جامــــعات قسنطينــــة.. من تحــدي التأسيـــس إلى رهان اقتصاد المعرفـــــة والابتــــــــكار

يقترب عدد طلبة جامعات ومعاهد قسنطينة اليوم من عتبة 100 ألف طالب، فقد نجحت الدولة الوطنية في المحافظة على مشعل العلم والعلماء، الذي ترفعه عاصمة الشرق الجزائري منذ القدم وتجلى في ريادتها في تشكيل الوعي الوطني والتصدي للغزو الثقافي الاستعماري من خلال جمعية العلماء المسلمين والحركة الوطنية.

  روبورتاج: لقمان قوادري

ومثلما نجحت جامعات قسنطينة في معركة التأسيس و البناء والتشييد خلال 60 سنة من الاستقلال، فإنها اليوم تسعى إلى اقتحام أسوار اقتصاد المعرفة والتطوير والابتكار، من خلال العمل على دعامتي الكم والنوع، وإمداد الاقتصاد الوطني بكفاءات وخبرات قادرة على إنشاء مؤسسات تخلق الثروة وتقود الانتقال التكنولوجي والمعرفي، الذي تراهن عليه الدولة الجزائرية.
من ملحــــــــق بسيط في الاستعمار إلى أربع جامـــــــعات كبــــرى في الجزائـر المستقـلة

وبدأ التعليم العالي في مدينة قسنطينة، في الخمسينيات من القرن الماضي، وذلك  من خلال افتتاح ملحق لكلية الحقوق بجامعة الجزائر في عام 1958 ثم أصدر رئيس جمهورية فرنسا الاستعمارية مرسوما سنة 1961، أنشأ بموجبه مركزين جامعيين أحدهما بوهران والآخر بقسنطينة، فيما كان التعليم مقتصرا على فئة  محدودة جدا من الجزائريين.
وفتحت بالمركز الجامعي بقسنطينة أربع وحدات تعليمية، وتتمثل في كلية الطب والصيدلة وذلك على مستوى المستشفى الجامعي الحالي ، كما فتحت الكلية الأدبية بالمدرسة بشارع العربي بن مهيدي حاليا، في حين كانت الكلية العلمية بمركز التكوين المهني حاليا بالمنظر الجميل، أما معهد الدراسات القانونية فقد كان بكلية الشعب بقلب المدينة.
وبعد الاستقلال، وفي بداية العام الدراسي للسنة الأولى للجزائر المستقلة، كان التعليم العالي في قسنطينة، مقتصرا على عدد قليل من التخصصات مثل اللغات والآداب والعلوم القانونية والدقيقة، فضلا عن الطب والصيدلة.
وقررت الدولة الجزائرية في السنوات الأولى للجزائر المستقلة، بناء صرح علمي يليق بمكانة قسنطينة العلمية والثقافية وحتى التاريخية، حيث وضع الرئيس الراحل هواري بومدين حجر تأسيس الجامعة وذلك بتاريخ 29 مارس 1968، كما اختارت الدولة الجزائرية المعماري الثوري العالمي أوسكار نيماير، ليكون مهندسا ومخططا لهذا الصرح العلمي والتاريخي الكبير الذي مايزال إلى اليوم شامخا ببرجه الإداري الشاهق، إذ يتراءى من بعيد من كل مداخل قسنطينة، فقد صار رمزا للمدينة مثله مثل الجسور المعلقة.
وولدت من رحم الجامعة الحديثة، في سنة 1972، خمس كليات في الآداب والعلوم الإنسانية والقانون والعلوم الإدارية، فضلا عن الطب والعلوم الدقيقة وعلوم الحياة، لتتوسع إلى 12 معهدا بعد أن أصبحت تدرس بها العلوم الاقتصادية والاجتماعية واللغات الأجنبية الحية والرياضيات والفيزياء والكيمياء، وعلوم الأرض والهندسة المعمارية والبناء والتعمير، في معاهد خاصة ومتخصصة.
