، إذ تمت تهيئة الأماكن المخصصة لهذه العملية التي كانت في السابق تقع على عاتق المؤسسة.
وأكد المتحدث، أن الأشغال جارية بثاني أكبر فضاء بعلي منجلي وذلك على مستوى الوحدة الجوارية 17، حيث سيتم إنجاز حديقة بكل المرافق تتربع على مساحة تتجاوز 3 هكتارات، كما أشار إلى أنه تمت الاستفادة من تجربة الغرس السابقة بالوحدات الأولى، حيث ألزِمت المؤسسات المنجزة في دفاتر الشروط، بجلب أشجار جاهزة بطول 4 أمتار ليتم غرسها مباشرة، مضيفا أن الأشغال تعرف تقدما كبيرا ومن المنتظر أن تستلم في آجال قريبة، كما سيتم وفق مدير المؤسسة، وضع ألعاب وكراس للجلوس بحديقة الوحدة الجوارية 1 مع غرس أشجار ومساحات خضراء.
وبلغة الأرقام أوضح المتحدث، أنه قد تم غرس 225333 متر مربع من العشب عبر مختلف الوحدات الجوارية، التي استفادت من عمليات تهيئة شاملة، في حين تم غرس ما يزيد عن 33 ألف شجرة وشتلات ورد، مؤكدا أن المشكلة الكبرى تكمن في نقص الصيانة، وتخريب التجهيزات إذ سجل حرق للعشب وتحطيم للألعاب والكراسي بالعديد من الأحياء.
وتم إنجاز 16 ملعبا جواريا بالمدينة، 2 منها على مستوى الوحدة الجوارية 1 ومثلها بالوحدتين 5 و 7، أما البقية فقد أنجزت بكل من الوحدات 2،4،6،8،13،14،17.
ل.ق

الرجوع إلى الأعلى