استفادت ولاية قسنطينة، من ثانوية رياضية عصرية، ستدخل حيز الخدمة بداية من الموسم المقبل، أين ستستقبل أزيد من 220 تلميذا من كل الولايات الشرقية للوطن، وسيكون هذا المرفق دعما كبيرا للرياضة المدرسية، التي تولي لها الدولة أهمية كبيرة من أجل إعادة تطويرها لتشريف الراية الوطنية في مختلف المحافل القارية والدولية.

وتقع الثانوية بحي شعبة الرصاص على بعد أمتار فقط من ملعب الشهيد حملاوي، حيث تتجهز لاستقبال التلاميذ بداية من الدخول المدرسي المقبل، بعد انتهاء الأشغال بنسبة تفوق 90 بالمئة ولم تتبق إلا روتوشات خفيفة قبل تسليم المشروع إلى مديرية الشباب والرياضة، خاصة وأنه ممول من طرف الوزارة الوصية، كما عرفت نسبة تجهيز هذا المرفق العصري تقدما كبيرا خاصة فيما يتعلق بالمراقد والإطعام والمنشآت الرياضية.
وتواجدت نهاية الأسبوع الماضي بعثة برلمانية، متمثلة في وفد عن لجنة الشباب والرياضة والنشاط الجمعوي، لغرض معاينة المنشآت التي ستحتضن فعاليات كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين المزمع إقامتها في شهر جانفي المقبل، ورغم أن الثانوية لن تكون معنية باستقبال الرياضيين المشاركين في هذه المنافسة، إلا أن مدير الشباب والرياضة بقسنطينة، ارتأى أن يقدم هذا المرفق التعليمي الرياضي العصري للبعثة، خاصة أنه يعتبر مكسبا لقسنطينة وبقية الولايات الشرقية لما يتوفر عليه من إمكانيات.
وقُسم المشروع الذي خصص له مليار و 300 مليون دينار إلى شطرين، حسب شروحات قدمها مدير الشباب والرياضة، السعيد حقاص، للبعثة في مدخل الثانوية، فالأول يحتوي على 6 حصص تتمثل في مدارس تتوفر على عدد معتبر من الأقسام التي تستغل في تعليم التلاميذ، وكذا إدارة تعمل على الأمور التنظيمية داخل هذه المؤسسة الضخمة، وانتهت الأشغال على مستواها بنسبة مئة بالمئة، وهو ما وقفت عليه النصر عند القيام بجولة داخل المؤسسة.
وتتمثل المدارس في بنايات عصرية بها أقسام واسعة ستجهز بأحدث الوسائل من أجل ضمان أفضل تعليم للملتحقين بهذه الثانوية، وتقع هذه الأقسام مقابل بعض البنايات على غرار ملعب معشوشب طبيعيا، إضافة إلى بقية المرافق الرياضية ما يسهل على التلاميذ التنقل لممارسة الرياضة بعد نهاية الحصص الدراسية.
وتقع إدارة الثانوية بمدخل المجمع، وهي عبارة عن بناية ضخمة، تتوفر على عدد من القاعات التي ستستغل كمكاتب، تتخللها أروقة كثيرة مؤدية إلى مختلف المصالح، وهو ما يؤكد أن هذه البناية المجهزة تتوفر على كافة الإمكانات المادية من أجل تسيير هذا المرفق التعليمي التربوي الرياضي.
وتعتبر الحصة الثانية من أهم الحصص بما أنها تتعلق بالإقامة والإطعام، وهي جاهزة بنسبة مئة بالمئة، أما الثالثة فهي عبارة عن قاعة رياضة ومسبح نصف أولمبي نسبة الأشغال بهما وصلت إلى 85 بالمئة، فيما كانت الحصة الرابعة متمثلة في مضمار لألعاب القوى وملعب معشوشب طبيعيا بلغت الأشغال به نسبة 90 بالمئة، زيادة على فضاء ألعاب ومساحات معشوشبة اصطناعيا، إضافة إلى التهيئة الخارجية التي تشمل الربط بمختلف القنوات وهي منتهية بنسبة مئة بالمئة، وحصة سادسة أخيرة بالنسبة للشطر الأول متمثلة في هيكل طبي رياضي منتهي الأشغال وملاعب تنس جاهزة هي الأخرى.