وفي الفترة الممتدة من بداية الثمانينيات إلى نهاية التسعينيات، عرفت جامعة قسنطينة العديد من التغيرات الهيكلية، التي تتماشى ومتطلبات التعليم العالي العصرية، فضلا عن استحداث العديد من التخصصات وكذا فتح عدد من المعاهد، كما عرفت المدينة في سنة 1984 تأسيس جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، التي كانت منذ بدايتها مهدا للوسطية والاعتدال وكونت طيلة السنوات الفارطة المئات من الطلبة والمفكرين والأدباء والعلماء.
وبدأت جامعة قسنطينة في نهاية التسعينيات تضيق بطلبتها، فقد وصل عددهم إلى حدود السبعين ألف طالب يقصدونها من مختلف ربوع الوطن،  فضلا من العديد من الدول العربية والأفريقية والأسيوية وحتى من أوروبا الشرقية، ليشهد عام 2000 وضع حجر الأساس لبناء قطب جامعي جديد في المقاطعة الإدارية علي منجلي، إذ حمل بعد سنوات اسم جامعة قسنطينة 2، كما  احتوى في البداية على مجمعين جامعيين، في حين في عام 2003، انطلقت الأشغال في المركز الوطني للبحوث في البيوتكنلوجيا في نفس الموقع.
واستلمت جامعة قسنطينة 02، في السنة الجامعية 2004، ما منح متنفسا لجامعة منتوري لاسيما بعد أن حولت إليها كل من كليتي الاقتصاد والتسيير، ثم كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية مطلع السنة الجامعية 2006، لتستمر بعدها وتيرة الإنجازات بوضع الحجر الأساسي لأول مدينة جامعية متكاملة في الجزائر، وذلك في 2007 بطاقة استيعاب تصل إلى 52 ألف مقعد بيداغوجي موزعة على عدد من الكليات والمدراس الكبرى، لتصبح قسنطينة تتوفر على أربع جامعات كبرى، فضلا عن المدرسة الوطنية للبيوتكنولجيا والمدرسة الوطنية للفنون التطبيقية.
مشاريــــع جديـــــدة وترامـــــواي يمــــــــر عبــــر 4 جامـــــــعات

ومازالت قسنطينة إلى اليوم، تحتضن مشاريع قطاع التعليم العالي، فقد دشن وزير التعليم العالي بداية سنة 2021 مركز البحث في العلوم الصيدلانية، فضلا عن وحدة البحث في الوساطة العلمية ونشر ثقافة العلم بالمقاطعة الإدارية علي منجلي، كما استلم وجهز في العام الجاري الهيكل الجديد للمدرسة العليا للمحاسبة والمالية، بطاقة استيعاب تتجاوز ألف مقعد بيداغوجي، كما ينتظر أن تستلم ملحقة جديدة لجامعة الأمير عبد القادر بطاقة استيعاب تقدر بألفي مقعد وذلك ابتداء من العام المقبل.
وواكبت الدولة الجزائرية تشييد الجامعات ببناء مرافق الإيواء، حيث تتوفر ولاية قسنطينة على طاقة استيعاب نظرية تقدر بـ 53329 سرير، فيما وصل عدد الطلبة المقيمين حاليا، إلى 31410 طالبا، كما راعت الدولة في إنجاز خط الترامواي  أن يمر عبر الجامعات الأربع، إذ تم تدشين آخر خط توسعة للخط، نحو جامعة عبد الحميد مهري في سنة 2021 من طرف الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان.
جامعة منتوري.. خزان للإطــارات و مواكبـــة لتحــــديات الأمـــــن الطاقــــوي والغذائــي
ويؤكد رئيس جامعة  الإخوة منتوري « قسنطينة واحد» بن شهرة شول، أن قسنطينة واحد، تعد من  أعرق الجامعات على المستوى الوطني، فهي صرح علمي  يعد من أبرز  رموز السيادة الوطنية، كما تعد من أبرز وأهم إنجازات الجزائر المستقلة التي ماتزال تجود بعطائها الفكري والمعرفي بعد ستين سنة من الاستقلال، فهي مثلما قال، نبراس للمعرفة والفكر والحضارة واستثمار نجح في تحديات الأمس، ومازال متميزا في تحديات اليوم، كما سيترك بصمة لا محالة في تحديات الغد القريب والبعيد.
وأبرز المتحدث، أن جامعة قسنطينة تعد الجامعة الأم، لمختلف جامعات الشرق الجزائري وبعض جامعات الوطن الأخرى، لأن مختلف التخصصات والبرامج والهياكل القاعدية تفرعت عنها عبر  مستوى الشرق الجزائري وماتزال هي الجامعة الأم، في مجال التأطير إذ أن كل الجامعات أخذت الخبرة والمعرفة والتجربة منها، كما أن المؤطرين  البيداغوجيين والإداريين  لهذه المؤسسات الجامعية، تلقوا تكوينا من جامعة قسنطينة، وهذا في حد ذاته يعتبر رصيدا هاما لهذه الجامعة ، مشيرا إلى أنها مازلت تتوفر على تخصصات ذات تسجيل وطني، فضلا عن عديد  التخصصات العلمية والأدبية.
وتتوفر جامعة قسنطينة، حاليا على 6 كليات وثلاث معاهد تضم 33 قسما وثلاث هياكل لجذوع مشتركة في مجال العلوم والتقنيات وكذا علوم المادة والطبيعة والحياة، كما أبرز المتحدث أن مجموعة طلبة  وأساتذة قسنطينة 1 حاليا، هو مجموع طلبة الولاية بشكل عام حيث يتمدرس بها 35 ألف طالب  يؤطرهم، 1700 أستاذ و 1800 موظف بمجموع كلي يفوق، 41 ألف من مكونات الأسرة الجامعية، ضف إلى ذلك ألفي طالب دكتواره ومثلهم من الطلبة الأجانب موزعين على 21 جنسية.
 ويقول الأستاذ بن شهرة، أن هذا الرصيد يجعل  من قسنطينة 1 ، مؤسسة رائدة على المستوى الشرق والوطن ككل، ناهيك عن الإنتاج الفكري والعلمي، الذي أهلها إلى اعتلاء مناصب ريادية في العديد من التصنيفات المعتمدة دوليا، إذ صنفت رقم 2 على المستوى الوطني علميا في إطار الأسبوع العلمي الوطني.
وبالنسبة للآفاق العلمية لهذه الجامعة، فإن الجامعة وفق مديرها، تواكب  سياسية الوزارة الوصية في حد ذاتها، إذ تركز على قضية محورية وهامة تتمثل في ولوج عالم اقتصاد المعرفة والابتكار، فقد أنجز على مستوى الجامعة مركز للمسارات، والذي هو  نتاج تعاون مع معهد ويليام ديفيدسون في جامعة ميشغان في الولايات المتحدة الأمريكية، وتتمثل مهمته الرئيسية، كما أكد، في تعزيز فرص توظيف خريجي الجامعة، من خلال تنظيم ورشات وأيام إعلامية، حول استراتيجيات البحث عن فرص العمل والتطوير الشخصي وكذا تنمية المهارات.
وتم أيضا وفق المتحدث، إنشاء دار للمقاولتية، حيث تعد أول تجربة في الجزائر وتم إنشاؤها بفضل شراكة  مع الوكالة الوطنية لدعم التشغيل، إذ تتمثل المهمة الرئيسية لدار المقاولتية، في زيادة الوعي وتعزيز روح المبادرة بين الطلبة من خلال تنظيم أيام وندوات دراسية، حول ريادة الأعمال، وكذا الإشراف على الدورات التدريبية حول إنشاء المقاولتية.
وتتوفر الجامعة، أيضا على  الركن الأمريكي وهو عبارة عن مكتبة وسائط صغيرة على الطراز الأمريكي يعزز التعاون بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية، إذ يعد المركز الوحيد على المستوى الوطني الذي يقدم مجموعة من الأنشطة باللغة الإنجليزية ، وفضلا عن هذه المراكز فإن الجامعة تتوفر وفق السيد بن شهرة، على المركز الرقمي الفرنكوفوني ومخبر التصنيع والمكتب الجامعي للتحويل التكنولوجي وكذا خلية للابتكار و مركز للحوسبة المكثفة والمنصة التكنولوجية ومنصة الطاقات المتجددة، ومركز  التعليم عن بعد .