قرابة 40 طبيبا لتسيير المركز الجهوي للطب الرياضي
وتتوفر الثانوية على مركز جهوي للطب الرياضي، يقع عند نهاية الثانوية، متمثلا في بناية ضخمة تتكون من ثلاثة طوابق، سيسهر على تسييره طبيب مختص في الرياضة من المركز الدولي، حسب ما أكده مدير الشباب والرياضة للبعثة البرلمانية، وأضاف أن المديرية رصدت الغلاف المالي من أجل تجهيز هذا المرفق ولم تتبق إلا عملية اختيار المتعامل الذي سيكلف بتوفير تجهيزات حديثة تتوافق والمركز العصري وما سيقدمه من خدمات متطورة للرياضيين.
وأضاف حقاص، أن الطبيب المختص سيشرف على تسيير المركز، رفقة طاقم طبي يتكون من 7 أطباء 3 شبه طبيين، 6 أطباء أسنان و أزيد من 20 طبيبا نفسانيا، يسهرون على تقديم أفضل الخدمات لتلاميذ الثانوية، كما أوضح المتحدث أن الأشغال على مستوى هذا المرفق منتهية و وصلت إلى نسبة مئة بالمئة، مذكرا أن التجهيزات ستكون جاهزة في الأسابيع القليلة القادمة.
هياكل عصرية لإيواء وإطعام المقيمين
ومن أجل ضمان أفضل إقامة للمتمدرسين في هذه الثانوية الرياضية، تم إنجاز إقامات لإيواء الشباب، متمثلة في بنايات صغيرة في شكل نزل، وشاليهات عصرية، هندستها أنجزت بشكل جميل، وزينت بألوان ترمز للطبيعة على غرار اللونين الأزرق والأخضر، كما تحيط بها مساحات خضراء وأشجار، ما منح المكان المخصص للإقامة منظرا جميلا.وخلال الجولة التي قمنا بها داخل هذه المؤسسة، لاحظنا أن موقع الشاليهات كان بين الأقسام التعليمية والملاعب المتعددة سواء المعشوشبة اصطناعيا أو طبيعيا، ما يتيح للتلاميذ سهولة التنقل للدراسة أو لممارسة الرياضة في وقت وجيز ودون أي صعوبات تذكر رغم شساعة هذا المرفق التعليمي الرياضي. كما تتوفر المؤسسة على مطعم كبير سيتم تجهيزه في قادم الأيام، يمكّن من استيعاب عدد معتبر من المقيمين، خاصة أنه جاء على مساحة معتبرة، فيما كانت الأشغال منتهية بنسبة مئة بالمئة حسب مدير الشباب والرياضة وهو ما وقفت عليه النصر خلال الجولة التي قامت بها داخل هذا الهيكل المخصص للإطعام.
8 ملاعب معشوشبة

ويتوفر المكان على عدد معتبر من الملاعب الواقعة على الجهة الغربية لمدخل الثانوية ممتدة على طول المرفق إلى نهايته، وهي عبارة عن 4 ملاعب كبيرة منها معشوشبة طبيعيا وأخرى اصطناعيا أنجزت على مسافات متقاربة، ويحيط بها سياج، كما يتوفر أحدها على مضمار لألعاب القوى، إلا أنها لا زالت بحاجة لوضع آخر الروتوشات لتكون جاهزة، خاصة أن العشب الطبيعي لم ينم بعد في بعض المساحات داخل الملعب، حيث قال مدير الشباب والرياضة إن الجاهزية غير منتهية و وصلت إلى 90 بالمئة.
وتقع على بعد عشرات الأمتار، 4 ملاعب جوارية يمكن استغلالها هي الأخرى في التدريبات، مزودة بأرضيات ذات عشب اصطناعي، ما يرفع عدد الملاعب المتاحة بهذا المرفق إلى 8 يمكن استغلالها في رياضة كرة القدم أو رياضات أخرى، على غرار ألعاب القوى، وتمثل هذه الملاعب الشطر الثاني من المشروع الذي سيسلم في بداية الدخول المدرسي المقبل.
أما بخصوص مختلف الحظائر داخل الثانوية، على غرار حظائر السيارات، فقد انتهت بها الأشغال بنسبة مئة بالمئة، حسب ما أكده مدير الشباب والرياضة، كما هو الحال بالنسبة للمراقد الجاهزة، أو بعض القاعات الخاصة التي لا زالت الأشغال بها متواصلة و وصلت إلى نسبة 80 بالمئة حسب المسؤول عن قطاع الشباب والرياضة بقسنطينة.