وتواكب جامعة الإخوة منتوري التغيّرات الاجتماعية والاقتصادية الحاصلة، حيث  تنطوي عروض التكوين في شهادات الليسانس والماستر ومهندس دولة على أكثر من 190 تخصصا، من بينها 119 تخصصا في طور الماستر، بحيث تضم خمس تخصصات ضمن استراتيجية الدولة وهي كل من الأمن الطاقوي والصناعة الميكانيكية وهندسة الصيانة والأمن الصحي والميكروبيولوجيا التطبيقية والأمن الغذائي وتكنولوجيا تحويل الحليب ومشتقاته ومعالجة الحبوب ومشتقاتها، في وقت تعرض فيه التكوين في 73 تخصصا في طور الليسانس.
ويشير فهرس منصة «سكوبيس»، إلى أن عدد المنشورات العلمية الصادرة عن جامعة الإخوة منتوري خلال الموسم الجامعي 2021-2022، قد وصل إلى 880 منشورا، حيث حصلت الجامعة على 13 ألفا و867 اقتباسا، في حين احتلت المرتبة الأولى وطنيا بتصنيف «غوغل سكولر» و»يوني رانك»، والثانية على المستوى الوطني بتصنيف منصة «ويبوميتريكس»، فيما حلت في المرتبة الثالثة بتصنيف مجلة "تايمز هاير ايديوكايشن".
جامــعة الأمير عـبد القادر .. حصن منيـع  في وجه التطرّف و انفتاح على شتى التخصصات

 وجاء إنشاء جامعة الأمير، في سنة 1984 كمؤسسة موازية لمشروع بناء مسجد الأمير عبد القادر، الذي يعد إلى جانب الجامعة تحفة من تحف الفـن المعماري الإسلامي، وقد أسهم في إنجازها عدد كبير من المعماريين المسلميـن المتخصصين فـي العمارة الإسلامية من ذوي الكفاءات العالية.
وتتوفر  جامعة الأمير، اليوم على ما يزيد عن  3300 مقعد بيداغوجي، غالبيتها على مستوى المقر الأصلي  و شطر منها بملحقة كلية الشريعة و الاقتصاد بحي جنان الزيتون، كما تم إنجاز  ملحقة جديدة بالوحدة الجوارية 20 ، بالمقاطعة الإدارية علي منجلي  تتوفر على ألفي مقعد بيداغوجي، فضلا عن إقامة خاصة بطلبة الجامعة، التي تسجل إقبالا كبيرا في السنوات الأخيرة، إذ لم يعد التعليم بها مقتصرا على العلوم الشرعية والدينية لكن تعداها إلى شتى العلوم الإنسانية والاقتصادية وحتى علوم الإعلام والاتصال من خلال قسم الدعوة والإعلام.
وسجلت جامعة الأمير عبد القادر، التي مازلت إلى  اليوم قلعة صامدة ضد التطرف والتعصب، خلال  الموسم الجاري  2195 طالبا جديدا من المسجلين الجدد هذا الموسم، من بينهم 762 مسجلا جديدا في طور الماستر، فيما قُدر العدد الإجمالي للطلبة للسنة الجامعية الماضية  بأزيد من 5500  طالب، موزعين على 17 تخصصا في مرحلة  الليسانس، و24 تخصصا في مرحلة  الماستر، علما أن هذا العدد الكبير يفوق الطاقة الاستيعابية للجامعة بما يعكس الإقبال الكبير على التكوين بها.
وقد عرفت الجامعة تخرّج 2199 طالبا، فيما بلغ عدد الطلبة المسجلين في الدكتوراه 432 طالبا، موزعين على دكتوراه علوم بـ 223، ودكتوراه «أل أم  دي» بـ 209 طالبا، إضافة إلى تسجيل طلبة من 5 دول ويتعلق الأمر بالصحراء الغربية وفلسطين وليبيا، يؤطرهم 290 أستاذا دائما.
وتتوفر جامعة الأمير عبد القادر، على 8 مخابر و 61 فريق بحث، كما ينتظر أن يتم فتح مخابر أخرى في إطار مجمع لمخابر البحث، كما تصدر عن الجامعة أربع مجلات علمية اثنان منها مصنفة،  كما واكبت مسار الرقمنة من خلال رقمنة، ما يزيد عن 3 آلاف مخطوط قديم، في حين يتم العمل على رقمنة الكتب والبحوث والرسائل الجامعية.
ومما يميز جامعة الأمير، هو انفتاحها على العالم الخارجي، إذ لم تبق منغلقة على نفسها، ما فتح لها ولأساتذتها، فضلا عن طلبتها آفاقا لتبادل الخبرات مع العديد من جامعات العالم، من خلال اتفاقيات عديدة أُبرمت مع مؤسسات جامعية  على غرار جامعة  قادس بإسبانيا، والمعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية بباريس، وكذا دار السلام بأندونيسيا والزيتونة بتونس وجامعة مرمرة بتركيا  والتفاريتي بالجمهورية العربية الصحراوية، فضلا عن مؤسسة دار المنظومة بالمملكة العربية السعودية.
وما زالت هذه الجامعة إلى اليوم، تشكل حصنا منيعا في وجه التطرف وقلعة صامدة ضد التعصب، من خلال برامجها التعليمية المستمدة، من اعتدال ووسطية وفطرة المنهج الإسلامي القويم، فضلا عن انفتاحها على كل مناحي الحياة ومتطلبات العصر الجديد.  
جامعة قسنطينـة 2.. بخطــى ثابتة  نحـــو عالم اقتصاد المعرفة

وتقدم جامعة قسنطينة 2، عبد الحميد مهري  تكوينات وبرامج تؤدي إلى الحصول على شهادات معترف بها رسميا، من خلال 100 برنامج من بينها 39 برنامج ليسانس و 47 برنامج ماستر و 14 درجة دكتوراه ، وهذا في العديد من مجالات الدراسة  والتكنولوجيات الحديثة والإعلام الآلي ، العلوم الإنسانية والاجتماعية, العلوم الاقتصادية والرياضة.
وتتكون الجامعة من 04 كليات و معهدين وهي كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية ، كلية علم النفس وعلوم التربية و كلية التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال ، كلية العلوم الاقتصادية و التجارية و علوم التسيير، فضلا عن معهد علوم المكتبات وآخر لعلوم وتقنيات الأنشطة البدنية والرياضية، كما توفر الجامعة أيضا أماكن إقامة وخدمات أكاديمية وغير أكاديمية للطلاب ، بما في ذلك مكتبة ، فضلا عن الخدمات الإدارية المتنوعة.
ومنذ إنشائها في عام 2011 إلى الآن، عملت جامعة عبد الحميد مهري على تكوين الآلاف من الطلبة في مختلف التخصصات، معظمهم يشغلون الآن مناصب في عديد المؤسسات الوطنية وحتى الدولية، لكن ومن أجل إعادة إحياء التواصل مع المهنيين من خريجيها، أطلقت إدارة الجامعة، منصة لإنشاء شبكة للخريجين من الجامعة وذلك بمثابة جسر تواصل يربط الجامعة بخريجيها.
وتهدف، شبكة الخريجين لجامعة عبد الحميد مهري إلى إنشاء نظام الدعم يسمح لكل الفاعلين في الجامعة من الاستفادة من مهارات وخبرات خريجيها، من خلال فتح المجال أمامهم لتقديم الدعم للطلبة، للجامعة ولبعضهم البعض، إذ أن الهدف من هذه المنصة أيضا هو الإطلاع الدائم بكل ما يحدث داخل الجامعة و برامجها المتنوعة، بما يجعل شبكة الخرجين أفضل سفراء الجامعة خارج أسوارها، لما سيقدمونه من خدمات تسويقية وترويجية ،كما تسمح بتقديم الخبرات وتبادلها، كما يمكن الذهاب، وفق إدارة الجامعة، إلى أبعد من ذلك من خلال تقديمهم الدعم العملي للطلبة وهذا بتوفير عروض تربصات ودورات تكوينية في أماكن العمل، وهو ما سيساهم في دعم معارفهم المهنية من جهة ووضع أولى الخطوات في مشوار الحياة المهنية للطلبة.
وتحقق الجامعة نتائج بيداغوجية جيدة، حيث تخرج منها، العام الماضي،  وفق مدير الجامعة البروفيسور شمام عبد الوهاب، 2300 طالب بشهادة ماستر و 2800 في طور ليسانس، في حين تم استقبال 4600 طالب جديد خلال العام الجاري، ليتجاوز العدد الإجمالي للطلبة 19 ألف طالب، يشرف على تأطيرهم وتدريسهم 624 أستاذا بمعدل أستاذ لكل 29 طالبا، في حين أن عدد طلبة الدكتوراه يقدر بـ 724 من بينهم 273 دكتوراه علوم والبقية بنظام الألمدي، كما تخرج العام الفارط 86 دكتورا من بينهم 51 في نظام الألمدي.