4 ملاعب تنس وقاعة جمباز ومسلك للدرجات الهوائية
وزاد التنوع الرياضي من جمالية هذه المؤسسة التعليمية الرياضية، خاصة بعد التناسق الكبير بين الألوان التي زينت البنايات الإدارية أو المخصصة للإقامة والإطعام، والواقعة على الجهة الشرقية للمرفق.
وكانت كل الجهة الغربية عبارة عن ملاعب أنجزت في شكل مستقيم وعلى مسافات متقاربة، وخاصة ملاعب التنس والبالغ عددها 4، حيث أنجزت وسط ملاعب كرة القدم، وخلال تواجدنا بالقرب منها لاحظنا أنها جاهزة ولا ينقصها سوى الشباك الفاصل بين الجهتين المخصصتين لتواجد اللاعبين، كما أكد هذه الجاهزية مدير القطاع الذي تحدث عن نسبة جاهزية وصلت إلى مئة بالمئة.
كما أكد المتحدث للبعثة، أنه تقدم بطلب لإضافة قاعة جمباز لاستغلالها من طرف هواة هذه الرياضة، خاصة أن الوزارة تسعى لتطويرها أكثر من أجل حصد ميداليات أولمبية وعالمية في المستقبل، وأضاف حقاص أنه طلب أيضا تجهيز مسلك للدراجات الهوائية، وهي الرياضة التي تلقى عناية كبيرة من طرف القائمين على الرياضة أو من الرياضيين الشباب، خاصة أنها عرفت مؤخرا حصد عدة ميداليات في منافسات إقليمية.
ويقع في وسط المؤسسة مسبح نصف أولمبي طوله 25 مترا، مجهز بمدرجات، ويتميز بمواصفات عالمية، سواء ما يتعلق بغرف تغيير الملابس أو محيط المسبح الذي لا زالت به الأشغال جارية رغم أنها خفيفة بعد أن وصلت نسبة الجاهزية 85 بالمئة، وبمحاذاة المسبح وبعد السير لأمتار قليلة جدا توجد قاعة متعددة الرياضات حديثة ستكون دعما لهذه الثانوية، إذ تُمكّن من ممارسة عدة رياضات منها كرة القدم وكرة اليد وكرة السلة والكرة الطائرة.
واستفسر أعضاء البعثة البرلمانية عن قدرة استيعاب هذه القاعة، ليتم إعلامهم من طرف المقاولة المنجزة أنها تستوعب 250 متفرجا، قبل أن يعلق أحد البرلمانيين بأن العدد قليل، إلا أن المتحدث رد بأن القاعة ستستقبل منافسات بين الثانويات وغالبا ما يكون فيها عدد المتفرجين محدودا وبالتالي المدرجات ستكون كافية لاستقبال مختلف الجماهير.
استقبال أزيد من 220 تلميذا من مختلف الولايات الشرقية
وأكد مدير الشباب والرياضة، للبعثة البرلمانية، أن الثانوية البدنية والرياضية ستكون جاهزة بداية من الموسم الدراسي المقبل، حيث سيتم الشروع في استقبال التلاميذ من كافة الولايات الشرقية، وتتسع حاليا لأزيد من 200 سرير، إلا أنه يمكن مضاعفة هذا الرقم، وفق الاحتياجات، ويمكن الوصول إلى أزيد من 300 سرير في حال تطلب الأمر ذلك، مضيفا أن الغرفة في الإقامات واسعة جدا ويمكن أن تستوعب كل منها 4 أسرة، كما أجاب المتحدث عن ما إذا تم تعيين مدير المؤسسة والأساتذة المشرفين على التلاميذ، أن ذلك لم يتم بعد وسيحدد في القريب العاجل.
وعبر أعضاء اللجنة عن إعجابهم الشديد بما شاهدوه من منشآت ستساهم في ترقية الرياضة المدرسية، متحدثين عن تفاؤلهم بما سيقدمه هذا المرفق الحديث من إنجازات للرياضة الوطنية، كما ثمنوا ما بذله المسؤولون في قطاع الشباب والرياضة من مجهودات لتجهيز هذه المؤسسة.
ح.ب

الرجوع إلى الأعلى