وتم إنجاز 131 مشروع بحث من بينها 37 تحصلوا على  القبول في انتظار حصولهم على الاعتماد، كما تحدث مدير الجامعة، عن وجود مشروعين ذوي تأثير اجتماعي واقتصادي  بالتنسيق مع الشركاء الاجتماعيين، في حين تم توقيع 6 اتفاقيات نوعية مع شركاء اجتماعيين من بينهم مؤسسة سونطراك وبعض مراكز البحث العلمي، وهو ما من شأنه، مثلما قال، مدير الجامعة، أن يفتح آفاقا كبيرة بالنسبة للجامعة والأساتذة والطلبة ، كما من شأنه أن يوسع من دائرة الانفتاح على المحيط الخارجي . وبخطى ثابتة ، بدأت جامعة قسنطينة 2، تقتحم عالم اقتصاد المعرفة، من خلال إنشاء حاضنة للأعمال، حيث قال مديرها والعضو الخبير في اللجنة الوزارية الوطنية لمتابعة الابتكار وحاضنات الأعمال الجامعية، الدكتور عزيزي نذير، إن الهدف من إنشائها هو مساعدة أصحاب المشاريع الابتكارية على تعزيز أفكارهم وإثبات إمكانية تجسيدها على المدى البعيد.
وتهدف الحاضنة، أيضا وفق الدكتور عزيزي، إلى تقديم الدعم لأصحاب المشاريع الابتكارية في مجال التكوين والاستشارة والتمويل مع مرافقة حاملي المشاريع إلى غاية إنشاء مؤسساتهم الناشئة، فضلا عن توقيع اتفاقيات شراكة مع الجهات الداعمة للتواصل مع رواد الأعمال وحصولهم على الدعم المناسب لشركاتهم الناشئة مع ترشيح المشاريع المحتضنة للمشاركة في المسابقات المحلية و الجهوية و الوطنية، والعالمية ، وكذا السعي للوساطة بين حاملي الأفكار والشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين، لبلورة الأفكار إلى مشاريع وحلول ميدانية مع تسهيل الاتصال بين الجامعة و المديريات المحلية و المتعاملين الاقتصاديين والاجتماعيين، علما أن الحاضنة تحصلت على علامة حاضنة للأعمال من وزارة المؤسسات الناشئة واقتصاد المعرفة في سنة ألفين وواحد وعشرون.
وأشار المتحدث، إلى أن الجامعة تحصلت على الموافقة على إنشاء حاضنة أعمال من المديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي في أواخر 2020، كما  تحصلت على أربع علامات مشروع مبتكر و علامة مؤسسة ناشئة في مجالات الصحة التسيير و الأرشيف، وكذا التعليم والتكوين، في انتظار الحصول على علامة مؤسسة ناشئة في مجال الفلاحة عما قريب، مضيفا أن لجامعة قسنطينة 2، تجربة ناجحة جدا في دار المقاولاتية، التي تمكنت من غرس ثقافة المقاولاتية لدى الكثير من الطلبة وخاصة بعد جائحة الكوفيد 19، وهو ما تجسد في مشاركة الطلبة في عدة تظاهرات علمية والورشات التدريبية، فضلا عن المسابقات وبرامج التحدي.
جامعـة صالح بوبنيدر...  رهان على مسارات الماستر المهني وتلبيــة الحاجيات الاقتصاديـة للمجتــمع

ويؤكد رئيس  جامعة صالح بوبنيدر، التي تعد أكبر جامعة بالجزائر بطاقة استيعاب تقدر بقرابة 50 ألف مقعد بيداغوجي، البروفيسور أحمد بوراس، أن « قسنطينة 3» تعمل منذ سنة 2017 على الانتقال من التكوين الأكاديمي إلى التركيز على مسارات التكوين المهنية، لتكون البداية بماستر دولي مهني في تسيير النفايات بالتعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي، قبل أن يتوسع إلى 4 تخصصات أخرى والتي كان آخرها مشروع « مَحْمد» وهو تكوين في تسيير التغيرات البيئية  في البحر الأبيض المتوسط، كما فتح في الموسم الجاري، ماستر دولي مهني في الفعالية الطاقوية والبناء.
ويرى مدير الجامعة، أن التحدي اليوم يكمن في تكوين طلبة وكفاءات قادرة على إنشاء مؤسسات اقتصادية ناجحة، تلبي متطلبات الاقتصاد الوطني، حيث سجلت الجامعة نجاح عدد معتبر من المتخرجين في مجال الشغل وإنشاء مؤسسات سواء بشكل فردي أو جماعي، وهو ما يعتبر تحقيقا لأهداف هذا النوع من التكوين.
ويبرز المتحدث، أهمية التكوين في مجال الهندسة الصيدلانية الذي توفره الجامعة، وهو تخصص ،مثلما أكد، يلبي احتياجات الولاية المحلية إذ تعد قسنطينة، قطبا وطنيا رائدا في الصناعات الصيدلانية، كما لفت إلى أن جائحة كوفيد أبرزت دور الجامعة في مكافحة الأوبئة ، وتجسد الأمر في فتح جزئي لمخبر للكشف عن فيروس كورونا، قبل أن يتوسع إلى تجهيز مخبر متكامل ومزود بكل الأجهزة الحديثة على مستوى كلية الطب، للكشف عن مختلف أنواع الفيروسات، ومن المنتظر أن يدشن بشكل رسمي هذا الشهر.   
ويقول عميد الجامعة، أن الرهان سيكون على أن تكون جامعة قسنطينة 3 الأكبر من حيث عدد الابتكارات والأفكار بقدر ماهي أكبر جامعة على المستوى الوطني من حيث المساحة والهياكل والموارد البشرية والمادية، فقد سجلت العام الماضي 6 ابتكارات جلها مثلما أكد، في مجال هندسة الطرائق والتحدي بحسبه، مايزال قائما.
وقد أنشأت دار «يبدأ» وهي دار مقاولاتية، تهدف إلى دعم الأفكار والابتكار، لإدماج الطلبة في عالم الشغل، علما أن «يبدأ» هو مشروع عالمي، تم بالشراكة مع دول من الضفة الشمالية والجنوبية للبحر المتوسط.
ولا يقتصر التكوين في جامعة قسنطينة 3، على  التخصصات العلمية والتقنية، بل يتعداها إلى التكوين الثقافي من خلال الكلية الوحيدة على المستوى الوطني وهي كلية الفنون، التي أطلقت هي الأخرى قبل سنوات تخصصا مهنيا في السينوغرافيا، إذ أكد رئيس الجامعة أن هذه الكلية قد تخرج منها إطارات اندمجوا بسرعة في مجال الشغل في الحقل الثقافي.
ويتخرج سنويا العشرات من الطلبة من كلية العلوم السياسية، والتي سجلت نجاح عدد من طلبتها في مسابقة وزارة الخارجية الأخيرة في عدة رتب ديبلوماسية، كما تراهن كلية الإعلام وفق رئيس الجامعة على تخرج صحفيين  ناجحين، إذ عملت الجامعة مؤخرا على إبرام اتفاقية مع جريدة النصر لتكوين الطلبة والاستفادة من تربصات ميدانية، كما يتم التحضير لإبرام اتفاقية مماثلة مع التلفزيون العمومي وجرائد وطنية أخرى.  
ووصل العدد الإجمالي للطلبة إلى 18132 طالبا جامعيا، إذ تسجل الجامعة تزايدا دوريا في  عدد الطلبة، وهو ما يعكس مثلما قال البروفيسرو بوراس ، استقطاب جامعة صالح بوبنيدر للطلبة الجامعيين في التخصصات المتوفرة، كما تخرج 3440 طالبا في العام  الماضي من 7 كليات جلهم كانوا  من كلية الطب، في حين تم استقبال أزيد من 3150 طالبا جديدا من بينهم 900 في طور الماستر، علما أنها تعرف أريحية في عدد المقاعد البيداغوجية قد تصل إلى 10 سنوات أخرى.

الرجوع إلى الأعلى